أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين حبيب - رسائل المسرح العالمي .. قراءة في عقدها الأخير















المزيد.....

رسائل المسرح العالمي .. قراءة في عقدها الأخير


محمد حسين حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 00:05
المحور: الادب والفن
    


الأشخاص الوحيدون الذي لا يخافون أحدا هم أولئك الذين يقولون كلمتهم دون تردد ..
إنهم عشرة أشخاص آمنوا بالمسرح خيارا لهم وجاهدوا على إثبات أن المسرح هو ذلك الملاذ الأوحد لخلاص المجتمع الإنساني برمته .. إنهم : ( جيريش كارنارد , و تانكريد دورست , و فتحية العسال , و اريان منوشكين , و فيكتور هوغو راسكون , و سلطان بن محمد القاسمي , و روبير لوباج , و اوغستو بوالوه , و جودي دينش , و جيسكا أ. كاهو ) .. فضلا عمن سبق هؤلاء ممن يختارهم المركز العالمي للمسرح سنويا لكتابة الكلمة الخاصة بيوم المسرح العالمي في 27 / اذار من كل عام ( وقد اختير هذا اليوم بالذات لأنه اليوم الذي يبدأ فيه مسرح سارة برنار في باريس بتقديم مهرجانه المسرحي الذي تقدم فيه عروض لمختلف المسارح العالمية. وقد سميّ مسرح سارة برنار بعد ذلك بمسرح الأمم ومنذ عام 1962م ) وكان الكاتب المسرحي الفرنسي ( جان كوكتو ) هو اول من كتب الرسالة المسرحية الاولى لهذا اليوم الذي اعتبر عيدا للمسرح في كافة دول العالم , ثم تبعه عدد من الفنانين المسرحيين امثال : ( آرثر ميللر، و لورانس أوليفيه، وهيلينا فايغل، واستورياس، وبيتر بروك، وبابلو نيرودا، ويوجين يونسكو، وول سوينكا، وأنطونيو جالا، ومارتن أسلن، وإدوارد إلبي، وفكلاف هافل، وسعدالله ونوس، وجيونغ أوك كيم ...) .
ورقتنا هذه تتقصى الفكر التنويري المسرحي للرسائل العشر الاخيرة كونها الاقرب زمنيا ولانها تمثل العقد الاخير من قرننا الحالي وهو الحافل بعدد من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية في مختلف البلدان لا سيما تلك التي احتضنت كبريات الاحداث والحروب والكوارث الانسانية ولعالمنا العربي كانت الحصة الاكبر منها , ولان فن ( المسرح ) معني بكل هذه الوقائع التي احاطت بالانسان ووسعت من معاناته لذا جاءت ورقتنا هذه باحثة ومتفحصة عن مقاربات الواقع الاليم مع فكر رجالات المسرح الكبار .
في كلمة الكاتب المسرحي والمخرج الهندي ( جيريش كارنارد ) التي كتبها عام 2002م , يوضح لنا كيف تعلمنا النصوص المقدسة انتاج العرض المسرحي , شارحا اسطورة ( بهارتا ) الهندية مبينا من خلالها عن امكانية عزل الجمهور عن العالم الخارجي كي نغرقه في عالم من الفرح و مؤكدا في رسالته على ان ولادة الفن المسرحي جاءت من المنطقة المقدسة من الطقوس الاسطورية ذاتها حيث اجتماع الالهة مع البشر ومن هناك ولدت الدراما ليجد : ( ان الدراما تجسد حال العوالم الثلاثة. وهي تجمع ما بين الأهداف الأخلاقية للحياة ـ بجوانبها الروحية والدنيوية والحسية ـ وبين أفراحها وأحزانها. وليس هناك من حكمة أو فن أو عاطفة إلا وتوجد في الدراما.) وان ( أقل ما يحتاج إليه العرض المسرحي الحي هو الأداء الإنساني - أي التظاهر بتقمص شخصية أخرى - ووجود من يتفرج عليه , وهي حال حافلة باللا يقين ) بحسب رايه وان المسرح لدى كارنارد يشكل استمرارية، بل حالة من الاستمرارية التي ستظل دائماً ثابتة لا تتغير وفي مثل هذه الاستمرارية يكمن زخم المسرح التفجيري .. خاتما رسالته بالقول : ان مستقبل المسرح وان بدا كئيبا في الأغلب فإنه يبقى حياً وقادراً على الإثارة.

اما الكاتب المسرحي والفنان الالماني ( تانكريد دورست ) الذي كتب رسالته عام 2003م , فنجده معريا لتدني الواقع الانساني ومحذرا من نتائج هذا التدني , ومتهجما كاشفا لاغلاطنا : كالغش والسذاجة , مستغربا من سعادتنا بجهلنا موقنين ان هذا الجهل هو قدرنا .. معلنا ان البشر مسيرون لا مخيرون , وما هذه الكائنات البشرية المستنسخة الجديدة – التي لاتحتاج الى المسرح – ما هي الا الخطر القادم على الحياة وعلى مسرحها , حيث كيف يمكن تصور حياة ما في مجتمع ما , حياة خالية من المسرح ؟ .. ويعني هنا المسرح النقي لا غير, لان هناك من بامكانه تلويث المسرح بازدواجية شخصانية مقيتة تعكس ذواتهم المحبطة فيقول : ( فالمسرح فن غير نقي وفي قدرته على الكذب تكمن طاقته الحيوية ، المسرح فن بلا ضمير، لا يتوانى عن تسخير كل ما يجده في طريقه لمصالحه الخاصة ، ويظل أبداً يخون مبادئه ، وهو حتماً غير محصن ضد صرعات عصره ) .. بطاقاتنا علينا حماية مستقبلنا الغامض ومستقبل مسرحنا النقي لكنه ينبه الى : ( أننا لا نعرف ما الذي سيجلبه المستقبل لنا، على ما أعتقد أن الخيار بيدنا في أن نكرِّس كل الطاقات والمواهب التي منحت لنا لكي نحمي، من المستقبل الغامض ) , ليهتف اخيرا : عاش المسرح . لان (المسرح هو أحد الاختراعات الإنسانية العظيمة الذي لا يقل أهمية عن اكتشاف العجلة وترويض النار.)
وفي رسالة المخرجة المسرحية والروائية المصرية ( فتحية العسال ) 2004م , نشهد صوت المرأة الصارخ وهي تكتب رسالة دفاع عن قهر الانوثة المستضعفة لان المسرح خير من يعبر عن حقيقة هذا القهر وهذا الاستلاب المتدرج تاريخيا .. هي رسالة مسرحية حاولت فيها العسال الوقوف بجانب المرأة كي تاخذ حقها ابدا .. تقول:( لقد آمنت بأن أهم ما يميز الكاتب المسرحي هو امتلاء روحه برسالة إنسانية سامية ينشرها بين الناس من أجل الارتقاء بحياتهم وتحريرهم من كل عوامل القهر والاستغلال وانتهاك الكرامات.) و تضيف : أن المرأة التي تعرف الحمل طوال تسعة أشهر، قادرة أن تبني مسرحية محكمة ومتماسكة، شرط أن تكون حقا كاتبة مسرحية . وتؤكد العسال على انها استطاعت ان تخرج الى الوجود عددا من النساء تعايشهن وتتقرب منهن متكلمة بالسنتهن وبذلك تقول سوف ( نتعرى تماما أمام أنفسنا ونجلو صدأ السنين ونصرخ في وجه الظروف والأوضاع التي حرمتنا من تفجير طاقاتنا البشرية.)
اما في رسالة المخرجة المسرحية الفرنسية والشاعرة ( اريان منوشكين ) 2005م , والتي تميزت بكونها جاءت عبارة عن قصيدة شعرية عنوانها ( مسرح الشمس في احد احياء باريس ) تقول منوشكين في هذه الرسالة المسرحية القصيدة - التي نتركها تتحدث لكم لوحدها – وهي تخاطب المسرح : (إليك أمد يدي .. أيها المسرح إني أطمئن إليك، فانجدني! .. أنا أغط في النوم، فأيقظني.. أنا تائه في دياجير الظلمة، فخذ بيدي .. وأقله أرشدني نحو شمعة مضاءة .. خامل أنا، فاجعلني أخجل من خمولي .. متعب أنا، فابعث في روحي الهمة .. اصفعني حتى أتخلص من لامبالاتي .. وان بقيت بلا مبالاة، كرر الصفعة أيضا ... الخوف يحاصرني، فكن أنيسي وشجعني .. والجهل يعميني، فعلمني .. أصبحت متوحشاً، أعدني إلى إنسانيتي .. وإذا كنت مغروراً، فاجعلني قادراً على السخرية من غروري .. أو كنت متهكماً، فأخرس لساني، فلا ينطق .. غيرني لكي لا أكون أحمقاً جاهلاً .. وعاقبني حين أكون شريراً .. أريدك أن تقاوم ما في داخلي من طغيان وقسوة .. وأن تضحك متندراً من ابتذالي .. أريدك أن ترتقي بي وتخلصني من انحطاطي .. وأن تحل عقدة لساني،حين يكون لساني معقوداً .. وما دمت قد كففت عن أن أحلم، عليك أن تصمني بالجبن والغفلة.. أعد إلي قوة الذاكرة لأسترجع ما نسيت .. أعد إلي فرح الطفولة لأنني أصبحت أشعر بوهن الشيخوخة والموت.. أنا مغموم، أيها المسرح، فدع قلبي يفرح بموسيقاك .. حزين أنا، فاجعل الفرح عزاء لوحشتي .. وأنا أصم لا أسمع، فاجعل من الألم عاصفة مدوية.. مستثار أنا، فلتكن حكمتك دوائي.. واجعل من قوة الصداقة شعلة أتغلب بها على ضعفي.. أوقد لي كل نيران الأرض لأتغلب بها على عمى بصري .. واسمح للجمال أن يقتحم طغيان البشاعة.. وأطلق كل قوة الحب لانتشالي من جحيم الحقد الذي يحاصرني .. ) .
ومثلما هتف دورست للمسرح نجد ايضا الكاتب الدرامي المكسيكي (فيكتور هوغو راسكون ) صاحب رسالة المسرح لعام 2006م , قد هتف للمسرح بقوله ( يحيا المسرح ) وان هذه الرسالة تميزت بكونها ذكرت اسم المسرح فيها ( 21 ) مرة , حيث يرى كاتبها ان كل يوم من حياتنا يعد يوما للمسرح .. وبالرغم من ان التطور التكنولوجي يحاول ان يقضي على البعد الانساني في المسرح ( وكانت هناك محاولة لخلق مسرح بلاستيكي على شكل لوحات متحركة تحل محل الكلمة ، وتم عرض مسرحيات دون حوار ودون إضاءة ، أو دون ممثلين وذلك باستخدام دمى وألعاب يتم عرضها بمؤثرات ضوئية مركبة .) ومع هذا يرى راسكون ان في عودة ( الكلمة ) الى المسرح من شانها المحافظة على كل ما هو انساني فيه .. وقد نختلف نحن مع راسكون هنا لاننا نجد ان هذه التكنولوجية الرقمية الجديدة يمكن ان تحافظ ايضا على انسانية المسرح اذا ما وعى المسرحيون الرقميون الجدد اهمية عملهم واعتقد ان ذلك ليس بعيد المنال بحكم ما تحقق من تجارب مسرحية رقمية على صعيد التطبيق او التنظير ومنهم كاتب هذه السطور الذي اقترح نظرية المسرح الرقمي منذ عام 2005م . وما تجدر الاشارة اليه في رسالة راسكون ان ( للمسرح أعداء مرئيون واضحون وهم : فقدان التعليم الفني في فترة الطفولة ، ما يمنع استكشاف المسرح والاستمتاع به ، والفقر الذي يغزو العالم ، وإبعاد الجمهور عنه ، وعدم الاهتمام واللامبالاة التي تبديها الحكومات بدلاً من الترويج له .) وهذه الاخيرة نعايشها عربيا اكثر من غيرنا .. ويختم بالقول : ( المسرح هو الإيمان بقيمة كلمة حكيمة في زمن مجنون .. يحيا أولئك الذين يشاركون في تقديس المسرح ، يحيا المسرح .. ) .
اما رسالة يوم المسرح العالمي لعام 2007م فكانت للكاتب المسرحي الاماراتي الشيخ الدكتور ( سلطان بن محمد القاسمي ) وهو ثالث شخصية مسرحية عربية تكلف بكتابة رسالة المسرح العالمي بعد ( سعد الله ونوس 1996 و فتحية العسال 2004 ) .. يبدأ القاسمي رسالته بالتذكر والاستعراض لكيفية تجذر المسرح في حياته ووجدانه منذ مراحل عمرية مبكرة وسط عالم من الممنوعات والمحرمات , لكنه واصل دربه ودراسته المسرحية الجامعية واطلاعه وثقافته فيما بعد على النتاج المسرحي والثقافي الاوربي والانجليزي . في رسالته يدين القاسمي الحروب لانها ضد الجمال وبالتالي هي ضد المسرح .. لان الجمال كل الجمال لا نجده الا في المسرح .. يقول :
( الحروب التي حاقت بالبشرية منذ قديم العصور بواعثها مكنونات شريرة لا تقدر الجمال. والجمال المكتمل لا يتوفر في فن من الفنون بقدر ما هو عليه في المسرح، فهو الوعاء الجامع لكل فنون الجمال، ومن لا يتذوق الجمال لا يدرك قيمة الحياة. والمسرح حياة، فما أحوجنا اليوم إلى نبذ كلّ أنواع الحروب العبثية والاختلافات العقائدية التي تؤجج من دون وازعٍ من ضميرٍ حيّ، ومشاهد العنف والقتل العشوائي تكاد تغّلف المعمورة بأسرها، مصحوبة بهذه الفوارق الشاسعة بين غنىً فاحشٍ وفقرٍ مدقع، بين أجزاءٍ من العالم المنكوبة بأوبئة لا تتظافر قوى الخير من أجل القضاء عليها كأمراض الإيدز وغيرها من الأوبئة المستوطنة، إلى مشكلات التصحّر والجفاف في ظل انعدام الحوار الحقيقي مع بعضنا بعضًا من أجل العالم الذي نعيش فيه مكانًا أفضل.) والقاسمي هنا يدعو الجميع الى الحوار , وهو يتفق هنا ويلتقي مع الكاتب المسرحي السوري الراحل ( سعد الله ونوس ) في دعوته الى الحوار ايضا في رسالته للمسرح العالمي عام 1996م وكانت بعنوان ( الجوع الى الحوار ) .. ويختم القاسمي كلمته بالقول : ( نحن كبشر زائلون، ويبقى المسرح ما بقيت الحياة.)
وتتكرر الدعوات في هذه الرسائل المسرحية للعالم باجمعه الى الحوار والى الوفاق والاخاء بين كافة شعوب العالم , فنجد في رسالة الفنان الكندي ( روبير لوباج ) 2008م مثل هذا التاكيد والتكرار على ضرورة الحوار بين الاطراف بغض النظر عن مرجعياتها لان الفكر المسرحي الانساني هنا الفيصل الذي يمكن ان نحتكم اليه وسط جو وقداسة المسرح , فيبدا لوباج مثلما بدأ ( كارنارد ) قبله بالأسطورة كاشفا عن استهوائه لفرضيات المسرح القديم , متمسكا بالمسرح الحديث بوصفه الكفيل بحل مشاكلنا المصيرية .. طالما هناك دائما هذه اللعبة المسرحية ما بين الضوء والظلام فهناك حلم جديد سيتحقق حتما .. فيقول: ( يجب على الفنان، في سعيه إلى تمثيل العالم بكل تعقيداته، أن يقترح الأشكال والأفكار الجديدة، وأن يثق بذكاء المشاهد القادر على تمييز الجانب الإنساني في اللعبة المتواصلة بين الضوء والظلام. صحيح أن الإكثار من اللعب بالنار يعرّض الإنسان لألسنة اللهب، لكن الإنسان يمنح نفسه أيضاً، بهذه المجازفة، فرصة الإبهار والتألق . ) .
جميعنا ممثلون .. هكذا يرى المخرج المسرحي البرازيلي ( اوغستو بوالوه ) في رسالته عام 2009 م , كما يرى في المسرح اسلوبا لحياتنا ولكل افعالنا وتحركاتنا ومناسباتنا ولقاءاتنا جميعها مسرح .. ويتعرض لمجمل الصراع الاقتصادي العالمي ليخلص الى نتيجة مفادها قلة الرابحين والأغلبية هم الخاسرون جراء تلك الصراعات الغير آبهة بالإنسان وقدسيته ,يقول:( قليلون هم الرابحون والأغلبية العظمى هم الخاسرون . بعض السياسيين من الدول الغنية،يعقدون اجتماعات سرية،فيها يجدون بعض الحلول السحرية،ونحن المشاهدون ضحايا قراراتهم ،ونحن جالسون على الصفوف الخلفية.) فهناك دائما ثنائية تقلق مسرحنا كثيرا : ( السياسي والجمهور / الجلاد والضحية .. ) وعليه لا يمكن ان يكون هناك مكان للكذب بأنواعه مع المسرح ..( فليس في حق أحدكم أن يكذب.لان المسرح هو الحقيقة الخفية ) .. وان المواطنة هي لا تعني مجرد العيش في كنف مجتمع ما , وانما المواطنة الحقة انما تعني بحسب بوالوه السعي الى تغيير ذلك المجتمع نحو الاحسن ونحو الافضل والاعدل .. وهذا هو هدف المسرح من اجل الانسانية جمعاء .
وتبرز امامنا مرة اخرى فكرة التوحد ايضا لمختلف الثقافات والحضارات عن طريق المسرح عبر رسالة الممثلة البريطانية ( جودي دينش ) التي كتبتها عام 2010 م , فتقول : ( يوم المسرح العالمي فرصة للاحتفاء بالمسرح بشتى أشكاله وأنواعه، فالمسرح مصدر للترفيه والإلهام، وهو القادر على توحيد مختلف الثقافات والحضارات و الناس في هذا العالم، بل هو أكثر من ذلك حيث يوفر أيضاً الفرص للتعليم والمعرفة.) .. ومؤكدة أيضا – كما راسكون و بوالوه من قبلها – على ان كل يوم يمر علينا هو يوم للمسرح بقولها : ( وعلينا في كل الأحوال أن نعد كل يوم يمر علينا يوماً للمسرح، وبنا يناط دور مواصلة هذا التقليد بالاحتفاء به، كي نعلم وننوّر مشاهدينا، فلولاهم لما وجدنا نحن ) .. ثم تنبه ( دينش ) للمرة الاولى في تاريخ الرسائل المسرحية , تنبه الى دور الاخرين الذين يعملون خلف الكواليس المسرحية , الكادر الأساس الغير المرئي , يعمل مع الكادر المرئي كي تظهر الأعمال المسرحية جامعة حاوية للمرئي واللامرئي من الإبداع والجهد المسرحي الخلاق ..
اما الرسالة الاخيرة في عقدنا المسرحي الاخير فتكفلت بها الكاتبة المسرحية الاوغندية الممثلة ( جيسكا أ. كاهو ) لهذا العام في السابع والعشرين من اذار 2011م , ومرة اخرى واخرى نجد التاكيد على رأب الصدع بين المجتمعات المختلفة كيما نحتفل بهذا اليوم المقدس وتسأل كاهو : ( هل يتصور في أي وقت أن المسرح يمكن أن يكون أداة قوية من اجل السلام والتعايش؟
بينما تنفق دول مبالغ هائلة من المال على بعثات حفظ السلام في مناطق الصراع العنيف في العالم، فإن اهتماماً قليلاً يولى للمسرح كبديل قادر على تحويل الصراعات وإدارتها. كيف يمكن لمواطني الأرض الأم تحقيق السلام العالمي عندما تأتي الأدوات المستخدمة لهذه الغاية من قوى خارجية وقمعية على ما يبدو؟ ) .. كما تؤكد كاهو على ان المسرح لغة عالمية يمكن ان يكون حاملا ناقلا لرسائل السلام والمحبة بين الشعوب .. (المسرح وجد بالفعل في المناطق التي مزقتها الحرب، وبين السكان الذين يعانون من الفقر المزمن أو المرض. وهناك عدد متنامي من قصص النجاح، حيث تمكن المسرح من حشد الجماهير لبناء الوعي ومساعدة ضحايا الصدمات النفسية بعد الحروب.) .. المسرح هو خيار السلام العالمي .
وفي عامنا الاخير هذا , تساءل المخرج والممثل الاميركي (جون مالكوفيتش ) الذي اختير لهذا العام 2012 لكتابة رسالة يوم المسرح العالمي , تساءل برسالته : ( كيف نعيش ؟ ) .. وهذا نص الرسالة : ( لقد شرفني ان الهيئة الدولية للمسرح في اليونسكو قد منحتني فرصة رفع هذه التحية في الذكرى الخمسين لليوم العالمي للمسرح .. سأوجه ملاحظاتي المكثفة هذى إلى زملائي المشتغلين بالمسرح وأعمدته وإلى رفاقي : فليكن عملكم مشوقاً وأصيلا .. فليكن عميقاً ، مؤثراً، متفكراً ومتفرداً.. لكي يساعدنا في تأمل سؤال ماهية أن تكون إنسانيا؟ وان يدفع بنا ذلك أن نمتدح من القلب وبصدق وحنان وسمو، فلتتغلبوا على الخصوم والرقابة والفقر والعدمية التي كابدها بالتأكيد أكثركم . فلتتباركوا بالموهبة والحماسة لتخبرونا عن نبض القلب الإنساني بكل تعقيداته ؛ وعند الْجَزَعُ والتطلع حتى ليغدو ذلك هدف حياتكم , وأن تتمكنوا، في أفضل أحوالكم وفقط عندما يمكنكم ـ يقيناًـ من اقتناص تلك اللحظات النادرة والخاطفة التي تضئ السؤال الأساسي : كيف نعيش؟ أتمنى لكم التوفيق . ) .. فعلا سؤال مسرحي كبير : كيف نعيش ؟ و المسرحي بدأ و مازال وسيبقى مهتما وقلقا بمعيشة الانسان , أي انسان , اينما كان وفي أي بقعة صغيرة من هذا العالم الكبير .. فان تكون مسرحيا , ذلك يعني انك ابتليت بالحياة و بالإنسانية جمعاء , لتجعلها في أرقى وأسمى درجات مستلزمات السعادة والعدالة والسلام فيها.



#محمد_حسين_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل ( الجمال والاخلاق ) في المسرح الجامعي العراقي
- ينابيع الشهادة العراقية مسرحيا
- جامعة بابل ودورها في تفعيل الوعي بالثقافة الرقمية
- مراكزنا المسرحية : بكم يمتد عمرنا المسرحي
- مسرحية (الحسين الآن)رؤية درامية مغايرة
- الشخصية الازدواجية من علل جامعاتنا العراقية


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين حبيب - رسائل المسرح العالمي .. قراءة في عقدها الأخير