أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود هادي الجواري - من صنع من ؟ الانتفاضة .. القمة















المزيد.....

من صنع من ؟ الانتفاضة .. القمة


محمود هادي الجواري

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 00:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لربما هناك اسئلة كثيرة تدور في عقول المواطنين سواء اكانوا من النخب المثقفة ، السياسيون ام الجماهير العربية البسيطة التي يمكن لها ان تدرك ولو بالحدود الدنيا مما يدور في اروقة القمة العربية المنعقدة في بغداد ..ومهما ارتفعت مديات الادراك او تدنت فانها في الاخر سنقول ان القمة العربية المنعقدة في بغداد هي حدث تأريخي أخذ له محلا في تـاريخ العراق الجديد اي بعد زوال طاغية العراق من الصفحات الجديدة التي يفتحها العراق مع الاشقاء العرب رؤساءاوملوكا او امراء او من يمثلهم نيابيا ، مع غياب زعماء طغاة كانوا ايضا يتزعمون بعضا من الانظمة العربية .. هذا من جانب .. القمة في ظل ما يسمى بالربيع وانا بشكل شخصي اطلق عليها قمة التوقيع على رسم خارطة الشرق الاوسط الجديدة مع حضور لبعض قادة الدول الذين لا زالوا غير راغبين ولا يروق لهم التحولات الدراماتيكية التي اخذت تعصف بالانظمة العربية من الجانب ولذلك كان تمثليهم على مستوى ادنى مما هو متعارف عليه .. القادة المخضرمون هم ايضا مشاركون وهذا يضعنا امام معادلة غير متوازنة وتحتاج الى جهد كبير في وضع الارادة العربية تحت نقطة الضوء لنستطيع ان نختزل النتائج او ان نتوقع القراءة الصحيحة لخارطة الشرق الاوسطية الجديدة في ظل هذا التناقض الذي يقع بين ارادتين احداهما سالبة وتحاول الابقاء على النمط التقليدي لدور الجامعة العربية والتي وصفتها بنقابة الرؤوساء العرب ، واخرى موجبة تريد مواكبة التحول مع مجمل الاوضاع للجماهير العربية التي نزفت الدماء القاني من اجل نيل كرامتها التي اهدرها الحكام الطغاة ولعقود طويلة .. اذن هل ستبني على اساس ان الدولة تمثل رئيسها وليس كما كان مألوفا في القمم السابقة كما كان الرئيس يمثل الدولة ، وبمعنى ادق ان الحقيقة الحتمية الحدوث والتي يجب ان يمتثل اليها الزعماء فهم قابلون للزوال ولكن كيان الدولة سيبقى ثابتا ومحفوظا وليس كما كان الطغاة اذا قال القائد ، قالت الدولة ، اذن لابد من الاخذ بنظر الاعتبار وضع خطط جديدة لتكون اوفر حظوظا مما سبقتها لرسم سياسة جديدة لدور الجامعة العربية التي نجحت في بعض دوراتها ولكنها اخفقت في الكثيرمنها حتى تراجع دورها ولم يعدو دورها سوى اجتماعات برتوكلية صورية او مجاملات على موائد فخمة وامتيازيات وحديث لا يغني ولا يسمن من جوع وهذا اذا خلت من السجالات والشتيمة واستخدام الالفاظ النابية ...اذن قمة بغداد التي تنعقد تحت شعار جامعة الدول العربية او اية قمة اخرى ستعقد في الظروف الراهنة وفي اية دولة عربية اخرى او دويلة هي ستخضع لامرين : احدهما الموقف الدولي والعالمى من هذه القمة اي العلاقات التي ترتبتط بها الدول العربية سرا ام علانية مع الدول الصناعية الكبرى التي تربطها مصالح وتحدد تلك المصالح دائما عجلة المال و الاقتصاد العالمي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ، وكما نعلم ان الربيع العربي لم يتحقق الا من خلال الدعم المعنوي والعسكري وكذلك اللوجستي من الدول الانفة الذكر .. اذن الدول العربية التي شهدت الربيع العربي والتحول او التي لم تصلها بعد رياح التغيير هي لا زالت اسيرة الاملاءات الامريكية والبريطانية ، وكذلك لا يمكن لتلك الدول من تغيير سياساتها مع الاقليم المحيط حفاظا على توازنها اي لا يمكن للدول العربية ان تسير في عدة اتجاهات في آن واحد ، وما يطلق عليه في القاموس السياسي السياسة المتوازنة هي اكذوبة يمررها القادة على شعوبهم ولكنها في الاخر هي لا توفر للشعوب شيئا ملموسا وانما تبقى ضامنة وكفيلة لبقاء القادة والحكام زمنا اطول في البقاء في السلطة مع احتفاظهم بعلاقاتهم المبرمة والغير قابلة للنقض او التحريف مع الغرب .. .. اذن العاصمة بغداد والتي اسندت اليها مشروع عقد القمة لكونها الرائدة في التحول هي ايضا وكما هو طبيعي سيتمخض عن مؤتمرها قرارات واتفاقيات وحديث عن تقرير مصير الامة كلها ومواضيع اخرى تناولتها قمم سابقة ولم ينجز او يتحقق شئ ملموس على صعيد الواقع العربي الذي شهد تاخرا مقارنا في مسيرة التحولات الدولية السريعة والناتجة كذلك عن قمم ذات فاعلية وتأثير في تحقيق قفزات سريعة نحو الاهداف ومما تحقق في اوربا وبرغم الاختلافات العرقية والطائفية واللغة من بلورة مشاريع مشتركة اخذت محلها وخضعت لسياسة التطبيع والتطبيق ووضعت اللمسات الاخيرة على مفهوم الوحدة الاوربية..الامر الاخر وهو المهم في هذه القمة والذي تضعه الجماهير العربية تحت مجهرها وهم بانتظار ماذا سيتحقق للانسان العربي وماهي انعكاسات هذه القمة التي انعقدت وفي زمن تصاعد الوعي الجماهيري فلم يعد هناك ممن لم يدرك السياسة وسلوك القائمين على السلطة وتتبع الفعاليات الحكومية بل وحتى مراقبتها ..من هنا نضع اصابعنا على النقاط الجوهرية لاسباب انعقاد القمة والاهداف التي ترتمي وراءها والتي لا تتعدى المحاولة الجادة في استقواء الانظمة العربية على شعوبها لوضع الحدود لمديات تطور العقل العربي الذي لن تغمض له عين الا وتحت راسه مشروع الاطاحة بالانظمة الجديدة التي تدب في انظمتها افات ومن نوع جديد كالفساد المالي والاداري وهيمنة حزب بعينه وتهميش واقصاء الاطراف الاخرى وتحت المسمى الجديد الديمقراطية .. اذن التوقيت لم يكن مناسبا ، وكان من المفروض ان تعقد القمة بعد اكتمال الربيع العربي ، ومن ثم وضع كافة الاستعدادات لبناء جامعة عربية موحدة الرؤيا ومشتركة في صياغة مفاهيم جديدة تتناسب وطبيعة التحول العربي وما سيكون عليه الواقع العربي الجديد ، قمة بغداد لا يمكن لها ان ترسم الخطوط المتقاطعة كي تحاول من جديد ان تجعلها متناظرة وهذا يعود بطبيعة الحال الى عدم التجانس في انمطة الحكم وتباينها من حيث القرار والتقرير .. .. كيف اذن ستخرج القمة بقرار موحد وملزم لجميع الدول المشاركة بالالتزام بالبنود التي هي تتعارض اساسا مع انظمة تقف حائلا في طريق التحولات الجديدة والتي ستناضل من اجل الابقاء على سلطاتها القمعية والتي تبتعد عن المواثيق الانسانية ومنها الديمقراطية وحقوق الانسان وكبح الحريات .. نحن نتمنى ان تكون هذه المعطيات سابقة لاوانها وكان لابد ان نضع الوضع العربي الراهن نصب اعيننا .. اذن قمة بغداد هي بمثابة الجمع بين المتناقضات .. اذن اذا كانت القمة قد اعطت شيئا للزعماء فانها ستاخذ الكثير من حق الشعوب وما الدماء العربية التي تسيل ما هي الا نتاج واقعي وحي لتناقضات الحكام العرب والتي يدفع ثمنها الجماهير العربية .. الشئ المفيد في هذه القمة اذا ما كتبت لرؤسائها السلامة وعادوا الى حياض اوطانهم سالمين فعلى بغداد ان تشرع في تنفيذ البنود التي ذكرتها في مقالتي المنشورة على هذا الموقع الرصين فهي كفيلة في رسم خارطة جديدة لجامعة دول عربية قادرة على التعاطي مع المستجدات وتحقيق اماني الامة العربية ...ومما يؤلمني وفي هذا الظرف الراهن الذي يترجم وبشكل فاضح وصريح ان القمة العربية هي قمة التباهي والتفاخر ، ولو كانت القيادة العراقية واعية لما يقوله الصحفيون المصريون ،،، اذ قال احدهم ونحن في هذا اليوم اننا لسعداء وممتنين للعراق حيث اليوم يتدافع المصريون على المصارف المصرية لاستلام التعويض التي لحقت بهم من جراء الانتفاضة الشعبانية .. فهل سيراجع السيد المالكي نفسه فيما دفع من التعويض للمنتفضين الذين لم يجدوا وطنا ، وعاشوا في صحراء المملكة بين كثبان الرمال ولسنين طوال .. ،، المصريون عادوا الى وطنهم وكان استحقاقهم ما يقرب من الخمسون الف دولار للفرد الواحد .. فماذا حصل العراقيون .. اذن الانتفاضة كانت في شراك العروبة القمة في شراك الساسة الجدد.. وتعال معي اين العراق وابناءه الغيارى من الحدث المغالى فيه ..



#محمود_هادي_الجواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية بين العقل والعاطفة
- الانتفاضة الشعبانية وجدلية التغيير في العراق
- هل ان الكتاب والمفكرين هم المعول عليهم في نهضة الامم ؟؟
- من الذي يرسم ملامح خارطة الشرق الاوسط الجديدة
- الاقتصاد العراقي الطرف المخيف في معادلة الشرق الاوسط
- الدعوة الى التضامن مع ضحابا التأريخ
- الاجتثاث سلوك مدني ام موروث سياسي
- اقتصاد الفرد ..اقتصاد الدولة .. الحلقة المقودة بين الفرد وال ...
- شكل الديمقراطية نتاج للعقل السياسي
- للعبة التعاقبية في الادوار السياسية ومجانية الاراء
- ماذا انتجت العقلية السياسية العراقية
- حقوق العمال بين مطرقة الحكومات وسندان منظمات المجتمع المدني


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود هادي الجواري - من صنع من ؟ الانتفاضة .. القمة