أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - هل سيظلّ الماضي يُحاصرنا ؟؟..














المزيد.....

هل سيظلّ الماضي يُحاصرنا ؟؟..


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 23:00
المحور: كتابات ساخرة
    


كم سيظلّ الماضي يحاصرنا من كل صوب ؟ و كم ستظلّ الأشباح التائهة تعبث بأحلام هذا الشعب ؟ و نبقى على حافة القبور ننبش الثرى بحثا عن جثامين لم تعد تصلح حتى لديدان الأرض ..و نظلّ ندفع بالمستقبل نحو شهوة الموت ..حكومات مسعورة بالهوية تلاحق الجذور و تزرع الصحاري و تنفض الغبار عن كل قطعة أثرية قديمة ..و تراكمت العودات الى الوراء بحثا عن المستقبل ..أشكال و ألوان من المتاحف و الآثار..حفر مستمرّ حيث لا حياة و فلاحة لأراضي مُنهكة بسماد قديم .هذا يجلب السماد من صحراء العرب ..حيث هاجرت ناقة البسوس الى غير رجعة ..و آخر لاجئ سياسي بقامة مرتعشة.. الى زعيم قديم خرج عن سنّ الشيخوخة و لم يعد قادرا على التماسك أمام المصدح ..و آخر يستورد جلبابه من أفغانستان ...يا لهذه الثورة ..أصابها عطب جغرافي في بوصلتها السياسية ..طلبت مستقبلا مغايرا فيه كرامة أبناء شعبها ..و فيه انتصار على الطغاة و الطغيان ..و فيه خبز و حرية ..فلم تغنم غير العودة الى أشكال أخرى من الدكتاتورية ..حكومات أصابها العقم في انتاج شكل جديد من سياسة الشعب فعادت تأكل من لحمها القديم ..رغم نتونة الرائحة التي انتشرت حيثما ثمّة سياسة ..في أماكن الخطابة و العبادة ..في بيوت الأحزاب و في قلوب العباد ..
عادوا الى كلّ ثقبهم القديمة يصنعون الجدران و يكثرون من الستائر و من نسيج العنكبوت..ها هو بورقيبة يعود الينا من وراء توجيهاته اليومية و يتسلل الى زمن مغاير لزمانه من بين حاشيته العنكبوتية ..و فجأة تذكّروا كل مزاياه التحديثية و النسائية و التعليمية ..لكنّهم تناسوا أنّه الأب السياسي للرئيس المخلوع و أنّ الدكتاتور الراحل بن علي كان وزيرا لامعا في دولته بل و كان بطل بورقيبة الأول في قمع انتفاضة الخبز وفي اخماد كل الأصوات المنادية بالحرية . و نسوا أنّ بورقيبة انتهى مستبدّا بل هو من فتح الطريق أمام الاستبداد الذي استأنفه بن علي بأشكال مختلفة فجوّع الشعب و همّشه و لم يتقن غير صناعة الواجهات و زركشتها بالبنفسجي المنافق و الكذّاب .. ماذا تخفي العودة الى بورقيبة ؟ و أيّ شكل ملغّم من العودات وراء ذاك القناع الضاحك من وراء وجه الزعيم الذي صنع تونس الحديثة.. لكنّه صنع لها شروط العبث بها أيضا ..؟
لماذا لا تتقن حكوماتنا التوجه نحو مستقبل لا أصنام فيه و لا أشباح ؟ أم أن لا مستقبل في هذه البلاد الاّ بقدر ما يسمح به عشّاق الماضي ..؟ أم أنّ المستقبل قد مرّ دون أن ننتبه اليه ؟ و يظلّ الماضي يعطّل هذا الشعب عن همومه اليومية و جوعه المؤبّد و اقتصاده المهدّد ..و تظلّ الحكومات و الأحزاب تكثر من الأصنام و تشجع على تجارة الخرافات ..و يظلّ هذا الشعب وحيدا أمام غلاء اللحوم وتفشّي البؤس اليومي و تراكم الفواتير و الأداءات ..فبأيّ ماضي سيشتري لحما و خبزا ؟ و بأيّ صنم سياسي سيؤمّن الدروس الخصوصية لأبنائه ؟ و أيّ شكل من السلف سيحميه من الافلاس و يسدد له ديونه البنكية ؟



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة بلا أسئلة
- الصفر أشدّ بأسا من كلّ الأعداد الزوجية
- كي يقاوم ..
- دقيقة صوت ..ترحّما على الديمقراطية
- شهداء مزيّفون ..؟
- ناس الغيوان ..شطحات شيوعية في القبة
- سجينة سياسية سابقة تدخل في اضراب جوع
- هل يلتقيان ؟
- حمقاء هذي المدينة
- حديث الأمواج.
- وادي مجردة ..شيوعي أم حنبلي ؟؟
- أنتِ دهر من الاستثناء و العبث ...
- لماذا الخلط بين الجامع و الجامعة ؟
- و تشرّد الاعراب..
- منطقة سلفية حرّة لبيع الجياع ..
- القُمامةُ تعتصم جوعا ..
- كم ستموتين قبل أن تأتي..؟؟
- أدمنوا على التصويت ..و الاحتراق متواصل ..
- حين يصير السجن حلاّ للبطالة ؟؟؟
- خمسة آلاف موطن حجّ ..و البطالة على أشدّها


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - هل سيظلّ الماضي يُحاصرنا ؟؟..