أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبد السلام أديب - دور البيروقراطية النقابية في تدجين الطبقة العاملة وتشديد استغلالها















المزيد.....



دور البيروقراطية النقابية في تدجين الطبقة العاملة وتشديد استغلالها


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 19:57
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


1 - لم يعد خافيا عن وعي المناضلين المرتبطين بفكر الطبقة العاملة بأن الرأسمالية في مرحلة احتضارها انطلاقا من بداية الحرب العالمية الأولى، تحاول ابداع العديد من الآليات والسياسات والأسلحة والثورات المضادة من أجل تدبير أزمتها القاتلة وحماية نفسها من التفكك والاحتضار الحتمي أولا والاستمرار في تخدير الطبقة العاملة وتقسيمها وردعها خوفا من ثورتها الحتمية. ومن جملة الآليات الفتاكة المعتمدة من طرف البرجوازية المهيمنة استعمال جهاز الدولة وميزانياتها وتدخلاتها من أجل ضمان معالجة تناقضاتها وأزماته االمتواصلة عبر تحميل الكادحين فاتورة هذه الأزمات. كما يتم اللجوء الى اجهزة الدولة الايديولوجية الدينية وغير الدينية في محاولة لتخدير الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة. كما تلجأ البرجوازية النافذة الى الأجهزة القمعية من بوليس وعسكر لردع كل تحرك عمالي جماهيري متمرد على تفاقم الاستغلال والبؤس.

2 - من بين الآليات التي تستند عليها البرجوازيات المهيمنة عالميا ومحليا هناك النقابات والأحزاب اليسارية الانتهازية. فقد استطاعت البرجوازية المهيمنة توظيف البرجوازية الصغرى المعروفة بانتهازيتها ودورها المتذبذب سياسيا ودورها التاريخي المخادع والمساوم المتطلع على الدوام إلى التسلق الاجتماعي لبلوغ مصاف البرجوازية المهيمنة، وذلك في تحويل دور النقابات والأحزاب اليسارية الانتهازية نحو إطارات مندمجة في الدولة الطبقية وأدوات لتشويه وعي الطبقة العاملة وتكثيف استغلالها.

3 - ورغم بداهة هذا المسار انطلاقا من انحراف الأممية الثانية وبروز منظرين تحريفيين كبار في فترات تاريخية حاسمة كبيرنشتاين وكاوتسكي، ورغم تواطؤ النقابات وأحزاب اليسار الانتهازية مع الدولة البرجوازية انطلاقا من اغتيال الثورة الألمانية سنة 1918 وصعود الجبهة الشعبية في فرنسا سنة 1936 وصولا إلى صعود فرانسوا ميتران الى الرئاسة عن الحزب الاشتراكي الفرنسي سنة 1981 والأدوار التشويهية للصراع الطبقي الذي تقوم به أغلب النقابات نظرا لسيطرة خط التعاون الطبقي عليها. إلا أن الحركة العمالية الثورية لم تحسم موقفها نهائيا مع النقابات وظلت تعتبرها كواجهة أساسية في مرحلة نموها للنضال الاقتصادي ولفضح سياسة البورجوازية و للتعبئة والتأطير العمالي. لكن الشواهد التاريخية التي قدمها لنا الحزب البولشفي سنة 1905 في روسيا بخصوص إمكانية تجاوز الإطارات النقابية إلى أشكال تنظيمية عمالية ثورية مستقلة تمثلت في السوفيتات تؤكد موقف الحركة العمالية من النقابات على المراحل التي تمر منها هذه الحركة. فبفضل هذه السوفيتات أو المجالس العمالية والدور السياسي للحزب البولشفي عرف الوعي الطبقي البروليتاري تطورا ملحوظا أدى الى تفجير الثورة العمالية البلشفية.

4 - ما تمت الإشارة اليه أعلاه ليس من قبيل ممارسة الترف الفكري بقدر ما هو تذكير بطبيعة العمل النقابي الذي يبقى في آخر المطاف إما أداة في يد الأعداء الحقيقيين للبروليتاريا (البرجوازية المهيمنة) أو في يد الانتهازيين الاقتصادويين مما يؤدي إلى سحق انتفاضات الطبقة العاملة أو تخديرها وتشديد استغلالها. إذن فالدولة البرجوازية ليست محايدة وأن الأحزاب اليسارية الانتهازية والمركزيات النقابية التي تهيمن عليها البرجوازية أو البرجوازية الصغرى لا تقل خطورة على الطبقة العاملة من الدولة البرجوازية نفسها، نظرا لخطابها المخادع والذي يدعي دائما دفاعه عنها وعن الكادحين.

5 - انطلاقا مما سبق يطرح السؤال المركزي والمتمثل في كيفية التعامل مع النقابات؟ وهل هناك جدوى في الانخراط فيها رغم خضوعها للهيمنة البرجوازية أو للبيروقراطية؟ ثم ماهي اهدافنا من العمل النقابي؟ وهل نمارس بالفعل عملا سياسيا داخل الطبقة العاملة من خلال النقابة؟ ثم اذا كانت جميع النقابات موالية للدولة البرجوازية أو للبيروقراطية ونجد انفسنا مضطرين للعمل داخلها للنضال الى جانب الطبقة العاملة فلماذا نفضل النقابات "اليسارية" ونهمل النقابات الأكثر رجعية رغم كونها تزخر بالعمال مثل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أو الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب أو ربما حتى الفيدرالية الديمقراطية للشغل؟ ثم إذا اقتنعنا ان لا جدوى من العمل داخل النقابات فما هي حظوظنا وإمكانياتنا لتشكيل المجالس العمالية وتطوير الوعي الطبقي داخلها بعيدا عن النقابات وهل يمكن فعل ذلك في ظل الواقع التنظيمي الحالي للمناضلين النقابيين العماليين حقا؟


6 - لم يكن أحد يتوقع ما يحدث داخل الاتحاد المغربي للشغل بالشكل المندفع والمسترسل الذي حدث به، رغم أن قراءتنا المقدمة أعلاه لدور النقابة في ظل الدولة البرجوازية وضعف التيارات العمالية في الشارع يفضي إلى إمكانية وقوع مثل هذا في أية لحظة. غير أن العديد من المراقبين و المناضلين كذلك صدموا بقوة قرارات الطرد والتوقيف والحل والهجوم على مقر الاتحاد الجهوي بالرباط واستعمال الشاليمو وبناء ابواب حديدية وتجنيد العشرات من البلطجية لحماية المقر ليل نهار بأجور تصل الى 13ألف درهم عدا ضمان الأكل والمشروبات الروحية. ان تسلسل الهجومات بقوة ورفض اي حوار حتى مع أعضاء من الأمانة العامة للاتحاد بل وإصدار قرار تقديمهم أمام لجنة تأديبية وبالتالي طردهم مباشرة عندما لم يتقدموا أمام هذه اللجنة قد فاجأ هؤلاء. و إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن الهجوم كان قويا و مسترسلا بالشكل الذي لم يترك الوقت لهم حتى لاستيعاب ما يقع. غير أنه أمام هذا الهجوم لم نلاحظ سوى ردود فعل رمزية و مهدئة إن لم نقل مهادنة. فلماذا إذن لم يتم اللجوء إلى قواعد النقابات القاعدية و الجامعات و النقابات الوطنية التي ينشط فيها بشكل قوي المناضلون الديمقراطيون للرد على هذا الهجوم و اكتفي بتنظيم وقفات واجتماعات رمزية أمام المقرات وإصدار بيانات وبلاغات فقط؟

7 - لقد تم الحديث يوم السبت 24 مارس عن حدوث حل الاتحاد النقابي للموظفين كما قدمت تكهنات حول إمكانية حل الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي وكذا الجامعة الوطنية للجماعات المحلية وربما الجامعة الوطنية للتعليم.

8 - إن هذه الوقائع والأحداث تعتبر خطيرة جدا لم تحدث من قبل في تاريخ الاتحاد المغربي للشغل، رغم توقيف الجامعة الوطنية للبريد أربع مرات سابقا. السؤال المطروح هل هناك مركزيات نقابية في بلدان أخرى وصلت تناقضاتها الداخلية الى درجة ما يحدث حاليا داخل الاتحاد المغربي للشغل؟

9 - لقد ابتدأ الأمر بمطالبة مجموعة من البروقراطيين النقابيين بالاتحاد الجهوي لنقابات الرباط سلا تمارة والذين كانوا غائبين لاكثر من ست سنوات عن العمل النقابي بمنحهم تمثيلية اكبر من حجمهم قبيل انعقاد مؤتمر الاتحاد الجهوي في 25 شتنبر 2011، والذي تم تأجيله بسبب ذلك الى 30 أكتوبر 2011 حيث انعقد فقط الشطر الاول من المؤتمر بسبب عدم رضا البيروقراطيين بحصتهم من التمثيلية. ورغم مختلف التنازلات التي قدمت لها دون أن تقتنع بها البيروقراطية.

10 - مرة أخرى تحدد موعد الشطر الثاني من المؤتمر في 11 مارس 2012، لكن مقالا صدر في جريدة المساء في 23 فبراير 2012 يفضح الفساد المستشري في عدد من الجامعات الوطنية للاتحاد المغربي للشغل وكذا تعاضدية التعليم والتي اعتمد فيها الصحافي على تقارير التفتيشية العامة للمالية والمجلس الأعلى للحسابات وتقرير جمعية فرنسية ترأسها دانيال ميتران حول شركة فيوليا فضحت فساد المكتب النقابي الوطني لرضال دفع بالبيروقراطية لاتهام المناضلات والمناضلين بالاتحاد الجهوي بوقوفهم وراءه وتأجيل المؤتمر عمليا لأن الحملة الأخرى (حملة الطرد و الحل و إغلاق المقر) بدأت. ففي الخامس من مارس اجتمعت اللجنة الإدارية للاتحاد عبر تنظيم إنزال هائل حتى من خارج اللجنة الادارية وحيث تم التطرق إلى نقطة واحدة هي ما تم نشره في جريدة المساء وبالتالي تم استصدار قرارات جاهزة بطرد عبد السلام أديب وتوقيف عبد الله لفناتسة وحل الاتحاد الجهوي لنقابات الرباط سلا تمارة وتعيين لجنة للاشراف أوكل لها مهمة تسيير الاتحاد الجهوي.

11 - في يوم الجمعة 9 مارس نزلت العديد من سيارات شركة رضال الأجنبية تحمل أشخاصا قادمين من الدار البيضاء عملوا على إغلاق الباب الرئيسي عبر تلحيمه بالشاليمو ثم تثبيت باب خلفي حديدي وادخال عدد من البلطجية داخله لضمان حراسة المقر ليل نهار.

12 - من خلال سرد الوقائع السابقة نكتشف أننا أمام عمل خطير وكبير وليس أمام ردة فعل غاضبة عن مقال صادر في جريدة المساء. اننا أما عمل مدبر وخطة مدروسة مسبقا على نار هادئة ظلت تختمر لمدة طويلة وتتحين لحظة الانقضاض. ونظرا لعدم توفر سبب مقنع لاقتلاع المناضلات والمناضلين من الاتحاد الجهوي بالرباط، فقد تم الركوب على مقال جريدة المساء رغم ضعفه كمبرر للقيام بهذه الهجومات الخطيرة.

13 - خلاصة ما سبق هو أن الهجوم البيروقراطي الأخير كان مدبرا منذ مدة طويلة تفضحه لائحة لجنة الإشراف المهيأة مسبقا والتي أخرجها إبراهيم قرفة لقراءة الأسماء الموجودة فيها، كما يفضحه الباب الحديدي الذي قد يكون تم صنعه منذ مدة طويلة وكان الأمر يتطلب فقط حدوث طارئ يتم الركوب عليه للمرور نحو الهجوم.
في ما يلي مجموعة من الشهادات التي تؤكد مرور البيروقراطية عندما يصدر اليها الأمر للهجوم على النقابيين الديموقراطيين من أجل فك الارتباط بينهم وبين الطبقة العاملة. فعزل الطبقة العاملة عن طليعتها البروليتارية الواعية ينبئ دائما عن بداية هجوم ساحق للبرجوازية على القوت اليومي للطبقة العاملة. وهو شيء طبيعي في خضم الصراع الطبقي الجاري وتعمق أزمة البرجوازية عالميا ومحليا. ويمكن للطبقة العاملة أن تنتظر في مستقبل الأيام اعتماد عدد من التدابير تجهز على المئات من مكتسبات الطبقة العاملة لانقاد الرأسمالية المحلية والدولية من الانهيار والحفاظ على مستوى تراكمها الرأسمالي.



رسالة الشهيد عمر بنجلون الى المحجوب بن الصديق بعد تعرضه لعنف البيروقراطية سنتي 1961 و1963


الأخ المحجوب، الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل
للمرة الثانية، يتم اختطافي وتعذيبي في أحد الأقبية.

* الأولى وقعت يوم 20 دجنبر 1961 على الساعة الواحدة والنصف صباحا. كان ذلك بمناسبة الإضراب العام الذي قررته فيدراليتنا الوطنية للبريد، إضرابا كان ناجحا باهرا للاتحاد المغربي للشغل، كما عنونت جريدة «الطليعة».

اختطفت من طرف عصابة خاصة تابعة للسلطة الفيودالية، هذه الأخيرة قررت العملية عندما اقتنعت بأن الإضراب فعلي. كان لابد لها من مسؤول. رأس ثعبان تمارس عليه انتقامها الأخرق. وكان لي شرف هذا الاختيار.

أقول شرف. لأن قناعتي الراسخة هي أن الطبقة العاملة تشكل الطليعة الطبيعية في الكفاح الفعلي والملموس الذي يجب أن يخاض ضد الفيودالية والبورجوازية والامبريالية.

* وهذه المرة، لا أستطيع للأسف، أن أتحدث ( تماما) عن شرف، فباسم الطبقة العاملة تعرضت في واضحة النهار، للاستفزاز من طرف مسئولين في الاتحاد المغربي للشغل، أمام أنظار حراس الاتحاد المغربي للشغل وحياد متواطئ من طرف الشرطة، وتعرضت للضرب واللكم ونقلت إلى قبو.

تعرضت في ظرف 12 ساعة لثلاث حصص من التعذيب تجاوزت وحشية كثيرا ما تعرضت له السنة الماضية، لأن الأمر في المرة الأولى كان مجرد تهديد.

تصرف أخرق كذلك أصر على أن أحكي تفاصيله. أتوجه إليك بصفتك الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل الذي انأ احد مناضليه، كما أنني أحد مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي أنت احد قادته الذين رسموا «توجهه وعقيدته».

اسمح لي أن اعتبر بأن الأمر يتعلق بخطأ آخر يرتكب باسم الاتحاد المغربي للشغل والطبقة العاملة. وأن أذكرك بالأسباب العميقة التي تقف في رأيي وراء كل هذه الأخطاء. كل هذا التعبير عن «متمنيات» فيما يخص المستقبل (الذي يهمني بالمقام الأول).

اسمح لي أن أواصل الاعتقاد بأنك لم تشك أبدا في رغبتي الصادقة في خدمة الطبقة العاملة. طليعة الطبقات الشعبية في كفاحها ضد استغلال الفيودالية الاستعمارية.

اسمح لي أيضا أن آمل أنك سترى في هذه الرسالة، تعبيرا عن الألم الذي أحسه لأنني قدمت وعوملت كعدو للطبقة العاملة.
واسمح لي أخيرا أن أعتبر أن الصمت في مثل هذه الظروف، سيكون خدمة موضوعية تقدم للنظام الفيودالي، الذي استفاد من الصمت الذي أحاط منذ زمن بعيد بالأخطاء المتراكمة.
وإليك أولا تفاصيل الإحداث، ثم الأسباب العميقة وراء هذه الممارسات وأخيرا بعض الخلاصات و«المتمنيات» بالنسبة للمستقبل.

تفاصيل الأحداث
لا يمكن أن نعزل ما وقع لي عن الأحداث التي وقعت لك (أنت أو مساعديك) مع فيدرالية البريد.

منذ 25 دجنبر، تاريخ انتخاب 8 مندوبين من البريديين بالرباط للمؤتمر (ومن بينهم أنا) لم تتوقف الأحداث.

تشبثت بتعيين المندوبين إلى المؤتمر، كما هي العادة، عبر أشخاص معينين. وبعد عدة محاولات، وجه إليكم المكتب الفيدرالي والمكتب المحلي للرباط وسلا وفودا ورسائل وبرقيات تعبر كلها عن تشبثها بمبدأ الانتخاب الديمقراطي للمندوبين إلى المؤتمر.

كل المندوبين القادمين من كل الفروع اجتمعوا يوم الجمعة ابتداء من الثالثة مساء ليقرروا في الموقف الواجب اتخاذه أمام صمت المركزية، وقرروا بالإجماع رفض تعيين المركزية للمندوبين والبقاء متضامنين مع الإخوة المنتخبين، خاصة معي شخصيا (بعدما أخبروا أن تواجدي انأ هو الذي يطرح مشكلا).

وكان آخر وفد معين قد عقد لقاء مع ممثلي المركزية (بينهم، عبد الرزاق، عواب وعمور)، وأخبر الوفد أنه فيما يخصني حتى وان كنت مندوبا، فإنني لن أدخل المؤتمر...

وقرر اجتماعنا الذي عقد بعد ذلك في الساعة العاشرة ليلا، بأن البريديين مجتمعين سيتوجهون إلى المؤتمر، وسيتحاشون الرد على أي استفزاز، وينتظرون حتى يتم قبولهم، كان مقررا أن نجتمع يوم السبت في الثامنة صباحا بالمقر المحلي للبريد بالدار البيضاء.

تجمع جزء من المندوبين، نبهت الإخوان، انه في انتظار وصول باقي الوفود، سأتوجه رفقة الاخ بلمليح لرؤية إن كانت الوفود قد بدأت دخول قاعة الاجتماع ، كانت الساعة حوالي 8 صباحا و20 دقيقة.

أوقفت سيارتي بشارع الجيش الملكي ومررت أمام قاعة الأفراح (دون أن أسير حتى فوق الرصيف). وعند عودتي الى سيارتي، وجهت التحية للاخ عمروق، وهو بريدي متفرغ بالمركزية، الذي بدأ يتهمني «بالتآمر» و«بالتشويش»... وصفع الأخ بلمليح.
كان رد فعلي الوحيد هو أنني أخذت الأخ بلمليح إلى السيارة عندما تلقيت عدة لكمات من طرف عنصر كان متواجدا جدا بجانب عمور (كاتب نقابة البتروليين، الذي تمت ترقيته الآن إلى عضوية المكتب الوطني للاتحاد المغربي للشغل). وبيما كنت أتعرض للاستفزاز (وهو اختصاص يتقنه عمور) واصلت طريقي دون أن أرد بأي فعل. ومن بين الحاضرين تعرفت، الى جانب عمور وعمروق، على عواب (الشبيبة العمالية، المديوني (القطاع الخاص) وبوشعيب الريفي (الضمان الاجتماعي).

ولكن العنصر الذي هاجمني في المرة الأولى التحق بي مجددا وجرى نحو عمور، وأثرت انتباه هذا المسؤول الى ما كان يجري أمام عينيه. في هذه اللحظة بالذات، صدر الأمر بصوت مرتفع «أمسكوه»، حملتني عصابة من 6 إلى 7 عناصر نحو قبو قاعة الأفراح.

عند الوصول، كان «الأمر الصادر» هو عدم ضربي. ولكن بعد حوالي 20 دقيقة، وتحت اشراف شخص يدعى قويدر، تعرضت لمدة نصف ساعة للضرب بالأيدي والأرجل في جميع أطراف جسدي. كانت العملية تتوخى إجباري على «الاعتراف» بأنني أنتمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وأمام إصراري، تم تقطيع ملابسي بآلة حادة وفي نفس الوقت كنت أتعرض للتهديد بتشويه وجهي.

هذه الحصة الأولى من التعذيب انتهت عندما جددت التأكيد على انتمائي الى فيدرالية البريد التابعة للاتحاد المغربي للشغل، وأعلنت بوضوح أنهم لن يستطيعوا أبدا إرغامي على تأكيد الانتماء لا إلى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ولا إلى أي منظمة معادية للاتحاد المغربي للشغل.

تم اقتيادي إلى عمق القبو، وأعطي الأمر بعدم التحدث إلي، تلتها حصة أخرى من الضرب (كانت قصيرة) كانت الساعة تشير إلى حوالي 10.

«حراسي» جلبوا لي وجبة ساندويش وبعض الماء، بل إن أحدهم اشترى لي سجائر.

حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال، حضر مسؤول نقابي صحبة اثنين من بين الحراس الذين ضربوني. أوضح لي أنه لولا تدخل المسئولين، لتم اختطافي وأوضح لي أنه لا يجب أن ألوم إلا نفسي و«الذين أرسلوني».

أجبت أنني لست مشاغبا، ورد علي بأن« شارع الجيش الملكي هذا اليوم في ملك العمال الذين لا علاقة لهم بالسياسة ولا يعرفون إلا الخبز، وأضاف أن العمال لا يعرفون لا البصري ولا الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، بل يعرفون فقط المحجوب وما يقرره» ووصف مرجعياتي لفيدرالية البريد بأنها «تحليلات على طريقة الزيتوني» ورغم أنه يمكن لفيدرالية البريد أن تذهب إلى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب.

حوالي الثامنة والنصف ليلا، أخذوا مني أوراقي التي أعادوها إليَّ على الفور. ثم انطلقت حصة جديدة من اللكم والرفس والضرب بالهراوات. تمت سرقة النقود التي كانت معي وكذلك ساعتي. هذه الحصة من التعذيب كانت فيما يبدو لي، بمبادرة من أكثر الحراس وحشية، كان يريد الاستيلاء على حاجياتي.

بعد عشر دقائق، تم اقتيادي أمام باب القبو، ونصحوني بعدم التحرك. ولكن بعدما اكتشفت عدم وجود أية حراسة، انصرفت معتقداً أنني هربت، في الواقع فهمت فيما بعد بأنه:

ـ دقائق بعد ذهابي، تم استقدام بعض من طرحوا المشكل، إلى القبو «ليتأكدوا» بأنني لم أكن هناك.

ـ أصدقائي مندوبي البريد رغم أنهم ابتعدوا على الجانب الآخر من شارع الجيش الملكي، تعرضوا للهجوم بعدي حوالي 10 و 30 دقيقة، ولم ينجوا (حتى من تدخل الشرطة) سوى بانحسار مرور السيارات في الشارع.

ـ عراب قدمني أمام الملأ كعميل للأمريكيين جاء لنسف المؤتمر، وذلك لإذكاء حماس من كانوا يحملونني الى القبو (عراب الذي أكد شخصيا أنه كان متفقا معي إيديولوجيا).

ـ جميع رفاقي في البريد، قدموا للطبقة العاملة وللمندوبين الأجانب كعناصر استفزازية تابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وللشرطة كعناصر موجهة من طرف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.

ـ بعض المسئولين النقابيين كانوا يعطون الموافقة الأولية للشرطة (التي لم تتدخل في أية لحظة).

هذه هي الوقائع الثابتة. عنف لا اسم له مع حياد متواطئ من الشرطة ثم السب البذيء، وأخيراً السب الرسمي من طرفك أنت من منصة المؤتمر ضد فيدرالية البريد والحركات التقدمية في هذا البلد (وخاصة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية)،الذي تنتمي أنت ونائبك عبد الرزاق لأمانته العامة.

وهذا العنف الذي مورس ضد البريديين ذنبهم الوحيد أنهم ظلوا متشبثين بمبدأ الانتخاب الديمقراطي للمندوبين إلى مؤتمر الاتحاد المغربي للشغل الذي تشكل فيدرالية البريد «حصنه» حسب قولك.

أود أن أنبه أنني أفضل عدم الرد على مزاعمك المتعلقة بعدد البطائق التي بيعت بالرباط والاشتراكات التي دفعت (هذا سيقودنا الى قضايا «شخصية») لماذا كل هذا؟

حتى وإن لم تعد بحاجة للبريديين (كما قلت)، حتى وإن كنت قد قررت الاستغناء عن «المدرعات» وكنت قد دخلت في مرحلة نزع السلاح، فإن ذلك لن يكفي لتفسير مثل هذه الأساليب غير السلمية.

لا أقول بأنك قررت شخصيا تنفيذ هذه العملية، ولكنها تمت بأمر وبحضور مسئولين في المكتب الوطني للاتحاد المغربي للشغل الذين كانت لهم كل المبررات ليعتقدوا أن لهم الضوء الأخضر وواجب عدم ترك الفرصة تمر.

وسيكون من التفاهة تصديق تأكيداتهم السابقة (وهي تؤكد الطابع المتعمد للعملية) ولأن المستقبل هو الذي يهمنا يتعين استغلال هذه الأحداث لتحليل الأسباب العميقة للمرض.

في الواقع لم يكن حضوري في المؤتمر مرغوبا فيه، لم يكن مرغوبا في حضور البريديين الذين يقدمونهم موجهين من طرفي، لم يكن مرغوبا كذلك في حضور العديد من مناضلي فيدراليات أخرى للاتحاد المغربي للشغل أو بعض الاتحادات المحلية.

لم يكن مرغوبا في تواجد هؤلاء لأن هناك تخوفا من طرح وجهة نظر هؤلاء المناضلين الصادقين حول:

- الدور الطليعي الذي يجب أن تلعبه الطبقة العاملة في حركة التحرير

-ضرورة ممارسة الديمقراطية الداخلية من أجل الحفاظ وتطوير وحدة الطبقة العاملة على أسس ثورية.

- خطر التحييد السياسي للطبقة العاملة والتقوقع البسيكولوجي والسياسي الذي يحاول البعض إقامته بين الطبقة العاملة وباقي الطبقات الشعبية.

- الخطر المحدق بوحدة وقوة الاتحاد المغربي للشغل، الخطر الناتج عن بعض الممارسات التي أضعفت كثيرا قتالية النقابات التي أصبحت في بعض الحالات هيئات للمنع الممنهج للإضرابات، أو فقط مجرد هيئات شكلية في خدمة بعض المصالح الشخصية.

تعرف جيدا وجه النظر هذه ومن يدافع عنها لمصلحة الطبقة العاملة والاتحاد المغربي للشغل. لم تحاول أبدا أخذ ذلك بعين الاعتبار على العكس تعتقد أن ذلك موجه ضد شخصك كان لك دائما رد فعل دفاعي قادك إلى التغطية إن لم يكن تشجيع كل الذين كانت مصالحهم وارتباطاتهم تعطيهم كل الأسباب لمحاربة التقدميين.هذا العداء المتجذر والذي يتم تشجيعه وتنظيمه إلى أن يتحول إلى نسف من داخل الحركات التقدمية، خلق دوامة التضامن الواعي واللامشروط بين جميع هذه العناصر التي تلتقي مصالحها.ولكن كيفما كانت السوابق والمعرفة التي اعتقد أنني اكتسبتها عن الجهاز وأساليبه، لم أكن أتصور لحظة أن هذه الدوامة بلغت هذا الحد والى هذه الأساليب التي لا نستطيع حتى وصفها بالفاشية، أساليب موجهة ضد فيدرالية بأكملها.وربما هنا يكمن خطئي الحقيقي، هل علي ألا ألوم إلا نفسي؟ (كما أوضح لي ذلك المبعوث الذي حضر إلى القبو)،لا، لأن شخصي، في كل الأحوال، لا يهم في هذه القضية.

انأ انتقد (ونحن كثيرون في ذلك) سياسة وعقلية سمحت تدريجيا بإقامة جهاز يتشكل من عناصر، اعتقد أن بعضهم لم تعد له أية روابط لا اجتماعية ولا إيديولوجية ولا عاطفية مع الطبقة العاملة.أن أنتقد (ونحن كثيرون في ذلك) أساليب لا تشرف منظمة عمالية أنتمي إليها، أساليب ما كانت لتقع إلا لأن لاشيء وقع من أجل الخروج من دوامة الممارسات المزدوجة، والغبية التي لا تشكل كلمات «عمال» ، «خبز»، «سياسيين» «متطرفين» «يساريين» سوى ذرائع تستعمل حسب ظروف ومصالح «النظام».

أنا انتقد (ونحن كثيرون في ذلك) العداء المتواصل ضد الوطنيين والتقدميين الصادقين الذين أظهروا صلابتهم والسلاح في أيديهم ضد الاستعمار أو الذين هم مثلي مناضلون شباب التحقوا حديثا بالكفاح ضد الفيودالية والبورجوازية والامبريالية (التي تخدم «الجهاز» و«الدوامة» التي ذكرت موضوعيا مصالحها. هذه هي الممارسات التي انتقدها.

أما مؤتمرك، مؤتمركم لن يحل شيئا في الجوهر، فتشكيلته، وتوجهه، وقراراته... كل ذلك ليس سوى نتاج جديد «للدوامة» التي يستفيد منها البعض ويكون البعض ضحيتها (مؤقتا).
فالدور الطليعي للطبقة العاملة حتمي، والتاريخ الكوني وبعض المؤشرات التي تظهر منذ مدة داخل الطبقة العاملة المغربية تؤكد ذلك.

وجهت إليك هذه الرسالة لأقول لك كل هذه الأشياء، هذا الحادث كان مناسبة لكتابتها بالحبر على الورق مع «متمنياتي» بالنسبة لسنة 1963 وهي كالتالي: أمل إلى ما أسمته خلاصاتي بالنسبة للمستقبل (الذي وحده يهمني)

- أتمنى أن يقوم كل واحد بالتصحيحات الضرورية بإعطاء المفاهيم الثورية كل محتواها الحقيقي، بدل استعمالها مناسباتيا كذرائع في خدمة التشهير والتجريح.

أتمنى أن تنتصر الحكمة والتبصر في آخر المطاف لتحاشي أن يصبح كل واحد سجينا لدوامة أطلقها بنفسه أو أن يستسلم أكثر فأكثر للأمر الواقع.

أتمنى بالخصوص أن تكون هذه الرسالة مساهمة في تصحيح بعض الأخطاء حتى لا يمنع أي شيء الطبقات الشعبية تحت قيادة الطبقة العاملة من التحرر من قهر الفيدرالية والاستعمار والانخراط بأسرع ما يمكن في بناء الاشتراكية.

أتمنى أخيرا ألا يكون كل ما سبق، مرة أخرى محسوب على ما يمكن أن يكون لدي (ولدى آخرين) من «انتهازية» و«تطرف» و«يسارية»... أو فقط «نذالة».

مع كل إخلاص لقضية الطبقة العاملة وللاتحاد المغربي للشغل ولكل الحركات التقدمية.


عمر بنجلون


Source: http://www.kifah-nakabi.org/index.php?page=51&id=533


شهادة ملموسة حول تسلط البيروقراطية داخل الاتحاد المغربي للشغل

المصدر

http://www.kifah-nakabi.org/index.php?page=51&id=527




ليس ما يجري حاليا في الاتحاد المغربي للشغل من تنكيل بالمناضلين الديمقراطيين بالأمر الجديد. فتاريخ هذه النقابة حافل بالجرائم ضد المناضلين، بدءا بما تعرض له المناضل عمر بنجلون في الستينات من اضطهاد بلغ درجة الاختطاف و التعذيب من طرف زبانية المحجوب بن الصديق ، مرورا بتنظيم العصابات المسلحة بقضبان الحديد و السلاسل لإرهاب المناضلين.
فيما يلي نعيد التذكير بإحدى أشواط تاريخ البيروقراطية الأسود.
فيما يلي مقالان صدرا بجريدة بيان اليوم حول ما جرى بالاتحاد الجهوي بمدينة الجديدة في العام 1993.


مقال أول:

أحداث الجديدة الدامية: كيف تم تشكيل "المكتب الجهوي" للاتحاد المغربي للشغل؟

تعرض مقر المكتب الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بالجديدة مساء يوم الأربعاء على الساعة السادسة إلى هجوم وحشي من قبل عصابة وافدة من الدار البيضاء، وتحت القيادة العملية لـ: عبد النبي و موخاريق الميلودي وغيور محمد، بالإضافة إلى المسمى بن إسماعيل رئيس الشؤون الاجتماعية للوكالة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء. وبعد عملية اقتحام المقر نعطي نظرة موجزة عن ما جرى في الداخل.

بعد الدخول الى المقر، قام موخاريق برفقة الميليشيا المسلحة بطرد جميع المناضلين النقابيين الذين كانوا متواجدين بالداخل، وفي جو جد مشحون أخذ الكلمة موخاريق الذي حاول إضفاء الشرعية على الأحداث الإجرامية التي قام بها برفقة مجموعته المسخرة، واصفا في نفس الوقت الذين تحملوا مسؤولية تسيير المكتب الجهوي و الذين أعطوا الكثير للاتحاد المغربي للشغل بإقليم الجديدة بعد أن كان تواجده مقتصرا فقط على فروع التعاضديات الاجتماعية بالمنطقة، واصفا إياهم بالصعاليك و المتسكعين في الشوارع نظرا لكونهم طردوا من عملهم في سبيل الدفاع عن المبادئ الشريفة التي يزعم موخاريق بأنه يدافع عنها ضاربا عرض الحائط بكل مبادئ الديمقراطية .

ثم بعد ذلك أعطى الكلمة إلى السيد غيور محمد رئيس تعاضدية التعليم الذي لم يجد ما يقوله ما عدا الإشارة إلى شخصية – رحمة الله عنها- لم يسبق لها أن دخلت إلى المقر بأنها نموذج يحتدى بها في "النضال".

ثم بعد ذلك انتقل موخاريق الميلودي إلى المهمة التي جاء خصيصا من أجلها وهي تكوين المكتب الجهوي الجديد، وهنا المهزلة العظمى عندما اختار – أقول اختار- موخاريق ومن تلقاء نفسه مجلسا يتكون من 55 فردا منهم ثلاثة أرباع لا وجود لهم داخل القاعة التي تتكون فقط من الميليشيا المسلحة و بعض مسؤولي الفروع المحلية لتعاضدية التعليم و الشؤون الاجتماعية الذين عليهم أن يحضروا و إلا تحملوا مسؤولية غيابهم و السيد غيور و بن اسماعيل يعرفان أكثر منا ما نقصد، ثم بعد ذلك اختار السيد موخاريق مكتبا جهويا يتكون من 17 عضوا يضم رجل تعليم واحد لم يكن بدوره داخل القاعة. و أخيرا فرض مواخاريق " الكاتب الجهوي" الذي ينتمي إلى الوكالة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء.
و الجدير بالذكر أن هذه الأحداث جاءت بعد أن تم بكيفية ديمقراطية انتخاب المكتب المحلي الجديد للجديدة، وذلك بحضور إبراهيم قرفة وموخاريق نفسه و الذي اعتبرته القيادة المركزية غير شرعي و تقرر الانتقام منه وتم ذلك بالفعل يوم الأربعاء مساء. وبعد هذه الأحداث نسجل الملاحظات التالية:

1- أثناء عملية تكوين المكتب الجهوي المزعوم من طرف موخاريق لم يكن داخل القاعة ممثلو المكاتب المحلية للجديدة و سيدي بنور وخميس الزمامرة مما أحرج موخاريق الذي استدرك على انه وقع في مصيدة كبيرة عندما وجد نفسه داخل القاعة برفقة الميليشيا المسلحة فقط بدون ممثلي الفروع المحلية الذي غادروا المكان احتجاجا على الوقائع الأليمة التي ارتكبت في حقهم .

2- إن رجال إقامة شارع الجيش الملكي (مقر الاتحاد المغربي للشغل الوطني بالدار البيضاء) جاؤوا إلى عاصمة دكالة بغية دفن الاتحاد المغربي للشغل بعد أن قتلوه في عاصمة الشاوية ، وعليهم تحمل نتائج ذلك.

المراسل
جريدة البيان يوم 15 مايو 1993.


مقال ثاني

ميليشيا مسلحة تقتحم مقر المكتب الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بالجديدة

نشرنا في عدد أول أمس خبرا عن اقتحام مقر المكتب الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بالجديدة من طرف ميليشيا مسلحة بالسكاكين و العصي و السلاسل و القضبان الحديدة وافدة من الدار البيضاء على متن سيارات خاصة و حافلة تمتطيها عناصر مشبوهة و غريبة عن المكتب النقابي. و فيما يلي شريط هذه العملية المافياوية التي قادتها الطغمة البيروقراطية.
في الساعة الخامسة و عشر دقائق مساء حضرت سيارة من نوع رونو 9 G رقم 2-19-7439 تابعة للمكتب المستقل لتوزيع الماء و الكهرباء نزل منها حوالي 20 شخصا توجهوا الى المقر الجهوي للنقابة حيث كان أعضاء المكتب الجهوي مجتمعين ولما علموا بتواجد عناصر غريبة عن الاتحاد المحلي تريد اقتحام المقر بالقوة في هذه الأثناء كان المسؤول الذي جرى الاتصال به على علم بأن هناك عملية لتغيير المكتب المحلي قيد التنفيذ.

وفي الوقت نفسه تم إخبار وكيل الملك ورجال الأمن.

- و حوالي الساعة السادسة و الربع وصل سيارة أخرى من نوع رونو 25 تحمل رقم 2-25-6943 وتقل اربعة اشخاص

- وفي السادسة و 35 حضر وفد رسمي من الأمانة العامة للاتحاد المغربي للشغل ، من بينهم غيور محمد و وموخاريق الميلودي و المسمى بن اسماعيل.

- بعد ذلك صدر الأمر بالهجوم على المقر من جميع الجهات، و تم إعمال العنف ضد المناضلين بوحشية تذكر بالعصور الظلامية، حيث كانوا مسلحين بالسلاسل و القضبان الحديدة.

- وفي محاولة لمقاومة هذا الاعتداء الغاشم تعرض بعض المناضلين لإصابات بليغة. وكان المعتدون في هذه الأثناء يبحثون عن السيد إدريس الورياغلي الكاتب المحلي للاتحاد المغربي للشغل.

وقد استطاع أعضاء المكتب المحلي إقفال باب المقر في وجه الغزاة و تهريب الكاتب العام ، وقد عمد المعتدون الى تكسير الباب بالقوة بواسطة قضيب حديدي، ومطاردة أعضاء المكتب المحلي حيث تم إلقاء احد العمال من أعلى السطح مما تسبب له في كسور مختلفة في جسمه.

وبعد اقتحامهم للمقر عمدوا إلى تكوين مكتب صوري مفبرك.

وتجدر الإشارة إلى أن المكتب المحلي المشروع قد تم انتخابه بشكل ديمقراطي يوم 15 شتنبر 1992 بحضور عضوين من الأمانة العامة من بينهم المسمى موخاريق الذي استعرض عضلاته في هذا الاعتداء الشنيع.

ويعتبر المكتب الشرعي نموذجا للمممارسة الديمقراطية و للتلاحم بين اعضائه مما أثار انزعاج الطغمة البيروقراطية.

ياتي هذا الاعتداء بعد فشل عدة محاولات وتهديدات سابقة تعرض لها المناضلون النقابيون الشرفاء من طرف هذه العناصر بكل من خميس الزمامرة وسيدي بنور بإقليم الجديدة.

وفيما يخص موقف السلطات نسجل بأنها لم تتدخل لإيقاف هذا الاعتداء الغاشم رغم إخبارهم بخطورة الموقف، ورغم أن إدارة الأمن المحلية لا تبعد عن مقر الاتحاد المغربي للشغل سوي ببضعة أمتار.

هذا وقد اصدر المكتب الجهوي الشرعي البلاغ التالي:

نحن أعضاء المكتب الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بإقليم الجديد المنتخبين بصفة ديمقراطية من طرف القواعد العمالية ننهي الى علم السلطات المحلية بالجديدة و الرأي العام الوطني أننا ما زلنا متشبتين بالشرعية القانونية و أن المكتب الصوري الذي فرضه بالقوة بعض المسؤولين البيروقراطيين من الأمانة العامة للاتحاد المغربي للشغل على اثر الهجوم الوحشي الغادر الذي قاموا به يوم الأربعاء 12 مايو 1993 من اجل اقتحام المقر لا يمثل إلا نفسه وليس له الحق في مزاولة أي لون من ألوان التمثيلية النقابية

الإمضاء المكتب الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بالجديدة
جريدة بيان اليوم 17 مايو 1993





عريضة تضامن مع مناضلي الاتحاد المغربي للشغل الشرفاء
الذين يتعرضون حاليا لهجوم سافر من قبل البيروقراطية
عريضة تضامن مع مناضلي الاتحاد المغربي للشغل الشرفاء
وشجب وادانة لجميع البيروقراطيين المرتزقة ناهبي أموال الطبقة العاملة

على اثر إصدار اللجنة الإدارية للاتحاد المغربي للشغل وما يسمى بلجنة الاتحاد التأديبية لمجموعة من القرارات المفبركة والباطلة والقاضية بطرد خمسة مناضلات ومناضلين شرفاء لكونهم طالبو بالشفافية داخل المركزية النقابية ومحاربة الفساد داخلها، كما قضت بحل الشمعة المضيئة الوحيدة للاتحاد وهي الاتحاد الجهوي لنقابات الرباط سلا تمارة مجندة لأجل ذلك عددا من أصحاب السوابق لاحتلال المقر وتهديد المناضلات والمناضلين على مرأى ومسمع الجميع، فإننا نحن الموقعين أسفله المناضلات والمناضلين الديمقراطيين الشرفاء نقابيين وحقوقيين وسياسيين وفعاليات مستقلة نعلن استنكارنا وإدانتنا وشجبنا للقرارات المتخذة خصوصا وأنها اتخذت تحت ذريعة تشهيرالمعنيين بالامر بالمنظمة، مع العلم أن من شهر بالمنظمة هم البيروقراطية الفاسدة نفسها بصمتها المتواطؤ ومشاركتها في هذا الفساد والتي أقرتها تقارير رسمية صادرة عن التفتيشية العامة للمالية والمجلس الأعلى للحسابات وتقارير محلية وأجنبية. وبدلا من أن تعمد الأمانة العامة للاتحاد ولجنتها الإدارية إلى فتح تحقيق سريع في الفساد الذي يغمر أجهزته القيادية، استصدرت قرارات تنتمي إلى سنوات الرصاص من أجل لفت الانتباه عن الفساد العظيم الذي تفوح راحته في كل مكان.
لقد تخطت القيادة البيروقراطية الجديدة داخل الاتحاد المغربي للشغل بفعلتها كل الآمال بعودة الديمقراطية إلى الاتحاد بعد المؤتمر العاشر حتى تتمكن الطبقة العاملة من تقرير مصيرها بنفسها. فما حدث هو نوع من الردة والنكوص ومحاولة تغليب ثقافة البلطجة وكم الأفواه والخنوع المطلق لإرادة البيروقراطية الفاسدة.
إننا إذ نستنكر ما وقع نطالب قيادة الاتحاد المغربي للشغل بعقد مؤتمر استثنائي تحضره جميع قواعد الاتحاد العمالية المناضلة لمناقشة ما حدث واتخاذ القرارات القاعدية في حق البيروقراطية الفاسدة وانتخاب ممثلين جدد للطبقة العاملة يستمعون إلى نبضها أكثر ما يخضعون إلى القرارات الفوقية التي تفبرك في الدهاليز السرية والمتآمرة على الطبقة العاملة.

Sign petition

http://www.ipetitions.com/petition/umtmaroc/



• Sign
• Blog
• Signatures
• Email friends



تحت شعار "لصوص النقابات"، كشفت جريدة الحياة عن اكبر واضخم سرقة تعرضت لها اموال رجال التعليم ،حيث نشرت الجريدة قصة ابطالها نقابيون ( الاتحاد المغربي للشغل) بالتعاضدية العامة للتربية الوطنية و الذين تحولوا للصوص المال العام ، إذ قدرت اختلاساتهم بالملايير . أنظر الرابط التالي:

http://jarida-tarbawiya.blogspot.com/2012/03/blog-post_7209.html



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردشة حول الطلب الداخلي وأزمة تمويل الاقتصاد المغربي
- محاولة انقلاب فاشلة داخل الاتحاد المغربي للشغل
- لا تحرر للمرأة من دون تحرر المجتمع من النظام البرجوازي الطبق ...
- النضال العالمي من أجل الديموقراطية والحرية
- تصريح الحكومة -الملتحية- لا يتضمن اجراءات لتجاوز أزمة صناديق ...
- الحكومة -الملتحية- أمام تحديات اقتصادية كبيرة لا قدرة لها عل ...
- تقرير عن حقوق الإنسان بالمغرب 2011: قمع، اعتقال، تعذيب و محا ...
- الشعب المغربي تحت الحصار
- لماذا سقط نظام بنعلي ولم يسقط النظام في المغرب؟
- الإدمان على الانترنت كالإدمان على المخدرات القوية!
- عودة نظرية المصدر الإلهي للسلطة
- الثورات العربية والمغاربية بين اليسار التحريفي واليسار الثور ...
- أزمة النظام الرأسمالي والحروب الامبريالية الجديدة
- البروليتارية العالمية تشكل طبقة من المهاجرين
- النظام الاقتصادي الرأسمالي على حافة الانهيار
- سنتتبع الانتخابات ونؤكد المسافة التي لا زالت تفصلنا عن الديم ...
- المغرب يعاني أزمة مالية آخذة في التعمق
- دور جمعية - المعطلين- في عودة الفعل النضالي للجماهير الشعبية
- دور البرجوازية الصغرى في الحراك الجماهيري المغاربي والعربي
- بركان الانتفاضات المغاربية والعربية


المزيد.....




- تحذير من إلغاء ما بين 65 و75% من الرحلات.. المطارات الفرنسية ...
- إلغاء ما بين 65 و75% من الرحلات.. المطارات الفرنسية تستعد غد ...
- مطالب بالحفاظ على صفة موظف عمومي و بالزيادة العامة في الأجور ...
- “حالًا اعرف” .. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وأبرز ...
- غوغل تفصل عشرات الموظفين لاحتجاجهم على مشروع نيمبوس مع إسرائ ...
- رسميًا.. موعد زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ونسبة الز ...
- التعليم الثانوي : عودة إلى جلسة 18 أفريل و قرار نقابي بإلغاء ...
- صلاح الدين السالمي في الهيئة الإدارية لجامعة النفط:
- اتحاد الشغل بتونس يهدد بإضراب عام بسبب التدفق الكبير للمهاجر ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبد السلام أديب - دور البيروقراطية النقابية في تدجين الطبقة العاملة وتشديد استغلالها