أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بافلوفية














المزيد.....

بافلوفية


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بافلوفية
كتب مروان صباح / حين تقف من الطابق الأعلى لإحدى المولات باهظة التكلفة والأنيقة تتأمل المارة بإختلاف هيئاتهم وتصرفاتهم أشخاص يمشون بتثاقل على جانب نوافذ العرض للملابس والعطور أو تلك القهاوي المترامية على جوانب السلالم المتحركة مقابل قلة تمارس ثنائية الدخول والخروج محملة بأكياس ملئه لكن حركتها سريعة غير معنية بما يدور داخل المجمعات ، أنها أسئلة تمكث في عمق الإنسان وإجابات تبحث عن حلول لتلك السيكولوجيات المتفاقمة والتي تعاظم شأنها دون أن يشعر بها ، حاضرة بقوة من أول خطوة يخطوها لعتبة بيته محاولاً إختراق حواجز تقابله في كل خروج بل لها علاقة بشكل الخروج والوجه الذي يعود فيضطر أن يلوي أعناق الوقائع مراهناً على تلبية أحلامه التي ليس لها حدود وتبدأ الإنكسارات بعد تركه جدران أعتاد التخبؤ داخلها فيما يصاب بإحباط يفقده ثقته بذاته لكثرة ما يشتهي من أشياء يراها لا يستطيع لمسها مع غيره ، فالسيارات التي تسيير في الطريق على الجانبين يحلم ما دامت مرمى عينيه أنه وراء مقودها ولكل قصر يمر من أمامه يتصور بأنه داخل تلك المساحة يأمُر وينهي وجميع الملابس والأحذية التي تعرض وراء البلور يعتقد سيذهب بها إلى المنزل بل يؤمن بأن جميع مذيعات الأخبار قد يطلوا في تلك الليلة من أجله كي يستقبل إبتساماتهم التي يعتاش عليها ، شيء محزن لأن الإنسان بات يتصرف مثل النمر الجريح يتخبط في جميع الإتجاهات بعد أن ضاعت بوصلته بالكامل فتحول من إنسان كامل إلى أن تقلص تدريجياً لإنسان صغير أمام كماليات هي من صنعه لكن لعدم توفرها بين أيديه تجعله ينكمش عندها حيث الطرق التي يريد أن يحصل عليها بعيدة عن الجدارة .
هؤلاء الطاعنون في الخروج لكن عودتهم في كل مرة خالية من ظفر لأي أحلام بل عودة فائضة بالألم لما سال من لعاب على الطرقات وعتبات المحلات بالإضافة لإحراق السجائر وإمتصاصها بإنفاس عميقة تقدم إعتذارات لسيدات تعرضنا إلى نظرات خارقة حارقة متفجرة وندرك حجم المطاردة اليومية التي تستنفذ بها الأحذية وفي النهاية الإنسان له طاقة محدودة على التحمل إلا أنها تبقى ضمن الإعادة المستمرة دون كلل أو ملل التي حوصرت الذات داخل دائرة الإستغراق في ملاحقة اللاممكن إمتلاكه دون الإستيعاب للدروس السابقة .
ممارسات خاطئة ربما تنطوي على نتائج خطيرة للغاية أبرزها مضاعفة الخسائر البشرية والتي تحيل الأسباب إلى الصدفة رغم أنها تربويات وأنماط يؤسس لها في مكان عميق يتورط بها العاديون دون أن يتأملون بما يؤدون من سلوكيات يومية وقياسها بمنسوب الجودة والرداءة أو الصالح من الطالح وتأتي ضمن إستغلال بعض الجهات من خلال اللجوء إلى نظرية بافلوف التعليم الشرطي التي جربت على الكلب في مراكز التدريب وأتت أكلها بنجاح فقد مورست عليه من خلال إحتجازه وتجويعه ثم تحديد ساعة معينة بعد مرور الزمن بتقديم وجبة طعام مقترنة برؤية الضوء فأصبح بعد عدة مرات يسيل لعابه لمجرد أن يرى الضوء حتى لو كانت عظمة صعبة المنال بحيث إذا تأخر تقديم الطعام في الوقت المحدد فالإستجابة الشرطية تأخذ في الذبول أو الإنطفاء حتى تختفي ، لهذا الأغلبية تشتهي كل شيء ولا تحصل على أي شيء معادلة صعبة في وقت الأبراج تعلو والإنسان يتقزم مما يجعلنا بعد كل هذه المدارس والجامعات والمنازل المدنية أن نعود إلى السطر الأول الذي طالما تهربنا منه و حذفناه وهو كيف تربينا ومن الذين علمونا الدرس الأول لأن المسألة ليست كما نأمل عابرة بل أعقد من أزمة حيث تتشكل منذ الخطوة الأولى لتتنامى وتكبر وتصبح إستمراءً أشبه بالإدمان ثم تتحول إلى نقمة تلتصق بالفرد أو تجري في تلك العروق التي يصعب على المرء أن يعالجها بمفرده أو في أغلب الأوقات لا ينتبه لها كلياً .
عدد لا بأس به إذ لم يكن كبير يمارس ثنائية الخروج بعد أن استخدم عدة التجميل كي يتوارى وراء القلة والبطالة أو عدم القدرة على تفريغ الطاقات في الأماكن التي تعيد عليه وعلى المجتمع بالفائدة ، ودخول بعد أن ذاق الويلات مما شاهد من أشياء إلا أنه يعود إلى وحدته ويعانق إعترافاته الثقيلة بعد أن خلع جميع المساحيق الزائفة كي يستعد إلى اليوم التالي .
لقد شعرت بالألم لولد يمسك بيد أبيه ويردد السؤال بإلحاح دعنا نجلس في المقهى كي نأكل الحلوى بينما كان رد الأب ليس اليوم في المرة القادمة فقال الولد دون إنتظار هذا الجواب سمعته للمرة الألف يا أبي لتكتشف أن من يعتقد أن قدومه ليضيع ويزيح بعض الوقت والهم في مكان يتنعم ببعض الدفء المركزي هروباً من بيوت مثلجة يقع تحت مساءلات ذاتية أو ممن حوله ، فالعربي يعاني من فائض حرمان لهذا لا تصدقوا هدوء سطح البحر وصمته الخارجي لأن المؤجل سيكون عاصفاً .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحياء لكنهم شهداء
- بين الأشباه والسعاديين
- أصوات بُحّت لفرط الصراخ
- منطقة الصفر
- الأردن لا يخذل من قدم وكرس حياته له
- لطخت النوافذ الأنيقة لشدة الدم
- مهما علا كعبه ستنتقل الدولة من حكم العائلة إلى الشعب
- أنوف متدربة على الاشتمام
- الإبادة من أجل الإغاثة
- أعمدت الكهرباء تحولت إلى مشانق إعدام
- الطغاة لا يتعلمون
- صراع ليس على الماضي بل على الحاضر أيضاً
- كلمات مكتوبة بحبر الألم
- منطقة غارقة في حوض من البترول
- هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم
- نوافذ لا تقوى على صد العواصف
- شخابيط كَشَفَتْ المستور
- السينما وحجم تأثيرها على المتلقي
- تحويل الهزيمة إلى إنتصار
- إستحضار الضمير قبل الممات


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بافلوفية