أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيعة - الصحافة والتشكيل بالمغرب المؤسس اللازم للوعي والنقد الفني















المزيد.....

الصحافة والتشكيل بالمغرب المؤسس اللازم للوعي والنقد الفني


محمد ربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


لقد شكلت الصحافة والتشكيل أهم مرتكز لفهم طبيعة الكتابة سواء بالحروف او شفويا في فهم الدور التواصلي والتقويمي بين منتجي العمل الفني ومحاوريه ، سواء أكان ذلك بالإخبار عن المنتوج او بتقديمه او بقراءته وتقديم تقويم له .
وبما ان المجال الصحفي ، محدد بأسلوبه وبأجناسه ، فانه ايضا شكل ذلك الوعاء الذي احتوى أشكالا اخرى من المقاربات للعملية الفنية ، كما شكل سندا لفنون القول الأخرى قصد تحقيق عملية النشر والتواصل .بالرغم من هذه الفنون تتطلب قدرا عاليا من التكوين لتكون المقاربة داخل مجالها الإشكالي..
وكما شكلت الصحافة في بدايتها ميدانا للتباري بين المثقفين عامة وخاصة في زمن محاولة النهوض داخل المجال الثقافي العربي، حيث كان كبار الكتاب يتبارون في القراءات والقول والحديث في مختلف أشكال التعبير الإنساني ، كما تذكرنا بذلك الوثائق التاريخية للصحافة ، وكما تؤكد ذلك أيضا المقدمات التي توضع لتلك الكتابات ، كما فعل مثلا الدكتور طه حسين ، وكما تثبته ايضا ما يعرف بالمعارك القلمية بين المثقفين، حيث كان ذلك مجالا للصراع الإيديولوجي والسياسي وللرؤى المختلفة ، والتي لم تكن لتفلت من قاعدة التعبير عن توجهات اما متطلعة إلى الحياة او راغبة عن ذلك ، وفي حالتنا المغربية مثلا شكلت أحاديث الأربعاء فرصة الكاتب المغربي "عبد الكريم غلاب" في تناول مختلف القضايا الثقافية ، كما ان الملاحق الثقافية للصحف كانت مجالا للتداول الفكري بين الرؤى المختلفة ،و ايضا فرصة لتناول قضايا متعددة تهم الفنون بأنواعها المتعددة، و لا غرابة ان يحن العديد من المهتمين الى أزمنة الصراع العميق آنئذ.
فانها شهدت منذ مولدها ، نشوء الصحافة الثقافية سواء من حيث الحرية التي يشعر بها الكاتب ، فان اي مقاربة وصفية ستمكن الباحثين من تجميع المعطيات وتصنيفها وتبويبها من خلال ما قد تؤكده الإحصائيات ، بل وتحديد المفاهيم والمصطلحات التي تروج في كل فترة من الفترات ، وتمكن المقاربات السوسيولوجية من تحديد طبيعة المناخ العام للتفكير ، كما ان ستمكن المقاربات السيكولوجية من تحديد نوعية الألفاظ التي تعبر عن طبيعة التعامل بين انا الكاتب الصحفي من جهة ، وطبيعة الإحساس بالدنو او السمو امام الشخصية المكتوب على تجربتها ، كما ان الكتابة الفنية تمنح حرية اكبر لتمرير المفاهيم التحررية في اية كتابة من الكتابات نظرا للطبيعة التي يوفرها المجال الفني ، وتطور او تراجع مستوى الحرية التي يعيشها التعبير الفني والثقافي في كل مرحلة من المراحل.
وحيث ان الذي يهمني أساسا هو طبيعة حضور موضوع التشكيل في الصحافة ، وتجربتنا المغربية خصوصا ، فان عدة عوائق يمكن ان يتم تجاوزها وخاصة لما سيقوم الطلبة بمعاهد الصحافة ومدارسها ، او بالمدارس التي تهتم بالتعليم الفني بالمغرب بدراسات وابحاث سواء بمقاربات ماكرو او ميكرو بحثية ، مما سيمكن من تأسيس قاعدة للمراجعة والسير قدما في تطوير المعطيات المعرفية امام المهتمين القادمين. و بالتالي فما نفعله هومجرد إثارة للأسئلة وللتفكير في هذه التجربة ، وذلك استنادا الى معطيات توفرت لدينا اعتمادا على تجربة شخصية وذاتية جدا، وأيضا التفكير فيها من حيث ان كون تلك الكتابات تساهم في الارتقاء بتجربتنا ورغبتنا الذاتية جدا في فهم طبيعة العلاقة المتمفصلة بين المجالين.
كذا نجد ان التجربة الصحفية ، وفي حالتنا تهمنا المغربية، لم تخل اي صحيفة مكتوبة ، او صحيفة مسموعة او مرئية من الاهتمام بالمواد التي تقارب المجال الفني، وتعدد ذلك عن طريق استعمال الأجناس وفنون القول الصحفي المختلفة . وسواء اكان ذلك كخبر يومي او تخصيص صفحة أسبوعية بالنسبة لليوميات او صفحة من بين الصفحات الثقافية بالنسبة للأسبوعيات والشهريات، او ببرامج اسبوعية بالنسبة للإذاعات او للتلفزيونات .
وبما أن الحقل الصحفي محدد بإجابته على أسئلته الخمس ( من، متى، أين،ماذا،كيف)، فان أول دور لممارسيه في علاقتهم بالفن هو تقديم الفعل الفني من حيث كونه خبر ومعلومة ، فان هذه تمكن الفن من تحقيق تاريخيته من جهة، وتمكن المعاصرين للخبر من العلم على تحقق الحدث وفرصة الاطلاع عليه ، وابسط مراجعة للصحافة سواء في الضرورة اليومية ستجد ان هذه المواد الصحفية ، اما تاتي تحت مسميات كثيرة بحسب ذاتية كل محرر صحفي متخصص في المضمار ، وهي اكثر الزوايا قراءة لرغبة الناس في الاطلاع ومعرفة ما يدور حولهم. وعادة ما نجد ذلك اما في 5 فقرات او يزيد ، وقد نجد الخبر بالكلمات فقط او مصحوبا بصور لإحدى أعمال الفنان ، بحيث مكنت التقنية الرقمية من نشر ذلك حسب الحجم المراد.
كما ان من المواد التي تعتمدها الصحافة هي إعادة نشر تلك الكتابات / المقدمات التي يشملها دليل اي معرض من المعارض التي يوزعها الفنان او منظموا اللقاء ،وتسمح هذه الإعادة بتوفير مادة ثقافية حول التجربة الفنية امام القراء ، مشكلة مفتاحا لهم لولوج عالم الفنان من جهة ،
كما ان الصحف في الآونة الأخيرة انفتحت بشكل واسع امام محاورة الفنانين ، ، وهي وان كانت في اغلبها أسئلة عامة وإجابات اكثر عمومية ، الا انها توفر المادة لتحديد طبيعة الاهتمام امام الذي تغريه قراءة طبيعة الأسئلة التي تشكل هاجس الفنانين من جهة ، او ذلك التي تغريه عملية التامل في الفن من حيث كونه منتج لاسئلة الفنان سواء اكانت ذات طبيعة ثقافية او ذات طبيعة إشكالية فنية بحتة، وان كان الحوار يساهم في تعميق الإحساس بنجومية الأنا السائدة بين الفنانين بحيث يتحلون الى اصحاب القول الفصل في قضايا تتطلب كثيرا من التمهل وتعميق البحث والسؤال.
وبالرغم من قلة الدراسات الفنية المنشورة بالصحف ، الا ان الصحف مكنت العديد من المفكرين من مجالات فكرية مختلفة من نشر وبسط تأملاتهم حول العمل الفني،سواء اكان ذلك منشورا باللغة العربية او باللغة الفرنسية او بغيرهما من اللغتين.
وحيث ان الصحافة التي سادت بالمغرب وشكلت الجانب الرصين في الممارسة الإعلامية ، هي الصحافة الحزبية ، فان الاهتمام بالثقافة وبالفنون شكل مرآة عاكسة لأهمية هذا الحقل داخل التصور السياسي للحزب الذي تعبر الصحيفة عن توجهه..وبقدر ما توجهت الصحافة نحو الاستقلالية وتشبثت بالمنظور المقاولاتي بقدر ما عكست صورة للفن والثقافية ما تجاوزت المنظور التسليعي لهما.
وبما ان تاريخ الفن وتاريخ الفني يؤكد لنا ان النقد الفني بل والتفكير فيه لم يكن وليد الأكاديميات في الغرب ، بل ان "بدايته في الصحافة ووسائل الإعلام ، التي كانت تقدم الأعمال الفنية الى الجمهور ، ويقوم نقاد متخصصون بتفسير تلك الاعمال ووصفها وتقييمها وعمل المراجعات النظرية والفلسفية لها ، ولقد زادت الحاجة الى النقد الفني في ظل التغيرات الحاصلة في المدارس الفنية الحديثة ،وما صاحبها من غموض وتعقيد في بعض مفاهيمها وفلسفاتها ، اذ لم تعد الأعمال الفنية تحاكي الصورة الواقعية كما كان سابقا، مما ادى إلى ان يلعب النقاد دورا مهما في مساعدة الناس لتحسين معرفتهم وفهمهم للفن المعاصر وجعلهم يتمكنون من تذوق الفن بصورة أحسن "طبيعة النقد في الصحافة"(طارق بكر عثمان قزاز).
والمغرب لم يخلو من هذه القاعدة ، اذ الأبحاث الأكاديمية التي تحاول تأسيسها الجامعة المغربية ، وخاصة تلك تقارب النقد الفني تعتمد أساسا على تناول التراكم الإعلامي في مقاربة الفن ، فهذا ما يؤكد أهمية الصحافة ليس فقط من حيث طبيعتها التواصلية ، بل والتثقيفية في هذا المضمار.
ولقد ساعدت الصحافة على تكوين أجيال من الكتبة حول الفنون، بحكم المتابعة من جهة ، وبحكم ضرورة الاطلاع على تجارب الآخرين في الميدان ، وبالرغم من ان جل الكتابات تميل الى المعالجة الصحفية لقضايا الفنون في الثقافية ، وبالرغم من كونها تجنح نحو تحقيق الموضوعية المطلوبة في المقال الصحفي بعرض الخبر و الإشارة الى مصدر غير ذات الصحفي لنقل قوله في المنتوج الفني ، الا انها بذلك مكنت العديد من الذين تؤرقهم الأسئلة الفنية من المواد التي تسهل تطوير وتأسيس تاريخ للفن المغربي من جهة ، وساعدت على تقديم المواد امام المغامرين في الفن من اعادة صياغة أسئلتهم استنادا الى الإجابات التي وفرتها لهم عن اولئك الذين سبق وان ادلوا بدلوهم في مختلف القضايا الفنية .- بالرغم من كون جلها هي آراء وتعبيرات انطباعية ..
وجل الكتابات التي صدرت لدينا تؤكد انها تجميع لتلك الكتابات التي نشرت عبر مختلف وسائل الإعلام .
وبما اننا في المغرب نواجه أسئلة إعادة فهم تجربتنا ومسارها في افق استعادة التشكيل من أيد مصاصي الدماء الى الحقل الثقافي ، فان الصحافة تشكل المستند الاول الذي يساعدنا في تحقيق هذه الرغبة، وانها بذلك تساعدنا على إمكانية الحديث عن فئة من المثقفين تشكيليا ، وتشكل اهم نواة هاته الفئة الصحفيون الذين اهتموا بالحقل الفني التشكيلي .بالغرم من ان جل المنشورات الفنية المتخصصة فكريا في الفن لم تستطع بعد تحقيق الاستمرار المطلوب ، باستثناء تلك التي تعاملت مع الفن كسلعة ، وتحولت الى مجلات اشهارية فقط،
ورغم ذلك فان الحديث عن وعي فني ، وعن ثقافة بمكونات الفن ، سيبقى في أساسه حديث عن الصحافة والفن ، وستبقي الصحافة مرجعا أساسيا يمنح الفن قيمته ولا توجد لوحة دون وجود حديث عليها ، و لا يتحقق للحديث وجوده الا من خلال الصحافة.
والأمر هنا لا يتعلق بمغازلة المجال الصحفي بقدر ما يتعلق بتسجيل واقعة ان الأخبار الفنية ، والتقارير والريبورتاجات المنتجة حول تجربة من التجارب الفنية ، والحوارات المنجزة مع الفنانين او مع بعض المتعاطين للحقل التشكيلي، والمقالات المتنوعة حول القضايا الفنية العالمية والعربية والوطنية ، وكتبات في النقد الفني ، و وملخصات الرسائل الجامعية التي تناولت الشؤون الفنية ، كلها تشكل حجج مؤسسة للثقافة الفنية التي تشكل هاجسنا الاول والأخير.



#محمد_ربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة والفن بالمغرب فتنة غواية الفن بالمغرب ضوء مثير لعتمة ...
- التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية ...
- التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية ...
- حول تصميم التهيئة لامسا ، جماعة زاوية سيدي قاسم –ولاية تطوان ...
- جماعة زاوية سيدي قاسم ولاية تطوان -المغرب زلزال الوكالة الحض ...
- مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية المعارض الفنية بالمغرب بي ...
- التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية ...
- التجربة التشكيلية بالمغرب :مقدمة للتفكير في القضايا حتى يعود ...
- قراءة في ديوان الشاعر نجيب بنداوود -نهود موجعة-عندما يعيد ال ...
- قراءة في قاموس دنيا بنقاسم حول التشكيل المغربي المعاصر
- درس الرقة الأنثوية المغربية لطابور الذكورة حول الحقيقة الفني ...
- حول مسلسل بوقتادة الكويتي.. انقدونا من ضحالة الإسقاطات والتم ...


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيعة - الصحافة والتشكيل بالمغرب المؤسس اللازم للوعي والنقد الفني