أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - اسئلة مطروحة على الرئيس البارزاني قبل اعلان الدولة الكوردستانية















المزيد.....

اسئلة مطروحة على الرئيس البارزاني قبل اعلان الدولة الكوردستانية


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3680 - 2012 / 3 / 27 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرئيس مسعود البارزاني سياسي عراقي مخضرم ومحنك وغالباً ما يرفق مع اسمه لفظة المناضل اي الرئيس المناضل لكونه قد اشترك في الثورة الكوردية منذ نعومة اظفاره واستمر مع تقلبات وتطورات الثورة الكوردية ومع العملية السياسية العراقية بشكل عام . ولهذا يتوقع الشعب الكوردي في كل مناسبة ان يلجأ الرئيس مسعود البارزاني الى إعلان الدولة الكوردية او الكوردستانية ، وهذا ما كنت اسمعه وأنا في القوش ، ولكني كنت استبعد مثل هذا الأعلان بسبب ضعف التحام مثل هذا الخطوة مع اللحظة السياسية الراهنة .
ينبغي التسليم بحقيقة مفادها ان الشعب الكوردي من حقه ان يقرر مصيره بنفسه ، ولا جدال حول ذلك ، ولكن ينبغي دائماً ترجيح الحكمة والعقل على الرغبة والعاطفة ، في الحقيقة انا شخصياً مندهش من هذا الفيض من المشاعر القومية للشعب الكوردي وهذه الرغبة الجامحة لتحقيق الذات القومية والتي تتمحور حول اعلان الدولة الكوردية ، وبتقديراتي ، أن القيادة الكوردية تعمل على كبح جماح هذا الأندفاع لكي لا تكرر تجربة فاشلة كالتي حدثت للاكراد عام 1946 حين اعلان جمهورية مهاباد والتي وئدت بعد اشهر من ولادتها بسبب تعارض قيامها مع مصالح الكبار .
والتساؤلات التي اطرحها في هذا المقال المتواضع ليس للرئيس البارزاني فحسب بل للشعب الكوردستاني عموماً .
ولنبدأ بموضوع الأقتصاد الذي يشكل الركيزة الأساسية لقيام اي دولة ، فليس من المعقول ان تقوم دولة ويكون اعتمادها على المساعدات الخارجية . اليوم يستلم اقليم كوردستان 17% من ورادات النفط ، ومما لا شك فيه فإن هذه النسبة من الأموال سوف تتوقف ، إذا اعلن عن انفصال الأقليم ، فهل للدولة الكوردستانية الوليدة امكانية تعويض تلك الموارد من وراداتها الأقتصادية المتاحة في الظرف الراهن ؟
لقد كانت مدن وقرى اقليم كوردستان سابقاً تعتبر سلة العراق في المنتجات الزراعية من فاكهة وخضراوات وحبوب وتبوغ ، واليوم حسب تقديراتي فإن الأقليم يعتبر مستورد لتلك المنتجات أي ان الزراعة ليس عاملاً اقتصادياً مهماً يعول عليه . من ناحية اخرى فإن انتاج النفط في مناطق الأقليم لا زال في ادواره البدائية وثمة مراحل طويلة امام الأقليم لينتج كميات كافية من النفط يعوض عما يحصل يحصل عليه من النسبة المئوية من واردات النفط .
إن كانت الدولة القومية قد ولدت من رحم الدولة الأمبراطورية وكانت سبباً في تحلل وتفكك تلك الأمبراطوريات ، فإن الدولة القومية اليوم هي ايضاً معرضة لهذا التفكك ، فالدولة (العربية ) تتفكك باستمرار الى اجزاء ( دول ) وكانت آخرها ولادة دولة جنوب السودان من رحم دولة السودان العربية ، والعراق مرشح للتفك وربما لبنان وليبيا وغيرها ، ومن هنا يتولد السؤال ، ماذا عن الدولة الكوردية القومية التي يزمع الأكراد إعلانها ؟
هل هي دولة قومية تضم كل الأكراد في العراق وسورية وتركيا وأيران ؟ ام انها دولة تضم اكراد العراق فحسب ؟
سؤال آخر : ماذا عن المناطق المتنازع عليها ؟ المراقب لا يحتاج الى نباهة لكي يستشفي بأن الحكومة العراقية ليس في نياتها تطبيق المادة 140 وليس ثمة دلائل على تطبيق تلك المادة في المستقبل القريب ، فماذا يكون مصير تلك المنطقة ؟ وهنا يكون التكهن وارداً بنشوب صراع ، ربما مسلح ، بين الحكومة العراقية والدولة الكوردية المفترض قيامها .
وسؤال آخر يطرح نفسه لماذا فشلت تجربة الأكراد في جمهورية مهاباد ؟ اليست المصالح الدولية هي التي افشلت تلك التجربة ؟ وماذا عن قيام الدولة الكوردية اليوم ؟ الا يمكن ان تكون مصالح الدول المجاورة هي التي ستعمل على اجهاض قيام اي كيان كوردي مستقل على حدودها وبشكل خاص تركيا التي اتسمت سياستها بشكل مستمر على وأد اي مشاعر كوردية طامحة في تحقيق اي طموحات ذاتية قومية فكيف يكون موقفها من قيام كيان مستقل على حدودها ؟
ماذا عن عن حماية الدولة الكوردية المفترضة ، هل سيكون بمقدور الشعب الكوردي الذود عن ذلك الكيان وسط عدائية الجيران ؟ ماذا عن موقف الدول التي تتبوأ مكانة مؤثرة في المنطقة كأمريكا مثلاًُ هل ستضحي بمصالحها مع تركيا وعراق وأيران وتؤيد الأكراد في طموحاتم ؟ الولايات المتحدة هي دولة مصالح وهكذا بقية الدول التي تتعامل مع الآخرين على ضوء المصالح متجاوزين بذلك مصطلحات المبادئ والأخلاق ، فهل يبقى هؤلاء مع الطموحات المشروعة للشعب الكوردي ؟ إنها اسئلة كثيرة ينبغي دراستها قبل الإقدام على اية خطوة .
برأيي المتواضع إن نظام العولمة الجديد رغم بعض السلبيات فإنه يحتوي على كمّ هائل من الأتصالات والمعلومات وإن هذا النظام يعتمد على مصالح الشعوب وعلى قيم إنسانية وثقافية واجتماعية وسياسية ومبادئ الديمقراطية والتعددية وحقوق الأنسان وعلى ضوء هذه المبادئ فإن الشعب الكوردي من حقه ان يتمتع باستقلاله الذاتي وأن يكون له دولة كوردية فهذا الشعب انقسم الى دول واصبح يشكل اقليات قومية في تلك الدول ، لكن في الظرف الراهن تتنامى مشاعر هذا الشعب باتجاه تقرير المصير . ولهذا يمكن للرأي العام ان يتعاطف مع الشعب الكوردي في طموحاته .
ومن هنا ينبغي ان تتطور الأمور بشكل ديمقراطي وواقعي ، فأمامنا تجربة دولة جنوب السودان التي تشبه ظروفها من وجوه كثيرة بأقليم كوردستان ، ومن اوجه التشابه تشابك المصالح بين المكون القومي المختلف كالأكراد في العراق او المكون الديني المختلف كجنوب السودان ، ولهذا يمكن التريث وتحديد فترة زمنية لإجراء استفتاء عام للشعب الكوردي تحت اشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى ، وحينما تكون نسبة كبيرة في هذا الأستفتاء مؤيدة للاستقلال ، حينذاك سيكون تشكيل كيان كوردي خطوة مقبولة في الأوساط الدولية والأوساط الشعب باعتبار ان هذا الأنفصال يعتبر نابعاً من إرادة الشعب .
ثمة عوامل أخرى لها تأثيرها على المسالة وهي تطبيق مبادئ الديمقراطية والأستقرار في العراق عموماً ، فالأوضاع غير المستقرة بعد ما مرور ما يقارب عقد من الزمن دون تحقيق اي تقدم او خطوات ملموسة في العراق إن كان على نطاق الخدمات او البنية التحتية او تحقيق الإستقرار للمواطن العراقي من الناحية الأمنية او الأجتماعية او الأقتصادية ، وإن كان لابد من المقارنة ، فإن نسبة الـ 17% المخصصة للأقليم قد حققت قدراً كبيراً من التقدم في اقليم كوردستان المستقر ، بينما نسبة 83% من واردات النفط لم تحقق اي تقدم ملحوظ في عموم العراق المضطرب امنياً لحد اللحظة ، ولهذا اقول إن تعثر العملية السياسية في الدولة العراقية واستشراء الفساد الإداري والمالي ، قد بعثر تلك الثروات الهائلة التي تعود للشعب العراقي المنكوب دون تحقيق اي تطورات او تقدم في عملية البناء والأستقرار في العراق الأتحادي ، إن هذا الوضع قد حدا بأقليم كوردستان بالنأي عن نفسه عن تلك الحالة ناهيك عن لجوء محافظات أخرى الى محاولات للتمتع بمميزات الأستقلال الذاتي على شكل اقليم .
من المؤكد ان العراق لو كان يسير بخطى حثيثة نحو التقدم والأزدهار الأقتصادي والمالي مع استقرار الوضع الأمني ونجاح العملية السياسية وتحقيق المبادئ الديمقراطية الخلاقة ، ما كان اي طرف يفكر بالأنفال او بالتمتع بأقليم مستقل إدارياً ، لكن تعثر العملية السياسية والفساد المستشري في مفاصل الدولة قد دفع تلك الأطراف الى سلوك ذلك الطريق .
إن انفضال اقليم كوردستان إذا تم حسب إرادة الشعب الكوردستاني ينبغي ان يتم وفق اسس الديمقراطية ، بحيث يجري ذلك بالأساليب السلمية المبنية على اتفاق كل الأطراف وكما حدث في جنوب السودان الذي تحول الى سودانين بشكل سلمي ديمقراطي دون إراقة دماء ، في حين ان القتال الذي دام لعشرات السنين لم يؤدي الى نتيجة .
إن القيادة الكوردية إن أرادت ان تلبي طموحات الشعب الكوردستاني ينبغي ان يتم ذلك بحكمة وبخطوات مدروسة بعيداً عن المنطلقات الثورية والعاطفية .
حبيب تومي / عنكاوا في 28 / 03 / 12



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى استشهاد المطران فرج رحو شهيد العراق وشهيد الأمة الكل ...
- البارزاني مصطفى هو من وضع حجر الأساس لكوردستان اليوم
- هل يستحق النائب يونادم كنا ان يحمل شرف تمثيل الشعب الكلداني ...
- الأستاذ نيجرفان البارزاني ستتسم وزارتكم بالمساواة والعدل حين ...
- نيجيرفان بارزاني يطلب المشورة من شعبه هذه مقترحاتي
- الرد الهزيل لمكتب النائب يونادم على مقال السيد ابلحد افرام
- الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان نهج مستقل لا يقبل ال ...
- ما هو سر تلهف النائب يونادم كنا للإمساك بمصائر الوقف المسيحي ...
- رحيل الصديق حميد أبو عيسى وتدفق ينبوع الذكريات
- الأستاذ نيجرفان البارزاني ثقل الملفات وهموم شعبنا الكلداني
- الأستاذ نيجرفان البارزاني حقوق الشعب الكلداني امانة في اعناق ...
- غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي يجب مخاطبته باحترام وأخلاقية ...
- ورحل الصديق منصور بجوري الى الأخدار السماوية
- مناقشة هادئة للرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع
- الطبقة السياسية في العراق تتحاور عبر المفخخات والعبوات الناس ...
- حوار مع الأستاذ فاضل الميراني سكرتير الحزب الديمقراطي الكورد ...
- الأخوة في حركة التغيير ولماذا إقحام الأيزيدية والمسيحيين في ...
- بعد استهداف االمسيحيين والإيزيدية في كوردستان سيأتي دور استه ...
- الأعتداءات على المسيحيين في اقليم كوردستان ومخاطر تردّي الأو ...
- سؤال لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي لماذا بغداد المدينة الأ ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - اسئلة مطروحة على الرئيس البارزاني قبل اعلان الدولة الكوردستانية