أيوب بن حكيم
الحوار المتمدن-العدد: 3680 - 2012 / 3 / 27 - 09:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نشدان الحقيقة نشدان إيمان،و طريقها طريق الإله ،لكن يصادف أن تغدوَ الحقيقة هي الإله ذاته،كما حدث للعقلانيين الحداثيين،فقد تناسوا أن تمجيدَ العقل نقلنا إلى الوراء،إلى عصر أساطير الإنسان غير الكاتب كما نقلنا علماء اللاهوت إلى التصنيف و الإقصاء .
نفهم من هذا ؛ أن زاعمي العقلانية الحديثة رفضوا التقديس لكنهم صنعوا إلاههم المبجل "العقل" ، كما صنعوا تناقضا آخرَ؛ إذ أوهموا البشرية بوهم "الموضوعية العلمية" في حين أن هذه الموضوعية أضحت معطى ذاتيا .
ـ لذلك ندعو إلى "تعقيل العقل" و جعله عقلاً يعي حدوده ولا ينفصل ـ قط و أبدا ـ عن الإيمان و الوحي و الروح و القلب و الشرع و العمل و الاخلاق [1] ؛ بذلك يكون العقل هو الفطرة،هو الإنسان في شموله الروحي و القلبي و العملي و التعاملي و الأخلاقي ، أما العقل المجرد فلم يوصل الإنسان سوى إلى بهيمية مازوشية و انهيارات في مفهوم المعيار الاخلاقي،و لعل تمردَ المابعدحداثيين عنوانٌ على أن مرحلة العقل تكاد تنهار في الثقافة التي نعبدها و هي ثقافة أوربا، ولا عجب أن يصفهم العقل الأوربي ب"الفوضويين" [2] ، لمجرد أنهم خرجوا عن نسق تفكيري أمعن في إيهام الإنسان بإنسانيته ، في حين قضى عليه قضاءٌ .
ـــــــــــــــ
هوامش :
[1] كما يدعو طه عبد الرحمان في كتابيه "سؤال الأخلاق" و "سؤال العمل" .
[2] نرى "هابرماس" مثلا في حواراته مع "ليوتار" يردد هذه العبارة "الفوضويون الفرنسيون" .
#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟