أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميس اومازيغ - مستقبل الشيخ الحاكم و المريد















المزيد.....

مستقبل الشيخ الحاكم و المريد


ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 20:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ان المتتبع لسلوك ممثلي السلطة السياسية في اقطار شمال افريقيا سواءا منها تلكم التي اطيح بانظمتها او تلك التي ما تزال في انتظار الكلمة الفصل من الشعب الذي تزعزع احتجاجاته الدائمة اركانها, في انتظار عملية الأقتلاع. هذه السلطة الممثلة من قبل الأسلاميين باعتبارهم الأسلام دينا ود نيا, سوف يلاحظ ارهاصات استمراراسباب الثورات الى غاية تحقيق اهدافها الحقيقية ,والتي هي اقامة دولة مدنية ديموقراطية علمانية. وهي المواصفات التي يعلم الأسلاميون انفسهم انها الكفيلة بتحقيق الأستقرار وبالتالي المحافظة على امن وسلم المواطنين. هذا الأدراك الواعي والفعلي هو الذي كان وراء موقفهم في اختيار التحالف مع غيرهم في التسيير والتدبير وان كان الفرق
في آ رآهم وايديولوجياتهم ما يحار العاقل معه مما يلاحظه من شساعة. حتى ليفطن البليد وبكل يسر وسهولة الى ما يميز السياسي المحترف من صفات المكر والخداع.
فقد اصبح من المؤكد ان شعوبنا تجاوزت والى الأبد مطلب الدولة الدينية, وان كانت الساحة السياسية ما تزال تردد صدى هذا المطلب من على افواه بعض التيارات التي تسبح في نفس البركة التي كان الفائزون منهم يسبحون فيها من قبل. غير انها لن تجد لها من آذان صاغية بمجرد الظهور الجلي لسلوك الأسلاميين الحاكمين.
هذا السلوك الذي سيفظح ما كانوا يشحنون به ادمغة اتباعهم ومريديهم من انهم وحدهم المخلص مما سبق واعتبروه اسباب المأسي الشعبية وآلامه الناتجة عن الطرق السابقة في تدبير الشان العام .


ان هؤلاء السياسيين الدينين الذين افرزتهم صناديق الأقتراع بعد ان ادركوا بانهم لن يستطيعوا تسيير امور الشعب وفق ما هو مطلوب من قبله, والذي سبق ان اوهموا ه بقدرتهم التي ليس لها عند غيرهم مثيل. بادروا الى فتح اذرعهم لكل التيارات الحزبية المتواجدة على الساحة السياسية من اجل التحالف معها. حتى اظحى الحزب الحاكم في المغرب على سبيل المثال حزبا (اسلاميا سلفيا عربيا امازيغيا ليبراليا اشتراكيا تقدميا) فكيف يا ترى يستطيع عاقل ان يجمع بين هذه المتناقظات؟ اليست هذه صمفونية مجانين؟ فلم لن يصرح الأسلامي السياسي في شخص رئيس الحكومة بان لا خلاف ولا اختلاف في اراء ومواقف ممثلي حكومته؟
كيف لن يغرد بعض اتباعه خارج السرب على اثر اقتراح وزير خارجيته بتغيير اسم اتحاد المغرب العربي بالأتحاد المغاربي حتى وصل ببعظهم الأمر الى مطالبة محاكمته وهو من اعضاء حزبهم؟ كيف لن يغرد هؤلاء خارج السرب بالرغم من ان الدستورالذي استفتي عليه حزبهم وصوتوا عليه بالأيجاب ينص على ان الأمازيغية لغة رسمية للدولة ولم يشر مطلقا الى ما يمكن اعتماده للأبقاء على اسم اتحاد المغرب العربي؟ اليس هذا راجعا الى ما سبق وشحنوا به من افكار عن الأمازيغية من قبل مريديهم؟ الم يسبق لرئيس الحكومة الحالي ان قال بشان حروف الأمازيغية بانها حروف صينية؟ هذه التي لبلادته لم يدرك ما حققته للشعب الصيني من تقدم في سائر المجالات بخلاف لغة الخرافة التي لا تصلح الا للتخدير من قبل امثاله للمريدين الدهماء؟


ان اكراهات الواقع الأجتماعية والأقتصادية ستعري الشعارات الدينية السابق رفعها من قبل من يتولون اليوم ادارة شؤون الشعب في الأقطار المذكورة, لسبب بسيط كون ابن الألفية الثالثة ليس هو ذلكم المتعلم في الكتاب القرآني والمعتاد على افتتاح كلمته بالبسملة بمناسة وبغيرها, بقدر ما هومشروع مواطن عالمي, الذي هو المواطن العقلاني المهتم بشؤون الأرض اكثر من شؤون عالم غيبي, الذي يبقى بجرد موضوع للبحث العلمي العقلاني. وكل محاولات الأسلاميين انجاح ما يطلق عليه بالأممية الأسلامية مآلها الفشل بل والفشل الذريع. لكون هذه المحاولات تحمل في طياتها اسباب هذ الفشل.ليس لأي ممن يتولون امور الشعب من معتمدي الدين في السياسة من مهرب من ضرورة قبول الأعتراف بالحقوق الملزمة عالميا وبالصيغة المعروفة والمعرفة عالميا. فالمرأة التي منع عليها الخروج من بيتها الا الى بيت الزوجية او القبر لم يعد لها من وجود ولا من قبول. انه التطور الفكري البشري ان مكر معتمدي الدين في السياسة ومحاولات تمييز بعظهم عن بعظ وان كان منبع افكارهم واحدا لن يجدي نفعا امام الأنفجار العلمي والتيكنولوجي الذي اظحى المنبع الذي ينهل منه ابناء الألفية الثالثة .فلا مجال اليوم للعب توزيع الأدوار بين الخرافيين الدينين من صاحب لحية مشذبة وذي اللحية الغابوية ولا مجال للخطب الرنانة والتلويح بالسبحة كمحاولة لأستقطاب الدهما ء. ان العصر لم يعد عصر الحلقات و خطب الجمع كما ان المواطن لم يعد يعول على صلاة الأستسقاء حتى تروي السماء ارضه بقدر ما يعول على الأدوات العلمية.


ان الشيخ السياسي الذي حاول وهو يؤطر مريديه شحنهم بما يظمن بلوغه سدة الحكم دون ابلاغهم بان السياسة هي فن الممكن وادعى ان القرآن هو الحل وان به وحده سيحقق لهم السعادة على كوكب الأرض سيفر منهم. ويعلنها صراحا وظمنا ان الواقع اكثر مما شحنتم به. اني اخافه واني لبريء مما كنت امنيكم به. لأن الممارسة السياسية اليوم اظحت ممارسة علمية ومادام ان للعلم اسسه كما ان 1+1=2 فان الخرافة لا يمكن ان تسايرها اذ ما بال الخرافي المؤمن بالوحدانية ما قوله بان 1+1=2 اليس بمنطقه يتعين القول بان 1+1=1 ؟ هل هناك بفكره اله واحد ام اثنان؟


ان الوقائع المحرجة التي يعيشها اليوم هؤلاء السياسيون الدينيون والتي تجعلهم نصب اعين مريديهم في انتضارما سوف يتخذونه من مواقف منها تظعهم بين سندان الواقع ومتطلباته العقلانية والضرورية وانتظارات المريدين السابقين .هؤلاء الأخيرين الذين كثيرا ما استبقوا الأحداث وحاولوا تحقيق امور على الأرض من تلقاء انفسهم. ضنا منهم ان ممثليهم في سدة الحكم سيؤيدونهم ويزكوا صوابية ماا قدموا عليه. كان تتولى شرذمة من المخدرين الأمر بما يرونه معروفا وينهون عما يرونه منكرا في الشارع العام باقتحامهم بيوت بعض من يعتبرونهن بائعات هوى او اقتحام حانات تسويق الخمور. ليأتيهم الرد من عل ان انا منكم براء وانا لمحتكمون الى القانون. وليس لأحد ان يدعي لنفسه سلطة على الغير ما دام ان للدولة اركانها ومنها السلطة السياسية المتظمنة للسلطة القضائية .وهذه لن تسير الا وفق ما افرزه العقل البشري من ادوات ممثلة في نصوص قانونية, ليست في منآ عن الرقابة الدولية .وكل محاولات التهرب من الألتزامات الدولية بادعاء المخالفة لمبادء الدين, انما هي محاولات مرفوظة مادام ان الفكر البشري اليوم وظع نصب اعينه امر ارجاع الدين الى مجاله الطبيعي الذي هو العلاقة بين الفرد ومعبوده وابعاده عن المجال السياسي
لأعتماده الفكر الغيبي. هذا الذي يحول دون اعمال مبدأ المسائلة المطلوب واقعيا والذي اصبح ظمن الأولويات المتعين تفعيلها من اجل تحقيق الأمن والسلم العالميين.



ان تخلي المسؤولين الدينين عما سبق ومنوا به اتباعهم ومحاولات هروبهم الى الأمام بتغاظيهم عن تمرير العقلاء لسلوكات كانوا هم بالأمس اشد عداءا لها, وعدم قدرتهم على تبريرهم لمواقفهم امام تابعيهم والعمل على اقناعهم, انما هودليل على انهم ما تبوأوا مقاليد السلطة الا بناءا على عمليات نصب واحتيال كان ظحيتها هؤلاء التبع اساسا, والذين ما يزالون يعتمدون دعامة لهم يرجع اليهم عند الأقتضاء ليس لتحقيق ما سبق ومنوا به وانما لأدامة جلوسهم على كراسي المسؤولية وبالتالي تحقيق مصالح خاصة.

ان الصراع الذي سيفرضه الواقع على المسؤولين الدينين وهم بصدد العمل على تحقيق ما سبق وحملوا تبعهم على الأيمان بانهم وحدهم الأقدر على تحقيقه من متطلباتهم لن يكون الا فاظحا لفشل هذه الوعود و سيعجل بانفراط العقد. ليرجع الذي ما يزال يملك ناصية التفكير العقلاني الى صف العقلاء. والذي تناول من الجرعات ما لن يرجى شفاؤه الى اصحاب اللحى الغابوية .بعد ان سبق واختار اللحية المشذبة .في الوقت الذي يكون فيه المواطن قد تاكد من ان لا المشذبة ولا الغابوية من شانها ان تحقق ما يرنو اليه وادرك بالتالي ان ليس في القنافذ املس.
وهذا لن يتم دون ان يترك الشيخ السياسي الحاكم اثر اجرامه في حق الشعب على ارض الواقع. اذ ان مناوشات لابد انها واقعة بينه وبين بعظ من مريديه ,وبينه وبين بعظ ممن ينهلون من نفس نبعه الديني, وكذا بينه و مخالفيه في التوجهات والراي من العقلانيين العلمانيين الحداثيين الديموقراطيين.هذه المناوشات التي ان لم يعالج امرها من قبل الحكيم العقلاني فلابد وان يسجل عليها التاريخ احداثا مؤلمة مخلة بشرف انسانية الأنسان.



#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انشاء الله و yes we can
- الى اصدقائي في الحوار المتمدن
- هل من كابح للفتنة؟
- الفرصة الأخيرة
- اللوح المحفوظ (5)
- اللوح المحفوظ (4)
- اللوح المحفوظ (3)
- اللوح المحفوظ (2)
- اللوح المحفوظ(1)
- 1948 والقنبلة الأنشطارية
- اليسار الديموقراطي والمظاهرات التظامنية
- التحية
- الفوضى الخلاقة والأسلام
- شالوم اسرائيل2
- ثورات البوعزيزي وحكم الأسلام السياسي
- مكارم ابراهيم و(تقرير المصير حقيقة وليس مؤامرة)
- الغزو العربي الثاني لشمال افريقيا
- ثورات 2011 واعادة تاسيس السلطة السياسية
- اسقاط النظام ومسح الطاولة
- المغاربة والأسلام السياسي


المزيد.....




- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميس اومازيغ - مستقبل الشيخ الحاكم و المريد