أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - في المسألة المشعانية* والقضاء العراقي الممشعن















المزيد.....

في المسألة المشعانية* والقضاء العراقي الممشعن


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 20:21
المحور: كتابات ساخرة
    


بالنسبة لي شخصيا فإن قرار إعفاء السيد مشعان الجبوري من تهم التشجيع على الإرهاب وتمويله وسرقة أموال الدولة والغش والتلاعب وتزوير القوائم هو قرار مفرح..!, ليس لأني مؤمن بالآية الكريمة ( عفا الله عما سلف ), وليس لأني بطبيعتي محب للتصالح والمغفرة, ولا لأني (غير) حريص على أموال العراقيين التي نهبها والأرواح البريئة التي شجع على قتلها, وإنما لأن قرار العفو قد جاء لكي يؤكد على ما كنت ذهبت إليه في مقالات سابقة كانت قد تجاوزت الخمسة حول قضائنا التي قلت فيها أنه ليس مستقلا بالمستوى الذي كان تحدث عنه كتاب السلطة, وكادوا أن يحولوا موضوعة استقلاله إلى أناشيد وأغاني لولا عناية الله بنا الذي جعل من هذه الموضوعة عصية على التلحين وصعبة على السلم الموسيقي وحيث لم يشجع ذلك كتاب الأغاني والشعراء الشعبيين الذين جعلوا الشمس ذات يوم لأن تشرق من العوجة فأتوا بها بذلك من المغرب** ضاربين عرض الحائط بحقيقة طلوعها من المشرق, وهي حقيقة إلهية وطبيعية أيضا..

وفي إحدى تلك المقالات قلت أنه ليس عيبا على قضائنا في هذه المرحلة أن (لا) يكون مستقلا, بل العيب هو أن يدعي بعض دهاقنته له بما ليس فيه, ففي بلد تغرقه الجريمة والإرهاب ويتفشى فيه الفساد كالوباء ويباع فيه الأطفال ويترك الفقراء فيه لكي يعتاشوا على المزابل وتتراجع وتنهار فيه منظومة القيم الأخلاقية والأمن بمستويات تجعل العراق أولا في قائمة الدول الأكثر فسادا وجريمة فإن وجود قضاء مستقل بالشكل الذي صوره كتاب السلطة هو الأمر العجيب الغريب الذي لا يعلو عليه عجب ولا تسبقه غرابة..!
وليس غريبا بعد ذلك أن أقول أنني وحال سماعي بقرار تبرئة مشعان كنت أكثر فرحا من مشعان نفسه, وإنني هرعت مباشرة بعد صدور القرار لكي أهنأ نفسي بحرارة, حتى إنني صافحت يمناي بيسراي, بعد أن تأكد لي أن الجهد الذي بذلته في كتابة مقالاتي الخمسة لم يذهب سدى ولم يضع هباء حينما أكدت على أن قضاتنا قد أداروا قضية الهاشمي بإشراف مخرج سياسي يظن بنفسه القدرة والدراية معتقدا كما هي عادة أغلب حكامنا بأننا شعب من المغفلين.

وهنا أيضا أعود إلى التأكيد إلى إنني مثل كثيريين كنا نؤمن أن ما هو أهم من تأكيد (إرهابية) الهاشمي هو طريقة إدارة ملفه لكي لا يأتي ذلك على طريقة (الحق الذي يراد به باطل) تلك الكلمة العظيمة التي قالها حكيم السيف وسيف الحكمة الإمام علي بن أبي طالب حينما رفع معاوية يوم (صفين), بمشورة من عمر العاص, القرآن على أسنة الرماح طالبا التفاوض فظهر بعد ذلك أن القرآن نفسه قد يستعمل لخداع الناس.
وما أكثر ما يستعمل القرآن في يومنا هذا لنفس الغرض الذي استعمله التوأم السيامي معاوية وبن العاص.

وحينها فأنا لم يكن يهمني الهاشمي بمقدار ما كان يهمني القضاء نفسه, فالهاشمي هو في البداية والنهاية إنسان ومواطن يجب أن يخضع للقضاء في حالة الخطأ والجريمة, لكن من حقه, ولمساعدة القضاء المستقل أن يطلب محاكمته في أجواء وأماكن تضمن حيادية المحاكمة, وما كان طلبه لأن تجري المحاكمة في أربيل أوكركوك هو أول جرة تنكسر في الإسلام فلقد جرى أن هرع الحريصون على رمزية بغداد يومها إلى أربيل جميعا يتقدمهم المالكي نفسه من أجل تشكيل الوزارة, وأيضا فقد سبق أن هرع الهارعون إلى طهران لذات الغرض, وطهران كما أظن ليست أرضا عراقية. أما أربيل فأنا على يقين أنها ما زالت وحتى هذه اللحظة أرضا عراقية بإعتراف كاكا مسعود نفسه.
ولا أعتقد أن رمزية تشكيل الوزارة في أربيل هي أقل رمزية من محاكمة الهاشمي, خاصة وأن أربيل كان تم إعتبارها بقانون سابق لم يلغى بعد كعاصمة صيفية للعراق, ولذلك فأنا هنا ومن موقع الحرص على الرمزية الوطنية اقترح أن تجري محاكمة الهاشمي في أربيل –صيفا-, فنكون بالتالي خلصنا أنفسنا وحكومتنا وقضائنا وبلدنا من ورطة كبيرة, ولا ضير هنا أن نعيد قصة محاكمة وزير التجارة السابق فلاح السوداني التي جرت في (السماوة) بدلا من بغداد, وأجعلها أيضا مجالا للمقارنة, إذ تمت محاكمة ذلك الوزير ( السيادي) في مدينة لم يسبق أن جرى التعامل معها كعاصمة صيفية أو حتى خريفية.

في عام 1991*** وأثناء ما أتفق على تسميته بحرب الخليج الثانية ذهبت وعائلتي إلى عاصمتنا –الصيفية- أربيل اتقاء لأخطار القصف الأمريكي الذي تسلط على عاصمتنا –الشتوية- بغداد, وكان لدي هناك شقيق طبيب كان تزوج من إحدى السيدات الكرديات وفضل أن يستقر في اربيل, وما أثارني بعد دخولي إلى داره هو رؤيتي للصفحة الأخيرة من جريدة بابل التي كان يصدرها عدي بن صدام حسين وكان عليها نص المقالة التي كتبها عدي بنفسه والتي دارت حول نزاهة أبيه وعفته الذي لم يكن يملك سوى ثلاثة بدلات عسكرية والذي لم يستطع أن يساعد أخيه قصي بمبلغ من المال كان طلبه لتكملة بناء داره التي كان توقف بناءها بسبب نفاذ الأموال التي يملكها قصي. سألت أخي, وأنا أعلم تماما بأنه غير معجب أبدا, لا بعدي ولا بأبيه, عن مغزى تعليق تلك الصحيفة مباشرة بالقرب من المرآة التي يتطلع فيها كلما لجأ إلى الحمام فقال ضاحكا.. لا تعتقد إنني فعلت ذلك بدافع الإعجاب وإنما لكي اسخر من نفسي واضحك عليها كلما قرأت تلك المقالة, فلو لم نكن شعبا يحب أن يخدع لما وصلنا إلى اللحظة التي يتحدث فيه عدي عن نزاهة أبيه بهذه الجرأة وبهذا الإسفاف.
كان ذلك ما فعله أخي بعد قراءته لمقالة عدي, وأنا فعلت اليوم نفس ما فعل.. لقد علقت صورة مشعان بالقرب من مرآة الحمام لا لكي اسخر من مشعان والعياذ الله, ولا لأسخر من نفسي, كما فعل أخي, ولكن لكي ابتسم واثقا وفخورا بسبب إني رفضت أن أصدق ما أراد البعض مني أن أصدقه حول استقلالية قضاء في بلد لا معنى لكلمة- استقلال- فيه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• * مع الاعتذار للأستاذ مشعان الجبوري وعظيم التهنئة لمناسبة تبرئته من تهم التحريض على الإرهاب وسرقة أموال الدولة, ولا بد أنه حصل على البراءة بعد أن قدم الأدلة التي تؤكد على أن الجميع يسرق والكثير يقتلون وليس هو لوحده من يفعل فتذكر القضاء ذلك وارتأى حينها ان مشعان لم يخالف دين حكامه.
• ** أغنية بعنوان الشمس منين تطلع تطلع من العوجة
• *** كنت قد كتبت عن هذه القصة في إحدى مقالاتي السابقة وقد وجدت أن في الإعادة إفادة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية السياسية وخطاب البارزاني الأخير... 1
- الإيمو... المجتمع حينما يقتل نفسه
- الطائفية.. حينما ينفصل السياسي عن الأخلاقي وحينما يتناقضان
- الشعب العاري وحكاية نوابه المصفحين
- الطريق إلى قاعة الخلد والتجديد المفتوح لرئيس الوزراء
- العراق بين حروب القرار وحروب الاستجابة
- الهاشمي.. قضيته وقضيتنا .. القسم الثاني
- الهاشمي .. قضيته وقضيتنا
- الجمهورية العراقية القضائية العظمى.. مقالة ليست ساخرة
- العدالة الانتقالية
- يوم اختلف الأسمران.. أوباما وخلفان
- رئاسة الوزراء.. دورتان تكفي
- سليماني.. قصة تصريح
- العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي
- قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي
- المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد
- إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى
- موقف العراق من سوريا.. ميجاهيلية سياسية
- فليحاكم الهاشمي سريعا.. أصل الحكاية 3
- تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - في المسألة المشعانية* والقضاء العراقي الممشعن