أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عامل - في نقد البنية القرانية














المزيد.....

في نقد البنية القرانية


عماد عامل

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 16:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


البنية القرانية، تهجير الكذب في محاولة الصدق

مدخل:

ان تعدد القرائات المقترحة للخوض في القران كبنية نص مؤسَس، ومؤسِس، تخضع لحد لامعقول من التعقيل، اي ان المحاولة الكبرى للخوض في القران منذ تجمع النص بين دفتين، الى اليوم، كانت محاولات مفترضة على اساس صدقية القران، اي انه نص تمكن من تفكيك كل الكذب الذي كان منتشرا بفعل الصمت، المخيم على كل البنية الاجتماعية القبلية في الجزيرة العربية، من حيث هي بنية قبلية.
الصمت، ليس بالكف عن الكلام والتعبير، ولكن الصمت هو جدلية تعقيل اللامعقول، ضد لاعقلنة المعقول، في هذا الخضم الصمت يعني الانتهاء من التفكير في اللامعقل، وليس اللامفكر فيه، فهذا الاخير مرحلة ادنى من اللامعقل، اذ تعقيل اللامعقل هو السياج النهائي الذي يقدم بحكم العقل وكونيته، فلا يترك سوى الصمت بعده.
هكذا كان القران، في مرحلة مبكرة من انتاجه المكي، ايات تهدم الصمت المخيم على البنية الاجتماعية، الذي بدات تصل باسئلتها في اليهودية والمسيحية وكل الاديان التي تتكون في داخل البنية الايديولوجية للبنى المماسة والمحيطة بالجزيرة العربية، الى فك هذا الصمت، فكان القران اجابة على الاسئلة المتولدة والمهيئة لانهيار هذا الصرح اليهودي والمسيحي في خطوط كبرى، لصالح صمت جديد، اكثر دقة متجدد، لان الحديث عن الاديان التوحيدية حتى القرن السادس عشر، هو تجدد للبنية الايديولوجية بحكم تجدد البنى الاجتماعية الكلية.
هذا الصمت، في التاريخ، سيدوم طويلا، وجدليا في البنية الايديولوجية الاسلامية العربية، سيكون القران نصا بمعنى تعقيل اللامعقل، ووقعنة المخيل، سيضرب حصارا في كل النواحي، فلم يعد بعده سوى تركيز وتاسيس المهام المنوطة بهذا الدفع الجديد، مع المتغيرات الاجتماعية، اي ان النص القراني لم يحمل في احشائه اي دعوى الى ترك باب مخيلة الواقعي، وعقلنة هذا المخيل من جديد، بل ذهب في تدقيق حتى الصمت بعد الموت، اذ ستكون البدايات من اسئلة القبر وعذاباته، الى المحكمة الالاهية يوم القيامة. هذا المخيال، انها ضربة موجعة للاسطورة ايضا، فبعد النص القراني على الاسطورة ان تحتد هي ايضا باحداتيات وفرها لها العقل الذي به تعقلت العلاقة بين الناس واخوانهم الناس، وبين الناس والعالم. فلم يعد بالامكان الخروج في لعاب الاسطورة بل حتى الخرافة عن مبادئ مثل التوحيد، قدرة الله والرسول، الشريعة، جدلية الظاهر والباطن...الخ، وان كان في هذه الاحداثيات مساحة شاسعة لانتاج الاسطورة والخرافة، والزيادة في استنفار العقل لمخيلتها.
اذا، اقول ان الصمت المخيم في الجزيرة العربية، ادى بالمجتمع الى الصراع، كانت نتائجه ان هذا التعقيل لم يعد قادرا امام انتشار الشك في كل مكان وزمان من ازمنة هذه البنى الاجتماعية، كان النص القراني اجابة على هذه الاسئلة المتولدة وغير المتولدة، لكن هذه المرة سينحاز بشكل خطير للنهائياتية، اي فرصة اقتناص التذكرة الاخيرة، (( وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ))، اي رسم احداتيات التذكير، فيكون لغوا ما يتبع، اي صمتا، (( اسكتوا، نسكت..احمد ابن حنبل )). حتى تاريخ الالحاد في الاسلام، للتدقيق على ضوء القران، لم يكن الحادا الا بالنبوات (( تاريخ الالحاد في الاسلام..عبد الرحمن بدوي ))، اي ان القران لم يعطي تلك الدفعة، في بنيته للخروج عليه، بل على غرار التسييج سينسج ايات لها دلالتها (( قل هو الله احد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا احد ))، هنا تم الاقرار بشئ اساسي في منطق التوحيد، ان الله مقدمة، لا يمكن الخوض فيها، وان كانت الايات تدل على بذور الحادية، اي ادخال الله ونهائيا الى قاع الغيب، فالامور في بنية النص القراني وما سيتبع عبر ما يسمى بالعلوم الشرعية هكذا، بل سيكون استحضارا لابد منه في كل مدخل.

... [ سيتبعه ]



#عماد_عامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة عشرين فبراير تتمزق في يساريتها
- السيد امال الحسين..الى الامام تاركا خلفه واقعا !!!
- الطريق المسدود ليعقوب ابراهامي الى سلامة كيلة


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عامل - في نقد البنية القرانية