أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان محمد السعيد - مسرحيات هابطة














المزيد.....

مسرحيات هابطة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 14:14
المحور: الادب والفن
    


العلاقة بين اهل السياسة وأهل الفن التمثيلي والترفيهي علاقة قديمة ومعروفة، وكثيرا ما تكشف الاحداث عن قصص وحكايات لزيجات وارتباطات تمت او تتم بين هؤلاء وهؤلاء حتى لم يعد الأمر مستغربا أو مثيرا للانتباه، وليس مستغربا أن تحاول احدى الفنانات التي انحسرت عنها الأضواء وخفُت نجمها آستخدام ما لديها من أسرار وعلاقات سابقة لضمان عيش حياة كريمة تتجنب فيها الفاقة والعوز، وليس مستغربا أيضا ان تتعرض بعضهن لحوادث اعتداء قد تصل حد التصفية الجسدية اذا خرجت عن النطاق وقررت تحدي من بيدهم السلطة.

ليس مستغربا - وان كان مثيرا للسخرية- أن تدعٌم بعض الفنانات المشتهرات بأدوار الاثارة التيار الاسلامي او تعلن إحداهن آنتمائها لأحد جماعات الاسلام السياسي سرا خوفا من بطش النظام السابق بعد أن أصبح هؤلاء أغلبية برلمانية، أو تقوم راقصة بالإعلان عن طلبها الانفصال عن زوجها النائب السلفي صاحب أشهر أنف في التاريخ الحديث.

فالسياسة في هذا العصر أصبحت غير بعيدة عن كونها احد انواع الفن التمثيلي، وكما أن الفن التمثيلي فيه الراقي والهابط والمسف، ففنون السياسة أيضا فيها ما هو راقي وهابط ومسف.

وليس أشد إسفافا من مسرحية المعونة التي تم تمثيلها بشكل غير احترافي ولا محبوك وشارك فيها عدد لا بأس به من دعائم نظام مبارك الذين ثبتوا أقدامهم وعادوا يطلون علينا بوجوههم الممقوتة والمعروفه بتبعيتها الكاملة للإدارة الأمريكية، رافعين سيوفهم الخشبية منادين بوقف المعونات والاستقلال التام عن أمريكا، ثم يستعينون بأحد دعائم نظامهم الذي مازال قائما وهو رجل الدين الأكثر قبولا ونجم الفضائيات الذي وضعوه فوق النقد وجعلوا مناقشته أو سؤاله جريمة لا تغتفر في حق الشرع والدين قد تخرجك من دينك وتنفي عنك إيمانك.

وفجأة وفي ذروة انهماك الأبطال بأداء أدوارهم أُسدل الستار وسكتت الأصوات وأنصرف الممثلين والمخرج وباقي طاقم العمل تاركين المتفرجين في حالة من الذهول لا يدرون ما الذي حدث فعليا خلف الكواليس وأين من كانوا يملئون الدنيا صراخا منذ لحظات!

ولأن التمثيل شعار المرحلة، ولا يجب أن يظل المسرح فارغاً لوقت طويل حتى لا يستيقظ النائم ويفيق المذهول، بسرعة البرق أعتلى خشبة المسرح ممثلون أخرون وبدأوا في مسرحية جديدة، أبطالها هذه المرة هم من خانوا مبادئ الثورة وأعتلوا كراسيهم فوق جثث ضحاياها وشهداؤها ، وخالفوا على طول الخط كل ما طالبت به القوى الثورية وقبعوا مع النظام الفاسد في خندق واحد لم يجرؤوا على الاشارة بإصبع لهم حتى في اقسى وأفدح الجرائم والانتهاكات التي تمت ضد الشعب وضد الثوار، فكل شئ كان لديهم مبررا وكل شئ يهون في سبيل الكرسي.

هذا الكرسي المزعزع الذي اصبحوا وأمسوا مهددين بالسقوط من عليه في أي لحظة بل أنهم يعلمون تمام العلم أنه لا قيمة له ولا فائدة ولا يسمح لهم باتخاذ أي قرار لا يرضي سادتهم أو مناقشة أمور خارج النص المُعطى لهم.

هؤلاء الذين أيدوا حكومة الجنزوري بالرغم من الرفض الشعبي لها وانتمائها بالكامل لنظام مبارك، هؤلاء الذين اضفوا الشرعية على كل القرارات المعيبة والتي تخالف الصالح العام، قاموا فجأة – وعلى غرار مسرحية المعونة – بإعلان الحرب على الحكومة والمجلس وهددوا بالتصعيد والثورة والحشد الشعبي ما لم يتم الاستجابة لهم واقالة الحكومة الحالية ليقوموا بتشكيل الحكومة بكوادرهم المنتمية لجماعتهم.

وينتظرون الأن من الشارع الدعم والمؤازرة !!

لقد فقدتم ثقة الشارع ولم يعد لكم وجود في حساباته، فانتمائكم الأول والأخير للجماعة ومصلحة الجماعة. أما نحن فقد سئمنا من المسرحيات والادعاءات ولم يعد لدينا طاقة على تحمل المزيد من العبث والأكاذيب، ولا نحسب الا أن الأمر لا يتعدى كونه مسرحية جديدة للمزيد من المساوامات والإتفاقات على شعب يقضي بعض أفراده نحبه في سبيل رغيف من الخبز أو انبوبة غاز.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر
- في سبيل الكرسي
- مستغرقون في التعاسة
- تأملات في عام جديد
- من الصدمة الى الغضب
- جروح دامية
- في غياب القائد
- إضراب
- الجدار وفقدان التواصل
- عصر الخداع
- خطوط حمراء
- في الظلام
- العودة الى الميدان
- سلسلة العنف
- لوحة سريالية
- عندما تتعدد الخيارات
- بين التخوين والتكفير
- الرعب الأخضر
- في عالم أخر
- فن إخماد الثورات


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان محمد السعيد - مسرحيات هابطة