أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادين البدير - شىء سماه العرب ربيعاً














المزيد.....

شىء سماه العرب ربيعاً


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقف بين نيران الثورة واستبدادية الوطن. لا أكتب ما يطمئن الحكومات. أنا من هواة استفزاز الأنظمة. مقتنعة بأن من مهام المواطن إبقاء النظام فى حالة قلق. لكنى لا أتمكن من إخفاء مشاعرى أو كتابة شىء أنافق به الشعوب لمجرد أن الثورة ضد الأنظمة.

من الأهم: حريتى أم وطنى؟

لم أطرح فى حياتى تساؤلاً أقارن به حريتى بأى شىء، فالحرية منتصرة سلفاً على الحياة نفسها. ومهما أنفقت لأجلها من أثمان لم أندم، فهل للحرية ثمن فى الأصل؟

لكن وطنى نقطة ضعفى الوحيدة الكبيرة.

أعيد السؤال: حريتى أم وطنى؟

أن أعيش حرة أم أن يحيا وطنى؟

أختار بين نيران التفكك التى أحدثها مفعول الديمقراطية (المتقدمة)، وحدود وطنى المنيعة وسط استبداد أو حتى فساد.

خيارات عربية معقدة، ولست محظوظة لأنى أطرحها خيارات جلبها ما سميناه جميعا ربيع العرب. هل أسمع اليوم من يحكى عن التقسيم؟ وهل المتهم إسرائيل أم الغرب؟

أذناى لا تسمعان سوى عدد من مواطنى الداخل يثرثرون بتغيير الحدود وإعادة رسمها من جديد.

أكانت ثورات أم خيانات؟ من يهدد دولته بالتقسيم؟ من يهدد نفسه بالانتحار؟

أهالى برقة يريدون الانفصال. أهالى برقة أصابتهم لوثة. لم تكن ثورة ضد الأنظمة إذن بل ضد الأوطان. الآن، وجهوا اتهامكم المعتاد للأنظمة بأنها سبب كراهيتكم للأوطان.

وأكسجين الثورات العربية الذى تنفسناه. كان وهماً؟ وكل الأمانى التى منينا النفس بها. كانت تشخيص مريض للأمور؟ تشخيص غريق؟ وربيعاً ظننا أنه عاد إلينا قبل سنة لم يكن بحقيقته أكثر من فصل غائم مكفهر مغبر باق منذ سنة.

ليست سوى البداية. هذه كلمة كل من يسمع تأففاً أو تذمراً. يتفاءل بأن الوقت مازال فى بدايته، وأن كل ما يحدث فترة أولية طبيعية تلى أى ثورة.

هل من الطبيعى إذن أن نحكى عن كونفيدراليات وفيدراليات؟ إن كان الجواب نعم فأدعو ألا تصل الثورات الربيعية البراقة لبلدى، لأنى سأذبح من يحكى عن تقسيمه قبل أن ينهى جملته. الثورات العربية لم تلقن الحكومات دروساً قاسية بل لقنتنا نحن أقسى الدروس. أولها التوقف عن تبعية العواطف. كان مأمولاً أن يكون الربيع العربى ربيع حرية، لكن الفصل الخائن أتى بحكومات لم تناضل يوماً إلا لحرية تنظيمها الدولى. الربيع العربى جلب لبرلمانات الثورة نواباً لا يؤمنون بالحريات على جميع أنواعها، وليس تغاضيهم عن الحريات السياسية اليوم سوى لضمان استحواذهم على شىء من التركة، فقد سئموا حياة التخفى والاختباء الربيع ولد أنظمة تريد سحق كل تقدم مر من هنا. أقسى من ذلك. الربيع أتى بحكومات لا تؤمن بحدود أوطاننا، بل بالأممية الإسلامية، شىء أشبه بالشيوعية مازلنا نصر على أنه ربيع؟ يبدو أننا نخلط بين فصل الربيع وفصل تساقط الأوراق.

قبل أيام سهرت أتابع إحدى القنوات. كان لقاء عن تونس بعد الثورة دار بين سيدة من المجلس التأسيسى ورجل معارض ومشاركة جمهور من الشباب والشابات، احتدم النقاش. المعارض يؤكد الردة الحضارية التى تصيب تونس، فالمتشددون يضايقون الناس فى حياتهم اليومية، هو صيدلى ويروى تهديدات تصل للصيادلة، رجال التطرف يداهمون الصيدليات ويقسمون للعاملين بها أنه إن لم يتم نزع إعلان دواء يحمل صورة رجل عارى الصدر «فسنفجر الصيدلية فى غضون نصف ساعة»، لاحظوا أن المكان المستهدف صيدلية وليس ملهى ليلياً، وأن الصورة تابعة لشركة أدوية طبية وليست صورة راقصة عرى بأفيش لفيلم بورنو.. السيدة تحتد بالصراخ وتؤكد أن الحريات محفوظة فى ظل الحكومات الإسلامية الجديدة، الشباب والشابات يتأففون ويتسابقون لإثبات أن القمع باطراد حتى بروفيسورات جامعاتهم يتعرضون للإهانة أمامهم لمختلف الأسباب، منها الاختلاط والحكومة تعرف عن هذا السقوط الحضارى والفكرى لكنها تغض الطرف.

مقدم البرنامج يسألهم: هل تتمنون عودة زين العابدين بن على؟ أرفض معرفة الإجابة. لكنى أستمر بالمشاهدة. لم لم أتفاجأ من أيادى شباب وشابات تلوح فى الهواء تطالب بعودة «بن على»؟

تعلق السيدة: أنتم لا تمثلون البقية، تجيبها الحاضرات: ليس هناك إحصائية لكننا نعرف أن أعداداً كبيرة منا تتمنى عودة «بن على»، فالحريات تتضاءل تدريجيا. إذن هو فصل تساقط الأوراق. فصل تساقط الحريات.

وحين أتخيل أن المدعو (ربيع) يصيب بلادى (لا قدر الله) التى تفتقد الحريات الاجتماعية والسياسية والفنون والسينما وحرية الحركة والإبداع وتملؤها الرقابة، فما الذى سيسحقه الربيع؟ أتصور أن يتم إعدام الشعب بالشوارع خوفاً من ارتكاب الخطايا ودرءاً للمعاصى المحتملة.

يعود المتفائل لمحاولة إقناعى بأن الأمر سيتطلب سنوات، وأن الشعب الذى أطاح بالأنظمة السابقة سيطيح بأى نظام مستقبلى ظالم وكلها أربع أو خمس سنوات. تؤلمنى النظرة الوردية للحياة العربية. أى شعب سيتمكن من إسقاط الصاعدين اليوم؟ رأيناهم فى مصر يثورون من جديد قبل أشهر ولم يتمكنوا من مقاومة أحد.

رأينا الشباب تقلع أعينهم ويتعرضون لنفس ما كانوا يتعرضون له زمن الحكم السابق ولم يتمكنوا من إسقاط أحد. اتهمهم الجميع، حتى الإعلام، اتهمهم بإشاعة الفوضى والبلطجة وبأنهم شلة (صايعين ضايعين) انتسبوا لموكب الثورة. رغم أنهم أصل الثورة. فأين شباب الثورة الأصليون؟ أين اختفيتم؟ لماذا أيقظتمونا؟ ولماذا تمادينا نحن فى الحلم؟

لا تعذرونى واغضبوا. لكنى لا أشتم أو أرى أزهار الربيع. ليس هناك أى ربيع، بل فصل قاس.. فصل جديد خامس.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرام يا أخضر حرام
- اسرقوا حسابات الإسرائيليين
- نهاية الأوطان
- احلم.. احلم.. احلم
- منافق.. خائف.. خائن.. محايد
- من مصر ٢
- رسائل أول السنة
- فى إيطاليا: معبد لمئذنة وصليب
- لماذا؟
- لا تنام أو أنام
- ويل للمنافقين
- سلف مصر.. نسخة تايوانية
- فى السعودية.. هذه انشغالاتنا
- السعودية: نجم الليبرالية الجديد
- شباب التحرير صناع التحرير
- عيب عليك يا شعب
- كنائس الخليج
- لا للحريات الاجتماعية
- امنحنى السلطة أمنحك الفتوى
- ميليشيا الشرطة الدينية.. قريباً


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادين البدير - شىء سماه العرب ربيعاً