أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - افيندار جانو - العلمانية و كرامة الإنسان














المزيد.....

العلمانية و كرامة الإنسان


افيندار جانو

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 10:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يبدو عنوان هذا الموضوع غريباً بالنسبة للبعض, لكن في الحقيقة ثمة رابط متين بين ما يعرف "بكرامة الإنسان" و بين العلمانية, العلمانية بالمعنى الذي يشار إليه بالمقولة الشهيرة "فصل الدين عن الدولة" و ليس بمعنى التفكير الدنيوي, و مبدأ الفصل هذا في حديثي يشمل فصل الايدولوجيا عن الدولة.
الدولة ينبغي أن يكون تعريفها مبدئيا بالجهاز الذي يعمل على خدمة المجتمع و يحافظ على مصالحه و يضمن حقوق أفراده و يصون حرياتهم و يحفظ كرامتهم.

• لماذا كرامة المواطنين من جهة متعلق بنظام الدولة ؟

جليٌ إن فرض رؤية أحادية ترى إن ثمة طريق واحد لتحقيق الخير هو دكتاتورية, الدولة التي تستمد تشريعاتها و قوانينها من عقيدة دينية أو إيديولوجية معينة تسد باقي الأفواه, فهي ترى نفسها الرأي الوحيد الصحيح الذي يدرك الطريق الأمثل للخير. هنا السؤال: المواطن الذي تفرض عليه القوانين ذات المرجعية (الدينية / المذهبية / الاديولوجية) بغير اعتبار لحقوقه و حرياته وخياراته آلا يكون مواطن مهدور الكرامة؟

• الحرية والاستقلال

العلمانية هي نظرية سياسية او فلسفية ليس لها قيم أو مبادئ إلا مبدأ حرية الفرد في الاختيار, هذه الحرية لا تكون مصانة في دولة دينية او بمرجعية دينية و لا ينطوي الدين بحد ذاته على مبدأ الحرية, ناهيك عن الدين المسيس. استقلالية و فردانية الإنسان هي قيمة إنسانية عليا, هذه القيمة تنتهك في الدولة المستندة على الدين, لأن هذه القوانين تسن بوجهة النظر الضيقة للسلطات الدينية, و دون حساب إن الفرد له حق الاختيار الأخلاقي و السياسي و الفلسفي و الاجتماعي, له الحق في أن يفعل ما يشأ دون أن يعتدي على حق غيره, بمعنى أخر أن الفرد الديني في دولة علمانية تكون خيارته فقاً لدينه و الفرد اللاديني أيضاً تكون خياراته وفقاً لفكره اللاديني, و العلمانية تتسامح مع الطرفين و تمنع التصادم بينهما و تضمن لكل طرف حريته الكاملة مادامت لا تعتدي على الأخريين.
إذ لم يكن الإنسان مستقل و سيد نفسه و إذ لم تكن حريته الشخصية الكاملة بيده و حينما ينقص من حريات الإنسان بسبب جنسه او دينه او طائفته او فكره او قوميته فعندها تكون كرامته مهدورة لأن حريته تكون منتهك.

• المساواة و العدالة

كلنا أبناء هذا الوطن, كلنا ننتمي لهذا الوطن, رغم اختلافاتنا الدينية و الفكرية و المذهبية و القومية و ..الخ يجمعنا هذا الوطن, لنا نفس الواجبات اتجاه الوطن الذي شيدناه معاً و دافعنا عنه معاً عبر التاريخ, وينبغي كذلك أن يكون لنا نفس الحقوق المدنية العالمية, كلنا دون تميز لأي سبب كان.
الأنظمة الدينية تميز بين مواطنيها على أساس الانتماء الديني و المذهبي, كحصر منصب رئاسة الجمهورية في إتباع مذهب معين او التشريع وفق مفاهيم دين معين أو أي شكل أخر من إشكال التميز, في الدول الدينية حوادث التميز الطائفي و الديني لا تعد و لا تحصى وهذا ما يحط من كرامة مواطنين, كون دولتهم هذه التي يملكونها جميعاً تميز بينهم و تنقص من حقوق بعضهم فيما توزع الامتيازات على آخرين.
كذلك الدول الدينية تحاكم بعقوبات لاإنسانية و محاكم غير عادلة, من يخرج على الدين او المذهب الرسمي للدولة, وهذا الأمر إطلاقاً لا يبت للعدالة, فإن كانت حرية الاعتقاد جريمة في دين ما, فكيف نتخذ هذا الدين سبيلاً لتحقيق العدالة في دولة ما؟, و إن كانت حرية التعبير تعتبر زندقة و فساد تتطلب إقامة الحد على الفرد "المارق او الكافر" فكيف للعدالة أن تقام؟, و أي قانون "إلهي أو وضعي" بالإمكان وصفه بالعادل وهو يعارض حرية التعبير و الاعتقاد و التجمع و الزواج المدني و حرية البحث عن المعرفة و البحث العلمي؟.
و لأن دولة علمانية كبريطانيا تساوي بين مواطنيه و تحترم و تصون حرياتهم يتوفر فيها قرابة 2000 مسجد و لأن ألبانيا كذلك علمانية ففيها المساجد و الكنائس و المعابد و المراكز الثقافية و الفكرية منتشرة و موطنوها أحرار.
اما السعودية ففيها الشيعة مضطهدون و إيران فيها السنة و المسيحيين مضطهدون و مالطا فيها غير المسيحيين محاصرين و في كل تلك الدول و غيرها من الدول الدينية اللادينيون مغلوبٌ على أمرهم دائماً و مهددون بالقتل و السحق دون أدنى احترام لحقوقهم و كرامتهم و حريتهم.

من المبين أعلاه تأتي علاقة العلمانية بكرامة الإنسان, حيث أن المرء سيد نفسه في دولة علمانية لا تفرض عليه عقيدة معينة أو تجبره على اعتناق عقيدة. كذلك لا تستمد الدولة العلمانية تشريعاتها من الدين وهنا تكون الحرية الشخصية للمواطن مصانة حيث أن الدولة العلمانية لا تفرض قيم أخلاقية دينية, العلمانية هي الحياد اتجاه كل العقائد و الديانات و الأفكار و هي تضمن لكل الديانات و العقائد ممارسة شرائعها الدينية بحرية, حيث لا تتدخل السلطة السياسية في الدين و لا الدين يتدخل في السياسية. كذلك تضمن المساواة التامة بين المواطنين و لا تميزهم على أسس دينية أو طائفية أو جنسية أو فكرية .



#افيندار_جانو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - افيندار جانو - العلمانية و كرامة الإنسان