أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - الدولة السورية و مجهر الثورة














المزيد.....

الدولة السورية و مجهر الثورة


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أكثر الامور لفتا للانتباه في سياق الثورة السورية و التي لم يتعرض لها المفكرين و المحليين السياسيين بما تستحق من الدراسة و التحليل هو الغياب التام لأجهزة الدولة السورية التقليدية في التعامل مع هذه الثورة او الازمة حسب تسمية النظام السوري
فمن المعروف ان السلطتين التشريعية و التنفيذية كانت تحكم حسب الدستور السابق من قبل الجبهة الوطنية التقدمية بقيادة حزب البعث , و هذه الجبهة تتألف من عدد من الاحزاب الشيوعية و الناصرية بالإضافة الى القومي السوري, و كانت احزاب هذه الجبهة مسيطرة تماما على كل مفاصل الدولة و مؤسساتها بما فيها مجلس الشعب السوري و ذلك عن طريق قائمة الجبهة الوطنية و التي كانت تعين سلفا من قبل هذه الجبهة و تحصل على اكثر من ثلثي مقاعد المجلس, و بمقابل أحزاب الجبهة فأن المعارضة السورية كانت تتألف بشكل رئيسي من التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة الاتحاد الاشتراكي, بالإضافة الى مجموعة كبيرة من الاحزاب القومية الكردية و الاحزاب الليبرالية و القومية السورية, و احزاب ماركسية اخرى غير منضوية تحت اطار الجبهة الوطنية و بالتالي كانت تأخذ صف معارضة النظام
و مع نشوب الثورة السورية كان من المتوقع نظريا ان تقود الاحزاب المعارضة للنظام هذه الثورة, و أن تدافع عنها و تدعمها اعلاميا و تنظيميا, و بالمقابل كان من المفترض على احزاب الجبهة الوطنية الحاكمة ان تقف جانب النظام و تدعم تحركاته تنظيميا و اعلاميا باعتبار ان هذه الاحزاب هي التي تملك الكوادر النشطة و المدربة على العمل الميداني و الاعلامي
و لكن هذه الثورة السورية سلطت الاضواء على بنية و الية عمل الدولة السورية .و كشفت ضعف الاجهزة القائمة على هذه الدولة بشقيها المعارض و الحاكم ,فلم يكن لهذه الاجهزة من حكومة و برلمان و أعضاء جبهة وطنية تقدمية و حتى للمعارضة التقليدية أي دور في نشوب الثورة او استمرارها من جهة ,او محاولة التصدي لها من جهة اخرى
فمن المعروف حاليا ان كل الحراك الشعبي على الارض ,و كل المظاهرات و الحركات الاحتجاجية تتم عبر لجان التنسيقيات المحلية و ان هذه اللجان ليست سوى تجمع لحراك شبابي تشكل بعد الثورة و ذلك بهدف التنظيم الميداني لهذا الحراك و ان اعلام الثورة السورية و هو الجزء الاهم في هذه الثورة انما يتم عبر المكاتب الاعلامية لهذه اللجان المحلية ,و بغياب تام للأحزاب و الشخصيات المعارضة التقليدية(الا في حالات نادرة يقتصر بالظهور على بعض الشاشات العربية و تشجيع هذا الحراك كأي سياسي في بلد أخر)و معظم اعلاميي الثورة السورية هم شباب غير منظم حزبيا و لا يمثلون اي من احزاب المعارضة و لم يكن لهؤلاء الشباب قبل الثورة اي دور او نشاط سياسي كخالد ابو صلاح او ابو جعفر على سبيل المثال لا الحصر
و بالمقابل فأن معظم التحركات الميدانية المؤيدة للنظام-على قلتها- لم تكن بمبادرة من احزاب الجبهة الوطنية التقدمية او اعضائها في مجلس الشعب و التي كان من المفترض ان تنشط للدفاع عن نظام هي جزء منه ,بل ان معظم المسيرات التي تجري في الايام العادية في ساحة السبع بحرات وغيرها من الاماكن الاخرى ,و المحمية من قبل الامن السوري, هي نشاط تقوم به تنظيمات شبابية تشكلت بعد الثورة للوقوف في وجهها و الدفاع عن وجهة نظر النظام في الحكم الاشتراكيين وحاصل على الشهادة الثانوية العامة, فقد حاول في بداية الثورة التصدي لها اعلاميا فباء بالفشل الذريع و اصبح مادة للسخرية حتى من قبل مؤيدي النظام ( كل الاعلاميين العرب و السوريين يعرف و يتذكر جيدا مربعات خالد العبود) مما اضطر الاعلام الرسمي السوري للاستعانة بمحللين سياسيين لبنانيين من القوى المؤيدة له في لبنان كرفيق نصر الله و جوزيف ابو فاضل. و من الملاحظ جدا على سبيل المثال ضعف دور وزير الاعلام السوري في هذه (الازمة) و عدم ظهوره في وسائل الاعلام الا بمناسبات نادرة ليلقي بيانات جاهزة, و ايضا من الملفت للنظر عدم انعقاد مجلس الشعب السوري ليخوض في الازمة و اساليب حلها او لمسائلة المسؤولين عنها,
اذن كشفت الثورة السورية هشاشة الدولة السورية ,و بنيتها المتضعضعة, و بينت للسوريين ان كل البنية المؤسساتية والحياة السياسية السورية بشقيها المعارض و الحاكم كانت فارغة تماما و ان هذه الحياة السياسية و طوال اربعين عاما بأكملها كانت تنتظر مجهر الثورة السورية ليكشف عن خوائها التام
انتهى



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع السوري يعود الى حلبة الصراع


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - الدولة السورية و مجهر الثورة