أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المنعم عبد العظيم - البابا شنودة الشاعر الرومانسى















المزيد.....

البابا شنودة الشاعر الرومانسى


عبد المنعم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 01:14
المحور: الادب والفن
    


نظير جيد الشاعر الرومانسى والراهب المقاتل
كتب عبدالمنعم عبدالعظيم
كان يمكن ان يسطع اسم الشاعر الرقيق متدفق الاحساس نظير جيد البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية فى سماء الشعر ويصبح اسمه فى طليعة شعراء الرومانسية فى العالم العربى
فهو شاعر يحمل عاطفة متاججة والفاظه رقيقة ناعمة حالمة تنحت بساطة حروفها وانسيابيتها شغاف القلوب
فقد امه بعد ثلاثة ايام من مولده ولم يرى حنان الام ولم يستمتع بالجلوس على حجرها مما جعله يصرخ
أحقاً كان لي أمٌ فماتت؟ أم أني خُلِقت بدون أم؟

رماني الله في الدنيا غريباً أحلقُ في فضاء مُدلَهِمِّ

وأسال يا زماني أين حظي بأخت أو بخالٍ أو بعم؟؟
وأسأل عن صديق لا أجده كأني لست في أهلي وقومي
هذا الفراغ العاطفى واحساسة بالاغتراب جعله اميل الى العزلة وعمق احساسة بالوحدة حتى وجد نفسه فى الحياة الديرية وتحول حبه لامه الى حب اكبر فرغ فيه كل عواطفه حب مصر فعاشت مصر فى قلبه واعطاها كل مايملك وسكنت فى اعماق اعماقه وصبغ حبها ثقافته فاتجه الى دراسة التاريخ وبعد تخرجه عاش حياة عسكرية ضابطا فى جيش الحبيبة يقول
جعلتك يا مصر في مهجتي

وأهواك يا مصر عمق الهوى

إذا غبت عنك ولو فترة

أذوب حنينا أقاسي النوى

إذا عطشت إلى الحب يوما

بحبك يا مصر قلبي ارتوى

نوى الكل رفعك فوق الرؤوس

وحقا لكل أمريء كل ما نوى
هذا التكوين الفكرى بين التاريخ والصحافة والحياه العسكرية والاتجاه الى التدين والصقل الفكرى من خلال مدارس الاحد خلق من نظير جيد شخصية جديدة بين النسك والايمان بالاستشهاد وعايش البطولة فى التاريخ القبطى وكيف قاوم الاباء صلف الرومان ولم تهدء نفوسهم الا بالشهادة وعايش عصر الشهداء وصفت نفسه بالحديث عنهم وكيف انتصروا على الطغاة
نلتم الأمجاد فى دنيا ودين وهزأتم بالطغاه الملحدين
لم تموتوا أيها الأبطال بل قد سكنتم فى سماء الخالدين
لم يمت من قاوم الكفر ومن بيسوع هز عرش الكافرين
لم يمت من صار بأستشهاده قدوه تبقى على مر السنين
لم يمت من قدم الروح على مذبح الحق جريئاً لا يلين
لم يمت كل غريب ههنا مر بالدنيا مرور الزائرين
عجباً كيف صمدتم للطغاه فى ثبات أدهش الكون مداه
أى شىء حبب الموت لكم هل رأيتم فيه أكليل الحياه؟
أم بصرتم بيسوع واقفا فى أنتظار ، فاستبقتم للقاه؟
أم سمعتم مثل همس الوحي من قد دعاكم فاستجبتم لدعاه؟
أم تذكرتم صليب الناصرى ونسيتم كل شىء ما عداه؟
أم تخيلتم عمود الدين قد راح يهوى فاصطففتم لحماه؟
أيما قد كان داعى الموت لم نستطع حسبانكم فى المائتين؟
لم تموتوا أيها الأبطال بل قد سكنتم فى سماء الخالدين ؟

هذه القوه فى غير أنتهاء كيف جاءتكم جموع الشهداء؟
أى سيف قد تسلحتم به أيها العزل فى ساح الدماء؟
هل رأيتم فى دروع الأرض ما لم يلق يوما بأبناء السماء؟
تسلحتم بقلب طاهر ودعاء مستجاب ورجاء
وبأيمان قوى قادر يرجع الموتى ويشفى الضعفاء
ألهمونا بعض تقواكم فقد أظلم الكون وقل الأتقياء
وبقينا كلما نذكركم يخفق القلب ويدعو فى حنين:
لم تموتوا أيها الأبطال بل قد سكنتم فى سماء الخالدين
ثم حمل البابا شنودة صليبه وهجر الدنيا واتجه الى برية شيهيت وادى النطرون ليعيش حياه الديرية وبين المحبسة والقلاية والحياة الخشنة وهواية نسخ الكتب القديمة تعمقت ثقافته ورسخت معرفه الدينية بالدين المسيحى بل ان قراءته فى التراث الاسلامى كانت واسعه فى هذه البيداء الموحشه كان البابا شنودة العابد العاكف الصوفى الذى تفرغ للحب الالهى يناجى
اغلق الباب وحاجج
و املأ الليل صلاة
في دجى الليل يسوعا
و صراعا ودموعا

1. أيها الحائر يا من
تسأل الناس وتشكو
هل وجدت الحل يا
هل أزال الناس ما
يا صديقي: سوف لا يجديك
ليس عند الناس رأى
فحلول لفريق
إنما عندي علاج
اغلق الباب وحاجج
و املأ الليل صلاة
تهت في فكر عميق
صارخا أين الطريق
مسكين والقلب الشفيق
عندك من هم وضيق؟!
في الدنيا صديق
ثابت شاف يليق
ضد أخرى لفريق
قد خبرناه جميعا
في دجى الليل يسوعا
و صراعا ودموعا

2. أيها المصلح يا من
ثائرا للحق والإصلاح
كم لقيت العنت والتجريح
تحمل اليوم صليبا
يا صديقي : إن مضى الوقت
و استمر الحال مثل الأمس
فأدخل المخدع واركع
قل له اشتدت وضاقت
قل له يا رب إني
واعرض الأمر وحاجج
و املأ الليل صلاة تملأ الدنيا لهيبا
محتدا غضوبا
و القول المعيبا
و غدا أيضا صليبا
نزاعا وحروبا
صعبا وعصيبا
و اسكب النفس سكيبا
فأفتح الباب الرحيبا
عاجز لن استطيعا
في دجى الليل يسوعا
و صراعا ودموعا
نفس الحب والمذاقات التى عاشتها رابعة العدوية والحلاج وابن الفارض وبشر الحافى وذى النون المصرى ونفس السمو الروحى الذى سلكه الاباء فالرهبنة ابتكار مصرى كما ان التصوف الاسلامى اكتسب عمقا خاصا فى مصر
هذا المقاتل العنيد والشاعر الرقيق يعيش الوحدة وسط الناس ويردد
ليس لي شأن بغيري أنا في البيداء وحدي
قد أخفيت جحري لي جحرُ في شقوق التل
ساكنا ما لست أدري وسأمضي منه يوماً
من قفر لقفر سائحاً أجتاز في الصحراء
والآكام ديري ليس لي دير فكل البيد
للأسوار فكري لا ولا سور فلن يرتاح
لم أشغف بوكر أنا طير هائم في الجو
في إقامتي وسيري أنا في الدنيا طليق
حين أمشي حين أجري أنا حر حين أغفو
شيء غير أمري وغريب انا أمر الناس
هذا الطير الهائم تختار له الاقدار طريق اخر لم يختارة فاختير اسقفا للتعليم والتربية الكنسية واثرى الفكر المسيحى الحديث واختارت له الاقدار مسلكا اخر واصبح بطريرك الكرازة المرقسية وتربع على عرش مار مرقس الرسول وخاض الراهب المقاتل معركة من اشرف وانبل معاركة حافظ فيها على وحدة الوطن وتصدى للفتن حتى وافته المنية فودعته مصر كلها بالدموع
عبدالمنعم عبدالعظيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصر مصر
[email protected]



#عبد_المنعم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- lمن يعيد دائرة الابراج الفلكية لمعبد دندرة
- التمساح سوبك الوحش ا الذى قدسه الفراعنة
- الشبخ والقنصل والبهلوان
- الشيخ والقنصل والبهلوان
- اطلالة على اوراق من اول ارشيف دبلوماسى فى التاريخ
- هل ستاتى الجميلة الى ا لمنيا
- الفتنة قائمة لعن الله من تجاهلها
- المنيا تفتح اخطر ملف فى مصر
- سنموت المعمارى الذى هندس التاريخ لحتشبسوت
- غزال البر الذى اهملته مكتبة الاسكندرية
- مازلن يزرن اطلال المقشقش
- اسوان بين حرارة الجو وحرارة اللقاء
- هذا الذى لمتتنى فيه
- محطات للحوار حول العقد الاول من القرن الحادى والعشرين
- العضايمة تفتح ملف حضارة ما فبل التاريخ
- جمال الشاعر يلبس تاج الوجهين فى ميوزيون الاقصر
- نادين البدير من حقك ازواج سبع
- بعد انضمامها الى محافظة الاقصر
- رسالة الى ضياء رشوان
- التحطيب


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المنعم عبد العظيم - البابا شنودة الشاعر الرومانسى