أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - قصص من أروقة المحاكم (2)














المزيد.....

قصص من أروقة المحاكم (2)


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 00:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


غيداء والبندقية
أحداث تلك القصة وقعت في مدينة الناصرية، غيداء فتاة في الخامسة عشر من العمر أجبرها والدها على ترك الدراسة وهي في المرحلة المتوسطة، كانت فتاة ذكية عيناها تفصح عن ذكائها وعن شجاعتها، تقدم لخطبتها أبن عم لها متزوج وله ثلاث أولاد وافق والدها على تزويجها وحين عرض عليها الأمر رفضت الزواج، لكن والدها لم يقتنع رغم محاولاتها في أقناعه عن تغيير رأيه، أستمرت محاولات غيداء مدة قاربت الستة أشهر أستنفذت فيها كل محاولاتها لأقناع والدها وأخيها الأكبر، للعدول عن موقفهم لكن طغيان الأسباب المادية ومصالح أخرى تربطهم مع أبن العم هذا حالت دون التراجع.
غيداء صممت على موقفها الرافض وقبل موعد زفافها الذي حدده والدها بثلاثة ايام قررت غيداء أن تنهي حياتها، أستلت البندقية من غرفة أبيها وصوبت فوهتها نحو جسدها البريء وأطلقت منها رصاصتين معلنة عن صرختها الرافضة للظلم، ضج الدار بمن فيه هرعوا جميعا الى مكان الصوت فوجدوا غيداء غارقة بدمها تحتضر محاولة سرقة أنفاسها الأخيرة، أسرع والدها وأخويها محاولين انقاذها والوصول بها الى أقرب مستشفى، لكن أرادة غيداء بأنهاء حياتها كانت أسرع من رغبتهم في أنقاذها حيث فرقت الحياة حال وصولهم المستشفى،
فحص الطبيب المختص الجثة فوجد أن الفتاة لازالت عذراء وأن جسدها لم يتعرض للضرب أو العنف، هنا طرح الطبيب عليهم الأسئلة حول أسباب موتها فما كان منهم إلا أن صرحوا بحقيقة القضية وأن غيداء أنتحرت لرفضها الزواج وبالأجبار، هنا جاء دور القضاء الذي قرر ايداع الأب والأبنان السجن لحين أكتمال التحقيق في قضية أنتحار غيداء. أما جثة الفتاة فقد قرر القضاء أبقائها في برادات الطب العدلي ولمدة ستة أيام أي الى حين أنقضاء التحقيق في قضيتها.
الخسارة فادحة غيداء صوبت الرصاصات الى الظلم والتعسف بحقها، لقد رفضت العبودية والأذلال، أختارت أن تنهي حياتها على أن تساق الى حياة لاتريدها، تاركة أبيها وأخوتها في حالة صعبة أمام ضميرهم ومجتمعهم وحياتهم أجمع. لا أريد أن أقول الى متى تضل فتياتنا القاصرات تدفع ضرائب التخلف، لكني أقول الى متى تبقى القوانين تسير ببطء نحو قضايا المرأة، لدينا غيداء وآلاف غيرها أنتهكت حقوقهن الأنسانية والأجتماعية وتنتهك،
من سينقذ بناتنا من هذه الأعراف السلبية المدمرة.
سكبت غيداء سنواتها البريئة في غيبوبة الموت.
لقد أثكلت الحروب والحصارات الأسر العراقية سنوات من المعانات والألم عاشته العائلة العراقية. واحزان ظلم القاصرات هذا أشد ألم وقسوة، أتخيل حالة الاب والذي بدافع الجهل تصور انه من الزواج تتستر الفتاة وخصوصا ابن العم هذا له صلاحيات القربى والدم بأبنة عمه. هل ستواصل عائلة غيداء حياتها وتستأنف مسيرتها بشكل طبيعي، أكيد أحب الأب أبنته كذلك أحب الأخوين أختهما، لكن كان لغيداء رغبات وأحلام وأمنيات فتاة صغيرة وبريئة دافعت عنها ببراءة، فخطف الجهل برائتها وخنق العنف أمنياتها أني أتسائل هل مازال طريق نهاية غيداء يبتلع بناتنا، أم أن الجهات المختصة ستغلق منافذه ومساراته، وأخيرا أتمنى العدل والسلام والأمان لكل قاصراتنا وللمجتمع أجمع.
***********
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم



#منى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص من أروقة المحاكم (1)
- نكاح الجثة
- الايمو والفساد السياسي.. من يتحمل ضياع الشباب
- أكس باير
- عمليات النفخ والتكبير من الشفاه الى المؤخرة
- فقاعات فارغة
- صرخة التحرر
- سنة على ثورات نساء المنطقة العربية
- تعبتُ
- الملابس وأباحية العصور
- يا نساء العالم أتحدن
- هل سيشرق على وطني زمن أنفتاح
- الى السيدة وزيرة القوامة وزيرة تركيز عبودية المرأة
- معاهدة الدين أوقطع رأسي
- تاء التأنيث
- مع حملة التضامن مع نساء ثورة مصر والشرق الاوسط
- ياسمين ((ضحية الفصل العشائري))
- غشاء البكارة
- تعدد الزوجات
- حوارات عارية


المزيد.....




- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - قصص من أروقة المحاكم (2)