أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رؤى جعفر - نقمة عربية أم قمة عربية














المزيد.....

نقمة عربية أم قمة عربية


رؤى جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 19:49
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل أيام ليست بالقليلة أصدرت الحكومة العراقية قرار وقف استيراد الفواكه والخضر , واستبشر المواطن العراقي شيء من الخير المخيف , فالاستبشار بالخير لأن كل مواطن عراقي متفق على أن طعم المنتجات الزراعية المستوردة لاسيما الفواكه والخضر فاقد للذته ربما لأنها من الزراعة في البيوت الزجاجية كونها تزرع في غير مواسمها أوبسبب سوء التخزين وربما بسبب تأخرها بالطريق وتلف جزء منها, وبالتالي طعمها لايضاهي المنتوج المحلي فالخضروات والفواكه العراقية تحمل طعم لامثيل له. ربما هو طعم نهري العراق دجلة والفرات أوطعم تربة العراق الطاهرة أولأنها تحمل نكهة طيبة العراقيين. وفي الوقت نفسه منع أو وقف الاستيراد ينعكس ايجابياً على الزراعة العراقية فيشجع الاستثمار الزراعي وينعش المردود المالي للمزارع وبالتالي يؤدي إلى انخفاض أسعار هذه المنتجات لأن شراءها من الداخل يكون أقل كلفة للتاجر والمستهلك , أما مسألة الخوف فهي من استغلال بعض التجار والمزارعين لهذا القرار ورفع أسعار المواد ولأن الإنتاج المحلي قليل يضطر المواطن العراقي لشراء هذه المنتجات بالأسعار المفروضة عليه . وللأسف تزامن هذا القرار مع موعد انعقاد القمة العربية التي خصص لها المليارات لوجبات طعام الوفود المدعوة وغيرها من المستلزمات , حيث لم يشهد العالم صرف ربع هذه المبالغ في أي حدث سياسي أوثقافي أورياضي على مر التاريخ . إذ مايصرف على مدار عشر سنوات ستصرفه الحكومة العراقية ليومين فقط . لمالا وجدنا حاتم الطائي كان يذبح فرسه للضيوف فنحن العراقيون كرماء جداً حد ذبح أبنائنا ألم نعطي الملايين من الأبناء ضحايا للحروب فنحن عند الجود نذبح الأولاد وهنا أستذكر بيت للشاعر الدكتور محمد حسين الأعرجي إذ يقول عن العراق ياكريماً , يقري الضيوف َ حشاهُ ثم ينفي أبناءه شُذاذا وهل بعد هذا كرم . وحدث ما كان في الحسبان إذ ارتفعت أسعار الفواكه والخضر في العراق حتى بدأ ليس بمقدور الغني لا الفقير شراءها, فقد كان المواطن الفقير في العراق الغني يأكل الخبز والطماطة التي تسمى وقد يصحبها البصل في أحيان كثيرة, وإذا أردنا الحديث عن عائلة فقيرة نقول مساكين يأكلون الخبز والطماطة فقط. السؤال الآن ماذا يأكل الفقير بعد أن أصبح الكيلو غرام من الطماطة بثلاثة آلاف دينار عراقي صعوداً. وبات الشارع العراقي متذمر جداً وعزا المواطن العراقي هذا الارتفاع إلى انعقاد القمة العربية وبدأت الأحاديث الساخرة تدور إذ يقول البعض أن قرار الحكومة العراقية بتعطيل الدوام وإغلاق بعض الطرق والزحامات تسبب في شل حركة التجار والبائعين وبالتالي رفعوا من أسعارها وآخر يقول إن القمة العربية سيقدم فيها عصيرطماطة للضيوف مما تسبب في سحبها من الأسواق من قبل الحكومة وأثر في رفع أسعارها, وغيره يرى إن الحكومة ستقدم للضيوف <تشريب باميا> وهو أكلة عراقية تتطلب الكثير من الطماطة, بينما يأتي آخر مؤكداً أن القمة العربية سبب في غلاء الطماطة لأن اجتماع الحكام العرب يحتاج إلى كمية كبيرة من السَلَطة التي تدخل الطماطة عنصراً أساسياً فيها, واللبيب بالإشارة يفهم ُ . وبين هذا وذاك ضاعت أسباب ارتفاع أسعار الفواكه والخضر والحديث عن الطماطة دون غيرها ذوشجون فتحدثنا سلفا عن علاقة الفقير بالطماطة لاسيما أهل العراق علاقتهم بها قوية جداً إذ تدخل في أشعارهم وأهازيجهم في الأفراح ولكم أمثلة من ذلك <اشوكلتي الولد خبزة وطماطية > هذه اهزوجة عراقية تعني ما الشيء الذي أطعمته للولد,وأخرى <أناخياروأنت طماطة اثنينا نصبح زلاطة > والزلاطة هي السلطة والباقي لايحتاج إلى توضيح. أما بيت الدارمي وهو نوع من الشعر الشعبي العراقي يقول < الدهر لو وازاك ازرع طماطة وازرع بصفها خيار واشبع زلاطة> ويعني عندما يتعبك الدهر وتسوء حالتك المادية ازرع طماطة وخيار وليقتصر أكلك على السلطة. وبصرف النظر عن الأسباب التي دعت إلى رفع أسعار الطماطة وأخواتها الخضروات الأخرى التي لوتحدثنا عنها لأسهبنا . نسأل من أصدر قرار وقف الاستيراد مشكوراً أليس حرياً بهِ أن يفرض تسعيرة على المنتجات المحلية كي يمنع جشع واستغلال المزارعين والتجار لأخيهم المواطن وبالتالي يكون قراره في محله ويصبح المواطن راضياً بدلاً من ناقماً بعد أن ضاع بين نقمتين نقمة عربية وأخرى عراقية .






#رؤى_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى المرأة في يومها


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رؤى جعفر - نقمة عربية أم قمة عربية