أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - محجوب عمر والترانسفير الصهيونى















المزيد.....

محجوب عمر والترانسفير الصهيونى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 10:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



محجوب عمرهوالاسم الحركى ل رؤوف نظمى (8/4/1932- 17/3/2012) من مواليد المنيا. ضمن اليسارالمصرى منذ الخمسينات. وأعتقل فى عصرعبدالناصرفى الواحات مع الشيوعيين المصريين. ورأى أنْ ينضم إلى حركة فتح الفلسطينية عام 67وفى بيروت ساهم فى تأسيس مركزالدراسات الفلسطينية. ونظرًا لإهتمامه بالقضية الفلسطينية أصدرعدة كتب منها كتابه (الترانسفير- الإبعاد الجماعى فى العقيدة الصهيونية) الصادرعن دارالبيادرللنشر1990.
ترجمة كلمة ترانسفيرللغة العربية تعنى الترحيل القسرى للفلسطينيين على أيدى الصهاينة. وذكرالمؤلف معلومة تغيب عن كثيرين وهى أنّ الجيوش العربية دخلتْ فلسطين بعد أنْ اضطر القسم الأكبرمن الفلسطينيين إلى ترك فلسطين وتحوّلوا إلى لاجئين (ص10) وحرص الصهاينة على استعمال كلمة (العرب) بدلامن (الفلسطينيين) تمهيدًا لإنكاروجود فلسطين ذاتها. ونقل شهادة عبدالقادرالحسينى الذى قال فى رسالة منه إلى زوجته أنّ الأنظمة العربية تركتْ لنا الاختياربين : أنْ نهرب إلى العراق أوننتحرأونسقط هنا مقاتلين (18) وهكذا تؤكد هذه الشهادة أكذوبة القومية العربية. وتأكد ذلك قبل قرارالتقسيم عام 47إذْ طرح (فيلبى) الصهيونى مبلغ 20مليون جنيه استرلينى مع تقديم أسلحة لابن سعود ملك السعودية لإقامة وحدة قومية عربية يحصل اليهود بموجبها على أرض (إسرائيل الغربية) فارغة من السكان العرب (228)
وأرجع المؤلف جذورالترانسفيرإلى التوراة حيث العداء للفلسطينيين وقتلهم دون رحمة. بل إنّ التوراة تدعوصراحة إلى طرد الفلسطينيين (39) وتطبيقــًا للنص الإلهى الذى يقدسونه ، نفذتْ إسرائيل أثناء حرب بؤونة / يونيو67إجلاء أكثرمن ربع مليون فلسطينى إلى الضفة الشرقية للأردن. وكان تعقيب المؤلف ((إنّ إجبارالشعب الفلسطينى على الهجرة إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن لايتعارض مع رغبة الشعب الفلسطينى فى البقاء على أرضه (فقط) ولكنه يتعارض أيضًا مع موقف أمريكا)) (36، 37) ولأنّ مخطط الترحيل لبس ثوب العقيدة الدينية كتب يوسف وليتر فى صحيفة معاريف (17/7/87) أنّ الحل الأفضل لعرب الأراضى المحتلة وللشعب الإسرائيلى هونقل العرب خارج هذه الأراضى. من الضرورى نقل عرب الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الأردن (69) وكتب ش. ز. إبرموف فى صحيفة ها آرتس (23/7/88) أنه من واجب أوروبا الإهتمام (الأخلاقى) بترحيل السكان الفلسطينيين عن الضفة الغربية إلى المملكة الهاشمية. فعن طريق الترانسفيرفحسب يمكن حل المشكلة الفلسطينية (114) وطرح جدعون ليفى فى ها آرتس (25/10/88) سؤالاحول ماذا يحدث ((لوقام الفلسطينيون بالقضاء على الملك حسين وقامت دولة فلسطينية بالأردن ؟)) ويرى أنّ هناك سوابق عديدة مثل أنّ لاجئى 48هربوا إلى الأردن ثم لجأ سكان غزة إلى الأردن . وعندما شعرتُ بهذه الظاهرة وضعتُ عدة أتوبيسات فى القدس وفى مدن أخرى وعليها عبارة (إلى عمان مجانـًا) وفى هذه العملية خرج 20- 25ألف شخص (132- 134) وذكرالمؤلف ((لم تكن مصادفة أنّ شعارالصهاينة كان (ضفتىْ الأردن لإسرائيل) إذْ يرون أنّ شرقىْ الأردن هوجزء من إسرائيل الكبرى المذكورة فى التوراة. ومنذ أنْ اعتلى عبدالله بن حسين الحكم فى العشرينات تحت حماية خناجربريطانيا ، والاصلاحيون ينظرون إليه وإلى السلالة الهاشمية على أنهم مغتصبون.. وكان شارون يُفكرفى عرض صفقة على عرفات وهى أنْ يُساعده على إسقاط حكم الملك حسين وإنشاء دولة فلسطينية فى الأردن ، فى مقابل أنْ يتنازل عرفات عن الضفة (142- 145) وكتب حاجى أشد فى صحيفة دافار(17/7/87) أنه ((ستكون للفلسطينيين دولة مستقلة ذات سيادة شرقىْ نهرالأردن. ولذا يجب نقل أغلب الفلسطينيين عبرنهر الأردن برغبتهم أوبدون رغبتهم)) ورغم هذا كتب يُحذرمنّ جميع الأفكارحول الحل النهائى بطرد مواطنى الأراضى المحتلة. إنّ طرد الفلسطينيين كليًا أوجزئيًا لن يضع نهاية لأى شىء. وإنما سيكون على الضد أداة لبدء حرب انتقامية يخوضها العرب والمسلمون. يجب عدم الاستجابة لأفكاربلهاء مليئة بالكوارث يُردّدها ذئاب فى شكل كباش (157- 161) وكتب رئيس المخابرات العسكرية شلوموجازيت فى صحيفة ها آرتس (2/3/88) أنّ فكرة الترانسفيرأونقل الفلسطينيين إلى خارج أرض إسرائيل بإرادتهم ليست فكرة جديدة ، ولاتؤيدها جماعات هامشية فى إسرائيل. إنّ الاستفتاءات العامة واستطلاعات الرأى تـُظهرأنّ الكثيرمن الإسرائيليين يؤيدون هذه الفكرة ويؤمنون بها)) وكانتْ المفاجأة عندما أضاف ((وفى رأيى أنه يجب محاربة هذه الفكرة ، ليس بسبب المعانى السيئة واللا أخلاقية التى تتضمنها ، وإنما يجب مكافحتها لأنها نوع من (الكذب) وفكرة عابثة غيرواقعية وغيرقابلة للتطبيق ، ومن شأنها أنْ تزيد خطورة الأوضاع الحالية. إنّ فكرة الترانسفيرمطروحة حاليًا بصورتين : الأولى الترحيل بالقوة. والثانية تتضمن ترحيل العرب (يقصد الفلسطينيين) بإرادتهم فى إطارإتفاقية سلام شاملة بين إسرائيل والعرب ، يوافق فيها العرب على مشروع ترحيل الفلسطينيين وتوطينهم فى الدول العربية. إنّ هذا الترحيل هوالخيارالسياسى المختارمن بين عدة خيارات وبدائل. إنه عملية جراحية مؤلمة يكمن فيها الحل الحقيقى للمشكلة)) ورغم ذلك يعود ليتناقض مع نفسه عندما نصّ على ((إنّ فكرة الترحيل كلها كاذبة. ووهم بعيد عن الواقع. وهذا الحكم ينطبق ، سواء على نظرية الترحيل الإجبارى والقهرى أوعلى نظرية الترحيل الاختيارى. وإذا كان الترحيل الإجبارى من الممكن تنفيذه من الناحية المنطقية (يقصد العملية) حيث قد تظهر بعض الظروف التى يمكن خلالها القيام بتحميل مليونىْ عربى (يقصد فلسطينى) على ظهورالشاحنات ونقلهم خارج الحدود . ولكن من الذى يعتقد أنه بهذه الطريقة سوف تنتهى المشكلة ؟ إذا كان هناك من يعتقد بذلك فهوخاطىء ومُضلل . ربما يمكن بهذه الطريقة إيجاد حل لكابوس المشكلة الديموجرافية. لكننا سنجلب على أنفسنا العنف ، وتصعيد النزاع العربى / الإسرائيلى)) ثم يعود ليتناقض من جديد فيكتب (إنّ فكرة الترحيل الاختيارى المُتفق عليها تــُعد إغراءً ساحرًا ، ولكن فرص تحقيقها – أى فرص وجود الزعامة العربية والدولية التى تــُسهم فى ذلك – تــُساوى صفرًا)) (163- 168)
وينتقد زئيف شيف فى صحيفة ها آرتس (19/8/88) الكاتب رحبعام زئيفى الذى كتب مقالا بعنوان (ترانسفيرمن أجل السلام) الذى اقترح فيه ترحيل عرب الضفة الغربية وغزة كفكرة أخلاقية عليا ، وكأنّ الفلسطينيين فى المناطق المحتلة على استعداد لترك ديارهم وأراضيهم من أجل الحيلولة دون نشوب حرب . وأضاف ((إنّ اقتراح زئيفى مليىء بالثقوب والعيوب . فما هى نظريته ؟ إما نحن وإما هم . إذا لم نطردهم فسوف يطردوننا ! إنها نظرية (استيقظ مبكرًا لتقتله) بمعنى آخرعلينا أنْ نــُسارع ونفعل هذا قبل أنْ يطردونا هم ، وكأنّ الاختيارينحصرفحسب فيمن يطرد مَنْ ؟ لاشك أنّ أصحاب هذه النظرية يتسلحون بزعم أنّ العرب سبق أنْ طـُردوا فى حرب (الاستقلال) فلماذا لانـُكرّرذلك حتى نطرد بقيـّتهم من جميع أراضى إسرائيل ؟ إنّ زئيفى يقلب المفاهيم الأخلاقية رأسًا على عقب ، عندما يقول إنّ طرد العرب وترحيلهم من أرض إسرائيل كان من الأهداف الأساسية للحركة الصهيونية منذ بدايتها. وهذا بالضبط ما يقوله العرب . إنّ زئيفى يلصق الخطايا بالحركة الصهيونية. ما معنى تبادل السكان بالاتفاق ؟ هل هوساذج لدرجة الاعتقاد أنّ العرب (يقصد الفلسطينيين) سيوافقون برغبتهم الحرة على ترك ديارهم ووطنهم ؟ هل هناك فلسطينى سيُوافق على أنْ يُصبح عراقيًا أومصريًا أويمنيًا؟ ثم إنّ المصريين والعراقيين واليمنيين لن يوافقوا على استيعاب الفلسطينيين ولن يوافقوا على طردهم من ديارهم. فماذا سيفعل زئيفى ورفاقه ؟ هل سيطردونهم بالقوة ؟ أم سيفتحون النارعليهم ؟ إنّ اليأس هوالذى يتكلم من حناجرأنصارالترانسفيرفهم ينكرون الديموجرافية، فلا وجود لها من وجهة نظرهم . الآن يتكلمون عن تبادل سكانى بالموافقة. وغدًا سيتكلمون – هووغيره من رفاقه- عن الطرد بالقوة . إنّ هذه الخطة لن تمنع الحرب مثلما يتوهم زئيفى ، بل هى لاتقبل التنفيذ إلاّعن طريق الحرب ، لهذا سيبحث أنصارالترانسفيرعن أية فرصة للقيام بالطرد . إنهم سيشتاقون – حتى فى اللاوعى – إلى الحرب من أجل مشروعهم. وختم مقاله قائلا ((إننى أعتقد أنّ هذا الطرد سيكون ممكنـًا من جوانب كثيرة . وإذا وصلنا إلى هذا الموقف فلن نصمد أمامه كمجتمع وكدولة. لا أخلاقيًا ولامن نواحٍ أخرى)) (171- 176)
وكتب إسرائيل شاحاك فى مجلة دراسات فلسطينية التى تصدرباللغة الفرنسية فى باريس – عدد 290 خريف 1988 ((إنّ الصهيونية هى حركة يهودية. وأنه لايمكن فهمها بدون دراسة التاريخ اليهودى.. وأنّ الله نفسه يأمرأطفال إسرائيل بعدم ترك ولو واحد غيريهودى حيًا على أرض إسرائيل ، بل يأمربإبادة غيراليهود . وبالفعل فإنّ (الفرض المقدس) القاضى بإبادة أى شعب غيريهودى يعيش على الأرض المقدسة- يُسيطربدرجة فائقة على التاريخ التوراتى . والمثال الأكثرنموذجية هوالوصية الواردة فى سفرالتثنية- الاصحاح 20فبعد أنْ أصدرموسى تعليماته بأنه فى حالة المدن البعيدة التى لاتقبل الخضوع سيتم قتل كل الذكور. ثم قائمة بالشعوب المطلوب إبادتها كليًا ((كما أمرك الرب إلهك)) ويبدأ الاصحاح السابع من سفرالتثنية هكذا ((متى أتى بك الرب إلهك أمامك إلى الأرض التى أنت داخل إليها لتمتلكها وطرد شعوبًا كثيرة من أمامك.. فإنك لاتقطع لهم عهدًا ولاتـُشفق عليهم)) وهناك عدد لايُحصى من الفقرات (= الآيات) المشابهة، وعلى وجه التحديد تلك التى تختارها المدارس الإسرائيلية. وهناك أيضًا عدد كبيرمن الآيات التى توصى بذبح الأطفال الصغار، وإنْ كانوا من سجناء (= أسرى) الحرب ، كما فى القصة الشهيرة التى لام فيها موسى جيش إسرائيل لأنه ترك الأطفال الذكور والنساء المُتزوجات على قيد الحياة ، ثم ألقى بهذا الأمر((فالآن اقتلوا كل ذكرمن الأطفال)) (سفرالعدد – إصحاح 31- الآيات من 13- 18) وليس هناك شك فى أنّ تاريخ الشعب اليهودى يُعطى عملية إبادة الجنس قيمة الأسطورة المقدسة التى أحيطتْ بإجلال متقد باعتبارها حقيقة. وهذا يُساعدنا على فهم اليهود الميالين إلى فكرة الترانسفير، وممارسة جميع أشكال الأعمال الوحشية ضد العرب من جانب والذين يُعارضون ذلك من جانب آخر. فى المجموعة الأولى نجد نسبة كبيرة من اليهود المُتدينين السلفيين المُستندين إلى تبريرات توراتية ، على حين تتكون المجموعة الثانية- غالبًا- من عناصرغيرمُتدينة. وأخرى مُناهضة للدين (مما يُفسرفى إسرائيل كمناهضة لليهودية) إنّ فكرة الترانسفيرتظهركواحدة من بدائل إبادة الجنس البشرى . ففى مقطع مشهورمن التلمود ، فإنّ يشوع قبل دخوله إلى فلسطين التى (سيفتحها) يُوجّه إنذارًا إلى السكان : إما أنْ تخضعوا وتقبلوا بالعبودية.. وإما أنْ تـُهاجروا بإرادتكم . وإذا ما استمرهؤلاء فى القتال فستتم إبادتهم كما جاء فى سفريشوع . وفى نكتة إسرائيلية معاصرة تتكلم عن يهود غيرمؤمنين بوجود الله ، ويعتقدون أنه منح أرض إسرائيل لليهود . وعلينا تعريف (أرض إسرائيل) حسب الأرثوذكسية اليهودية وليس حسب التوراة التى تـُعطيها حدودًا مُتغيرة ومتناقضة. وكما تجرى القاعدة فى كل دين تتضمن نصوصه المقدسة تناقضات. ثم يقع الكاتب اليهودى نفسه فى التناقض عندما نصّ على أنّ الذين يذكرون هذه الآية أوتلك من التوراة ، دعمًا للمشاريع الإسرائيلية المُتعلقة بالحدود المُستقبلية ، مثل الآية الشهيرة ((من نهرمصرإلى النهرالكبيرنهرالفرات)) يُخطئون أشد الخطأ . فليس للتوراة أية صلة بمشاريعهم التوسعية. فهذا النص يتناقض مع ماكتبه فى الصفحات السابقة. وذكرأنه وفق تيار(الأدنويين) الصهيونية ، يُشكل وادى العريش وسط سيناء الحدود الجنوبية لأرض إسرائيل ويحدها من الشرق نهرالأردن، وينتهى فى مكان ما فى لبنان. أما تيار(الأقصويين) فهوأكثركرمًا حيث يرى أنّ الحدود الجنوبية يرسمها أحد فرعىْ النيل وأحيانـًا مجراه الرئيسى حتى القاهرة تقريبًا. وتقع الحدود الشرقية داخل السعودية. ومن ثم فإنّ الأردن يُصبح فى قلب أرض إسرائيل. وكثيرًا ما تقضم الحدود الشمالية / الشرقية جزءًا كبيرًا من العراق. وأحيانًا تبتلع الكويت . وتلتف الحدود الشمالية حول الجزيرة السورية برمتها. وتتقدّم إلى عمق تركيا فتشمل – بالطبع- لبنان وسوريا والأردن كلها. ويجب إضافة مناطق واسعة من أرض مصر. إنّ المؤمنين بهذه الحدود وبالترانسفيريُريدون طرد سكان هذه البلاد . بل إنّ بعضهم يرى أنْ تـُصبح قبرص جزءًا لايتجزأ من أرض إسرائيل. ورغم تفسيرات الحاخامات الدينية فإنّ بيجين أعاد سيناء إلى مصر.
وإذا كان يُحظرعلى اليهودى الكتابة يوم السبت حتى لايقع فى الخطيئة، فإنّ الأمريُصبح شرعيًا إذا تعلق بتوقيع عقد بيع عقاريمتلكه غيريهودى إلى شخص يهودى. إننى أعتقد أنّ الطرد المُنظم لشعب بأكمله هوبحد ذاته شكل من أشكال النازية. وأنّ منظمى الترانسفيرهم أقبح بكثيرمن مُنفذى مذبحة (الطرد / الإبادة) ويستحقون تمامًا لقب (النازيين الجُدد) ووصل الشطط ببعض الصهاينة أنْ اقترح على الفلسطينيين الهجرة إلى الأرجنتين . واقترح آخرون الهجرة إلى ليبيا. واقترح إيجال آلون الذى شغل منصب رئيس الوزارة نقل اللاجئين الفلسطينيين إلى سيناء. كما تم إنشاء خلية سرية من الصهاينة فى غزة ، ومن خلال وكالة سفريات تعمل فى تل أبيب ، كانت تـُقدّم للفلسطينيين تذاكرسفرللذهاب دون عودة بإتجاه أمريكا الجنوبية خاصة إلى بارجواى . مع وعد بمساعدتهم ماليًا فى مصاريف الإقامة. وذكرأنه تم النقل الجماعى للفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن حتى أغسطس 1968 (من ص 241- 301)
من بين الملحوظات المهمة التى أوردها المرحوم محجوب عمرأنّ الفلسطينيين مقصرون جدًا فيما يتعلق بالتوثيق حول مسألة الترانسفيروتحليلها (278) وأيضًا الإشارة إلى شيخ عربى اسمه (المختار) والمُعين من قِبل السلطات الإسرائيلية ، هوالذى كان يأمربالترحيل ، على أنْ يتكفل الإسرائيليون بإتمام النقل (286) ونقل عن إسحاق رابين أنّ الحرب العراقية / الإيرانية قللتْ من خطرنشوب حرب بين الدول العربية وإسرائيل (150) وأشارإلى تحالف إسرائيل مع الخمينى ، وأنّ إيران تــُدعم معظم الحركات المتطرفة فى المنطقة (310) كما أشارإلى التيارات الإسرائيلية الرافضة فكرة الترحيل مثل الكاتب دوبنكين الذى كتب إنّ الترانسفيرالمقترح كمخرج للمشكلة العربية (يقصد الفلسطينية) يُعتبرفكرة وحشية وغيرأخلاقية إنْ هى نُفذتْ عن طريق العنف (62) ومثل الكاتب حاجى أشد الذى كتب ((من الواجب أنْ نـُحذرمن أنّ جميع الأفكارحول الحل النهائى بطرد مواطنى الأراضى المحتلة هى أحلام خطيرة . إنّ طرد الفلسطينيين كليًا أوجزئيًا لن يضع نهاية لأى شىء ، وإنما سيكون – على الضد – أداة بدءحرب انتقامية ضد إسرائيل)) (160- 161) ومثل شلوموجازيت الذى كتب عن ضرورة محاربة فكرة الترانسفيرلكونها فكرة عبثية وغيرقابلة للتطبيق ومن شأنها أنْ تزيد خطورة الأوضاع الحالية (164- 165) ومثل زئيف شيف الذى انتقد فكرة الترانسفير، وكأنّ الفلسطينيين فى المناطق المحتلة على استعداد لترك ديارهم وأراضيهم)) (171)
وأنهى المرحوم محجوب عمركتابه بالتذكيرلما حدث لأمريكا فى فيتنام ، وقال صحيح أنّ قوى المعارضة الأمريكية لم تستطع منع الطائرات الأمريكية من ارتكاب جرائمها الوحشية ، إلاّ أنّ المعارضة الأمريكية أثبتت فعاليتها على شكلين : نشرها معلومات حول الجرائم الأمريكية. ثم إحداثها ثغرة فى صف (الوحدة الوطنية) ثم أضاف ((واعتقادى أنّ الأقلية اليهودية الإسرائيلية قادرة على القيام بالشىء نفسه. وأنه يمكنها بكسرالصمت وبالاجماع الوطنى أنْ تنجح فى وقف الترانسفير. هذا ما نتمناه فى الوضع الراهن . وليس هذا بقليل . لأننا نأمل فى اتساع صفوف تلك الأقلية ، وفى أنْ يسمح لنا فهم أكبرللماضى بالإعداد لمستقبل أفضل)) وكتب أيضًا ((لنكن يقظين وحذرين كمن يخطوعلى طبقة من الجليد الهش)) (311- 312) وأعتقد أنّ دعوة محجوب عمر لن تتحقق إلاّ إذا تضافرتْ الجهود (فلسطينية وعربية وإسرائيلية) لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وذلك بالاعتراف بحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم الحرة المستقلة. فى مقابل التوقف عن الشعارات الطوباوية المريضة مثل تدميرإسرائيل التى أصبحت واقعًا لا يمكن إنكاره (خاصة وأنها شعارات بلا قوة وبلا إرادة) مع الوعى بأنّ خطورة الموقف تتمثل فى الأصوليين من الحاخامات والقساوسة والشيوخ المُتمسكين بالنصوص الدينية التى لاتسندها قوة ، والمتجاهلين متغيرات الواقع ، والرافضين لحقيقة أنّ الولاء للوطن يسبق الولاء للدين .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الحرية فى مواجهة بطش العسكر
- العلاقة بين التدين والإبداع الشعبى
- الروائى الأيرلندى جيمس جويس واليهود
- الصحافة المصرية وحجب المعلومات
- الدبلوماسية المصرية بعد يوليو52
- الآثاروالسياحة واللغة المصرية القديمة
- بورتريه لإنسان لا أعرفه
- أخناتون بين التوحيد والتفريط فى حدود الوطن
- فتاة صينية (مشهد واقعى)
- روبابيكيا ( مشهد من الحياة)
- الشروط الموضوعية لتحدى الإدارة الأمريكية
- عادل وحلم الطيران- قصة للأطفال
- صديقان - قصة للأطفال
- من يفتح الباب - قصة للأطفال
- السياسة والإبداع
- تاريخ مصرمن ساويرس إلى عبدالعزيزجمال
- هديل الحمام - قصة للأطفال
- نزوات الموج - قصة قصيرة
- ميتافيزيقا الاستشراق
- الإعلام العروبى والإسلامى : إيران نموذجًا


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - محجوب عمر والترانسفير الصهيونى