أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعيد الصگار - اشترينا القمة بمليار دولار فلمن سنبيعها ؟














المزيد.....

اشترينا القمة بمليار دولار فلمن سنبيعها ؟


محمد سعيد الصگار

الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهي‮ ‬مليار دولار أم مليار دينار؟ لا أدري،‮ ‬فقد تداول الرقمين أكثر من موقع‮ !‬
وهو أمر لا أهمية له،‮ ‬ما دمنا ملوك الكلام،‮ ‬كما نحن ملوك النفط‮ ! ‬والعراقي‮ ‬يقول‮ (‬الحكي‮ ‬ما عليه كمرك‮)‬،‮ ‬ثم نحن إزاء قمة ولا كالقمم؛ ستقوم رغم ما لنا ولغيرنا من آراء قلناها،‮ ‬وقالها‮ ‬غيرنا،‮ ‬ولم تلق من‮ ‬يسمعها،‮ ‬فنحن في‮ ‬واد،‮ ‬والقيمون علينا‮ (‬قسرا‮) ‬في‮ ‬واد آخر‮.‬
ومع ذلك؛ فأهلا وسهلا بضيوفنا الكرام،‮ ‬من ملوك وأمراء ووزراء وإعلاميين ومن هب معهم ودب،‮ ‬فهذه بغداد،‮ ‬وها هم أهلها العراقيون الذين‮ ‬يطربهم قول الشاعر‮:‬
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل
هذا رغم عنائهم المرير من زحمة الشوارع،‮ ‬وانقطاع الكهرباء الذي‮ ‬لن تراه الوفود،‮ ‬ولا تحس‮ ‬يلوعة الأيتام والأرامل والمعوقين و اللاهثين وراء ما‮ ‬يسند أمعاءهم،‮ ‬ويحفظ كرامتهم في‮ ‬زحمة اللصوص الناعمين بخيمة المحاصصة‮.‬
وبقتضي‮ ‬الإنصاف أن نبعد القمة عن مشاغلنا الداخلية،‮ ‬فلديها من المشاكل ما‮ ‬يكفيها ويزيد‮.‬
على أنني‮ ‬تساءلت كثيرا عن حماسة برلمانيينا وبرلمانياتنا لهذه القمة االغريبة،‮ ‬رغم ما‮ ‬يمر به البلد من معاناة على أكثر من صعيد،‮ ‬لا نريد تكراره فهو في‮ ‬علم الجميع؛ ولكنني‮ ‬تذكرت أن أغلب نوابنا ونائباتنا هم ممن زجت بهم المحاصصة دون علم ودراية بأصول السياسة وملابساتها؛ ولذلك‮ ‬يكفيهم من القمة مصافحة ملك حتى لو كان بشيرا أو بشارا،‮ ‬أو وزير حتى لو كان وزير الكلمات المتقاطعة أو وزيرا بلا وزارة،‮ ‬والتقاط صورة معه تبقى ذخرا لأبنائهم،‮ ‬ودلالة على مكانتهم القيادية،‮ ‬في‮ ‬زمن لا قائد فيه‮ ‬غير الصدفة‮ !‬

لقد كلفتنا هذه القمة ثمنا باهظا،‮ ‬وهي‮ ‬قمة لا تنفع أحدا‮ ‬يشيء،‮ ‬ومع ذلك،‮ ‬فقد دفعنا مليار دولار؛ أقول مليار دولار،‮ ‬لقاء ثلاث ساعات من هذه البضاعة الكاسدة‮.‬
لقد اشترينا هذه القمة بمليار دولار،‮ ‬فلمن سنبيعها؟
ومن هو ذلك الأريحي‮ ‬الذي‮ ‬سيجازف بشراء ملف خطب فارغة سمعناها منذ عقود،‮ ‬ولم نستطع حفظها لثقلها على الرأس والمعدة‮.‬
وهذا الثمن الباهظ،‮ ‬ما هو؟
‮ ‬وزير التربية العراقي‮ ‬محمد الجبوري‮ ‬يشكو من عدم تخصيص اي‮ ‬مبالغ‮ ‬في‮ ‬ميزانية الدولة لعام‮ ‬2012 ‮ ‬لتشييد مدارس جديدة،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬بلغ‮ ‬فيه عدد الأميين حوالى خمسة ملايين‮ (‬من‮ ‬30 مليون نسمة‮) ‬في‮ ‬بلد‮ ‬يعتبر مهد اختراع الكتابة‮.‬
ولو شئنا أن نتقصى مثل هذه الأوجاع لدخنا ودوخناكم،‮ ‬فكم حاجة مثل المدارس تستنجد بالحكومة والنواب ولا من‮ ‬يسمع‮.‬
الصيف القاهر آت،‮ ‬والكهرباء تراوغ‮ ‬في‮ ‬المجيء والذهاب،‮ ‬والمستشفيات تضج بالشكوى،‮ ‬مثل السيد وزير التربية‮ (‬عدم تخصيص اي‮ ‬مبالغ‮ ‬في‮ ‬ميزانية الدولة لعام‮ ‬2012 ‮ ‬لتشييد مدارس جديدة‮)‬،‮ ‬والبركة في‮ ‬القمة ذات المليار دولار،‮ ‬فإذا لم ننجح في‮ ‬توفير الكهرباء وتوفير احتياجات الناس،‮ ‬فقد نجحنا في‮ ‬شراء القمة،‮ (‬بكم من التنازلات)؟
إن الإستخفاف بمصير البلد،‮ ‬وتبديد ثرواته،‮ ‬والتنازل لعيون هذا وذاك عن كياننا السيادي،‮ ‬وحدودنا ومياهنا وسمائنا وأراضينا،‮ ‬ومستقبل أجيالنا،‮ ‬ينبغي‮ ‬ألا‮ ‬يمر دون حساب‮.‬
فالمليار دولار التي‮ ‬أنفقناها،‮ ‬من أين جاءت ونحن لا نملك ما نحتاجه لبناء مدارس جديدة ؟ وما هو نوع وحجم التنازلات التي‮ ‬فرطنا بها من أجل هذه القمة؟‮ ‬
نريد أن نعرف‮ !‬
لقد اشترينا القمة بمليار دولار،‮ ‬لثلاث ساعات؛ فلمن سنبيعها؟



#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن فؤاد سالم في وحشته
- قمة القمامة
- عن المندائيين إلى فائز الحيدر
- حول الرؤى والمواقف
- مداخلة لغوية بين جاسم المطير وهاشم العقابي
- الفيصلية- بين فيصل لعيبي وجاسم العايف
- شله واعبر (تعقيب على أفكار السيد علي‮ ‬الشلاه)
- غياب الحكمة عن (الحكيم!) السوري
- موسم الحصاد البشري في سورية
- مئة يوم في انتظار الوازع الأخلاقي
- خوف الشجعان !
- على ماذا اتفقت الكتل السياسية؟
- مظفر النواب وسلة الحصرم
- زها حديد في باريس
- نعم يا سيادة رئيس الوزراء المماطلة أضرت ولم تنفع
- المماطلة أضرت ولم تنفع
- من فرط ما حاصرنا الشك نسينا لذة اليقين
- اوراق سياسية لقاء مع هاني الفكيكي
- منظمة العالم الإسلامي وما‮ ‬يجري‮ ‬ف ...
- حكومة لا تعرف الملل متابعة لوثبة الجماهير


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعيد الصگار - اشترينا القمة بمليار دولار فلمن سنبيعها ؟