أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر خولي - في ذكرى تأسيس جامعة الدول العربية، ليس دفاعاً عنها















المزيد.....

في ذكرى تأسيس جامعة الدول العربية، ليس دفاعاً عنها


معمر خولي

الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 17:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



يصادف الثاني والعشرون من آذار من كل عام ذكرى السنوية لتأسيس جامعة الدول العربية التي تأسست في عام 1945، وتعد الجامعة من أقدم المنظمات الإقليمية والدولية من حيث النشأة على حد سواء. إن الميزة الأهم والأبرز التي تسم الجامعة، هي أنها مؤسسة قومية، وهو ما لا تعرفه أية منظمة دولية أو إقليمية، سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو اجتماعية. فالجامعة تجمع بين دول مترابطة في المكان، وتضم أجزاء أمة واحدة. وهي البيت الذي يحتضن كلهم في السراء والضراء. وهي ملاذهم الأول والأخير مهما تقلبت بهم الأوضاع وتباعدت بينهم الشقة تباعداً كبير وخطير.
ومنذ تأسيس جامعة الدول العربية وإلى يومنا هذا لم تستطع من تحقيق أهداف ميثاقها ، فهي- كما يظن منتقدي أدائها – عاجزة- بمفهومها وميثاقها وهياكلها المؤسسية- عن التعامل مع المشكلات العربية التي تواجه الوطن العربي، وقلة فعالية دورها في المنازعات التي تقوم بين الدول العربية، وعدم قدرتها على ممارسة نشاط مؤثر على الساحتين الإقليمية والدولية، وهو الأمر الذي أدى إلى فقدها لثقة الدول الأعضاء وشكهم في صلاحيتها للدفاع عن مصالحهم، وخروج القضايا العربية الرئيسية والمنازعات بين الدول العربية من داخل إطار الجامعة العربية، إن أكبر مثال على ذلك أن قطر والبحرين قد لجأتا إلى محكمة العدل الدولية لفض النزاع البحري بينها. وفشلها في متابعة وتنفيذ الالتزامات الناتجة عن توقيع اتفاقيات التعاون العديدة بين الدول العربية في إطارها، أو التنسيق بين الأجهزة والمنظمات المتخصصة التابعة لها. وذلك إما لأن هذه الاتفاقيات تفتقد أصلاً لإمكانيات التنفيذ، أو لقلة الموارد المخصصة لها ، أو لخضوع تنفيذها لعوامل سياسية متغيرة، وإما لأنها وقعت أساساً لأسباب إعلامية، والدليل على ذلك أن " معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي" و" اتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية" و" السوق العربية المشتركة" مازالت في معظمها حبراً على الورق. أما على المستوى القرارات، يرى منتقدي أداء جامعة الدول العربية، أن مجلسها أصدر العديد من القرارات منذ عام 1945 إلى عام 1981، فوجد أن أكثر من 80 بالمائة منها اتخذت بالاجماع، وإن تحفظات بعض الدول كانت في معظمها على قرارات مالية وإدارية. ومع ذلك فإن القرارات التي اتخذت بالاجماع لم ينفذ معظمها، لأنها تتخذ بوسيلة من ثلاث: إما بالمجاملة، أو بالمسايرة، أو بالإكراه. وما قرار الذي اتخذه الحكام العرب في قمة "سرت" الليبية في توفير الدعم المالي لأهالي مدينة القدس المحتلة إلا دليل على ذلك إذ لم يصل أي شيء من ذلك الدعم.
وهناك أيضاً من يحمل الجامعة الدول العربية في مراحلها التاريخية من القرن المنقضي الفشل في تحرير فلسطين، وغيابها في العديد من القضايا العربية التي تتطلب وجودها كغيابها في قضية جزر حنيش والجزر الاماراتية المحتلة من قبل الجمهورية الايرانية الإسلامية، وإهمال الصومال عقود طويلة، وانشغالها عن قضية جنوبي السودان- التي أضحت فيما بعد دولة جنوب السودان- وابتعادها عن المشهد اللبناني، وعجزها عن مواجهة العدوان ومن ثم الاحتلال الامريكي للعراق نيسان 2003، وترك ملف الصحراء الغربية( البوليساريو) للمفاوضات التي تجرى برعاية الامم المتحدة، وإغفالها عن تحقيق العدالة الاجتماعية للشعوب العربية.
كما هي دائما الحسابات الخاطئة، ظنت بعض الدول أن عدم فعاليتة جامعة الدول العربية يكمن فيها كمؤسسة بكل مكوناتها، لذلك صدرت العديد من المبادرات والمقترحات من أجل تفعيلها وتطوير الأمانة العامة التابعة لها، إذ يرى أنصار هذه المبادرات والمقترحات بتفعيل الجامعة وتطوير أمانتها قد يوصلنا للهدف المنشود في تعزيز العمل العربي المشترك. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل فعلاً جامعة الدول العربية المسؤولة عن كل الاخفاقات العربية وبالتي بحاجة إلى إصلاح؟
وللإجابة على السؤال المشار إليه أنفاً، يجب أن نؤكد على مسألة بالغة الأهمية توضح مدخل من مدخلات عدم فعاليتها على مدار عقود طويلة، وهي أن جامعة الدول العربية تكاد تكون المنظمة الإقليمية الوحيدة التي حرمت من أهم خصائص المنظمات الدولية: وهي توافر الإرادة الذاتية والشخصية المستقلة تجاه أعضاؤها وغموض العلاقة القانونية بينها وبين هؤلاء الأعضاء. فهي منظمة إقليمية بين دول مطلقة السيادة تعمل وفقاً لمبدأ التعاون الاختياري بين أعضائها. لذا فمن يوجه سهام نقده إلى طبيعة جامعة يخطيء في ذلك، فالجامعة لا تملك سلطة فوق سلطة الدول الأعضاء، بل يرد – أساسا- إلى الدول الأعضاء في الجامعة، فتلك الدول أخفقت ليس فقط في ترجمة حلم الوحدة إلى أي صيغة من صيغ العمل المشترك، وبشكل خاص عبر وجود مؤسسات مستقرة وبنية اندماجية يمكن التأسيس والبناء عليها وتطويرها، بل أخفقت أيضا حتى في ترتيب شؤونها الداخلية، وفي خلق بيئة مجتمعية داخلها تكون سداها ولحمتها المؤسسات والقوانين التي تساوي بين المواطنين، وتوحد بينهم، على مستوى الواجبات والحقوق، من ثم نستنتج أن الدول المفتقرة إلى البنية المؤسسية في تنظيمها الاجتماعي الداخلي تستحيل عليها المشاركة في إقامة بنية مؤسسية فاعلة على مستوى أعلى: المستوى القومي، في الحالة العربية. إذ انعكست حالة الافتقار في كل دولة عربية على أداء جامعة الدول العربية وأضحت ضحية الانقسامات والتمزقات بين المحاور والتكتلات في الدول العربية، والاختلالات التي حدثت في موازين القوى بين الدول بعد تفجر الثروة النفطية، ثم قيام حرب الخليج الثانية والثالثة التي أدت إلى كشف عورات التناقضات العربية، وأوضحت قصور مفهوم وآليات العمل العربي المشترك، فضلاً عن التدخلات الخارجية التي تسعى إلى تقوية النزعات القطرية وتهدف إلى شل أية محاولات لتحقيق سياسية عربية جماعية، كل ذلك أدى إلى نتائج خطيرة على دور الجامعة وأداءها تمثل فيما أوضحناه سالفاً من عجز وفشل.
أرى، في مرحلة ما قبل الانتفاضات الشعبية التي عمت بعض الدول العربية، ليست الجامعة دول العربية التي بحاجة إلى اصلاح وإنما السلطات الحاكمة في الوطن العربي المنغلقة على نفسها، والمفتقرة إلى أي مشروع قومي حضاري، تدافع عنه وتقاتل من أجله. إن " محنة الأمة" تبدأ من تضاؤل فعالية النظم السياسية، إلى جانب غياب الديمقراطية، فضلاً عن سيطرة التخلف السياسي وشيوع الفساد. لذلك فإن القاء اللوم على الجامعة، وتحميلها مسؤولية تردي الوضع العربي، هو أشبه بعملية هروب من أصل وجوهر الأزمة القائمة، وتعبير عن ميل ونزوع نحو ايجاد مشجب ما لتعليق الأخطاء عليه، ودليل- في الوقت نفسه- على انعدام الرغبة والارادة الجدية في مواجهة المشكلة والتصدي لها، فالجامعة انعكاس أمين لحال أعضائها من الدول التي تختزل بالفرد الحاكم، أما لكي تكون جامعة الدول العربية فاعلة في مرحلة التغيير العربي، على دولها أن تؤمن قولاً وفعلاً بالمشاركة السياسية والتداول السلمي للسلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية،عدا عن ذلك ستبقى الجامعة سقيمة بسقم دولها.



#معمر_خولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية: رمز الهوية ورهان التنمية.
- في ضوء ما يجري في سورية: موقف النظريات السياسية في العلاقات ...
- في ذكرى إلغاء الخلافة الاسلامية.... العلمانية والعلماني لدى ...


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر خولي - في ذكرى تأسيس جامعة الدول العربية، ليس دفاعاً عنها