أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - السموأل راجي - تطوُّر الصِّين نحو الرّأسمالِيّة مُنذُ 1949 - الجُزء الثّانِي















المزيد.....

تطوُّر الصِّين نحو الرّأسمالِيّة مُنذُ 1949 - الجُزء الثّانِي


السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 07:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في نيسان/أبريل 1988، وافقت الدورة الأولى للمجلس الوطنِيّ الشّعبِيّ على إدخالِ تعديلاتٍ دُستُورِيّة بمُقتضاها يتمّ الإقرار بقانُونِيّة القِطاع الخاصّ . في وقت لاحق ، وأثناء إنعِقاد أشغال المُؤتمر الرّابَع عشر للحِزب ، صدرت لائِحَة فحواها: "إن إصلاح النظام الاقتصادي في الصين يهدف إلى ترسيخ إقتصاد السُّوق الإشتراكيّ، والسماح لنظام مؤسسات الدولة، والملكية الجماعيّة وغيرها من دُخُول مجالات التّنافُس على قدم المساواة. "

عمّق هذا الطّرح المُؤتمر الخامس عشر المُنعقِد سنة 1997 إذ أشار إلى أنّ "الإقتصاد الخاصّ هُو جُزء هامٌّ من إقتصاد السُّوق الإشتراكيّ".
في 25 فبرايِر 2005 نُشِر تقرِير حُكُومِيّ بِعنوان"بعض وجهات النظر لمجلس الدولة لِـتشجيع ودعم تطوير اقتصاد الملكية غير العامة". فكانت الوثيقة مكرسة لتشجيع و تطوير الاقتصاد الخاصّ مُتَضَمِّنًا أحكامًا جديدة لِتسهيل وصُول الشّركات غير العامة للسُّوق أو بِالأحرَى الهَيْمَنَةُ عليه ، من بين أمور أخرى .
من جانبه،كتبَ الأستاذ في جامعة هافانا رودريغيز آسيان فِي مقالٍ نُشِر في 16 مارِس/آذار 2007، أنّ المُؤتمرات الوطنِيّة لِمجلس نُوّاب "الشّعب" الصِّينِيّ صَادَقَت بِأغلبِيّةٍ كبيرةٍ على قوانِينَ مُثيرةٍ للجَدَل أقَرَّت بِها المِلْكِيّة الخاصّة ووضعتها في المرتبَة الأُولَى لِتتهرَّبَ من حِمايَة القِطاع العامّ،وأضَافَ أنّ 67.4٪ من أَسْيَاد القِطاع الخاصّ يَتأتَّوْن مِن قُدامَى كِبار المُوظَّفِين ومسؤُولِي الدّولة وأعضاء اللجنة المركزِيّة للحِزب ، أمّا اليد العاملة المُشغَّلَة في الشّرِكات الخاصَّة فتتكوّن من تِلك التي كوّنَها وأنفق عليها الشّعب الصِّينِيّ لحِمايَة وتسيِير مُؤسّساتِه يقُودهم فَنيِّين وتقنِيِّين مُدرّبِين على تشغِيل مُؤسّسات الدّولة عِلْمًا أنّ نِسبة القِطاع الخاصّ يُحقِّقُ قفزات خطِيرة إذ كان سنة 2004 يُقدّر حجمه بِــ 33.8٪ من جُملة المُؤسّسات الصِّينِيّة " .
بالإمكان القوْل أنّ المؤسسات الخاصة فى الصين تتمتع بصحة تُحسَدُ عليها؛وكالة انباء شينخوا قال في عام 2005 إلى أنه وفقا للمعلومات الواردة من مصلحة الدولة للصناعة والتجارة في الصين، فإن عدد مُوظّفِي الأجهِزة الإدارِيّة يبلُغ 7،878 مليُون مِنهُم 3،984 مليُون في القِطاع الخاصّ أي حوالَيْ النِّصف : إنّ مُشاركة القِطاع العام في الإنتاج الصناعي العالمي كان في عام 1980يُقَدَّرُ بِــ76٪. وبِما أنّ هذه المُؤسَّسات الكُبرَى تُسيْطر على الشّركات الصّغيرة والمتوسطة،فقد إتّخَذَ رأس المال الخاص نتيجة للأزمة الاقتصادية الدولية إتّجاه التركُّز في محاوِر عِملاقَة مُقتحِمًا مجالاتٍ إستراتِيجِيّة إحتكرتها طوِيلاً الدّولَة .
ظروف العمل في كثير من هذه الشركات ثابِتةٌ مُتماثِلَة مُنذُ 1949 عِندما كانت حُكُومِيّةٌ بالكامِل أو عندما هيمن عليها رأس المال الخاصّ: انتهاكات مستمرة لقانون العمل، رفض التمثيل النقابي، عمليات التسريح الجماعية، وما إلى ذلك. فُتِح تحقِيقٌ بِناءًا على توصِية من مجلِس نُوّاب "الشّعب" الصِّينِيّ سنة 2005 لِـينتهِي بتقرِير حول إنتِهاك 80٪ من الشركات الخاصة الصينية لِقانون العمل .

إضافةً للواقِع الإجتِماعِيّ المُتردِّي للطّبقَة العامِلة ، أفرَز التطوُّر السّرِيع للقِطاع الخاصّ وبِوَتِيرةٍ جُنُونِيّة نتيجة أكثَر سلبِيّة : فوضى الإنتاج الرأسمالي نفسه. إعترف رئيس مجمع باوشان للحديد والصلب المملُوك مِن قِبَلِ الدّولة بِأنَّهُ "في ظل الظروف نفسها لشركتك ، لن يكُون بِمقدُورِك المُنافَسَة مع الشّرِكات الخاصَّة خاصّةً مع إحتِكارها حتّى للكفاءات العالِيَة ومنحِها حقّ التمتُّع بخِبراتِها قبل المُؤسّسات الحُكُومِيّة ". "قانون أقصى الرِّبح السّرِيع للنِّظام الرّأسمالِيّ هُو المُتسبِّب الرّئِيسِيّ في فوضَى الإنتاج الصِّينِيّ !".
والحقيقة هي أن تنمية الاقتصاد الخاص فى الصين لم يكُن رهانا ظرفيًّا كما يتغنَّى المُراجِعُون أو الخطّ الماوِيّ التّحرِيفِيّ، ولكنّهُ قرارٌ هيكلِيٌّ أدّى إلى تعمِيق التّناقُضات الإجتِماعِيّة وزاد من حجم التّفاوُت التّنْمَوِيّ بين المدِينة والرِّيف والمركز والغرب والسّاحِل والدّاخِل الصِّينِيّ،وخلق مناطِق صناعِيّة غاية في التلوُّث وبروليتارِيا رثَّة وأفضَى إلى تزايُد أفواج العاطِلِين وتراكُم الثّروة بين أيادِي حفنة من المُتنفِّعِين ومن أعضاء اللّجنة المركزِيّة للحِزب "الشّيُوعِيّ" بِما وَلَّد صِراعاتٍ إجتماعِيّة أصبحَت مبعث قلقٍ دائِمٍ لدى حُكُومة بيجين؛ واليوم، يُعانِي 3/2 المُدُن الصِّينِيّة من عدم كفاية المعروض من المياه العذبة ومن تناقُص القُدرة على التّزوِيد بالأغذِية والموادّ الأساسِيّة وبرزت مافِيا حقِيقِيّة محمِيّة من رُمُوز الدّولة تحتكِرُ التّجارة والمال.

ما هو نوع المُمارسة الأممِيّة البروليتاريّة في الصين؟

تحوّل المفهُوم الخُصُوصِيّ للتّضامُن الأمَمِيّ بين الشُّعُوب في أذهان القادة "الشّيُوعِيِّين" الصّينِيِّين إلى غائِب !في سبتمبر/أيلُول 1975 أطلقت عملِيّة إعدام 5 من المُناضِلِين المُعادِين فاشِيّة فرانكُو موجَة تندِيدٍ واسِعَة وإتّخذت عِدّة أقطار تدابِير ديبلُوماسِيّة تجنُّبًا لإندِلاع إحتِجاجات أو هبّات تضامُنِيّة وسَحَب عِدّة حُكُومات سُفرائِها من بيجين ، "جُمهُورِيّة الصِّين الشّعبِيّة" التي أقامت علاقات ديبلُوماسِيّة طبِيعِيّة مع فرانكُو مُنذُ 1973 ، لم تسحَب سفيرها ولم تُصدِر حتّى بيانَ تندِيد بالرّغمِ من أنّ ثلاثة مِمَّن تمّ إعدامهم كانُوا أعضاء في الحِزب الشّيُوعِيّ الماركسِيّ اللّينِينِيّ بِقِيادة راوول ماركُو.

لسنوات عديدة ، رُكِّزَت السّياسة الخارجيّة للصّين على البراغماتيّة المُمِلّة والغير مواتية ؛ واليوم، والصين هي قوة اقتصادية في سياسة التجارة الدولية وتعتمِدُ وَضْعِيّةً مالِيّة غاية في الشّراسَة وتعملُ على بسطِ نُفُوذِها في مُختلَف أرجاء العالم :انضمام لمُنظّمة التّجارة العالمية O.M.C(ديسمبر/كانون الأوّل 2001)، تتفق من النّاحِيَة الإيديولوجِيّة تمام الإتِّفاق مع مواقِف تَتَمَوْقعُ في مُربّع النّيُولِيبرالِيّة ، وتهتمُّ بتكرِيس براغماتِيَّتِها المعنِيّة بدعم إستثماراتها ومصالِحها دُون أيّ إرتِباطٍ بمفهُوم التّضامُن الأُمَمِيّ بين الشُّعُوب وحتّى علم الصِّراع الطّبقِيّ غاب من أدبيّاتِها
جمهورية الصين هي البلد الأكثر سكانا في العالم وتُحَقِّقُ مُعدّلات نمُوّ هي الأَعْلَى في العالم،الارقام تتحدث عن نفسها: في عام 1989، إحتَلَّت المرتبة الحادية عشرة في الإنتاج العالمي، في عام 2009 كان ثالث أكبر مُنتِج وتاجِر في العالم، والآن هي ثاني أكبر دولة مُنتِجَة وثانِي مُصدِّر حِصّتُها من الصّادرات المُتداولة في العالم بلغت 10.4 ٪ في عام 2009 مقابل 8.4٪ الولايات المتحدة؛في عام 2010، إستهلكَت 20٪ مِن الطّاقة الأوَّلِيَّة في العالم (48٪ من الفحم والنفط بنسبة 10.4٪)، في عام 2005 استهلكت الصين 20٪ إلى 30٪ من الحديد والزنك والقصدير والرصاص والألومنيوم والنحاس (خمسة إلى ستة أضعاف وزنها في الاقتصاد العالمي) .وهذِهِ الأرقام تتعاظمُ سنوِيًّا .

مع معدل الادخار من 51٪ من الناتج المحلي الإجمالي الخام، أصبحت سعة التخزين للاقتصاد هائلة. لسنوات، وقد استثمرت الصين بعض من فائض رأس المال في الخارج، بِما مكَّنَها من جمع 3.2 تريليون دولار من العملات الأجنبية في عام 2011، تشير التقديرات إلى أنّهُ وُضِعت من هذه العُملات مبالغ 1.1 مليار دُولار في صِيغة سندات دينٍ للخزانة الأمريكية، وحوالي 600.00 مليون من الديون السيادية الأوروبية ، ووصلت استثماراتها الأجنبية المباشرة إلى 70مليار في عام 2010، وهِي البلد الدّائن الثّاني في العالم بعد اليابان.

ضَرَبَت الأزمة الحاليّة الإستِثمارات الصّينِيّة كما هُو الحال لبقِيّة القطاعات الرّأسمالِيّة وشملت بالأساس مُدّخراتها في البُنُوك الإئتِمانِيّة والأسواق المالِيّة الأمريكِيّة ومُؤسّسات نقدِيّة مِثل مورغان ستانلي Morgan Stanley وبلاك ستون غروب BlackStone Group لِدرجة أنّ الحُكُومة الصّينِيّة قرّرت تغيِير إستراتِيجِيَّتَها (مع المحافظة على استثماراتها في الديون السيادية في الولايات المتحدة وأوروبا وتجنُّبًا لإنهِيارٍ جديدٍ قرّرت خَفْضَ قيمة الموجودات الماليّة) بِتعزيز الإستهلاك المحليّ وضخِّ حِصَصٍ مُتزايدة من رُؤُوس أموالِها لشراء الأعمال التجاريّة، ومنح القروض والاستثمارات المباشرة في الأقطار "المتخلفة" ، مَعَ ضمان توريد المواد الخام التي تحتاج إليها، وفي الوقت نفسه زيادة نفوذها على حُكُومات هذِه البُلدان.
ونسمعُ مِن حينٍ لآخر تشدُّق حول شيُوعِيّة الحِزب المُوجِّه لهذا البَلَد !



#السموأل_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطوُّر الصِّين نحو الرّأسمالِيّة مُنذُ 1949 - الجُزء الأوّل
- في عيد الحُبّ
- حول الشّيُوعِيّة والدِّين
- حول سُوريا وإيران:موقف الأمميّة الشّيُوعِيّة
- ضِدّ النّهج السّاركُوزِيّ
- مِن إسْهامات الأُمَمِيّة الثّالِثَة
- حزب العُمّال الشّيُوعِيّ المِصريّ:بين ضرورة التّأْرِيخ وجُحُ ...
- فِي ذِكرى وفاة لِينِين
- حياة أدريانُو سُوفرِيّ
- الحِزب الشّيُوعِيّ الثّورِيّ في فولتا العُليَا
- الحِزب الشّيُوعِيّ الثّورِيّ التُّركِيّ
- قِمّة الإتّحاد الأورُوبّي:تجمُّع الوُحُوش
- الكادِر الماركسِيّ اللّينينِيّ
- في ذِكرَى عامٍ جديد،لا تزال الإشتِراكِيّةُ تُرْعِبُهُم
- البُوليساريُو : قِصّة كِفاح مرِيرٍ للشّعب الصّحراوِيّ
- تضامُنًا مع مُضرِبِي فرنسا
- وفاءًا لِذكرى أقطاب من النّضال الماركسِيّ اللّينينيّ
- حِراك وول ستريت
- ضِدّ دفع دُيُون الطُّغمة
- بناء الجبهة يسارِيّة قاعِدِيًّا


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - السموأل راجي - تطوُّر الصِّين نحو الرّأسمالِيّة مُنذُ 1949 - الجُزء الثّانِي