أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حنان بديع ساويرس - رسالة من قداسة البابا لكل المصريين- أقباط ومُسلمين-















المزيد.....

رسالة من قداسة البابا لكل المصريين- أقباط ومُسلمين-


حنان بديع ساويرس
(Hanan Saweres)


الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 07:38
المحور: سيرة ذاتية
    


رحل قداسة البابا شنودة الثالث ولم يستطع العقل إستيعاب تلك الحقيقة المُرة المؤلمة ، ولم يُدرك القلب كيف سيعيش الأيام بل السنون الباقية له نابضاً بدون أن يشعر بالفرحة العارمة التى كانت تنتابه وتجعله يدق حينما يرى الوجه المُشرق لقداسة البابا يوم الأربعاء من كل أسبوع وهو يبتسم فى وجه أولاده المُتألمين مُحاولاً بذلك تخفيف بعضاً من آلامهم رغم أنه من داخله يتمزق حزناً وألماً من أجلهم كما أكد ذلك د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع عندما قال " أريد أن أقول لكم شيئاً لابد أن تعرفونه عن قداسة البابا شنودة ، فهو كان يبتسم عن عَمدٍ ليُهدأ من حوله فيكون حزيناً لكن يشعر أن واجبه كأب أن يبتسم مثل الأب الذى يجد أولاده مرضى أو مُتألمين وليس بمقدرته أن يفعل لهم شيئاً فيبتسم أمامهم ليبدوا كأنه راضياً حتى لا يضيف همه إلى همومهم ويُخفف عنهم .
رحل الأب العطوف الحنون ، فكان أباً للملايين بدون إنجاب ، فأتأمل كيف كان هذا العملاق يشعر بالأبوة ويغدق على الجميع بالحب والعطف والحنان الأبوى الذى ربما لا يستطع أن يُعطيه أباً لأبناؤه الذين يُنجبهم من صُلبه، أتأمل كيف أستطاع هذا الرجل أن يجعل ملايين النفوس ليس من الأقباط فقط فحسب بل من المُسلمون أيضاً أن يشعرون بأبوته ولا يختلف فى ذلك أثنان بغض النظر عن بعض المُتعصبين كلا بل بعض المُتطرفين . فمثلاً قد قال د . السعيد مُسترسلاً مُتحدثاً عن أبوة وحنان قداسة البابا معه شخصياً مما جعله يبكى أثناء أحد لقاءاته بقداسته فيروى قائلاً أنه قال لقداسة البابا مُداعباً بعد هيمنة الإسلاميين على البرلمان" خلاص كدة أتحلت يا قداسة البابا أنتم أى "الأقباط" ستدفعون الجزية لكن أنا ماذا سيفعلون بى فصمت قداسته بُرهة ثم قال له " على أية حال لا تخف ، سأفتح قلبى وأخبئك فيه" فبكى د. السعيد من فرط محبة وحنان قداسة البابا وإستطرد قائلاً : أنه لن ينسى طوال حياته هذه الجملة ، فهكذا كانت أبوته للمُسلم كما للمسيحى للكبير فى القامة والسن كما لصغير السن والبسطاء كما لم يُفرق فى محبته وعطفه بين رجل وأمرأة ولم يُحابى للرجال على حساب النساء والفتيات بل كان مُحايداً ،فلم أنسى ما حييت رده الثابت على السؤال الذى تردد على مسامع قداسته مراراً وتكراراً إلا وهو عندما كان يقوم بعض الشباب بإنتقاد ملابس الفتيات ويُريدون تعليق قداسته على هذا الأمر كان يقول دائماً نفس الإجابة موجهاً حديثه للسائل قائلاً له لماذا تنظر أنت للبنات والنساء ولما تركز معهم ومع ملابسهم فأجعل عينيك بسيطة ، وأنا أرى أن ملابسهم مُحتشمة كما قال فى احد المرات وكان حينها الوقت شتاءاً " نحن فى فصل الشتاء وأرى جميعهن يرتدين ملابس شتوية فأين هذه الملابس الغير مُحتشمة وأستطرد قداسته مُكملاً أن هناك بعض الشباب لا يوجد لديهم شيئاً سوى إنتقاد النساء والفتيات فبدلاً من التركيز فى ملابسهن لا تنظر لهن "وخليك فى نفسك" هذا هو البابا الذى يربح النفوس فكان يتعامل بحنو مع بناته أيضاً ولا يُميز بينهن وبين الرجال . فيراودنى سؤال رغم أننى أعلم إجابته مُقدماً لكنه نوع من التأمل فى سيرة هذا القديس الا وهو لماذا بكى الأقباط بُحرقة وألم وإنفطرت قلوبهم لفراق هذا الأب ولماذا شعروا باليُتم سواء من كان والده على قيد الحياة أو من إنتقل والده ؟؟!! فقد قالت إحدى السيدات هاتفياً لأحد البرامج وهى باكية "إن والدى إنتقل يوم 22 فبراير لكن لم أشعر باليُتم إلا يوم 17 مارس يوم إنتقال قداسة البابا" فعجيب هذا الحب الذى زرعه الله فى قلوب الملايين نحو قداسته حتى الكثيرين ممن أختلفوا معه فى آرائه بل من كانوا ينتقدونه خرجوا مُعتذرين ونادمين ومُتأثرين لإنتقاله ، فهل كان إختلافهم معه هو مُجرد إختلاف أبناء مُشاكسين أرادوا أن يقولوا لأبيهم "نحن هنا" ولنا رأياً مُستقلاً أى " إثبات وجود" وبعد إنتقاله ندموا على ذلك أم أنها كانت حروب يستخدمها الشيطان ضده كنوع من التجارب التى لحقت به كالمرض وإهانة بعض المُتطرفون له ، فقد ذابت إختلافاتهم معه فى لوعة الفراق وحبه الذى طغى على القلوب والعقول ، فرأينا كيف خرجت المليونيات لتوديع هذا العملاق ، والجميع خرج على قلب رجل واحد ، فلم أرى من قبل أن يجتمع الملايين على محبة رجل واحد ، هل هذا الرجل خُلق من تركيبة مُختلفة عما خُلق منها باقٍ البشر؟ بالطبع لا ، لكنه حفظ وصايا الله عن المحبة والسلام والحنان والعطاء فكان إنجيلاً مُعاشاً لذلك حزن عليه حتى من أعترضوا على بعض أرائه لأنه من السهل أن ننصح الآخرين بالكلمات وربما ينصت لنا من ننصحه ويسمعنا بأذنه فقط ، لكن من الصعب بل أحياناً يكون مُستحيلاً أن يُنفذ نصيحتنا له على غير إقتناع لكن جميعنا كان ينفذ ما يقوله لنا قداسته حتى لو أختلفنا معه فى الرأى لأنه كان قدوة ومثال وكما قالت المُستشارة تهانى الجبالى فى هذا الصدد أن البابا كان قائداً يُطاع حتى ممن أختلفوا معه لما له من مصداقية . كان كل من يُصلى له البابا ويضع يديه الطاهرة على رأسه يشعر بالإرتياح وهذا شئ عادى بالنسبة لأبنائه وبناته الأقباط لكن ما هالنى واستوقفنى هو ما قالته الفنانة إلهام شاهين بإنها كانت تشعر بإرتياح شديد عندما كان يضع يديه المُباركة على رأسها مُصلياً لها كما قالت أنها كانت تطلب منه المشورة فى بعض الأمور فكان يُطمئنها ويُعطيها الأمل والرجاء . ولا أستطيع أن أنهى مقالى هذا قبل ان ألقى الضوء على الحج عدلى حسن الزناتى "المُسلم" كما جاء بجريدة الوفد والذى كان يُريد أن يتبرع بإحدى كليتاه لقداسة البابا مُنذ سنوات وأعلن عن ذلك وقتئذ بجريدة اليوم السابع عندما علم أن قداسته مريض بالكلى فيقول عم "حسن" أنا كنت أريد التبرع بإحدى كليتاى للبابا شنودة لأنال البركة ويتحدث عن زيارة قداسة البابا له فى رؤية فجر اليوم الذى تنيح فيه قداسته وقال له قداسة البابا فى الرؤية كلماته الرقيقة المعهودة الا وهى " أشكر محبتك ، وأشكر إعلانك بالجرائد عنى، أنا جاى أسلم عليك عشان أنا ماشى ، فرد عليه قائلاً له ماشى رايح فين فأجابه قداسته قائلاً له بعدين تعرف" وقال الرجل أنه جاء خصيصاً من الصعيد إلى القاهرة وتوجه للكاتدرائية المُرقسية بالعباسية مُصطحباً معه صُحبة من الورود لزيارة قداسته وبالفعل زاره قبل نياحته بساعات معدودات وعلم وهو عائداً بخبر إنتقال قداسته وردد الرجل باكياً أنا أحب قداسة البابا شنودة أحب هذا الرجل العظيم لأنه لم يُفرق يوماً بين مسيحى ومُسلم وكان يحب مصر كما قال أيضاً كنت أتمنى أن أقبل يديه وأن تُلتقط لى صورة معه لتكون ذكرى لى ولأولادى، فما سمعته من هذا الرجل تقشعر له الأبدان ورغم فداحة الحدث الا وقد أثلج قلبى هذا الكلام من مُحب لقداسته فشعرت معه أن مصر مازالت بخير وكأن البابا أراد أن يترك لنا رسالة محبة وسلام كما أراد أيضاً قداسته أن يشكر هذا الرجل على مشاعره الجياشة نحو قداسته فلم يُريد أن يترك عالمنا قبل أن يُسدد دينه لهذا الرجل وكأنه كان يشعر أنه مديناً له بالشكر والعرفان بالجميل وأراد أن يعرف هذا الرجل أنه يعلم بمحبته له ومشاعره الرقيقة نحوه فظهر له سائحاً ليشكره ويخبره بالرحيل وهذا إن دل على شئ أيضاً فيدل على محبة البابا للجميع لذلك أحبه الجميع من كل قلوبهم وجوارحهم بل بكوا عليه بكاءاً شديداً مُراً فكان يعول أسر مُسلمة بلجنة البر كما كان يفعل مع الأسر المسيحية الفقيرة وأكد ذلك الكثيرين فلم يَرُد سائل أياً كانت ديانته فلا ننسى أنه أعطى أسرة الجندى الذى توفى بالخطأ مع شهداء نجع حمادى مبلغ من المال كما أعطى لأسر الشهداء لذا كانت جنازته مهيبة فخرج من أجلها الملايين وسيشهد التاريخ بذلك فهى حقاً كما قيل عنها" جنازة القرن" فتوقفت حركة الشوارع فى مصر خلال الثلاث أيام الأولى فقد قام آلاف الأقباط بالجرى وراء السيارة التى نقلت جُثمان قداسته إلى المطار ولم يعبؤون بطول الطريق ولم يشغلهم التعب الذى سيُصيبهم جراء جريهم كل هذه المسافة وهذا من أجل حبهم لقداسة البابا
قد رأينا قداسة البابا بعد نياحته يملأ كُرسيه وكأنه لم تفارقه الروح فقد رأيته كما لو كان يجلس على كرسيه فى أحد الأعياد يرأس الصلاة ويُغمض عيناه مُحدثاً الرب عنا فلم أشعر بأننى لن أراه حقاً مرة آخرى إلا عندما رأيتهم يُدخلون جسده بالتابوت المُعِد له ليتوارى فيه عنا للأبد داخل مزاره بدير الأنبا بيشوى ، وحينها تصورت كيف سيأتى يوم الأربعاء بدون البابا هل سيكون يوم الأربعاء هو نفسه ، كما عاهدناه طوال سنوات عُمرنا فمُنذ ولدت ويوم الأربعاء عندى مُرتبط بالبابا شنودة فأتخيل أن يوم الأربعاء سيسقط من أيام الأسبوع مُحاولاً أن يخفى نفسه عنا حتى يُخفف عنا ما لا نحتمله بعدم رؤية قداسته كعادته بالإجتماع الأسبوعى فكيف يكون مذاق العيد القادم الذى أقترب على الأبواب بدون أن يُصلى قداسته قداس العيد كلا بل كيف ستمر علينا الأعياد بعد ذلك ، فالعيد عندى كان يكتمل بأن أرى قداسته يرأس صلاته . وآخيراً أقول إن كان جُثمانه قد توارى عن أعيُننا فلن تتوارى أبداً تعاليمه وأبوته ومحبته وحنانه وهم الميراث الذى تركه لنا والذى من المُستحيل أن ننساه أو نستغنى عنه فقداسته زرعه بنا فهو أب لأبناء وبنات فى جميع المراحل العُمرية فمنهم الشيوخ ومنهم الشباب والأطفال فقد قام البابا بتربية أبناء لأجيال قادمة وهذه الأجيال ستُربى أبنائها على نهجه وتتبع مسيرته وأتمنى من جميع المصريين تنفيذ رسالته الغير مُباشرة الذى أوصانا بها من أجل مصر وأن نتعامل أقباط ومُسلمين بلا فُرقة كما تعامل هو مع الجميع ، فلن ننساك إلى أن نلقاك.



#حنان_بديع_ساويرس (هاشتاغ)       Hanan_Saweres#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الذى تربع على عرش القلوب
- رسالة إلى القمص متياس نصر منقريوس، لن يُنسى لك كل هذا يا أبى
- البابا كيرلس السادس وموعد مع الرئيس
- ماليش دعوة ... أنا عايز أختى!!!!
- هذا ليس زمن الحَرملِك يا مجلس السلاملِك
- الثورة القادمة ثورة نساء
- سَنُحب رغم أنوفكم


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حنان بديع ساويرس - رسالة من قداسة البابا لكل المصريين- أقباط ومُسلمين-