أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - تفكيك الأعجوبة 2















المزيد.....

تفكيك الأعجوبة 2


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1081 - 2005 / 1 / 17 - 11:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربا
في مطار حلب تحت رحمة الكمبيوتر....؟2-

تضيق أنشوطة القلق على الرقبة وأنا أقرألهاث الروزنامة ، تدنو ساعة مغادرة ـ قامشلي ـ تجاه حلب ، حيث ستطير بنا الطائرة" السورية" إلى باريس ، بعد أن رتّب لذلك د.عمار قربي -الذي لم ألتق به بعد- وبالتنسيق مع الصديق مشعل التمو ، حيث انني تخلصت ـ فعلاً ـ من مثبّطات الرحلة فيما يخص العمل ، إذ قمت بتصحيح أوراق طلابي في معهد اللغة العربية ، وسلمت محصلاتهم إلى إدارة المعهد ، وحصلت على إحالة مرضية ، وقمت بتأمين بعض ما يلزم من المال من قبيل الاحتياط ـ وهو المبلغ نفسه الذي سأعيده معي بعيد انتهاء الرحلة لأسدّده لدائنيّ ـ ضارباً هذه المرة رقماً قياسياً بهذا الصدد .....، والدّين- آآآه!!- كما أقول ذو وجهين ، وجه:جميل حين يقترض المرء مالاً ، وآخر واخز، حين يردّه إلى أصحابه ....! تبقى أنشوطة القلق على ما هي عليه، كلّما هرولت عقارب الساعة إلى أمام ، رغم أن ثلة من أصدقائي يحتفون بي ـ يومياً ـوكأولى ثمار الرحلة - وهم يودعونني ، حيث أحمد حيدر و سيامند ميرزوإبراهيم محمود .. يقفون معي إلى جانب أفراد أسرتي ، وآخرين ، يقرضون معي بعض هذه المتاعب ، ويخففون من وطأتها ، فأنا الذي ، رغم كثرة أسفاري ضمن الجزيرة وإلى بعض محافظات سوريا لإحياء الأماسي الأدبية ، أو العمل الحزبي ، أكاد لا أنام في تلك الليلة التي أسافر في الصباح التالي لها إلى الحسكة حيث أعاني من سياط التوتر ، و يستنفر الدم في عروقي المتأهبة بفطرتها ، خشية إنجاز معاملة ـ ولو صغيرة ـ في ظلّ وطأة الفوضى وغياب القانون ، فكيف ـ وأنا الآن ـ أمام جملة منغّصات :
ـ هل سأسافر ؟ هيبة المطار ، أسرار حاسوبه ، وغابة من أسئلة داكنة !؟...
ـ بل هل سيكتب لي أن أعود ـ بعد هذه الرحلة ـ في ما لو سافرت وأنا الذي لا مستقبل لي ، إلا هنا...!، على هذه الأرض التي خلق الله كلاً منا للآخر ، دون أن املك فيها سوى بيت اشتراه لي أبي ، ستهدمه البلديةفوق رأسي ذات يوم، لتجعله شارعاً كما يقال ...!

أحطّ الرحال في حلب في 26ـ 5 مساء، لأنام ليلتي عند قريبي الشاعر حفيظ عبدالرحمن هناك ،وكأنني في سرير من المسامير ، إذلا أعرف كيف تمكنت أن أغفو ، متملصا من قبضة القلق ذي التوتر العالي ، وأستيقظ صباحاً ،وأتّجه إلى مطار حلب ، كي أجد مشعل قد سبقني إلى هناك ، وليعرفني بـ د. عمار قربي وأسأله هناك :
أين بقية الأخوة من المثقفين السوريين المدعوين للمشاركة ؟..أين......؟
ويسألنا هو أيضاً عن سبب عدم مشاركة الصديق الباحث آزاد أحمد الذي لم يستلم بطاقة دعوته ولم يقدّم ـ أصلاً ـ الأوراق الشكلية اللازمة- بتقديري - كما علمنا منه- للقنصلية ،فأجيبه : ربما لأنّه يعمل في دائرة ذات علاقة بسليم كبول، محافظ الحسكة السابق ، مهندس أحداث 12 آذار ، لنمنّي النفس بأن كلاً من فاتح جاموس .. أكرم البني .. هيثم المالح ، نجيب ددم، وآخرين....، قد يكونون في الطائرة التي ستقلنا ،لنكمل السفر معا ً، صوب مربط الخيل : باريس - كما سنقول ذلك ساخرين من أنفسنافي ما بعد –مع إننا علمنا أن بعضهم سيعتذر ، لأنه يرفض فكرة الحوار العربي الكردي ، وبعضهم لايؤمن بمؤتمرات الخارج –أية كانت !- وآخرله موقفه من القائمين على المؤتمر هناك ،أو منت سيحضر دون أن نعرف أناومشعل: من هم تحديدا ً؟، وبعضهم لايريد إغضاب السلطة،يدأب للحفاظ على مسافة الأمان معها ....حتّى وإن عدّ من المعارضة..!.
هذه أول مرّة أرى فيها مطار حلب ، يا لتنظيمه و اتساقه..!، فأنا أفضل رحلة الطائرة من قامشلي إلى دمشق ( حيث إنني كصحف أدفع نصف ثمن البطاقة ) دون المرور بحلب ، وفعلاً، بدأت أحسّ بأنني أمام مطار- قامشلي –الذي – رغم قدمه – لأنه بن يفي وقت مبكّر من حياةهذه المدينة،بل وبلدناسوريا ..، إلا أنه – للأسف –يذكّر بكراج انطلاق عاديّ في مدينة نائية ، و إن بدأنا نسمع بأنه سيتمّ توسعه في العام المقبل 2005 ، ليغدو مطاراًدوليا ً، وهو أحد ركائز الحلم الذي نعوّل عليه من أجل تفعيل الحياة الاقتصادية في هذه المدينة التي تقدّم كل ّغل ّللوطن ، ولا تخرج إلا بالأغلال.....؟!..
قاعة انتظار لائقة ، مكاتب عديدة لخدمة المسافر ، مرافق معتنى بها ، وفي الطابق الثاني صورة مختصرة لأوربا ، تزيد من هيبة المكان ، لولا الأسعار السياحية الكاوية التي تلهب الجيوب ، حيث اكتشفت على سبيل المثال أن كلّما أحمله في جيبي من مال لا يكفي ثمن قميصين- في الصّورة الأوربية هنا –كي أهديهما لصديقين عزيزين......هناك... !..
قدّمت جواز سفري إلى الموظف المختص ّ، حيث سيتمّ استدعاء مشعل لدقائق ، لأنه ممنوع من المغادرة ، فيقدّم على الفور كتاباً حصل عليه -قبل ذلك بعد أن علم بذلك- يقتضي بالسماح بالسفر لمرّة واحدة ، وعندما أمثل بدوري أمام الرجل ، أحسّ- بدقات قلبي الهائلة- غير طبيعية ،وأنا الذي أعاني عادة من تسرّع قلب وموقف..- كما يخيل إليّ - لأسأل نفسي : إلام سيظلّ مواطننا غير قادر على ممارسة حريته كما يتوخّى ، إذ إنه – ووفق مزاج مجهول معروف – يمكن لكل ّمنا أن يكون مطلوباً، أو غير مطلوب ، حيث لكل حالة مسوّغاتها تماماً في هذا المقام..أوذاك ، دون أرومة من منطق ، إلا منطق العسف...!.
قدّمت جواز سفري إلى الموظف المسؤول، الذي لم ينظرفي وجهي ، بل راح ينقر بأصابعه- آليا ً-على كيبورد الحاسوب، فيقرأ بعض المعلومات التي تتعلق بي بكل تأكيد ، كي يتركني رهن توتّر شديد ، لأقول في نفسي : هذا الحاسوب الذي بذلت جهدا ًلاقتنائه والاستفادة منه، و إيصال صوتي إلى الآخرين والتواصل معهم – أينما كانوا – بل وسماع أصواتهم ، ضمن لعبة امّحاء الفواصل وكسر الحواجز في زمان الثورة المعلوماتية ، والكوكبة ،لتزال هيبة الكرة الأرضية ، وتغدو كائنا ًمعروف الهوية ، مختصرا ًفي هيئة قرية كما يقال ،ها أنذا بدأت أتهيب بدوري منه ، أعني الحاسوب – نفسه – فله وجه آخر حقا ً، إنني أحسّ بأنه مكمن خطر ما عليّ الآن ، وها أنا الآن تحت رحمته ، والتقارير الدفينة فيه ،إذ أن غيبا ًغبيا – في هذه الحال -ً مصيرياً ًمتعلقا ً بي – وبكل كائن في بلدي – كامن فيه ، فهو القادر- الآن- أن يوعز إلى العامل عليه : أن امنعن ّسفر هذا الرجل ...!، كي أعود أدراجي القهقرى ،كتلميذ مطيع ، مهذب ،سيبتلع انكساره داخلاً،ما دام أي تذمر لن يجدي البتة...!..
أو في مقدوره أن يوشوش في ناظريه المتأهبين لأيّما ايعازمن هذا القبيل ، أو عكسه :
أن القين القبض عليه، وارمينه في غياهب المجهول وراء القضبان ...!
أوربما يصدر القرار العاقل المأمول في بلدي :دعه ..دعه يغادر! – والمغادرة تؤام الغدر في عرف الريبة -وعلى عكس رغبة وقوانين ممليه في هذا المقام ...
رفع الرجل رأسه ، نظر إلى ملامحي المستفزة أيما استنفار-نظرة عجلى- جاهلا ًقراءتها كما يبدو ، ثم ترك إشارة على جواز سفري ، وهو يمنحني إياه....!
: مع السلامة..!....
شكراً....!!أقولها بتلعثم شأني إزاء أي مأزق أتعرّض له، والخارج من هكذا مأزق مولود ، و إلى مأزق آخر مرتقب ، حين أعود- ولا مناص من العودالأحمد.....؟
يا الله ...! متى ستكون المعاملة- على هذا النحو وحده – مع كل مواطن ذي رأي في بلدي ، ما دام أنه ليس مجرما ً،ولا قاتلاً،ولاصاً مطلوبا للعدالة ، ولاناهباًلأموال العبادوالوطن، وسواها من خانات أو خيانات هذه النماذج المعتوهة من السفلة ، ممن هم من عداد هذه التصانيف اللا آدمية، المزدرين في أي قانون إنساني منصف ، في العالم قاطبة ....
تلقفت جواز سفري ،كرسالة أنثى منتنظرة ، فالسفر جائز ، كما هو إسم هذا الدفيتر الذي بين يدي ، مشفوعاً بصورتي، وإسمي، وتأريخ ميلادي ،ووسمي ....وسوى ذلك من تفاصيل متفق عليها عالمياً، لألحق برفيقي السفر، اللذين كانا في انتظاري، لنخطو إلى الاتجاه الآخر، حيث الطائرة السورية في انتظارنا، نصعد إليها ، ملتقطين الأنفاس..كي يزول الوسواس الخنّاس ..ونغدو- ولو إلى حين - أحراراً ككل الناس..
هكذا – تماما ً-على رصيف المطار أرمي أكثر توترات النفس أذى، وأشدها وطئاً،وهي التي مارست سطوتها المزمنة عليّ ، قبل وصولي إلىما أتوهّمه برّأمان-إلى أن أعود إليه كرّةأخرى –
و.ياويلاه...لخيارلاغنىعنه البتة في لحظة العبور ...، حيث ستنوب في نفسي – تدريجاً-في هذه اللحظةالفاصلةحديقة أحاسيس أخرى ، من الغبطة ستفوح رائحتها – بالتأكيد من حديثي إلى زميليّ – وأنا أستقل مقعدي – وكأني لست شاهنشاه القلق ، عادة ،لأستقل مقعدي ..يالكلمة : أستقلّ ......يالروعتهاوحلاوتها ..!- و أرتمي إلى جانب رفيقي الرحلة ، بعد أن أضع حقيبتي الموغلة في الصّغر في المكان المخصص، وأتنفس أول الصعداء........!؟



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيك الأعجوبة
- بدلاً عن دمعة :في رثاء الكاتب الكردي حمزة أحمد ....!...
- في خطوة .............. شوفينية..!مأمون الحلاق ……..و-جامعته
- تفكيك الأعجوبة ... في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة !!!؟؟ ...
- شهوة الرنين *
- شهوة الرنين
- سنة مختلفة في رثاء ضيف ثقيل
- في رثاء الصديق الأديب ميخائيل عيد
- ممدوح عدوان ..روح في مختبر خاص
- طه حامد..... حرية-طائر الباز-
- ياسر عرفات لقد صفعني غيابك حقّا ً ...........
- مرشدة نفسية متزوجة من مواطن كردي أجنبي – تستنجد :ا
- في أحوال الرعية على هامش ماقاله السيد الوزير..!!:
- مقال
- كلمة إبراهيم اليوسف في الندوة الوطنيةالتي انعقدت في فندق الب ...
- حسن عبد العظيم .. وأمبراطورية المعارضة
- فرهاد جلبي يرحل مبكراً...!
- إ ند ياح الفساد إ نحسار الإصلاح
- هل سنكون أمام العصر الذهبي للإقطاع من جديد !!؟
- اليوم الوطني لمكافحة الفساد..!!!


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - تفكيك الأعجوبة 2