أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي متعب جاسم - تنوير النص















المزيد.....

تنوير النص


علي متعب جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 01:55
المحور: الادب والفن
    


تنوير النص
ملاحظات في بنية العنونة والاهداء في نصوص خالد السعدي

عتبات النص مدخل تنويري لاشك بات الاهتمام به من قبل المبدع والناقد على حد سواء ما يعني ان الناص اخذ يتعامل مع العنوان والاهداءات بقصدية عالية بغية انشاء الاثر المضاف وتوجيه القراءة وفقا للرؤية المبتغاة ما ولد عند القارئ بوصف عام نزوعا لاكتشاف البنية والدلالة فيها بوصفها مولدات شعرية لاتقل اهمية واثرا عن النص نفسه .
واذا كان المعتاد ان تكون العنونة والاهداءات ذات سمة نثرية فاننا سنواجه بنيتين مختلفتي الاثر والصياغة اذ انهما كما يفترض ينتميان الى جنسين مختلفين على اعتبار ان الشعر هو ضد النثر او كما يقول البيرس ان الشعر هو كل ما لايمكن التعبير عنه نثرا. فقدلاحظ علماء اللغة ان اختلاف طبيعة الاجناس الشعرية يتصل بوظيفة كل منهما وغلبة نوع من التوجيه النحوي له فالشعر الملحمي على سبيل المثال يتركز على ضمير الغائب وهذا يعني ابراز الوظيفة الاشارية للغة "بالعودة الى مخطط ياكبسون " والشعر الغنائي يطغى فيه ضمير المتكلم ما يجعله اقرب الى الوظيفة الانفعالية وهكذا فيما يخص باقي الاجناس . بمعنى ان اساس التفريق يتم من خلال مراقبة الوظيفة الشعرية للغة والتي تعني اسقاط مبدا التعادل من محور الاختيار على محور التاليف والتركيب وبالتالي فان اساس التفريق هو لغوي رؤيوي اذ دائما يمكن ان نجد الشعر في هيكلية نثرية والعكس . وفيما يخص الموسيقى والايقاع وطبقا للتنظير النقدي الحديث ان الوزن جزء اساس في الشعر ولكن عدم وجوده لايخرج الكلام عن شعريته ومن هنا قال الفارابي "قول شعري "مقابل القول النثري " . ويصح ان نقول ان أي محاولة لقصر قواعد الشعر عاى المستوى الصوتي ليس لها ما يدعمها علميا انما عليناالبحث عن الصياغة التي توائم بين فاعلية الصوت والايقاع المدهش مع بنية الدلالة .
. ومن هنا فان الشعرية التي تسمو باللغة الى الصفة التاثيرية من خلال خصئص معينة هي مناقضة للنثرية التي تتوخى من اللغة خصائص اخرىولكي لانستفيض في القضايا النظرية على حساب الكشف النصي فان
مجموعة يقتفيني قمر للشاعر المرحوم خالد السعدي توازنت فيها كفتا الشعرية شعرية النثر في اهداءاته في مقدمة النصوص بوصفها محمولات موجهة
للقراءة وشعرية النصوص المنتظمة في سياقات ايقاعية ببنى عروضية معروفة . ولنبدا مع العنونة . يستهل الشاعر مجموعته الشعرية جامعا اياها تحت عنوان "يقتفيني قمر " وهو عنوان يوحي بثلاث مفاصل
الاول انه جملة ذات ايحاء قلق دالة على الاكتشاف بل والاصرار عليه بدلالة الفعل يقتفي الذي يحمل معنى السير واذا كان المعتاد ان يكون القمر هو المقتفى دائما ولاسيما في الاراضي ذات الابعاد المترامية فان الشاعر يعكس الدلالة ليكون القمر مقتفيا الشاعر في متاهات نصوصه . .
الثاني ان العنوان ورد متناصا في بنية شعري بقصيدة "قمر الاحلام " اذ يقول :قمر الاحلام قلبي يقتفي " ويبدو ان هذا التناص العكسي مقصودا اليه لاسيما ان عكس الجملة لم يخرجها عن بنيتها الوزنية اذبقي العنوان جزءا من بحر الرمل "فاعلاتن فعلا " .
الثالث هو ما يشكل بنية الاعتراف بسفر الشاعر لتحقيق لذة الاكتشاف في نصوصه ما يستدعي القول ان العنوان اختير بحصافة نقدية فضلا عن صياغته الشعرية .
اذا تتبعنا بنية العنونة التي تصدرت النصوص نجد الشاعر مشتغلا فيها وفقا لاكثر من رؤية فقد جاءت بعض عناوينه مقتطعة من سياق نصه ولكن هذا الاقتطاع يظهر سمة عليا في النص كورها الشاعرواشتغل عليها قصدا . ففي قصيدة "قبل عامين " وضع العنوان بوصفه البؤرة التي تحركت القصيدة من خلالها لانه كتب مستجليا ذاكرة مؤرخا مجموعة من الاحداث ولهذا تتكرر جملة "قبل عامين "ست مرات بحسب مقاطع القصيدة . طبعا لاانوي القول ان المعيار كمي ولكنه مثل للشاعر نقطة الانطلاق والعود ثم الانطلاق من جديد .
والامر نفسه في قصيدة " امنحيني كل شيء " التي تكررت وكانها لازمة في مقاطع القصيدة . ونقول ذلك ايضا في قصيدة "ملقى على كتف الحروف " وغيرها ايضا .
واستثمر الشاعرعنونة بعض نصوصه قاصدا اضاءتها دلاليا من خلا ل استثمار االعنوان بوصفه بنية دالة تقف مثرية دلالات النص وكشوفاته .
قي قصيدة " من تفاصيل عشق يوسفي " تجربة حب عنيفة يضخها الشاعر بانفعالية طاغية متضمنة دعوة الى تجربة حب تمزق شرنقة الواقع . قراءة النص تحمل بعدا ذكوريا يتجلى بالالحاح في اظهار "الانا " المتكلمة الى "الانت" الغائبة نصيا . في حين ان العنوان يثري النص بدلالات مضافة تتمثل بالعشق الايروسي الذي تقابل الانثى به فتاها ما يجعل قراءة النص من دون الالتفات الى العنوان ناقصة .
يمكن ان يكون "عزف على اوتار القيثارة النارية " مثال اخر على ماذهبنا اليه فضلا عن كونه يحمل دلالة تاويلية لتجربة نفسية عميقة يمثلها هذا البوح الدافئ . كما تقف قصيدة " اطلالة على الوطن من نافذة السياب " مثالا اخر من امثلة كثيرة على ما سبق .
قبل ان ننهي ملا حظاتنا في العنونة نشير الى نمط اخر ذاك حين يقصر الشاعر عنونة نصه على جملة مضغوطة ومكثفة وغالبا ما ياتي الحذف فيها "نحويا " مستكملا من قراءتها . كما في قصيدة حارس النخيل وقصيدة تراتيل عراقيةاذ يكون النص متداخلا مع العنوان مستكملا جوانبه .


ثانيا .. الاهداءات
تشكل الاهداءات التي يفتتح النص بها والتي تتقدم نصوص المجموعة علامة بارزة يستدل بها على خارطة النص الدلالية كما تشي بمؤثرات الشاعر وسلوكياته المعرفية متخذة وسيلة من وسائل التنوير للنص .ولذا فهي لاتقل عن بنية العنوان اهمية ولا تتخلف عنه في قصدية الشاعر وصياغاته الشعرية لها . ان الاهداء يمثل في درجة من درجاته كوامن الشاعر نفسه فحين لايتعرض الى تلك الكوامن في نصوصه الا بشكل رمزي وبضمن رؤية شعرية قلقة احيانا ومموهة احيانا اخرى يلتي الى الاهداء ليقةد قارءه اليه عمدا وليرسم النص ضمن حدوده الطبيعية التي ارادها له منشؤه .
يتقدم اهداءات المجموعة اهداء الشاعر الى:
امي لتي تركتها تخيط احزان الوطن ادعية
قمر يقتفيني ويؤرق ليلتي شعرا
نخلة في الدار كانت تظلني ........
ونلا حظ في بنية الاهداء اولا انه أي الشاعر قصد الى الاستثارة الشعرية متوخيا وضع القارئ في جو عاطفي مشحون شعريا مع ملاحظة اهداء النخلة وملاحظة الترفع الواضح عن ترجمة الاهداء شعرا . كما نلاحظ ثانيا ان الاهداء عبرعن ثلاث قضايا تعد ثيمة المجموعة كلها في الجمع بين الهم الفردي والجماعي متمثلا البوح بالحزن العاطفة الفردية والحديث عن ضياعات الوطن المبتلى والتنفيس عن الالم من خلال العودة الى خلق عالم الطفولة بما يحمل من صفاءات وود واستذكارات بعقوبة خريسان الجميلة .
تكاد كل نصوص الشاعر تجد لها خيطا مشدودا ببنية الاهداء وهو امر مفروغ منه الا ان الشاعر يتابع اهداءاته بثلاث صفحات متتالية تخلو هذه المرة من موجه القراءة اذ تتقدمها اهداءات .
فهناك نص "مقطع شعري لشاعر اسباني واخر لشاعر انكليزي واخر "بيتان لابي الطيب المتنبي " .
ما الفكرة التي تحملت السعدي لاختيار هذه النصوص مقدمات لمجموعته ؟ هل استغنى بها عن الق المقدمة التي اعتدنا قراءتها في كثير من المجموعات والكتب ؟ وهل تحمل هذه النصوص ابعادا رؤيوية وشعرية يضعها الشاعر في مقدمة فلسفته الشعرية ؟
وهل تمثل هذه النصوص توسيعا وتعميقا للاهداء الذي ذكره من حيث الفكرة ؟ كل ذلك ممكن ويبقى التاويل مفتوحا ولكن ما نقترحه هو قراءة هذه النصوص لنتبين علاقتها باجواء نصوص الشاعر .
فالمقطع الاول للشاعر الاسباني لويس يجسد عاطفة حب عميق
باسقاط رؤية ذاتية وتصورات فردية مشعة على الاخر "حين يرتعش الضوء حتى الثمالة من غيرما شمس
فيك انت يكتمل النهار "
والنص الثاني لتوماس هود الشاعر الانكليزي يتمثل في اعادة خلق الذات العابرة الى عالم الماضي من خلال النص الذاكراتي "كان زمن الورد فقطفناه عابرين ..."
اما النص الثالث فهويستجلي فكرة الوجود وقيم المكان
فما حاولت في ارض مقاما ولاازمعت عن ارض زوالا
على قلق كان الريح تحتي اوجهها جنوبا اوشمالا
ويبدولي ان القيم المتكونة من هذه النصوص الثلاثة هيكلها مبتغاة قصدا عند الشاعر ولكن علينا توخي الدقة اذا قلنا انها تحمل افكارا وتطلعات حلمت بها نصوصه وضمتها بنية اهدائه الاول وليس تكرارا عاديا انه تعميق وان شئنا الحاح على مسك المفاتيح لنصوصه بل ولعالمه . واذا انتقلنا الى ماتحمله النصوص داخل الديوان من مقدمات نثرية عادية وصوغة بلغة شفافة سنرى التي
ان : بعضها تشي بمناسبة الكتابة "الى خالد السعدي بمناسبة ذبول اوراق زهرة العشرين " وهي تحمل بعدا وتجربة ذاتية وكذلك في رثاء رائدة الشعر الحر الشاعرة العراقية نازك الملائكة التي جاءت بعد العنوان "دمعة في موكب نازك الملائكة "
وبعضها يكون مدخلا تنويريا "نثريا " يعكس تجربة النص كما في قصيدة صمت الكلام التي صدرها " في ليلة موحشة صحا من عويل الطائرات القاصفة كانت عيناه تدوران في العتمة توسل الحروف جمع اوراقه طارت من يديه حمائما لم تحرقها القذائف " . فالنص النثري يقيم شعرية متاخمة للنص الرئيس وبذلك على القارئ ان ياخذ بنظر الاعتبارانه ازاء ثلاثة نصوص الاول افقي ممثلا باضاءات او اهداءات والثالث عمودي يتحول النص به من نص مكتوب الى نص مؤل اما الثاني فهو النص الافقي الذي يختط لنفسه مسارا بين الاثنين باستعمال مرجعيات النص المعرفية .
تستوقفنا قصيدة "امي شمعة الذكريات " اذتبنى فيها الشاعر استراتيجية جديدة ,فقد بداها مصدرة بابيات للجواهري "7 ابيات " من ثم مقدمة استغرقت اكثر من 8صفحات قبل ان يكون نصه الشعري الذي لايوازي نصف المقدمة حجما . ناهيك عن مجموعة من الهوامش التي يستعين بها القارئ لفهم بضعة مفردات وردت في اللهجة العامية واشارات الى نصوص اخرى منها قرانية .

النص يحتاج الى قراءة عميقة قد لاتستوعبها ملاحظاتنا مع اننا نشير الى ان هذه المقدمة تمركزت حول استدعاء العمل الذاكراتي مستجلية وقائع مرتبطة ارتباطا روحيا شجيا بالمكان والزمان الذي انطلق منه الشاعر ليكون تينك المفردتين معادلا موضوعيا للامومة التي كرس لها نصه الشعري .
خلاصة قولي ان بنية العنونة والاهداءات تشكل بنية شعرية موازية واحيانا مقاطعة "فينصوص بعض الشعراء " لبنية النصوص الشعرية وان الشاعر يعمد اليها منها جعلها مداخل تنويرية او احيانا للافصاح عما لايقوله النص



#علي_متعب_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصافي سؤال الشعرية ج1
- ما لم يقله السارد .قراءة في رواية -ارابسك-لعلي عبد الامير صا ...
- كشف الرؤيا وتجليات الفن .نحو قراءة اولية في عالم محمد الصيدا ...
- العروض العربي والمواجهة الصعبة
- تجليات الذات وقناع المديح
- فضاءات السيرة
- السرد وتحولات البنية


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي متعب جاسم - تنوير النص