أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - مائدة نزهت في دار المدى














المزيد.....

مائدة نزهت في دار المدى


سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


عندما نفتش في داخل ذاكرتنا عن لحن جميل، ستقفز الى اذهاننا حتما اصوات خبأها القلب في زاوية مقدسة، ستنهض من خلف افكارنا الحانا عشقناها لانها ارتبطت بزمن نتمنى ان يعود.
احتفت دار المدى في بيتها الكائن في شارع المتنبي بالفنانة الرائدة العراقية (مائدة نزهت ) تزامن هذا الاحتفال مع احتفاءات الجهات الداعمة للثقافة في العراق ليوم المراة وتتبع مسيرتها الضوئية الكبيرة .
ابتدأ الاحتفال بذكر مناقب الفنانة التي نحبها والتي تعيش خارج العراق الان وعادت الى العراق في زيارة سريعة بعيدة عن الاضواء، لترى بلدها بعد ان اضناها الشوق والصب تفضحه عيونه، وغادرت على عجالة، ومن يدري أي دموع تركت على ارض بغداد، وما فعلته بها ذكريات العودة لمدينة تحلم بغد جديد .
بعد كلمة الافتتاح وعرض سيرة الفنانة ، قدمت فرقة (شبعاد النسوية) عرضا موسيقيا فريدا من نوعه فلقد قدمت تلك الفرقة اغان تراثية بغدادية على آلة الجوزة والقانون والسنطور .
من جملة ما اعجبني فيما كتب عنها، حديث قرأته عن الموسيقي الراحل عبد الوهاب الشيخلي عام 1989 لمجلة الف باء :-
" بانها دقيقة في مواعيدها، حريصة على فنها شديدة، الالتزام بالتمارين اليومية التي تمارسها كل صباح وفي دوامها المستمر في فرقة "التراث العراقي" التي أسسها منير بشير في اوائل السبعينات ويبدو ان هذا الاهتمام يعود الى خبرتها الطويلة في الغناء وادراكها الحسي العالي ، كانت بداياتها اواخرالاربعينيات واوائل الخمسينيات وقد عبر غنائها عن حالة حضارية، لانها مثلت روح بغداد في الغناء وخصوصا انها ادت المقام العراقي باتقان اواخر السبعينات، ففي وقت ظهورها الاول لم يشأ النقاد والملحنين تقبل وجودها، لكن مثابرتها اثبتت ان الفن قادر على بث الحياة خصوصا لانها تعرف ماذا تريد وكيف بذلت جهدا كبيرا لكي تثبت اقدامها في الساحة الذكورية لان اغانيها عبرت الجانب الفكري في خصوصية (طرب المدينة) عن البيئة الريفية او البدوية او الجنوبية في الغناء، ولا شك او وجود زوجها الكبير وديع خوندة
( سمير بغدادي) بجانبها عاملا مساعدا على بلورة فنها بشكل عام، وتنظيم افكارها منذ زواجهما في الخمسينات الى اعتزالها في الثمانينات ونجحا في زواجهما كما لم ينجح اي ثنائي فني في الساحة الفنية.
اتقنت مائدة مقام الاورفة ومقام الحويزاوي ومقام الكرد ومقام القطر ومقام الحكيمي والشعر والاوبوذية ومقام الشرقي رست والبستة والعتابات وبذلك تعتبر اول المؤديات اللاتي قدمن المقامات العراقية بدقة اصولها كاملة .
مائدة نزهت في سطور :
ولدت ((مائدة جاسم محمد عزاوي)) في بغداد الكرخ 1937 ،وهي واحدة من اربعة بنات وولد واحد ، اخوتها " حسنية ، بدرية ، سامية، مائدة وأخوها خلف " والدها جاسم كان ضابطا في الجيش العراقي، ينتقل في علمه من محافظة لاخرى . حفظت مائدة الاجزاء الاولى من القرآن الكريم عن الكتاتيب، ثم دخلت مدرسة الرصافة الابتدائية وشاركت في الاناشيد المدرسة، كانت تغني في القبولات النسائية في مناطق سكنها، وبسبب النظرة العامة المتخلفة للفن وقتها لم تقدر مائدة دراسة فن الموسيقى، وعندما طلبت الاذاعة اصواتا غنائية في الخمسينات تقدمت للاختبار امام لجنة من كبار المختصين في الغناء والمقام العراقي، نجحت باقتدار ، واصبحت مغنية في الاذاعة ، اول من لحن لها ناظم نعيم لكنها وقتها لم تنل الانتباه الكافي، وبعد ان لحن لها اغنيتها الثانية احمد الخليل " اصيحن آه والتوبة " رفعتها الى مصاف المطربات، لحن لها رضا علي " اغنية حمد يحمود " ومحمد نوشي وعلاء كامل.
عندما فتحت ابواب التلفزيون العراقي عام 1956 وهو لاول محطة عربية، كانت مائدة نزهت من اوائل الظهور ، وبعد نجاحها ابتعدت عن الاذاعة في الفترة
( 1955-1957) بسبب مشاكل ادارية .
ولكنها عادت بعد توسلات احمد الخليل ووديع خوندة الذي تزوجها لاحقا بتاريخ 8-3-1958 وسافرا الى الاتحاد السوفيتي والتقيا بكبار الفنانين الروس وقاموا بتوزيع جديد للاغاني وسجلت بعض اسطواناتها .
لحن لها كوكب حمزة وطالب القرة غولي ، وبرعت حتى في الغناء الريفي والهجع فهي نقلت الاغنية العراقية من التقليد الى التجديد وشاركت في حفل العيد الوطني للكويت وغنت في بيروت واغلب الدول العربية ومثلت العراق في جنيف.
التقت ذات مرة في الاذاعة رشيد القندرجي ومجيد رشيد وشجعاها على غناء المقام وقتها عارض يوسف عمر معللا ان المراة لا تقدر اداء المقام، ولكنها تحدته وعندما قدمت على المسرح مقام الحويزاوي والشرقي والبهرزواي والمحمودي كان الجمهور يصفق ويوسف عمر يلتزم الصمت !!
اعتزلت الفن في الثمانيات ، وادت مراسم الحج واعتكفت للعبادة ،تاركة خلفها قصة صمود امراة عرفت ماذا تريد ، وكيف تصل لما تريد، تحملت وتدربت وصمدت لان تطرز اسمها بحروف من ذهب على جبين تاريخ الغناء العراقي .
انتهت جلسة الاحتفاء، الجمهور تفاعل مع كل اغنية غنتها فرقة شبعاد، الايادي تتناقل ملحق جريدة المدى المخصص لمائدة نزهت، الكراسي تأملت فرحة جالسيها، وانا انزل من سلالم دار المدى ملقية نظرة الى كل الصور الفوتوغرافية الملعقة بالابيض والاسود على امتداد السلم لاشهر مغنيات بلادي ، اسلم عليهن واحدة واحدة وانا اغني بصوت خافت :- " منهو اليكدر ينسة احبابة ..ويسد بملكاهم بابة!! شتسوة الدنيا بغير الحب ..شتسوة الدنيا بلا محبوب ... " وانا على يقين ان كل شخص خرج من جلسة الاحتفاء ظل يردد في طريق عودته لحنا خالدا يعيده الى حلم دفين .



#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان الدمى في تونس الخضراء
- تفاحة
- تمكين الام والبنت
- صبيحة الشيخ داوود
- بدرية
- طاحونة
- ارغفة الوطن
- اربعة
- وجوه
- المتسكع
- زقورة
- بعيدا عنهم
- آس نائم
- الانتظار
- انامل
- ضفائر
- غربتان
- حكاية امي
- توقد
- قصة قصيرة


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - مائدة نزهت في دار المدى