أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الرزق على الله2















المزيد.....

الرزق على الله2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 21:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على فكرة هنا توجد معجزة وحيدة لم يستطع كل الأنبياء أن يأتوا بمثلها أو أن الله سبحانه وتعالى أعطى لكل الأنبياء معجزات كثيرة مختلفة ومتنوعة حتى أنه أعطى للمسيح معجزة إحياء الموتى بإذنه ولكن من الملاحظ جدا أن الله سبحانه وتعالى لم يعطي أي نبي أو أي رسول معجزة الرزق, فلم يظهر على هذه الأرض رسولا يتحكم بالرزق أو نبيا يتحكم بالرزق ولم تظهر على خشبة المسرح التاريخي دولة تستطيع أن تتحكم بأرزاق الناس إلا ما كان وهما وخيالا وتغريرا ليس إلا, فلا يستطيع أي حاكم سياسي مهما أوتي من أسباب الغطرسة والقوة أن يتحكم بالرزق على الإطلاق, ولا توجد أي دولة ديمقراطية باستطاعتها أن تتحكم بأرزاق الناس,فالرزق نحن موعودون به جميعنا كبارنا وصغارنا وذكينا وغبينا والمؤمن وغير المؤمن والعاصي والمذنب لأن الرزق مثل الروح بيد الله العلي القدير, ولا يغرنكم قول الشاعر الشريف الرضي:

أما كنتَ مع الحيّ

صباحاً حين وليّنا؟

وقد صاحَ بنا المجدُ

إلى أينَ إلى أينا؟

ملكنا مقطع الرزق

فأفقرنا وأغنينا

فهذا الكلام كله مبالغات ومزايدات فلا أحد يرزق أحدا ولا أحد يستطيع أن يقطع رزق أحد وكله على الله والله هو الفعال لِما يريد وسمعتُ مرة من أحد الشيوخ قصة عن سيدنا سليمان عليه السلام الذي أعطاه الله كل شيء , فسارت الريح بأمره وحكم عالم الإنس وحكم عالم الجنَ وحكم عالم الحيوان والطيور بمختلف ألوانها وأشكالها وتحكم بكل شيء ما عدى الرزق حتى أنه طمع من الله أن يعطيه الرزق لأسبوع واحد فقال له(لن تقدر) ثم طلب ليوم واحد فرفض رب العالمين ثم طلب من الله أن يجعله يرزق كل الكائنات وجبة واحدة واختار وجبة العشاء الخفيفة على المعدة, فخرج حوت من البحر جائع وقال لسليمان عليه السلام:إن الله كل يوم يعطيني اثنتين مما أعطيتني فعرف سليمان أن الرزق على الله وحده لا شريك له,وباعتقادي بأن الله يعرف كل إنسان وحاجته, فالأكل والشرب متفاوت بين الناس فهنالك من يشبع بكيلو لحم واحد وهنالك من يشبع من نصف كيلو وهنالك من هو بحاجة إلى 2 كيلو لحم, وهنالك من يحتاج إلى رغيف وهنالك من تكفيه كسرة واحدة,والله وحده هو الأعلم بذلك وسبحان الله ما أعظم شانه, وهل منكم يعلم مقدار الطعام الذي يشبع بطن جاره أو مقدار الشراب أو مقدار المال؟ لا أحد على وجه الكرة الأرضية يعلم بذلك لأن كل ما ذكرناه عبارة عن نِسب غير متناسبة في الأقدار وفي الأطوال وفي الأحجام,وهو الذي يرسل المطر سحابا فتخضر به الأرض وهو الذي يرسل الشمس والدفء وكل شيء مسخرٌ بأمره,وسبحانه وهو القائل:
(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ

إن الله سبحانه وتعالى يعطي هذه الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولكنه كما جاء في الحديث الصحيح لا يعطي الآخرة إلا لمن أحب,والرزق دائما وأبدا على الله سبحانه وتعالى وهو لا يقاس بمقياسنا عن كثرة النشاط وكثرة الحيوية وكثرة العمل وكثرة العَرق والركض والجري والمغامرات المحفوفة بكثيرٍ من المخاطر,فهو يجعل من يشاء فقيرا ويجعل من يشاء غنيا ويعطي الناس عقولا مختلفة ومتفاوتة على بعضها البعض,ولكن الرزق وحده ليس بالعقل ولا يقاس بكثرة الذكاء وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله:
ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا إذاً لهلكن من جهلهن البهائم.
فالله يرزق الحيوانات التي لا تمتلك عقلا كعقل الانسان,ويرزق الغبي ويرزق الذكي وأحيانا يعطي الغبي أكثر مما يعطي الذكي ويعطي الأقل مهارة رزقا أكثر من الأكثر مهارة, وهنالك قصة عن رجل كثير النشاط والحيوية ورجل آخر إنسان بسيط مثلي أنا, وفي يوم من الأيام أعجب الملك بالرجل النشيط والكثير الحركة فأعطاه دجاجة مشوية مكافأة على نشاطه وذهب إلى جاره شامتا به يريد قهره فعرض عليه جاره أن يبيعها فوافق النشيط على صفقة البيع وحين أخذها جاره منه وجد بداخلها كيساً من الذهب فأسرع مهرولا إلى جاره وهو يقول:أنظر ماذا وجدت في الدجاجة هذا رزق ساقه ألله إليّ وليس لك وعليك أن تعلم بأن الرزق كله على الله .

فإن كنت عزيزي القارئ طبيبا ليس كمثلك طبيب فتأكد بأن الله يعطي الأقل منك مهارة رزقا أكثر مما يعطيك وأحيانا يعطي الله الماهر جدا والذكي والشاطر رزقا أكثر من الرزق الذي يعطيه للأقل ذكاء والأقل حظا,وبالتالي الرزق على الله لأن لله سبحانه وتعالى قواعد ومقاييس ومكاييل تختلف عن المكاييل التي نستخدمها نحن,فسبحانه وتعالى عما يصفون علوا كبيرا, فالرزق ليس بالشطارة وليس بكثرة العمل وأنا واحد من الناس الذين يعملون في اليوم ويتعبون ويشقون كثيرا وبنفس المهنة وبنفس النوع هنالك أناس أقل مني مهارة في مهنتي ومع ذلك يعطيهم سبحانه وتعالى أكثر مني وبالتالي يوجد عند الله مقاييس هو الأدرى والأعلم بها,والرزق ليس بكثرة العمل وليس بقلة العمل وليس بالجهد فلا يقاس رزق رب العالمين بساعات العمل ولا يقاس أيضا بكثرة العمل وليس بالشطارة,وإن رأيت جارك يبني عمارات سكنية وربح ربحا كثيرا فلا تظنن أنك لو اتبعت طريقه يرزقك الله,فقد تخسر رأس مالك بالكامل وتتراجع إلى الوراء وتتقهقر ولا تتقدم على الاطلاق, والرزق أيضا ليس بالمال بل أيضا في الزواج والإنجاب فنجده سبحانه وتعالى يجعل من يشاء عقيما ويجعل من يشاء كثير الأولاد, وكما يقال (ملك الملوك إذا وهب فلا تسألن عن السبب) فلله أسباب أخرى نحن على غير اطلاعٍ بها,ولله مقاييس نحن لا نعرفها على الإطلاق وعلينا أن نُسلم بمشيئة الله سبحانه وتعالى,وأن لا نسأل عن أمور إن تبدو لنا تسئنا, والرزق موكل به سبحانه وتعالى,فكيف مثلا يرزق الحوت في قاع البحر؟وكيف مثلا يرزق النملة في ثقب الأرض ؟وكيف مثلا يرزق القاعدين بلا عمل وكيف يعطي هذا ولا يعطي ذاك؟ وتجدون الله سبحانه وتعالى أحيانا يعطي الأذكياء وأحيانا يمنع بعض الأذكياء فليس كل الأذكياء يعطيهم بكثرة وبمقابل ذلك لا يعطي كل الأغبياء أو الأقل ذكاء, فلله حكمة لا يعرفها إلا هو, والله سبحانه وتعالى يعلم ما بداخل كل إنسان أكثر منا ونحن لا نعلم ما هو بداخل غيرنا حتى أننا نجهل أنفسنا فإن كنا غير قادرين على أن نفهم تصرفاتنا فكيف مثلا سنفهم تصرفات غيرنا؟ وأنا واحد من الناس الذين يجهلون ما بداخلهم فأنا لا أعرف نفسي كثيرا ولا أستطيع في معظم الأحيان أن أسيطر على سلوكي وتصرفاتي وأحيانا أتصرف وأنا غير قادر على ضبط وربط نفسي فكيف مثلا أقدر على تصرفات الآخرين؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشاريع المشبوهة1
- الله أفضل من الجميع
- على هامش الزواج والطلاق
- التوبة إلى الله2
- بين الدين والقانون
- الدرس الذي لن يتعلمه أحد
- الهلال الخصيب
- الهدايه من الله
- الموعودون به
- صاحب الرغيف الثالث
- عاش فقيرا ومات فقيرا
- الشكر بالعمل وليس بالقول
- قلبي ذبحته بيدي
- بصراحة
- الحمير بصحة جيدة
- من هو جهاد العلاونه؟
- قمة الإيمان
- البئر المسحور
- الله نور ومحبة
- الصحة مرض


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الرزق على الله2