مصطفى ملو
الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 16:36
المحور:
حقوق الانسان
أثارت قضية الكشف عن أسماء المستفيدين من رخص النقل ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية و الجمعوية المغربية,كل حاول الدلو بدلوه فيها,إذ اعتبرها الكثيرون خطوة نحو الديمقراطية و ترسيخ قيم الشفافية و اعتبرها البعض الآخر إنجازا عظيما و سبقا تاريخا,في حين أن القضية و كل ما فيها و ما أثير حولها من هيللة لا تعدو كونها جعجعة بلا طحين أو مسرحية أخرى تنضاف إلى المسلسل المسرحي الناجح-الذي لم يعد كذلك- و الهادف إلى الضحك على الشعب,الذي يعسر على المسؤولين أن يهضموا أنه عاق و فاق باللعبة.
إن الكشف عن أسماء المستفيدين من لاكريمات لا يعني شيئا ما لم تتبعه إجراءات زجرية جريئة تقدم كل المفسدين و المتلاعبين بأموال الشعب إلى العدالة و هو مطلب شعبي لطالما رفع في الكثير من المظاهرات الاحتجاجية,في حين يراهن المعنيون بالأمر على سياسة استبلاد و استغباء الشعب بسفا سف الأمور,عله ينسى الأمور الهامة و المطلب الرئيسي المتمثل في تقديم المفسدين للعدالة و ينشغل بمسرحية"شيفورك أحليمة".
لكن يبدو أن المسؤولين قد خسروا الرهان,ورغم ذلك مازالو يحاولون ممارسة النفاق و الرياء و الظهور بمظهر معاكس تماما لحقيقة الهزيمة التي منوا بها,وما يؤكد ذلك هو الانتفاضات الشعبية التي تتفجر بين الحين و الآخر من منطقة لأخرى من إميضر إلى تازة إلى أيت بوعياش إلى إمزورن...والقادم أعظم إذا ما استمرت سياسة الحلول الترقيعية و إذا لم يفق المعنيون بالأمر أن الشعب هضم مسرحياتهم و لم تعد تنطلي عليه ألاعيبهم,فالشعب يريد حلولا جذرية و ليس مجرد تقديم أوراق بأسماء المستفيدين من "منح النقل" أو غيرها من الهبات و المنح و الرخص التي تقتطع من أموال الشعب بدون موجب شرعي,فالشعب يريد تقديم تلك الحفنة من الفيوداليين الإقطاعيين المتراميين على آلاف الهكتارات من أخصب و أجود الأراضي للمحاسبة و العقاب و كذا أولئك الذين أضاقوا الويلات لهذا الشعب لأكثر من 50 سنة,أما الاكتفاء بمجرد ذكر أسمائهم فمسرحية عنوانها"ذر الرماد في العيون".
متى "تفيقون" أن الشعب عاق أو فاق و أنكم إذا لم تتحملوا مسؤوليتكم كاملة فالكل سيدفع الثمن,فالأزمة في تفاقم مستمر مهما حاولتم تغطية ذلك بمسرحية "لا كريمات"؟متى تحترمون هذا الشعب و تحترمون ذكاءه؟متى يكون لكم بعد نظر و أخذ للعبرة قبل أن تقع الواقعة؟متى تدركون أن الزرواطة لم تكن يوما هي الحل؟إوا فيقوا معنا فالوضع لم يعد يحتمل و المسرحيات لم تعد تضحك أو تلهي المواطنين أو على الأقل أغلبهم و إميضر و تازة و أيت بوعياش أكبر دليل
#مصطفى_ملو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟