أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - الخصم














المزيد.....

الخصم


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 14:36
المحور: الادب والفن
    


هل أخاف منك الآن ؟
سؤال اطرحه على نفسي ..
لا أعرف بالضبط لماذا اخشى ان تفلت مني احقادي، وآلامي، واصبح لا شيء . أعرف جيدا بان في داخلي براكين من الانفعالات والاحتضار التي تلغي تلك الاجنحة الهشة للفراشة التي كنتها.
هل ان كل ماعشته معك شكّلني لهذا الحد، وعندما عدت لاكون دونك لم اعرف من انا؟
وانت الم تكن يوما الاقرب الي من ذاتي؟
نعم كنت كذلك، وكنت ارى ان كل ما اقدمه لك قليلا، وان كل كياني ليس الا شاطئا اتمنى لو استطيع ان اصنع منه بحرا او محيطا لفيض جسدك الحبيب، لكنك لم تكن تأبه، كنت تعتقد ان هذا امرا عاديا، وان كل الذي اقوم به لا يكفي لاثبت لك اني احبك، واكثر من ذلك، لم تكن تنظر الى ما انظر اليه، لم تكن مهتما لما انا مهتمة اليه، كنا كل واحد يفكر في زاوية ومنحى آخر، معتقدين ان الهدف هو ما يجمعنا، لكن ذلك لم يكن الا ليفرقنا لا ليجمعنا .
اعود واكرر السؤال هل اخاف منك الآن؟
لماذا اخاف منك، بل لماذا اطرح على نفسي هذا السؤال؟ وكيف يتحول الحب الى خوف؟ هل يتآلف الحب والخوف ؟ ام ان الخوف هو الوجه الآخر للحب ؟ هذا لم اكحن لاعرفه قبل الآن.
لم اوصف يوما بالجبانة، حتى ان الاشخاص الجبناء هم الابعد على نفسي فكيف يمكنني ان اخاف؟. ربما بت مستاءة من المواجهة، لانني اعرف بان لا شيء يمكن ان يلغي هذا القهر الذي احتمله، والذي يبدو اقوى من قدرتي على المواجهة .
لقد تعلمت معك ان المواربة هي اسلم الطرق، لانك لم تؤمن يوما بان الحقيقة على علاتها تبقى افضل من المواربة، انت موارب بامتياز، وكنت تعتقد باني لا اعرف، انت بطريقة او باخرى موارب، كي لا اقول مخادع، عندي الجرأة لاقول لك الآن، لم يكن منطقك ليقنعني ولكني كنت اسلم بانك هكذا، والحب في النهاية اكبر من المنطق، واكبر من الحقيقة لانه يتفوق على كل شيء، وهو الامر الذي جعلني اقبع هنا في الزاوية الاخيرة وتلك التي لها وحدها ان تحتمل كل ما اشعر به حقيقة... ودون مواربة .
نعم اخاف من شيء لا اعرفه، لكني اعرف بعض ملامحه، اخاف ان تتم المواجهة معك، انا اعتدت لحظات الحب والعشق والغرام، ولا اعرف كيف اتصرف الآن بلحظات الغضب والقهر، ماذا يمكن ان اقول لك، كيف سيكون شكل الكلمات، هل يمكن للكلمات ان تكون اكثر شجاعة مني، كيف لها ان تنبثق عن نفس دمرها البعد واذبلها الفراق، اي لغة يمكن ان تعبر عن هذا الموت الذي اعيشه، هل لدي الشجاعة لانظر في عينيك؟ وانا قد اقلعت عن ان اكون الجندي الباسل، لم أعد اؤمن بالبطولات، ولا بالانتصارات.
على من يمكن ان انتصر؟ عليك وانت كنت ذاتي، وروحي، ولم يكن يخطر على بالي انه في يوم يمكن ان تكون خصمي! انت خصمي... ياللسخرية!!.
كانت خصوماتنا العابرة، محطة يتجدد من خلالها حبنا الجامح، نعود لنعيش لحظات نشعر معها باننا نلتقي لاول مرة، هل تذكر؟
انك اليوم خصمي ولكن ليس كتلك الخصامات الغابرة التي كان غالبا مصدرها الغيرة، والشعور بالاهمال، وانك تستحق اكثر واكثر... اليوم انت خصمي الذي قتل بداخلي الامل، الذي سرق مني الفرح، الذي دمر حدائق الجمال ومساكن السعادة، وتركتني عارية في مهب الريح...
اخاف المواجهة معك... ليس لاني لا املك اسلحة، ولا لاني آمل بان يكون بيننا لقاء، بل لاني لا يمكن ان اهين شخصا كان في يوم هو كل حياتي، وهبته عمري، لن يتحول مع الوقت ليكون عدوي، انت خصمي، ولن اسمح للشر ان يدمرني اكثر، افضل الآن ان اعيش بهدوء، بعيدا عن اي صراع، بعيدا عن تلك اللحظات السوداء التي ظللتني، وكنت انت غيمها ... اريد ان اعيش بسلام مع ذاتي التي طاقت طويلا لملاقاتي ... بعدما كنت وهبتك اياها، سيكون عندي متسعا من الوقت لانساك ليس اكثر! .



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيدك ياحبيبي
- المظلة ظل الالهة
- زيارة متأخرة
- مباركة انت
- الفقر المؤنث
- رسائل الصمت
- جنون العاصفة
- الجريمة
- شهيدة العلم
- الموت الجميل
- من اين يأتي الاطفال في اسكندنافيا؟
- العرب والطيب المذكر
- المرأة والغناء
- طزاجة الكلمة
- الطعم المالح
- حدود الجسد العربي
- الموضة الخضراء
- جدي
- المرأة والليل
- ايها الكتاب


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - الخصم