أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - قاسم حسين صالح - قمّة بغداد..واغتراب المواطن عن السلطة














المزيد.....

قمّة بغداد..واغتراب المواطن عن السلطة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 10:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


قبل آذار (مارس) 2011 كانت بغداد تستعد لاستقبال القادة العرب، وكانت وسائل الاعلام هيأت سيناريوهات عن حياة أبرزهم تستعرض أمجاده ونبله وكيف خرج من وسط الشعب ليكون المنقذ المخلّص. ولو كانوا حضروا في حينه لتسابقت الفضائيات على اللقاء بهم ولبعثت «العربية» و«الجزيرة» و«أم بي سي» بجميلاتها، تحاور هذا وتضفي على ذاك صفات آلهية. لكن ما ان هرب هذا وسجن ذاك وعقلنت رصاصة في القلب هوس ثالثهم، حتى سلقهم اعلامنا المنافق بأقبح ما في قاموس العرب من مفردات.‬
‎‫ان أهم انجاز لتسونامي العرب أنه أطاح بـ«سيكولوجيا الخليفة» من عقل الحاكم العربي الذي يرى نفسه امتدادا لخليفة يمثّل سلطة الله على الأرض، يبقى فيها الى يوم يخصّه عزرائيل بالزيارة، وانه أسقط من اللاوعي الجماعي للناس ألقاب البطل التاريخي،الملك المفدى ، حبيب الشعب... وغسل النفس العربية من سيكولوجيا عبادة البطل وتأليه الزعيم وإضفاء صفات الأنبياء على من تبين أنهم شياطين أشرار.‬
لقد كتب لبغداد، التي كانت على مرّ العصور عاصمة القرار العربي والاسلامي لحقبات طويلة ان تكون متفردة بتاريخها، وخصّها الحظ بأن أبعدها عن قمّة غير معنية بقضايا شعوبها، واستضافتها قمّة من نوع جديد.
وما يميز هذه القمّة أن القادة العرب يلتقون لأول مرّة بسيكولوجيا مختلفة. ففي سابقاتها كانوا يناقشون قضايا هامشية وأخرى يجترونها من دون خجل لأغراض دعائية (قضية فلسطين)، ليصوغ وزراء خارجيتهم قرارات أشبه بضراط نائم. أما الآن فـ«دار السيد ما عادت مأمونه» والشعوب العربية استفاقت هائجة من سباتها، وصار ليل الحاكم كابوسا بعدما كان ينام قرير العين... امبراطورا... في الواقع والأحلام.
‎‫ في هذه القمّة، تحتّم على الحاكم العربي أن يناقش قضايا شعبه والا اكتسحه تسونامي جديد لشعوب ما عادت خانعة. وما يزيده رعبا أن أميركا ودول أوروبا انحازت طوعا او رغما الى الشعوب، وسحبت أيديها حتى من حكّام صنعتهم... فصار الحاكم خلي الظهر لا نصير له غير شعبه.‬
‎‫ ان القضية المركزية التي على القمّة الجديدة أن تناقشها هي معالجة «الاغتراب عن السلطة». ولا نعني «الغربة»، اي هجرة المواطن الى بلد آخر لأسباب علمية او اقتصادية او أمنية (وعددهم زاد على الأربعين مليونا) انما نعني به الاحساس بالغربة داخل الوطن، بانهيار علاقات المواطن الاجتماعية وشعوره بعدم الانتماء الى وطنه رغم انه يعيش فيه، وبفجوة واسعة تفصله عن السلطة وكره نفسي لها لشعوره بأنه مستلب فكريا واقتصاديا واعتباريا. وهذا واقع ناجم عن انشغال الحكّام العرب بامتلاك الثروة والعيش برفاهية وبذخ خرافي وترك شعوبهم تعيش الفقر والبؤس والحرمان و«الفقر في الوطن غربة» كما يقول الامام علي. ‎‫وعليهم ان يعترفوا بثلاث حقائق ويعالجوها:
الأولى انهم من جيل يعيش بدايات احتضاره، وأنهم مسؤولون عن جيل أكبر بأضعاف له قيم وثقافات وطموحات مختلفة ويمتلك أدوات تأثير وتغيير أقوى من الدبابة، وأن الحاكم العربي لم يعدّ كلّي الجبروت بقدرة تفوضه قتل خصومه. والثانية ان الاسلام السياسي، الذي قطف ثمار الربيع العربي، غير قادر على حلّ مشاكل الشباب لا سيما البطالة، أحد أهم عوامل الاغتراب عن السلطة، بل انه سيخلق لنفسه وستخلق له مشاكل جديدة، داخلية وخارجية رغم أن الغرب الذي كان يجهر بعدائه اليه صار يتودد له ليحتويه مصلحيا. والثالثة ان الأنظمة الديمقراطية التي قامت في بلدان عربية، انشغل حكامها ايضا بالثروة وفشلت في خلق حياة كريمة لشعوبها وأصابت جماهيرها المحرومة بالخيبات، وأحدثت اغترابا لدى المثقفين والمفكرين عن سلطة الديمقرطية!‬‬
‎‫وثمة أمر يؤرق الحريصين ويسّر الخبيثين، أن السنوات التسع اعطت انطباعا بأن العراقيين صنّاع أزمات فكيف سيقدرون في قمة بغداد على إدارة حلّ أزمات آخرين يرون أن العراق من «أعقد» أزماتهم!‬
‎* رئيس الجمعية النفسية العراقية



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيمو!..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(59):سماع الأصوات..أو الهلوسة السمعية
- ثقافة نفسية(58):عمر الحب بعد الزواج..ثلاث سنوات!
- العراقيون..صنّاع أرمات
- ثقافة نفسية(57): الوسواس المرضي
- دوافع السلوك المنحرف للشخصية غير النزيهة
- ألف ليلة وليلة..في منهاج دراسي!
- الزيارات المليونية..تساؤلات مشروعة عن التهديد والوعيد
- ثقافة نفسية(56): حذار من الحبوب المنوّمة!
- العراقيون والاكتئاب الوطني!
- المخدرات..تداركوها قبل حلول الكارثة
- الزيارات المليونية..في قراءة نفسية - سياسية
- السياسيون..وسيكولوجيا الضحية والجلاّد
- ثقافة نفسية(50): الضمائر غير الصحية نفسيا
- ثقافة نفسية(49): هكذا تفعل خبرات الطفولة
- ثورة الحسين..المشترك بين العلمانيين والاسلام السياسي!
- تأجير محبس!
- التناقض بين الفكر والسلوك في الاسلام السياسي
- ثورات العرب..وربيع الاسلام السياسي
- العرب ..وسيكولوجيا الانتقام


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - قاسم حسين صالح - قمّة بغداد..واغتراب المواطن عن السلطة