أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - المشاريع المشبوهة1















المزيد.....

المشاريع المشبوهة1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 09:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يقف القرآن الكريم موقفا علنيا وصريحا من محاربة الدعارة والفسق والفجور بقوله(إن الله لا يأمر بالفحشاء ) الأعراف : 28،(وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي لعلكم تذكرون ) النحل 29 لأن هذه المشاريع تكون في البداية عبارة عن مهن يمتهنها بعض الأفراد ولكنها تصبح مشاريع كبيرة وعملاقة حين تتكاثر أعداد الذين يمتهنوها,لذلك يحق لنا أن نطلق عليها مصطلح (المشاريع المشبوهة أخلاقيا) وهي التي تُعطل حركة الإنتاج وحركة إنشاء المشاريع المنتجة والمفيدة, والقرآن في كل آياته ونصوصه يحارب الفسق والفجور والفاحشة والزنا, وهذه المشاريع يحترفها أناس لا يريدون العمل في أشياء نافعة لهم وللمجتمع ويفضلون الفسق والفجور على العمل في مهن يدوية شريفة على مبدأ قليلٌ دائم خير من كثير مُنقطع,وكل أولئك الناس يعتقدون بأن ارتكاب الفاحشة سوف تُغني مرتكبيها ولكن كل الدلائل تشير إلى أن مرتكبي الزنا والمتاجرين باللحم الأبيض والأسمر والأشقر نهايتهم فقر وجوع وذل في الدنيا والآخرة, وكل آيات القرآن الكريم تطالب الناس المسلمين وغير المسلمين بأن يعرفوا حدود الله وأن يلتزموا بها كما يلتزم كل قائدي المركبات الخصوصية والعمومية بقوانين السير.

تسقط الدولة كما يسقط الفرد,وتزدهر الدولة كما يزدهر الفرد, وتغرق الدولة في الديون وفي القذارة كما يغرق الفرد,والمواطن العربي المسلم يستطيع أن يُفسد الدولة,وتستطيع الدولة أيضا أن تُفسد الفرد ,فالإنسان الساقط يتجه إلى إنشاء مشاريع مشبوهة أخلاقيا مثل فتح النوادي والخمارات والأندية الليلية وكل تلك الأندية غير منتجة للدولة وتعمل على تعطيل وإعاقة حركة الإنتاج اليدوي,وبدل أن يتجه المواطن إلى حرفة يدوية شريفة ومنتجة يتجه إلى القودنة وإلى الغرق والاستفحال في الدعارة,ومن المعروف جيدا أن هذه المشاريع كلها مشاريع غير منتجة وبالتالي عندما تزداد هذه المشاريع وتكثر فإنه من الطبيعي أن تتراجع حركة اليد العاملة وتتعاظم نسبة البطالة بين الناس, فالتي تستطيع أن تكسب في عشرة دقاق 100دولار أو دينار فما الذي سيجبرها على العمل في مصنع أكثر من 8 ساعات يوميا من أجل أن تكسب طوال النهار 5 دولارات أو دنانير؟,وكذلك الدولة حين تسقط تتجه إلى خلق مشاريع مشبوهة أخلاقيا مثل فتح النوادي والخمارات,إنها التجارة باللحم الأبيض والأسمر,ولنكن على علم بأن الإنسان حين يسقط اقتصاديا فإن أول علامة تظهر عليه هي علامة السقوط والانحطاط أخلاقيا وهذا ما نهى عنه القرآن بقوله: ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ),ولكن ما السبب الذي يؤدي بالفرد إلى الانحطاط أخلاقيا والغرق في المشاريع المشبوهة أخلاقيا؟لا بد أنه عدم التوازن اقتصاديا واجتماعيا وأحيانا يكون السبب الميولات الحقيرة, فبعض الناس لديهم ميولات إلى ارتكاب الفاحشة أي أنهم يحبون أن تشيع الفاحشة ليستفيدوا منها ذاتيا, والدولة التي لا تنشا ولا تنتج المشاريع المنتجة تتراجع اقتصاديا ويصبح فيها الفرد ضائعا بين حانا ومانا,وهذا السبب الأولى لانحطاط العرب اليوم أو هو السبب المباشر لانحطاط المسلمين وليس الإسلام, فالإسلام بحمد الله ظاهر للعيان ليس عليه أي شائبة والشائبة فقط على المسلمين الذين انحطوا بأخلاقهم تتابعا لانحطاط الدولة ذلك أن الإسلام مُعطل قد عطله المسلمون والدول الإسلامية وعليه فإن الدولة من أولها إلى آخرها لا يوجد فيها لا مصانع ولا شركات يستفيد منها الفرد هذا عدى ارتفاع الحاجيات والمواد المستهلكة,وهنا تقف المرأة حائرة تبحث عن مصدر للدخل وحين لا تجد مصدرا للدخل فإنها تضطر إلى بيع جسدها لمن يدفع أكثر, وتجد النفوس المريضة أمامها تقتنص وتترصد لها, ويكثر الفقر وتكثر البطالة وتزداد أعداد النساء اللواتي يردن الهرب من حياة الفقر إلى حياة الشبع في البداية وليس إلى حياة الترف ولكن مع مرور الزمن تصبح الفاحشة موهبة فردية ويظهر لها نقاد وعلماء ومدربون ويصبح الفن منحطا أخلاقيا لدرجة أن الدعارة ونشر صور النساء عرايا يصبح بحد ذاته فنا له أصول وقواعد تلعب عليها المرأة والرجل, ولكن لو أخذنا بالمبادئ الإسلامية فإننا سنجد أن الأخلاق الإسلامية تحث المسلمين على التصدق وعلى الزكاة وبهذا لا تحتاج المرأة إلى بيع جسدها أو نشر صورها وهي متعرية على أغلفة البضائع,وهنالك ملحوظة هامة وهي أن حوالي 90% من النساء الجميلات يعشن في الدول الرأسمالية من بيع صورهن ونشرهن في دعايات مبطنة على الأغلفة وأحيانا بسبب بيع أجسادهن لصناع السينما,طبعا وكل هذا بسبب غياب الأخلاق والمبادئ الإسلامية.

إن الإنسان الساقط أخلاقيا سقط أخلاقيا بسبب سقوط المجتمع من حوله,فالدولة غارقة في الفساد إلى أذنيها والمواطن العربي المسلم غارق في الفساد وغارق في الديون ولا مصدر أمامه ليحسن عن طريقه وضعه الاجتماعي, والمواطن يشعر بأن إحدى رجليه في السجن والثانية في المشاريع المشبوهة أخلاقيا,وأين المفر من كل ذلك؟ إنها الحرب بين من يريد إفقار الناس وإغراقهم في المشاريع المُستهلكة والمشاريع المشبوهة أخلاقيا وبالتالي ينقل الفرد رجله من السجن ليضعها في كومة من الزبالة في إحدى النوادي المشبوهة أخلاقيا,ويصبح العمل في الليل بدل العمل في النهار ويصبح الليل عبارة عن مصنع للمقامرين وللانتهازيين ولتجار اللحم الرخيص ولبيع الدين بالدنيا والآخرة بالأولى, وكيف ستنهض أمة غارقة في الفساد إلى أذنيها وكيف سننقض الإنسان من السجن؟ وكيف سننقض الناس من الإفلاس طالما أن البطالة ترتفع بمعدلاتها زد على ذلك أن أعمال الخير لم يعد الإنسان يعملها فكل شيء بمقابل وكل شيء له مقابل والمسلمون لا يخرجون زكاة أموالهم ولا الصدقات وهذا العيب في المسلمين وليس في الإسلام, ولو أخرج التجار المسلمون زكاة أموالهم لتغيرت أوضاع الناس ولتركوا الفسق والفاحشة والفجور ولعرف كل إنسان أين تبدأ حدوده وأين تنتهي وأين تبدأ حدود ألله وأين تنتهي(تلك حدود الله فلا تقربوها),إن غرق الإنسان في المشاريع المشبوهة أخلاقيا هي أصلا كلها بسبب غياب الاقتصاد الإسلامي الذي يأخذ من القوي من أجل إطعام الضعيف والذي يأخذ من الغني من أجل إشباع الناس الجياع, وبدل أن تتجه المرأة إلى العمل في المشاريع غير المشبوهة أخلاقيا فإنها مع غياب الإسلام تتجه إلى العمل في بوتقة مخزية من المشاريع المشبوهة أخلاقيا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله أفضل من الجميع
- على هامش الزواج والطلاق
- التوبة إلى الله2
- بين الدين والقانون
- الدرس الذي لن يتعلمه أحد
- الهلال الخصيب
- الهدايه من الله
- الموعودون به
- صاحب الرغيف الثالث
- عاش فقيرا ومات فقيرا
- الشكر بالعمل وليس بالقول
- قلبي ذبحته بيدي
- بصراحة
- الحمير بصحة جيدة
- من هو جهاد العلاونه؟
- قمة الإيمان
- البئر المسحور
- الله نور ومحبة
- الصحة مرض
- كرم الله الإنسان بالعقل


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - المشاريع المشبوهة1