|
آه أيها الرحيل
عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 00:01
المحور:
الادب والفن
إنني هنا إنني هنا إنني الآن متكىء على ظهري على بطني أتأمل يظهر لي فم مليء بالطعام يظهر لي السكون يظهر لي الأكل والإفتراس يبدو لي فم يتلاعب بالكلمات لا يتوان في شرب الياغورت هنا الآن في البرتوش فوق المانط في الفوضى في النظام في اللامعنى
دخان سيجارة
يتطاير
تلامس السقف
تؤخذ السيجارة
فتلتهم بلذة
بانتعاش
تضرب بنعومة
فيسقط رمادها
أطلق أذني
أسمع صوت صاحب البوق
ضجيج السيارات
أعاين
ألاحظ
أرى
تطاير الذباب
ضجيج الميكة
تأمل الرحيل
أسئلة هنا وهناك
ردود متقطعة
جلسة القرفصاء
أقرأ
كتاب الرحيل
للعربي باطما
أنصت لناس الغيوان
لسعيد المغربي
أتذكر الوجه الجميل
الذي لامسني
البارحة
البارحة
حوار
نقد
نقاش
موت
حياة
سيرورة
معنى
لا معنى
إحساس
أنا
مع أنا
ضد أنا
العيوش
اليونس
الحياة
إنني هنا
إنني الآن
فرح
مغتبط
حزين
تجمع الملابس
إيذانا بالرحيل
أغادر برتوش رفاقي
أغادر جزءا من حياتي
أغادر الأمسيات والذكريات
أغادر الجلوس والوقوف
أغادر الأحزان والأفراح
أغادر الحوار
أغادر الأنس
أتذكر
أتغور في الماضي
فأذرف الدموع
فتنهمر
إنهمار
وفقدان
أحبتي ورفاقي
أحس إحساسا
منغرزا في جسدي
في أعماقي
فينبثق
فيثور
ولا يتأخر في مفارقتي
في قتلي
وبعثي من جديد
ماذا عساي أن أفعل؟
لحظات وتذهب هذه الفترة دون رجوع
فيتولد إحساس الحنين
مفعم بمداد مدرار
كأمطار الشتاء
إنني الآن أكتب
وسط ضجيج الرحيل
وسط المخاض
مخاض الإنتقال
إنتقال الأجساد
تريد أن ترحل
لكنها لا تريد
إنها في المتاهة
متاهة وادينا
متاهة مغربنا
متاهة رفاقي القرويين
متاهة قريتنا
متاهة دوارنا
آه
آه
آه
أيها البرتوش
أيتها الكلية
أيها العالم
أيها البرتوش
أيها المكان
المكان الذي سكنني
المكان الذي سكنته
آه يا غزالتي
آه يا عنكبوتي
آه أيتها الرسومات
آه أيها الباب الذي يزيط
يرن
آه أيها المصباح
آه أيها اللون الأصفر
آه أيها الطلاء الأزرق
إنه الرحيل
إنه الفراق
يشبه فراق حبيبته
فراق نور
وهاج
مضيء
فراق عقل
مجلجل
فراق إبتسامة
إبتسامة الأمس
إبتسامة الحرارة
والعناق
العناق الشديد
عناق الذوبان
والتماهي
والتلاحم
والموت في الغير
من أجل بعث جديد
جديد
جديد
آه أيها البرتوش
آه يا هذه السنة
آه يا تلك السنة
إنني أتعذب
وأقاسي
إنني أحس بالإستلاب
وبالتشرد والضياع
إنني
إنني
إنك
النقطة التي تلتقي فيها كل النقط
نقطة الإفتراض
نقطة الواقع
آه أيها الرحيل
المنغرس في بطني
لقد تحولت إلى مد جارف
يقتحمني
يكسرني
إربا
إربا
ينحت ثقوبا في جسدي
يسممني
بالإغتراب
بالإستلاب
بالضياع
بالموت البطيء
آه
آه
آه
آه
آه
لقد تحولت إلى عاصفة هوجاء
إلى إعصار مرير
يقتلعني
يقودني
بالقرب
من ذلك الجبل العالي
المترامي الأطراف
آه
إنني على وشك المتاهة
بل في المتاهة
بل في الدمار
بل في دمار الدمار
بل في دمار الدمار التدميري
إنني
أية إنني؟
حيث لا إنني في إنني
وفي لا إنني
أنئد في اللامكان
لأفهم المكان
أنئد في اللازمان
في الزمان
آه أيها الرحيل
وأنا أكتب هذه الكلمات
التي ما إن أكتبها
حتى تلتهمها
بقواطعك الحادة
بمكرك
بحربائيتك
وبتقلونك
بتقلون هذا المغرب المنسي
هذه المدينة المنسية
هذا الدوار المذبوح
هذه القرية المسلوخة
المتغوط عليها
آه أيها الرحيل
إنني أحس بالتبول
أحس بمثانتي قد امتلأت
أمتلىء غضبا عليك
حنقا
زمهريرا
عنفوانا
على لا إنسانيتك
آه أيها الرحيل!!
أيها الرحيل المتقلون
إفتح فاهك
لتشرب شظايا بولي
إفتح مؤخرتك
لتشرب بولي الذهبي
بنزيني
القادم من أعماقي
إفتح
لا تخف
لا تخف
لن أدمرك
فقط
أنا إنسان
يريد أن يعيش في اللارحيل
في الإستقرار
لا تخف أنا إنسان
إبن الأرض
وضعت الحذاء المتهالك ليعترض
الباب الذي يرن
فجاء الرنين
جاء اليونس
قال لي
Merci
ذهبت إلى المرحاض
تبولت على الرحيل
سمعت صوت الكاصرونة
صوت الماء
صوت الحركات
صوت الكؤوس
عدت من المرحاض
قال لي
اليونس
أنت مرحب بك
في كل مكان
في كل زمان
بلا حدود
أنت هو نحن
ونحن هم أنت
لا تنس أن تأتي عندنا
أحسست إحساسا
داخليا
كادت دموعي أن تذرف
بل ذرفت
وكأننا لن نلتق مرة أخرى
نظرت إلى البيسي
آه أيها المكان الذي وضع فيه البيسي
أيتها المضربة التي إتكأت عليها
أيها
أيها
نظرة حزينة
شباب مذبوحون
شباب يعيشون شبابهم في الخفاء
عيون ترمق هناك
دردشات ماقبل الرحيل
يضع عيوش الكالة
اليونس تؤلمه الضرسة
يقول تبا
وأنا أقول له يالك من ولد نجيب
إنك من خيرة ما أنتج ذاك العالم المنسي
يقول تبا
أتذكر فيه هذه الكلمة
يقول
واو
واو
آه
آه
أيها اليونس
المقدام
آه
أيها الرحيل
تبا لمنطقك
الذي لا منطق له
عبد الله عنتار(الإنسان)
17-03-2012
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لحظات لا تنس
-
حبيبتي فينوس
-
تقلونات
-
الموت في بني كرزاز
-
مدرستي السادية
-
من الطريق وإلى الطريق(ملاحظات)
-
شمس الثورة
-
رغما عن أنفكم إنني موجود
-
ملاحظات من الواقع السليماني
-
طقس صلاة العيد الأضحى وجدلية الحضور والغياب بين المعنى واللا
...
-
تأملات كرزازية
-
البرتوش(عمل وصفي)
-
ذاكرتي والطفولة - طفولتي والذاكرة
-
جولات نقدية...من الشارع السليماني!
-
يوميات طفل قروي كرزازي (1)
-
إكتشاف الحب-جبران خليل جبران-تعريب:عبد الله عنتار
-
دعوة للنضال من أجل الحرية والإنسانية
-
أبو العلاء المعري-إحترام الحياة-تعريب :عبد الله عنتار
-
النظرة الأطفالية في المجتمع الكرزازي:(تعبير عن الوجود و مواق
...
-
مامعنى الإنفعال؟- فريدريك نيتشه- تعريب:عبد الله عنتار
المزيد.....
-
فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
-
أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال
...
-
-كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟
...
-
مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان
...
-
الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل
...
-
فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل
...
-
-سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال
...
-
مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م
...
-
NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
-
لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
المزيد.....
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
المزيد.....
|