أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - الفرض للاسلام هو الكفر في نظر عز الدين سليم















المزيد.....


الفرض للاسلام هو الكفر في نظر عز الدين سليم


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 22:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الفرض للاسلام هو الكفر في نظر عز الدين سليم
الباحث العراقي ياسر جاسم قاسم
البحث مستل من كتاب عز الدين سليم جدل الكتابة والتجربة الذي سيصدر قريبا للباحث ياسر جاسم قاسم


الاسماء التي ذكرها سليم كلها ذات شأن كبير وفضل على النهضة العربية الحديثة والتفكير الحديث بضرورة التحديث الفكري في المجالات كافة وعلى راس هذه الاسماء عميد الادب العربي العلامة طه حسين الذي له الفضل الكبير في اعلاء شأن اللغة والذي كان مؤرخا بارعا ومنصفا اما ان نحكم عليه من خلال كتابه في الشغر الجاهلي فهو ما كان الغرض منه الطعن في القران كما ظن سليم بل كان يستخدم منهجية التشكيك في الشغر الجاهلي وفق النظرة الديكارتية التي كان يتبناها هذا الاديب والمؤرخ الفذ اما ان مشروعه لاهث خلف الغرب كما يصفه سليم فهذا امر غير صحيح على الاطلاق كان طه حسين منصفا في تعامله حتى مع التاريخ والدليل على ذلك ان كتابه الفتنة الكبرى لم ترض عليه عموم العالم الاسلامي لذكره فضائح الصحابة والمقربين التي وفعت في حرب الجمل وصفين وغيرها فمشروع طه حسين ليس عيبا ان ياخذ اساسه الغكري التطوري من الغرب كما نفعل اليوم نحن مع الحفاظ على مكتسبات هويته الثقافية الفذة .وهذا ما فعله. اما علي عبد الرازق ومحاولته ان يقول ان ليس في الاسلام نظام حكم فهذا ليس ضربا بالاسلام كما يظن المفكر سليم بل على الاطلاق هذه رؤية حضارية تحاول ان تبعد الاسلام عن ادارة الدولة لان الاسلام ثابت واالسياسة متغيرة فادخال الثابت على المتغير سيسهم في خراب الثابت فالبنتيجة فان خير ما فعلوه هؤلاء الذين ينتقدهم عز الدين سليم هو المطالبة الحقيقية بفصل الثابت عن المتغير لاحترام الثابت اكثر والتجربة خير برهان فعندما ادخل الدين في السياسة في العراق الحديث خرب الدين والتدين وظل الناس ينظروا لكل انسان يحمل دين على انه يحمل دجل ،بسبب الصورة السيئة التي رسمت على الدين بل حتى ان عز الدين سليم طالب بهذا الفصل عندما طالب بحكومة الانسان وعدم المطالبة بالحكومة الاسلامية وذلك في معرض رده على سؤال وجه اليه من قبل اذاعة ا لبي بي سي حول ماذا يكون موقفكم من الاجماع على حكم ديموقراطي بعيدا عن حكم الاسلام؟ اجاب المفكر : حقيقة نحن نعتقد بالنسبة الى تطبيق الاسلام لا بد ان يعتمد على قضيتين ،القضية الاولى : لا بد ان تقبل به الامة ،واي فرض للاسلام يساوي الكفر ،يعني فرض الاسلام على الناس يساوي الكفر –فلينظر القارئ التاويلي لكلام المفكر سليم الذي يدل على عمق تفكيره ورؤيته الثاقبة ونظرته النهضوية العالية التي فاق بها الكثيرين من المفكرين حتى من المدرسة التي انتمى اليها
فجمال الدين ومالك بن نبي كانوا يتمنون قيام حكم اسلامي اما المتطلع لكلام الشهيد هذا يتبين له خطورته – فلا يصح ان نفرض الاسلام على احد، وانما لابد ان تقبله الامة بدليل قوله تعالى " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " حتى يرضوا هم بالاسلام ويقبلوه فان فرض الاسلام على الناس حينئذ لا يمكن ان يؤدي الى قيام حضارة اسلامية ..القضية الثانية ،ان الاسلام يعتقد بالتدرج ،وافضل طريقة لنا في هذه المرحلة على الاقل لعدة عقود من الزمن في هذا البلد المدمر ،نحتاج ان ندعو الى حكومة الانسان التي تتوافر فيها الحرية المسؤولة والعدالة الاجتماعية والقضاء المسؤول الذي يراعي الناس ولا يفرق بين جنسياتهم وبين مذاهبهم ،اذا قمت عندنا هكذا دولة فهي تحقق لنا ثلاثة ارباع اهداف الاسلام" ومن خلال هذا الطرح يتبين مدنية عز الدين سليم ودعوته الصريحة بفصل الدين عن السياسة في مجال الحكم وكما سيتبين لنا من خلال طرحه " كلا لتسييس الدين ونعم لتديين السياسة " بمعنى تخليقها وكما سنراه في خضم البحث ويتبين كذلك من كلام المفكر الخطير هذا رؤيته لعدم فرض الاسلام على الناس وانما احترامه كدين يؤمن به الشعب ويحترم دستوريا وعدم فرضه وانما حكومة الانسان الاشمل من الاسلام هي التي ستحكم الامة ،وهذه النظرة هي التي امن بها سليم وهي التي تجعل منه رجلا للنهضة والاصلاح والفكر المتقدم وهو بالنتيجة يشابه ما ذهب اليه المفكرون الذين انتقدهم فيما سبق من حديثه ولكن من حيث لم يشعر.
: وبالتالي فهو يشابه اركون في نظرته هذه حيث ان اركون ومن قبله ابو حيان التوحيدي الذي تاثر به اركون كثيرا يؤمنون بالتمرد الفكري ضد كل قسر أو إكراه على العقل و الفكر

فمدرسة سليم هي مدرسة تنتظم فيها الافكار الاسلامية التنويرية والأفكار التقدمية في الحكم من قبيل الديمقراطية وغيرها والتي انتقدها كفكر غربي في بداياته الفكرية ولكنه امن بها كمنهج بديل عن الحكم الاسلامي في رؤيته الفكرية النهضوية بل اعتبر ان مراعاة وتطبيق حكومة الانسان المتمثلة بالديمقراطية هي التي ستحقق ثلاثة ارباع اهداف الإسلام. ،اما نقده لحركة القوميين فهو نقد جلي وواضح ورائع تماما لان هذه الحركة السياسية البغيضة التي قادها جمال عبد الناصر وتيار القوميين العرب هي حركة استبدادية سيئة للغاية كرست تخلف العرب ووحدتهم على اساس غير صحيح لانه من الخطأ ان نقول ان هنالك امة عربية بل هنالك امم عربية والا ما هو وجه التشابه بين العراقي والمغربي والكويتي والاردني وهكذا فلكل شعب رؤيته الخاصة اما الذي ياتي ويقول انهم امة واحدة فهذا من الغباء فلقد اجاد سليم بانتقاد هذه الحركات سيئة الصيت اما انتقاده للمفكر النهضوي الرائع : سلامة موسى ، فهو يصب في نفسه الاتجاه من ناحية ان مدرسته تختلف عن مدارسهم ويعتبر ان مدارسهم قد وافقت الغرب تماما وهذا القول فيه صواب من ناحية ان سلامة موسى كان مستغربا تماما حتى انه دعا الى ترك الهوية ،وهذا مما حاربه سليم .



ومن دلالة ايمانه بالجميع تسامحه الفذ حيث ورد عنه في سؤال وجه اليه من قبل مراسل البي بي سي عن رأيه ان هناك دعوات منها مثلا الاقتصاص ممن اسهموا في قتل المسلمين وقد تكون هذه دعوة للفتنة والقتل والقتل المضاد والثأر وهناك حالات من الضغوط على الفئة المسيحية في البصرة لارتداء الحجاب واغلاق محلات الخمور ومضايقات شخصية فكيف تنظر الى هذه الامور؟ اجاب سليم: بالحقيقة انا دعوت قبل مجيئي من ايران ومن على بعض الفضائيات وبشكل صريح ولعلي قبل غيري انه يجب ان نعفو عن البعثيين ونحاول ان ندمجهم في المجتمع ونحاول كذلك ان نؤهلهم للعودة الى الى المجتمع وهي دغوة صريحة للصفح والتسامح اما المجرمون من البعثيين سواء كانوا ممن عذبوا الناس او قتلوا الناس او صادروا اموال الناس في تلك الفترة العصيبة فانا اعتقد ان هناك قوانين وهذه القوانين سوف تسن وتاخذ مجراها في المجتمع وهناك قضاء مستقل يقتص من المجرمين فاما حالة الثأر والتعود على الثأر فهذه حالة عير حضارية ولا يدعو اليها الاسلام، ولا تدعو لها اعرافنا الشرقية في هذا المجتمع المدني الذي هو افضل من غيره من المجتمعات المجاورة ..حسل علمي ان المجتمع العراقي يختلف عن غيره من المجتمعات في انه مجتمع مدني واول المدنيات في الارض قامت على هذه البلاد، وافضل الحكومات الديمقراطية الانسانية اقامها علي بن ابي طالب، في هذا المجتمع في دولة الكوفة، اما الدعوات التي تنطلق من بعض المساجد فانا اعتقد ان هذه الدعوات لا تعتمد على شريعة الله ابداـ ولاسيما مذهب اهل البيت ولو تقرؤون حياة الائمة لوجدتم ان كثيرا من زوجات الائمة كتابيات اما يهوديات او نصرانيات وهذه ارمنية وهذه قبطية "
وفي حديث سليم هذا يتبين ما يلي حول رؤيته في موضوع التسامح:
1- العفو عن الاعداء له وللمجتمع العراقي والمتمثل بالبعثيين بل ودمجهم في المجتمع العراقي وبذلك خالف سليم كل الرؤى للحركات الاسلامية العراقية المتطرفة التي دعت الى اجتثاث البعثيينوالانتقام منهم بل انه دعا الى دمجهم في المجتمع وهذا هو قمة التسامح الانساني والقبول بالاخر المختلف معي فالدمج لهم بمعنى ليس فقط القبول بهم بل التفاعل معهم وهو بذلك يخالف الحركات الاسلامية المتطرفة ويدعو الى قمة التسامح الانساني .
2- التاهيل للبعثيين والمخالفين بالعودة الى المجتمع بمعنى مساعدتهم ماديا ومعنويا للقبول بهم كأعضاء فاعلين وقد دعا سليم هذه الدعوات التي كلفته حياته في النظر الى البعثيين والتسامح معهم وفد طبق هذا النهج رؤية تنظيرية وتطبيقا عمليا.
3- دعا الى تفعيل دولة القانون وهو اول من دعا الى هذه المنهجية الرائدة في العلاقات مع المجرمين في العراق فالمجرم يهاكم قانونا وليس عبر تفعيل ما اسماه الثأر فهذه حالة غير حضارية باعتبار سليم يتكلم عن الرؤى الحضارية الفكرية لتقعيل دولى القانون والمؤسسات والتفكير بالقضاء المستقل بالنتجية فسليم يؤسس لدولة ليبرالية ديمقراطية تسود فيها دول القانون في الحكم على المجرم وتبرئة المتهم الذي تثبت براءته.
4- يخالف عز الدين سليم كل الرؤى والافكار التي صنفت المجتمع العراقي على انه مجتمع تسود فيه حالة البداوة وكنظرية الوردي الذي يقسم المجتمع الى مجتمع بدوي وحضاري ويخالف وجود المجتمع الريفي حيث يعتبر الارياف بداوة وهذا هو الخطأـ الكبير الذي وقع فيه الوردي ومن هنا فعز الدين سليم يقيم رؤيته حول المجتمع بتصنيفه له على انه مجتمع مدني منطلقا من ان اول المدنيات قامت على وجه على الارض قامت عليه وهو بذلك يشير الى الحضارات الاكدية والسومرية والبابلية وقوانينها كقانون حمورابي وشريعة اورنمو وغيرها من القوانين والاطر العامة وبالتالي فهو يؤمن بمرجعيات تاريخ العراق القديم وينظر لها نظرة مدنية رائءعة تنبيء بقدرته على فرز الغث من السمين تاريخيا وبنظرته هذه لا يشجع الماضوية بل ينظر للتراث المدني للشعب العراقي فهو شعب متمدن بنظر سليم حتى هذه اللحظة والمجتمع العراقي بنظر سليم هو مجتمع مدني حسب تاريخه ومقارنة بالمجتمعات المجاورة التي تغلب عليها البداوة وهو بذلك كما قلنا يخالف الوردي الذي نظر الى المجتمع العراقي على انه بدوي وهذه النظرة التغييرية للمجتمع العراقي انما ترنو بنظرنا لتحقيق اهداف ميعنة نستخلصها بالتالي/
أ‌- تشجيعه على دور المجتمع المدني وان المجتمع المدني هو الحاكم المستقبلي للبلاد وليس المجتمع العشائري والقبلي والمجتمع القائم على اليات الثأر وغيرها من الاليات البائسة في حكم المجتمعات.
ب‌- تشجيعه على المدنية ينطلق من رؤيته الاساسية في التسامح مع الاخر ورفض كل دعوات الثار وقتل الاخر من يكن هذا الاخر بل تقبله ودمجه في المجتمع.
5- يتبين من كلام سليم رفضه الدهوات التي تنطلق من بعض المساجد والتي تحث على ما يلي:
أ‌- الدعوة للفتنة.
ب‌- القتل
ت‌- القتل المضاد والثأر
ث‌- الضغةط على الفئة المسيحية في البصرة لارتداء الحجاب واغلاق محلات الخمور ومضايقات شخصية

حيث رفض سليم كل هذه الامور جملة وتفصيلا بل انه راى ان من يدعو ويضايق المسيحيين بغلق محلات الخمور او فرض ارتداء الحجاب عليهم انما هو بدعوته هذه التي لا تعتمد على شريعة الله ابدا ولا مذهب التشيع فهي حسب اعتبارات سليم دعوات متطرفة يجب ان ينظر لها بعين الرفض القاطع .

ويصل بالتسامح الى انه يرجع الى التراث اخذا منه بعض التجليات التاريخية المعينة والمهمة لاقرار قضية التسامح الاساسية للنهوض باي مجتمع . فالانتقاص من حقوق الاخرين بدعة في الاسلام كما يصنفه سليم, والدين يعتمد على قاعدة "لا اكراه في الدين" ويعتبر ان معابد المجوس في بلاد فارس بقيت 300 سنة بم يتعرض لها المسلمون بسوء وكان رجال الدين المجوس يمارسون شعائرهم بحرية تامة.
وفي رؤيته للمسيحيين يروي الرواية التالية من التاريخ: حيث غزيت الانبار من قبل جيوش معاوية في عهد علي بن ابي طالب،وفي الانبار انذاك يهود ونصارى فقتل بعض النصارى وسلبت نساء بعض اليهود فقال علي بن ابي طالب: بلغني ان المسلم والمعاهدة ان الغازي كان يعتدي على هؤلاء ويأخذ خلخالها فلو مت اسفا على ما جرى على هؤلاء المعاهدين لما كنت بذلك ملوما " ويعطي سليم كلمة يجب ان تكون راية للعراقيين الذين يلتمسون النهضة ان يضعوها امامهم وهي كما يقول سليم" علينا ان نحمي المسيحيين بدمائنا اذا تعرضوا للخطر" ومن مثله في تقبل الاخر .وبذلك هو تقبل الاخر برؤية تعددية تسامحية تقليدية وليبرالية جمعها كلها وهو بذلك خالف الرؤية التقليدية للتعددية الثقافية في بعض اطرها التي تكلمنا عنها وخالف التعددية الليبرالية في اطر اخرى ومزج بين المفهومين بما أسميته بتعددية عز الدين الانسانية .
الفصل الرابع:

لا لتسييس الدين ،نعم لتديين(اصلاح) السياسة .

وواضح من هذا المنطلق قصدية سليم بفصل الدين عن ان يكون سياسيا بل جعل السياسة تحمل الاخلاق اي ان التديين بمعنى تخليق السياسة وجعلها خلوقة ، وقد اشار هو في الفصل الاول من هذا الكتاب في معرض حديثه عن قيام حكومة اسلامية فيي العراق قال نحن بحاجة الى حكومة الانسان وليس حكومة اسلامية ومن هذا المنطلق فان ما يشد اهتمامنا في خطاب جمال الدين الافغاني الذي ذكره سليم في اطار النهضة والاصلاح يتبين لنا رؤية سليم التقدمية عليه حيث ان جمال الدين يطالب بربط الدين بالسياسة ربطا براغماتيا ادى الى نوع من التعالي بالسياسة حولها الى عقيدة وهذا ما بينه محمد عابد الجابري الذي اعتبر:
ان العلاج الذي اقترحه جمال الدين وهو رجوع الامة الى قواعد دينها والاخذ باحكامه على ما كان عليه في بداياته ليس موضوع طعن ولا جدال اذا اخذ كجزء من مشروع للنهضة بمعنى الولادة الجديدة كما يسميها الجابري مشروع للتجديد والاصلاح داخل الاسلام وتحت رايته وفق ما تقتضيه متطلبات العصر وتحدياته الحضارية العامة ولكن هذا الكلام مرفوض جدا للجابري وذلك لان اسا النهضة لا يعني الرجوع الى السلف والاخذ باحكام الدين في بداياته فاحطام الدين في بداياته تختلف جذريا عن اليوم فكيف تتعامل اليوم مع طوائف وقوميات لا تؤمن حتى بوجود الله ،ما هو راي الشرع في بدايته بهم كانوا يحاربون من قبله اما اليوم وفي ظل حقوق انسانية واليات متابعة لا بد من التفاعل معهم تحت ظل حكومة الانسان التي دعا اليها سليم وهنا يعتبر الجابري ايضا ان النهضة لا بد من ان تنطلق من الانتظام في التراث ولكن لا انتظام براغماتيا ظرفيا وسطحيا كل ما يحمله من زاد هو الشعارات ومخطابة الوجدان بل انتظاما اجتهاديا يرتفع بوسائله ومقاصده الى مستوى العصر وتحدياته ان الاصلاح الديني يجب الا يخضع للظرفية السياسية وحاجاتها المباشرة فيتحول الى مجرد توظيف سياسي للدين يكتفي بالعموميات في بيان مقاصده ومكارمه ولعل هذا ما ادركه محمد عبدة اذ غدل عن منهج جمال الدين الافغاني مع تحفظنا في فكرهما للنهضة والاصلاح.
كلا لدبلوماسية بوس اللحى والكلام المنمق ...

والواضح ان سليم يضرب موضوعة الكلام او رفع الشعارات ويطلب من الاسلاميين ان يكونوا على قدر المسؤولية وان يكونوا بعيدين عن الشعارات لذلك يطالبهم بمجموعة نقاط(اي يطالب الاسلاميين اصحاب الثورة ضد النظام البعثي السابق،واصحاب اي ثورة )لخدمة قضيتهم وهي :
1- اتجاه اعلام الساحة بشكل واضح نحو اشاعة الود والاخوة بين الاسلاميين، دون استحياء او حذر او تحفظ وهو يعد هذه الامور حسب الاسلاميين شرعية ينبغي التمسك بها.
2- الاشادة بالماضي المجيد –في صحفنا واحتفالاتنا ومؤلفاتنا وما اليها- لكل جهة او شخصية او رمز ساهم في صنع تأريخ العراق الرسالي المعاصر.
3- ذكر الحقائق الايجابية عن كل طرف او عنوان في الممارسات اليومية من خلال الامكانات المتاحة لدينا.
4- التأكيد على شرعية اساليب العمل الاسلامي لكل الاطراف .وكل واحد حر باختيار اي طريق يراه مناسبا لمقاومة الطاغية وهذا معناه عدم اختزال الطرق بطريق واحد تمثله جهة معينة
5- محاولة كتابة تاريخ العمل الاسلامي المعاصر في العراق دون غمط اي انسان حقه.
6- اقامة مشاريع مشتركة بين جميع العاملين فاي الساحة ثقافية او جهادية او سياسية .
ان هذه البرامج وامثالها ينبغي ان تنفذ قبل ان نرفع اصواتنا (عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه) فهذه البرامج في نظري(والكلام لسليم) مهمة جدا لاقامة تلاحم وحدوي بين الاسلاميين جميعا بعيدة عن دبلوماسية بوس اللحى والكلام المنمق الجميل .
والواضح ان الجرأة الادبية التي تميز بها سليم بنقد هؤلاء حتى انه وصل الى القمة في هذا النقد البناء عندما قال : بعيدة (اي البرامج لاقامة التلاحم) عن دبلوماسية بوس اللحى والكلام المنمق الجميل.
ومن المحاور البنائية لشخصية قائد الثورة ضد الظالمين هي صياغة شخصية المتصدي لقيادة الناس صياغة فيها كثير من الخصوصية والوضوح ومن هذه الخصائص التي ينقلها سليم عن الرسول محمد والامام علي مبدأ التواضع للحق باعلى صوره.
وقمة ما توصل اليه قوله (ومن مزايا هذه القيادة القدوة انها تؤمن بالانسان وتضعه حيث وضعه الله تعالى من حيث الكرامة والاحترام فلا تتعالى على احد ولا تحتقر احدا وهي حريصة على رعاية الحقوق وشمول العدل ورفع الظلم وتضميد الجراح والمواساة في السراء والضراء وهذا الاهتمام انطلاقا من الانسان هو قمة الاصلاح الذي يركز عليه اصحاب المبادئ والتنويريون الذين يريدون بناء المجتمع انطلاقا لبناء الامة ويذكر سليم بمجموعة من الاحاديث الواردة في تأريخ المسلمين التي تعلي من شأن الانسان ومنها قول علي بن ابي طالب : (( ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم من المساكين والمحتاجين واهل البؤس والزمنى)) فلا قدرة على البناء الا بالاهتمام بشأن الانسان واعتباره قيمة عليا في التعامل لغرض الاصلاح والبناء المجتمعي النهضوي المتميز، بالتالي اعطى المفكر سليم رؤى نهضوية كفيلة باصلاح المؤسسة الدينية والواقع الديني المتردي.تمهيدا لاصلاح المجتمع باعتبار ان اصلاح المجتمع ينطلق من داخل المؤسسة الدينية التي تقود المجتمع والا لم نستطع ان نحقق نهضة مجتمعية .وهذه دعوة لاعادة قراءة فكر هذا الرجل وانزاله للواقع والتنفيذ لغاية كبرى هي اهتمامه بالانسان كقيمة عليا تقف عندها كل القيم ،ان النهضة والبناء قد ركز عليهما سليم كثيرا في ثنايا فكره لاحداث نهضة مجتمعية بارزة المعالم ووواضحة الدلالات .ان فكر عز الدين سليم هو اخطر من فكر علي الوردي ونوري جعفر لانهم نقدوا المؤسسة الدينية من الخارج اما هو فقد نقدها من الداخل فأضحى فكره مغيبا من قبلها لانه ان نزل حيز التنفيذ لم تبق مؤسسة دينية انتمى اليها سليم في وما على قيد الحياة .

دعوة المفكر سليم للاخذ من الغرب والافادة منهم :

وبعد ان وضع سليم الداء يضع الدواء لهذه المشاكل التي ورثناها من تاريخنا الحديث والقديم وبالشكل التالي:
1- اقامة مجمع علمي اسلامي يضم خيرة المفكرين والعلماء همه معالجة مشاكل الحياة الانسانية الجديدة ، من خلال الفهم الاسلامي للحياة ليمد المؤمنين بالرؤى المركزية الواضحة في ضوء فقه مدرسة اهل البيت ومستجدات الواقع المعاش.
2- معالجة نقاط الاختلاف في بعض المسائل العقيدية او الفقهية او السيرة في اطار البحث العلمي الخاص البعيد عن الطرح التجريدي البعيد عن حالة الاختصاص العلمي المسؤول.
3- رصد ما يكتب عن الاسلام ومدرسة اهل البيت هنا وهناك ومعالجة الاثارات بنفس علمي مسؤول يعتمد الوثائق والارقام.
4- يشهد العالم تطورا كبيرا في حقول المعرفة والثقافة ،على صعيد الاساليب ووسائل التعبير الفني ومناهج الطرح فلا بد لمفكرينا وكتابنا من الاطلاع عليها والافادة منها لمخاطبة الاجيال بالوسائل التي تفهم وتستوعب .
ويتبين من هذه النقاط دعوة سليم للافادة من الغرب من تطورهم في المجالات المعرفية والثقافية والفنية ومناهج الطرح البديلة لبعض اطر ثقافتنا كالتعددية كما وجدناها لدى سليم والعدالة والمسألة الاقليمية وغيرها من المفاهيم. فيعتبر ان على المقكرين الاطلاع على هذه المفاهيم والافادة منها وليس مجرد الاطلاع ويحدد ضرورة استخدام الوسائل التي تفهم وتستوعب .من هنا كان لا بد من فهم اسلوب سليم في الطرح كما سنتناوله في الفصل القادم. كما يتبين من خلال ما ورد في اعلاه النفس العلمي لسليم والوحدوي كذلك والمتمثل بدعوته لاقامة مجمع علمي اسلامي وليس شيعي مثلا بل يحوي الجميع فلم يحدد طائفة معينة للدخول في هكذا مجمع هم هذا المجلس معالجة مشاكل الحياة الجديدة من خلال الفهم الاسلامي المتنور للحياة وتجمع حلول هذا المجلس ما بين الحل الاسلامي ومستجدات الواقع المعاش التي ليس لها وجود في الحلول الاسلامية .
كما يدعو وضمن اسلوبه الوحدوي الى الرد على كل من يثير الاشكاليات على الاسلام ليس باسلوب العاطفة المندفعة بل بالاساليب العلمية الرصينة ولغة الوثائق والارقام.



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديانة الخوف والديانة الاخلاقية- دراسة مقارنة
- محي الدين بن عربي ونصر حامد ابو زيد........ العلاقة الفكرية ...
- الشريف الرضي بين عناد غزوان وعزيز السيد جاسم... دراسة مقارنة ...
- خطاب المرأة بين السلب والايجاب
- هل لدينا خطاب نواجه به الاخر
- خطاب المراة المستقل ضمان لتحقيق حريتها
- البريكان شاعر الانسانية بصمت
- التنوع الفكري لدى العلامة الدكتور علي الوردي
- النظرة الى الموروث والقدرة على التقدم
- هل قامت الاديان باختزال مفاهيم الانسانية
- لقاء مع الدكتورة نوال السعداوي
- اس وتراب ..... دلالات فنية ومسيرة شعرية قراءة في مجموعة احمد ...
- المجتمع بين الواقعية والرمزية دلالات اليوتوبيا في تجسيد الوا ...
- الفلسفة التربوية لمعاني الثورة وأسس التربية التاريخية في نظر ...
- العولمة ... الاتجاهات والمناهج الفكرية ج2 : سياسات العولمة و ...
- العولمة ..الاتجاهات والمناهج الفكرية
- اشكالية الشرق والغرب في الاتجاهات الفكرية
- العقل الايماني وارتباطه بمظاهر العنف
- هشام شرابي قراءة في نظرية البعث الاسلامي والاصولية
- الفكر النقدي الادبي


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - الفرض للاسلام هو الكفر في نظر عز الدين سليم