أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رمضان عبد الرحمن على - هوية الشعوب لم يأتي الإسلام لكي يحددها














المزيد.....

هوية الشعوب لم يأتي الإسلام لكي يحددها


رمضان عبد الرحمن على

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 22:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هوية الشعوب لم يأتي الإسلام لكي يحددها

الإسلام لم يأتي من أجل أن يحدد هوية الشعوب، وهوية الشعوب هي حق مكتسب على حسب ما يولد الإنسان في أي مكان من العالم ولا دخل للإسلام بهذا الأمر، وأن جميع الأنبياء والمرسلين أرسلوا من أجل هدف واحد وهو عبادة الله بلا شريك وإقامة العدل بين الناس، هذا هو الإسلام من أيام آدم إلى أخر الأنبياء والمرسلين عليهم جميعاً السلام، لم يأتِ الإسلام لكي يمنح الناس الجنسية أو يحدد هويتهم، وقد ذكر لنا الله في القرآن الكريم أمثال كثيرة عن بعض الأقوام، والله كان يأمر الرسول أو النبي المرسل لهؤلاء أن يخاطبهم باسم المكان، على سبيل المثال يقول تعالى:
((وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)) سورة يوسف آية 21.

مصر هنا المكان والشعب معاً أي الشعب المصري، لماذا يغضب بعض المتذمرين من المصريين حين نقول أن مصر ليست عربية وأن الإسلام الذي نزل على أرض مصر وشعب مصر مثل الإسلام الذي نزل على أرض الجزيرة العربية هو نفس الإسلام كما قال الله تعالى:
((وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ)) سورة الأحقاف آية 12.

أي للعرب الذين يسكنون المكان وتكلمون اللغة العربية كما نلاحظ هنا حتى يعلم الناس أن الإسلام هو دين الله الذي أنزل على جميع الأنبياء والمرسلين عليهم جميعاً السلام، نضع هذه الآية العظيمة من جديد، يقول تعالى:
((وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ)) سورة الأحقاف آية 12.

أي موسى مثل عيسى مثل محمد مثل إبراهيم عليهم جميعاً السلام، وبالإسلام الحقيقي بعدما تم بيع يوسف عليه السلام في مصر أصبح هو من يحكم في مصر، لم يغير اسم مصر ولم يدمر حضارة مصر ولم يسخر من تاريخ مصر بل أن يوسف قال لأهله يقول تعالى:
((فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ)) سورة يوسف آية 99.
وان يوسف لم يحكم مصر بقوة السلاح ولا المال بل حكم مصر بالأخلاق والصدق والإحساس بالناس والشعور بهم وبظروفهم، هكذا حكم يوسف مصر، يقول تعالى:
((وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)) سورة يوسف آية 24.

ومرت قرون وقرون وجاء موسى لمصر مرة أخرى بنفس الإسلام، يقول تعالى:
((وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)) سورة يونس آية 87.

لو كان هذا الحدث في الهند لقال الله تعالى في الهند من هنا لا بد أن يفرق الناس بين الإسلام كدين وبين هوية الشعوب أما الإسلام يمشي مع أي هوية في العالم منذ أن أرسل الله الأنبياء للناس حتى أن الهدهد حين ذهب لأهل اليمن نجد في قوله تعالى:
((فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)) سورة النمل آية 22.

أي أن الإسلام لا يرتبط بأي لغة أو جنسية كما يتذمر بعض المصريين والعرب بالقول حتى تكون مسلم لا بد أن تكون عربي أو تتكلم اللغة العربية وهذا غير صحيح، الله سبحانه وتعالى سوف يحاسب الناس جميعاً عن الأفعال والأعمال وليس على اللغة، وأن الله العلي القدير هو من أراد وجود اختلاف اللغة واللون بين البشر، يقول تعالى:
((وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)) سورة الروم آية 22.

أخيراً، الإسلام دين وليس هوية، الإسلام هو سلوك إنساني من الممكن أن يعتنق هذا السلوك أي إنسان وفي أي مكان وزمان.



#رمضان_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للتطرف أوجه مختلفة
- أطيعوا الرسول وليس النبي
- لم يتعلم الشعب المصري بعد
- هل درستم القران مثل الأحاديث
- الرسول بين الشخصية الحقيقية والوهمية
- الهداية مسؤولية فردية
- لا فرق بين نظرية فرعون والأخوان والسلفية
- هل فعلا قاموا بنشر الإسلام للكيد في الإسلام .؟
- الفرق بين الرسالات والاجتماعيات
- غاندي ومانديلا أفضل من شيوخ الأخوان والسلفية
- خدمت في الجيش من أجل مصر فقط
- سماحة الإسلام وأخلاق الإسلام
- صوت المرأة عورة وعملها عورة
- لماذا لم يعد في مكة والمدينة يهود ونصارى ومشركين
- رسالة إلى شباب الثورة في مصر
- الإخوان والسلفية والحضارة المصرية
- 1400 سنة من الفشل
- رسالة لجميع أحزاب مصر ما دون الأخوان
- حقائق يجهلها المتطرفون
- شرك مكتوب أو شرك منحوت


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رمضان عبد الرحمن على - هوية الشعوب لم يأتي الإسلام لكي يحددها