أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - إيجى راجح.. أهلا وسهلا














المزيد.....

إيجى راجح.. أهلا وسهلا


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 20:46
المحور: المجتمع المدني
    


إيجى راجح.. أهلا وسهلا


• لفيلم فيروز "بياع الخواتم" وجهان، فمثل أي عمل موسيقى خفيف يتحدث عن الحب والبنات، وأيضاً يتحدث عن "الخوف" ذلك الكامن في النفوس، والذي تتغذى عليه السلطة كي لا تتآكل.
• كذب "المختار ـ نصري شمس الدين" مخترعاً شخصية وهمية أطلق عليها اسم "راجح" يهدد أمن واستقرار الضيعة. وبذلك قدم نفسه كمختار شجاع يتصدى للشرير المجهول.
• ثم ما أسهل أن تتمدد الكذبة وتصبح غطاء لكل جريمة، بدءاً من الشجار على المياه وسرقة الغنم وترويع الناس، ببساطة يتم إسناد كل تلك الجرائم التي يقوم بها اثنان من أبناء الضيعة، إلى شخصية وهمية. وهكذا، بدلاً من تفنيد الكذبة، تتعدد الجهات المستفيدة من انتشارها!
• "راجح" ليس سوى المجهول "س" في معادلاتنا السياسية، هو "الطرف الثالث" أو "اللهو الخفي" في الأحداث الدامية التي شهدتها مصر بعد الثورة، مثل أحداث ماسبيرو واستاد بورسعيد.
• "واللهو الخفي" هو نفسه "الشبيحة" تلك الفئة الغامضة التي انشقت الأرض عنها في سورية والتي تقوم بأبشع المجازر ضد النساء والأطفال والعجائز. دون أن يُجاب عن أسئلة منطقية جداً: كيف ظهر هؤلاء فجأة في دولة معروفة بنظامها الأمني الحديدي؟ متى وكيف تسلحوا؟ لماذا لم تستطع كل أجهزة الأمن القبض عليهم؟ ما هي دوافعهم لهذا القتل العشوائي باتساع؟ إنهم الطرف الذي أُريد له أن يبقى مجهولاً لتعليق كل الجرائم والخطايا والأكاذيب.
• إذن خرج "راجح" من الفيلم ليمارس جنونه في الساحات السورية تحت اسم الشبيحة، وفي الشوارع المصرية تحت مسمى "الطرف الثالث".
• هنا لا ينفصل إنتاج السلطة ل "الأكاذيب" و"الشائعات"، عن استعداد الناس للتصديق تحت وطأة الخوف والهلع. فالحر يذهب دائماً نحو الحقيقة، مواجهاً أو متقبلاً لها، والعبد يهرب نحو كذبة يسوغ بها لنفسه ذل العبودية.
• مثل الفيلم، لا رغبة حقيقة في معرفة من وراء الجرائم.. بل إن ظهور راجح الحقيقي نفسه، يُقبل على علاته كبائع للخواتم، وترضى "ريما" الذهاب معه وراء الجبل، حتى لو كان ذئباً متوحشاً. وهكذا بدت لي النهاية غائمة ومفتوحة على احتمالي السعادة والشقاء. فما أدرانا ألا يكون الكهل الذي صحبها بزعم تزويجها من ابنه، امتداداً لقائمة لا حصر لها، من المستفيدين من الكذبة ذاتها؟!
• ولأن الكذب حيلة من حيل البقاء، مثل خياطة تنسج من الوهم ثوباً لن يرتديه أحد، فعن طريق الكذب يعيد الفلول في السياسة والإعلام موضعة أنفسهم دائماً كمتحدثين وحماة للثورة، وللدولة، وهم مستعدون لاختراع ألف راجح وألف طرف ثالث وألف شبيح، لتأكيد إخلاصهم للثورة في مصر.. وحرصهم على الوطن والمقاومة والشعب في سورية.
• وعندما تخبر "ريما ـ فيروز" خالها "المختار" بوصول "راجح" كشخص حقيقي:"إيجى راجح"، يرد بعفوية غير منتبه:"أهلا وسهلا".. قبل أن يستدرك فداحة التناقض، فهو يعلم أن "راجح" ليس سوى "فكرة"، "كذبته" المفضلة" فكيف يتحول إلى "زلمى" أو شخص حقيقي؟ ثم كيف تتعايش كذبته بعد ذلك، وهناك "راجح" يناقضها أمام الناس جميعاً.
• ليست كارثة! فمثل هذه التناقضات، لن يتوقف عندها الناس كثيراً، إذا تم رفعها إلى مستوى ميتافزيقي أعلى، يجعل الناس يتقبلونها ويتعايشون معها. وهو ما لجأ إليه المختار، فاعتبر أن الله أهداهم "راجح الطيب" بياع الخواتم بدلاً من "راجح الشرير".
• لا عجب إذن أن يتم توظيف النصوص ـ خصوصا الدينية ـ فبدلاً من أن تفضح الأكاذيب، تبررها وتعطيها شرعية، مهما بدت فاضحة ومتناقضة. والأمثلة لا تعد لا وتحصى، فالإخوان والسلف دافعوا باستماتة عن المجلس العسكري في مصر ورحبوا ب "تبريراته" دون أية مساءلة جادة، عما جرى من مجازر وانتهاكات، هو مسؤول عنها سياسيا. وكثير من المثقفين في سورية دافعوا باستماتة عن شرعية النظام، بزعم رفض التدخل الأجنبي والحفاظ على الممانعة والمقاومة ضد إسرائيل. رغم أن أنظمة الأسد وصدام والسادات ومبارك، كانت هي أهم سند سياسي في بقاء ودعم إسرائيل وإعطائها شرعيتها لأربعة عقود!
• هنا تصدق حكمة الفيلم "الكذب مش خطية"، فهو يُمارس يومياً بانتظام، وتلك الأنظمة جميعها، تستمد شرعيتها من ترسانة الأكاذيب، وعلى الدوام تعددت قوائم المستفيدين من الكذبة الواحدة، ثم جُلبت نصوص من هنا وهناك لتمرير وتبرير كل الأكاذيب الممكنة، وإسباغ هالة أخلاقية عليه.
• وأخشى أن نكون جميعاً ممن يرحبون بالكذب على طريقة نصري شمس الدين "أهلا وسهلا" لأن ضمائرنا لا تتحمل فداحة الحقيقة، وأعيننا تتحاشى رؤية كل هذا الدم والمجازر والفوضى.
• إنه خوفنا الأزلي يعتاش على أكاذيب السلطة، أو العكس.



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مواطن مصري إلى الرئيس الأسد
- نهاية مأساوية لرجل متفاءل
- عشر أمهات للبصق على وجه مبارك
- وكل عاشق قلبي معاه (ليس رثاء لإبراهيم أصلان)
- دفاعاً عن نجيب محفوظ ضد الشحات
- اللص الهارب في أربع حكايات
- صدور نجيب محفوظ وتحولات الحكاية بمناسبة مئويته
- تفاحة الديمقراطية المسمومة
- الثورة قامت.. ونامت
- لا تخفي علاماتك
- الدنيا على مقاس -سلفي-
- مائة ألف شاعر في كل عالم افتراضي.. يهيمون
- آن لك أن تتقيأ.. في دول اللاجئين
- ملاحظات حول اللحى الخمس
- نادراً ما يموت كاتب عربي حر.. هذا هو فاروق عبد القادر!
- فتاة أوباما
- أسامة أنور عكاشة.. مؤسس الرواية التلفزيونية
- الكاتب العربيد والقارئ القديس
- مصطفى صفوان: السلطة المحتكرة لا تحب الحق إلا باعتباره من اخت ...
- ذكريات قد لا يعرفها نصر حامد أبو زيد


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - إيجى راجح.. أهلا وسهلا