أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عمار مها حسامو - طفلة ثمّ مغتَصَبة ، زوجة فجثّة














المزيد.....

طفلة ثمّ مغتَصَبة ، زوجة فجثّة


عمار مها حسامو

الحوار المتمدن-العدد: 3669 - 2012 / 3 / 16 - 23:52
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


عادت من مدرستها فرحة وهي تعاود استذكار اللحظات الجميلة التي أقضتها اليوم مع أصدقائها في المدرسة ، تفكر بما ستقوم به في منزلها بعد إتمام الواجب الصّفي ، تُخطط مشروعها اليومي من تلفاز وإنترنيت و جلسات عائلية .. و في الزُقاق المؤدي إلى منزل العائلة تصرخ ، تستنجد وتبكي .. لم تتعثر بشيء و سقطت أرضاً و لم يظهر لها حيوان مخيف ، لم يتوهم لها شبح .. أنها اُغتُصِبت ... ثم انتحرت .
ليست قصة من نسج الخيال نُجسدها بدراما تلفزيونية و ليست إشاعة لنسيء لشباب الحي و فحولها إنها قصة كقصة الطفلة أمينة الفيلالي ، طفلة مغربية في الخامسة عشر من عمرها اغتُصِبت من قبل الشاب مصطفى الفلاق ست وعشرين عاماً ، خافت من أهلها ، من العار وغسله فلم تُخبر والدتها إلا بعد تمام الشهرين من حادثة الاغتصاب .
كان على الوالدة أن تكلمت مع الشرطة التي وجهتها إلى وكيل الملك في طنجة ، فنصحها الأخير بتزويج الطفلة حفاظاً على السمعة ولردع الفضيحة .
لم يكن المجرم وعائلته راضين بالزواج إلى أن تم إجبارهم تحت ضغط القاضي فعُقد الزواج وبمهرٍ قدره خمسة آلاف درهم لكنها لم تنل أي شيء منه .
فما نالته من زوجها هو الضرب و العنف في منزلها الزوجي ، فرأت أمها ملاذً تشكو إليها ما تتعرض له في منزلها ، أخذت الأم تطلب منها الصبر والجلد علّ الزوج يُغير من طريقة معاملته لها .
استمر العنف فطرقت باب الشرطة ، لا جواب هناك ، فهم صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يفقهون .
بعد ستة أشهر من الزواج أصبحت أمينة الآن في السادسة عشر من عمرها ، ذهبت السوق وابتاعت قرص مُسمِّم " عبارة عن أقراص تُميت الفئران " ، لم تكن ترغب الإنتحار لكنها أرادت أن تُثير اهتمام من حولها من الشرطة والأهل والمجتمع لما تتعرض له .
عادت المنزل ، سقطت أرضاً على أثر الدواء ، لم يُنجدها زوجها فأنجدها أحد أفراد عائلته ، وصلت سيارة الإسعاف متأخرة وكذلك أيضاً وصلت الشرطة متأخرة التي استجوبتها وهي على فراش الموت فأخبرتهم عمّا تعرضت له .
شُرِّحت الجثة و تم الدفن ، استمعت الشرطة لإفادة الزوج وبقي الزوج حُراُ طليقاً .
قصة أمينة بدأت باغتصاب ، اغتصاب طفلة ، تزويج صغيرة ، عنف أسري ، فالإنتحار وإفلات المجرم ... طفولة أمينة اُغتُصِبت عدّة مرات .
قوانين الدولة وعوائد المجتمع قاصدة أم غير قاصدة تهاجم الضحية و تجرّمها و تبارك للمجرم جرمه ، فالدولة هي عاجزة عن إيجاد أي عقوبة للمغتصِب ، فهل رأت زواجه بصغيرة هي العقوبة ؟!!.
قانون الأحوال الشخصية الجديد في المغرب حاز تقدماً عن سابقه وعن قوانين الدول العربية الأخرى في تحديده سن زواج الفتاة بالثمانية عشر بدلاً عن الخامسة عشر و منح المرأة حقاً في طلب الطلاق ، وتعدد الزوجات أصبح أكثر تعقيداً ، و أقر بتجريم المغتصب بسجن يصل إلى العشرين عاماً إن كانت الضحية طفلة ، لكنه وفي المادة 475 أجاز بالزواج شرطاً يُسقِط عقوبة السجن عن المغتَصِب .
ألا وعجباً لمجتمعٍ يزوّج المغتَصِب المغتَصَبة درءاً للعار وحفاظاً على سمعة وشرف عائلة الفتاة و لردع العقوبة عن المجرم .
قضية أمينة الفلالي أثارت ضجيجاً في المجتمع المغربي فالآن تعبّر الحكومة المغربية عن رغبتها في إعادة النظر في المادة 475 التي تسمح بزواج المغتَصِب بالمغتَصَبة إن كانت الضحيّة طفلة ، و في البند الذي يُعطي للقضاة سلطة تقديريّة في السماح بزواج الصغيرات .
ليس من الجميل بل من الواجب أن تشعر الحكومة بالمشكلة وأن تسعى إلى حلها حلاً قانونياً ، لكن من المعيب جداً أن تبقى عوائلنا شريكة مع عوائد مجتمعاتنا في هدر إنسانية أفرادها تحت حجّة سمعة و شرف العائلة .
إننا بحاجة إلى قوة و إصرار كي نصيح بأعلى الصوت أنني اُغتُصِبت و أنني سأقاضي المُغتَصِب و لن أخجل من كلمة مُغتَصَبة فذاك مجرم وأنا ضحيّة و شرف العائلة في نيلها لحقوق أفرادها و صونها لإنسانيتهم .



#عمار_مها_حسامو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول العنف الأُسري -2-
- حول العنف الأُسري -1-
- طفلة أمست أُمّاً للعِيال
- وفي ميدان التحرير الحُرة تُضرب


المزيد.....




- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عمار مها حسامو - طفلة ثمّ مغتَصَبة ، زوجة فجثّة