أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - ما الفرق بين اعتبار التصويت لصدام حسين سابقاً تكليفاً قومياً ووطنياً ودينياً وبين التصويت للإئحة مرجعية السيد السيستاني- تكليفاً شرعياً-















المزيد.....

ما الفرق بين اعتبار التصويت لصدام حسين سابقاً تكليفاً قومياً ووطنياً ودينياً وبين التصويت للإئحة مرجعية السيد السيستاني- تكليفاً شرعياً-


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1080 - 2005 / 1 / 16 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عرف كلمة الحياد وأنا أشكك وأشكوا من هذه الكلمة وبخاصة في السياسة ان يكون الموقف الصحيح لا المتفرج من على التل، بل يتوافق مع المصلحة العامة لجميع الاطراف ويصب في آخر المطاف في مصلحة المجتمع والبلد اللذان يجب ان يكونا لبّ القضية وجوهرها الفاعل بأعتبارهما الأساس الذي يجب المحافظة عليه من الاضرار والتصدعات والقلاقل وغيرهما من أدوات الشر المحيطة بهما، ومن هذا المنطلق كنا نرحب وندعم مواقف السيد السيستاني ودعوته لإجراء الانتخابات وخروج القوات الأجنبية وبموقفه من أزمة النجف التي استغلت من قِبل ازلام النظام الصدامي وباصراره على اجراء الانتخابات في موعدها لأن تأجيلها يدفع البلاد الى حرب أهلية طاحنة، ثم اعلانه الحيادية بالنسبة للقوائم الانتخابية والعديد من المواقف التي تخدم الوطن.
إلا ان تلك المواقف وما أعلن عن " حيادية السيد السيستاني " يجب ان يخضع لمقولة " الساكت عن الحق شيطان أخرس " فقد بان أخيراً من خلال كسر مكتب السيد السيستاني حاجز الصمت حيال الانحياز الذي تبطن طويلاً بقشرة البيضة الحيادية اللاإيجابية وظهر على حقيقته الذي حاول طوال هذه الفترة طمسها في سبيل هدف مريب وهو أن لا تتجمع القوى الأخرى في قوائم موحدة وتبقى سهلة الابتلاع امام هذا التجمع الواسع من الاحزاب والشخصيات " الإئتلاف العراقي الموحد " إذا ما رأت انحياز السيد السيستاني ومكتبه لها، ويدعي البعض في مكتب السيستاني وخارجه أن هذا الموقف الجديد تبلور بعدما لوحظ تسلل البعثين الى بعض الاحزاب ليضمنوا عودتهم الى السلطة ،وهو تبرير ساذج وتبسيطي فهم تسللوا قبل ذلك ومنذ البداية ، فلماذا لا تسمى الاشياء بأسمائها بدلاً من التعميم وهذه الدعوة المنافية للحيادية على الأقل بالنسبة للمضطَهدين وضحايا النظام الاستبدادي السابق.
في البداية كان الادعاء بأن السيد السيستاني لا يدعم أية لائحة انتخابية وبقى مكتبه وعلى ألسنة مسؤوليه يكرر هذه الحجة، الا ان الاشاعات كانت تشير الى غير ذلك ، ولأن هذا الادعاء بالحيادية اللاإيجابية اعلن العديد من المرات!! فقد كرر بعض زعماء الاحزاب الاخرى هذه الشيء متورطين ومنخدعين وهما أعلى قمة السذاجة الغبية ـــ ان السيد السيستاني لم ولنْ.. يدعم اية قائمة وانما هو والمرجعية تدعم العراق، إلا أن القضية لم تعد تتحمل الانتظار بالنسبة لهم فظهر أخيراً مكتب السيستاني منحازاً بدون قشرة البيضة الحيادية اللاإيجابية التي بقى فترة راقداً فيها.
أما نحن فمازلنا وحتى هذه اللحظة لا نقول ظهر السيد السيستاني حتى لا نتهم أننا ضده ومع الآخرين الذين يحملون عقدة الكراهية المريضة، بل ظهر مكتبه، لأننا نتوجس من المسؤولين في مكتبه كحالة المكاتب الأخرى والناطقين الرسمين يعودون لتكذيب التصريحات والاتهامات ويعتبروها شخصية ولم ينطق بها اليد السيستاني وبخاصة عندما تضيق انفاسهم وتبدأ الجماهير بالتساؤل والاستياء و تشم رائحة الكذب والنفاق في مواقفهم .
نحن فقط نتساءل كعراقيين ـــ لماذا هو صامت ومكتبه يعلن؟ وأين الحيادية والدعوات السابقة التي كان يقال فيها ان السيدالسيستاني يدعم العراق وليس لائحة معينة؟ مع اية باطنية ذهبت؟ هل ذهبت مع باطنية المحيطين به أم باطنية مكتبه؟ ولماذا هذه اللعبة المموهة ؟ أليس بالامكان ان تكون اللعبة في العلن ما دمنا قد تخلصنا من زمن الرعب والخوف والصمت القاتل، وهي مسألة طبيعية حتى لا يشكك بالمواقف الأخرى؟
أن قضية دعم السيستاني او مكتبه لأي قائمة مسألة طبعية واعتيادية ولا تستفزنا أبداً إذا ما اعلن ذلك منذ البداية وهو حق شرعي إذا كنا فعلاً ديمقراطيين ووطنيين ونحترم الرأي الآخر وحق الانسان العراقي بالانتماء الفكري والتنظيمي، وعند ذلك لا يستحق الأمر للرد عليه بعدما نعرف ويعرف الجميع ان المرجعية العائدة للسيد السيستاني ليس للجميع انما لقائمة محددة وهي عند ذلك لا تمثل جميع الشيعة العراقيين والحمد لله ينتهي الاشكال عند هذه الحدود..
لكن إلا يشعر المرء أنه ما زال في زمن الخداع والرعب والخوف وهو يرى هذه التقلبات العجيبة!.. انه لمحير حقاً أمر بعض الناس فمن شعار " بالروح بالدم نفديك يا صدام " وبدلاً من أن يشعروا بالقيء والخجل والندم من هذا الشعار قبلوا به بطريقة جديدة عندما أطلق عليهم متصورين فعلاً انهم ابطال شعبيين محبوبين، وكأنهم لم يستفيدوا من تجربتهم مع صدام حسين وحكمه الظالم فأخذوا منه الرديء وراحوا يسيرون على الخطى نفسها ولكن بشعارات اخرى فيها من الغباء والتخلف يفوق غباء الذين قبلهم ، وراحوا يمارسون الألعن من الاساليب السابقة مستخدمين النفس الطائفي والديني والفتاوى والتحريم والتحليل ليشلوا وعي المواطنين البسطاء يخدعونهم بالفكرة والتهديد بالتكفير وبالموت، وهم الوطنيون المخلصون للوطن وللشعب والدين الاسلامي ولهذا " حتى لا تضيعوا أصواتكم للوائح " الأخرى لأنها للأعداء وان لم يصرحوا علنا، فما زالوا يعيشون الباطنية التآمرية على الآخرين وهو نهج للسياسة التي انتهجها البعثفاشي العراقي . ولكن صبراً علينا وعليكم فسوف نجدهم عندما يصبحوا في قمة السلطة سيتغير حالهم ومواقفهم كالسابقين انشاء الله ، اما الذين سوف يصوتون لهم سيأكلهم الندم والألم وأي ندم يفيد، فإذا كان الندم يفيد قد فاد اولئك الذين كانوا يطبلون لنظام صدام حسين..
لقد سبق وان حذرنا من عودة عناص حزب البعثفاشي وتسللهم إلى وظائف الدولة من خلال بعض الاحزاب وتحت أغطية بالية وصدق تحذيرنا فقد اصبحت ظاهرة معروفة كتب عنها الشيء غير القليل، وحذرنا في الوقت ذاته من المليشيات المسلحة التي بقيت تعمل في السر مدعية انها ألقت السلاح وبالذات " قوات بدر العائدة للمجلس الاسلامي" وشككنا بالنوايا وقلنا انها تعمل بطرق مغايرة للديمقراطية وستستغل وضعها وسلاحها لتكون الآمرة الناهية في المحافظات الجنوبية والبعض من محافظات الوسط، فلم تكتف هذه المنظمة بضغطها وتهديداتها ضد الذين يختلفون معهم في الرأي كما تشير الأخبار فقد دفعت وجندت منتسبي الشرطة العائدين لها بالعمل في هذا الاتجاه.
منذ البداية ونحن نشعر بحيرة لموقفين متناقضين ، فمن ناحية كان مكتب السيد السيستاني يصرح ان السيد لا يدعم اية لائحة انتخابية، ومن ناحية أخرى نرى صورته على ملصقات قائمة الإئتلاف بدون الاعتراض منه ومن مكتبه لا بل شعرنا بمباركة هذه العمل من قبله من خلال صمته ، ثم بانت الحقيقة في البيان الذي وزع والذي يشير " ان التصويت للائتلاف العراقي الموحد هو استجابة لتكليف المرجعية الشيعية " والتصويت لأي لائحة أخرى يبدد اوراق التصويت ويقلل او يحدد عدد المقاعد التي تطمح المرجعية الشيعية لها، ولو عدنا الى الماضي لكي نتذكر لعل الذكرى تفيدنا وتفيدكم فقد كان في السابق يمنع التصويت لغير صدام حسين واصحابه في المجلس الوطني الكارتوني بأسم الامة والقومية والخونة والاعداء المتربصين بالوطن.. اما اليوم فنجد ان التصويت للقوائم الاخرى تضيع اصواتكم فيتحتم عليكم قائمة الإئتلاف اليس هذا غريباً ان من لا يصوت لهذه القائمة سيكون مخالفاً للمرجعية الشيعية وربما الدين الاسلامي.. ؟ فما هو الاختلاف في النيات بين تلك الدعوة وهذه الدعوة...؟ أليس هو الزمن المضحك المبكي ايها السادة !.. مالفرق بين الدعوة " التصويت للقائد الرمز صدام يعتبر تكليفاً شرعياً ووطنياً وقومياً وبين التصويت لقائمة الإئتلاف الوطني الموحد العائد لمرجعية السيد السيستاني " تكليفاً شرعياً " .
كلنا نتذكر ونعي زمن النظام البائد فإذا كان الترغيب لا ينفع فعند ذلك التهديد بالسجن والاعتقال ثم بالموت.. لكن في الزمن الراهن فكر الاخوة في مكتب المرجعية بعدم التسلسل بالتهديد ومنذ البداية اعلنوها صراحة، من لا يصوت لقائمة الإئتلاف سيكون مصيره الموت وهذه ليست بالبدعة التي نبتدعها فهي مورست وتمارس في البصرة والناصرية والعمارة والديوانية ومحافظات اخرى، فاذا كان الأمر في الوقت الحاضر بهذه الصورة؟ فكيف سيكون الوضع يوم الانتخابات ؟ وما هي الأسلحة التي ستستعمل لكي يجبر المواطن البسيط على اتخاذ موقفاً مغايراً لقناعته؟ وينتخب القائمة المفروضة عليه بالقوة، وما هي الأسلحة التي ستستعمل ضد من يختلفون معهم بالرأي والانتماء؟ فذا كان الضغط والتهديد لغة الحاضر فلماذا يستبعد المرء التزوير وتزييف الانتخابات في ذلك الحين؟
الذي نريد ان نستخلصه من تجربتنا السابقة وهو ذو فائدة لجميع الذين عانوا من الارهاب والاستبداد والظلم والطغيان ومصادرة الحقوق ومن الحروب والكيمياوي والقتل الفردي والجماعي ومن مختلف الاساليب الوحشية التي استعملت ضدهم وضد ابناء شعبنا العراقي .. نقوله الآن.. مهما كان التهديد والضغط والتزوير والتزيف لغة لانتصارات وقتية فهما الادوات الحتمية التي ستخسر وتنهي حامليها وممارسيها لأنها لو كانت نافعة لنظام القتلة والتهديد السابق لما اصبحت في مزبلة التاريخ.. والحياة لا تزكي إلا الصحيح والذين يتناسون الماضي سوف يتذكرون مواقفهم الراهنة ولكن لا ندم يشفع لهم ولا تاريخ، وان أية قائمة تؤمن بالشعب وبالديمقراطية واحترام الرأي الأخر وحقوق الانسان والتعددية السياسية والفدرالية ستكتب لها النجاح ليس في الانتخابات فقط لأنها مرحلية انما في المستقبل، وستكون مدعومة من كل المخلصين والشرفاء في داخل العراق وخارجه.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريح الثالـــوث الأزرق
- أين هي الليالي الملونة للشيوعين العراقيين أيها السيد أحمد عب ...
- إيران أدوار خطرة في المنطقة وسياسة الاحزاب الشيعية الموالية ...
- كيف يمكن دخول السيارات والصهاريج المفخخة بهذا الشكل البسيط و ...
- أقول لكْ .. انسى الذي أقولــــهُ
- إيران الفارسية وعقدة أسم الحليج العربي
- ألــــوح ليلى عشية 2005
- ما هية لعبة تأجيل الإنتخابات العراقية وحرق المراحل بهدف تحقي ...
- قصيدتان..
- الأديب والشاعر ميخائيل عيد الوداع الأخير والدمعة الخفية
- علي الكيمياوي والبراءة من دماء ابناء حلبجة وغيرهم من العراقي ...
- وطـــــــن القيامة والنذور
- ما زال أزلام البعثفاشي يسرحون ويمرحون في دوائر الدولة ومفاصل ...
- الفــــــــــــرق
- هل صحيح أن - قناة الجزيرة الفضائية تسوق للأمريكان؟
- الحوار المتمدن والفكر التنويري التقدمي
- !! نقيب المحامين العراقيين كمال حمدون وضميره الحي
- أختلف مع رأي أياد علاوي .. كأن عمر و موسى وإيران وغيرهم يعرف ...
- هل يفتح باب المرفأ يا بغداد ؟
- وداعاً سيدتي... !


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - ما الفرق بين اعتبار التصويت لصدام حسين سابقاً تكليفاً قومياً ووطنياً ودينياً وبين التصويت للإئحة مرجعية السيد السيستاني- تكليفاً شرعياً-