أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - قل للفضيحة بالمجلس الوطني....ماذا فعلت بمعارض متسعود؟















المزيد.....

قل للفضيحة بالمجلس الوطني....ماذا فعلت بمعارض متسعود؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3669 - 2012 / 3 / 16 - 12:03
المحور: كتابات ساخرة
    


ككل الكيانات الصنيعة، ,والمصنعة، انتهى مجلس الكرازايات، المسمى بالمجلس الوطني أو مجلس اسطنبول باعتباره فـُبرك ورأى النور في أحضان إخوان العدالة في تركيا، نهاية بائسة ومزية بعدما عول عليه كثيراً ونفخ في أوداجه كثيراً. وكباقي نمط الولادات القيصرية المشوّهة لما يسمى بـ"الربيع العربي" لم يعد أحد يشكك في توجهه وهويته الإخوانية الفاقعة والصارخة، وهذا أمر مرعب وذو دلالات بالغة وقاتلة بالموازين والتركيبة التعددية السورية الدقيقة. ففي تصوير مسجل، وصف علي صدر الدين البيانوني، المراقب السابق لمن يسمون بإخوان سوريا، رئيس المجلس برهان غليون، بأنه مجرد واجهة مؤقتة للإخوان، وحرفياً لقد "اخترناه" لأنه مقبول من الغرب، وكي لا يتحجج النظام في سوريا بالهوية الإخوانية للمجلس، المرفوضة شعبياً، وعلى نطاق واسع.

وبداية لا ندري من أين استمد هذا المجلس ورئبسه ورجالاته شرعيتهم، إلا إذا اعتبرنا أن شرعية برنار هنري والدوائر الأمنية الغربية الاستعمارية والعلاقة بالمجالس والمنظمات الصهيونية الغربية باتت تشكل ضرورات وطنية مطلوبة. ولا ندري من أين دلفت هذه اللمامات الكرازاوية المشبوهة وذات التاريخ الأسود لتعلن نفسها ممثلة للشعب السوري، بكل فئاته. وهل أن مجرد سب النظام والظهور في الفضائيات والإقامة في فنادق النجوم المذهبة في الغرب يكسب المرء الهالات الطهرانية وبعطيه المعصومية الثورية ويضعه فوق أي حساب ومراجعة وانتقاد وكأنه نازل بباراشوت من سابع سماء؟ وما دام الجميع، في ه>ا السيرك البدوي-الأطلسي المريب، يطنطن ويدندن ويفيض ليل نهار بالموشحات الديمقراطية، هل لنا أن نسأل ونتساءل من، وكم يمثل هؤلاء، بالضبط؟ وما هي الآلية الديمقراطية الفعلية التي باتوا بموجبها يمثلون 23 مليون سوري؟ ومن فوّضهم النطق باسم جميع السوريين و"النضال" عنهم في عواصم العالم؟ بل من خدعهم وقال لهم بأنهم مقبولون و"محبوبون" من عموم الشعب السوري حتى يتحدثوا باسمه؟ وقد تحولوا إلى مجرد رموز وأدوات ومطايا كريهة ومقززة ساعية لتدمير سوريا وقتل شعبها والقضاء كلياً على الوطن السوري وإنجازاته. وباتت أسماؤهم محل ازدراء ونفور في عموم الشارع السوري، فكيف، وأني لهؤلاء أن يدعوا أنهم يمثلون من لا يكنّ لهم أي نوع من الود، والاحترام بل ربما نقيض >لك بالتمام، وقد غدوا دمي صغيرة، وألعوبات مضحكة، بيد هذا الشيخ النفطي المتورم غباء وحقداً على سوريا، أو تلك الوزيرة الملعونة الشمطاء المضحكة، وذاك الوزير الغربي الشقي القبيح المهرّج الذي لا يقبل لسوريا مصيراً بأقل من ليبيا والصومال.

كان برهان غليون، وبناء على جهل مطبق بطبيعة القوى على الأرض والتقاطعات الجيوسياسية الإقليمية والدولية للحدث السوري، ومن دون إدراك ومعرفة بالأسس والمعطيات اللوجستية والمادية ومكامن القوة، التي يبني عليها تصريحاته ومواقفه النارية، يبدو كمهرج، وهو يهدد ويتوعد النظام، ولا يقبل بأقل من سقوطه، و"رحيل" رموزه جماعياً، وتسليم أنفسهم، فوراً، للعدالة الدولية ومحاكم الجنايات المختصة. وبدا لأول وهلة، ومن ظهوراته الأولى، واثق الخطوة "يمشي ملكاًّ"، وواضح الرؤى، وثابت اليقين وبأنه صار قاب قوسين أو "عضة كوساية" ليدخل قصر المهاجرين الشامي، رافضاً أية وساطات، أو إقامة أي شكل من الحوار والمفاوضات والهدنة مع النظام "القاتل"(1).

إن هزال وضآلة وضعف التمثيل والعمق الشعبي لهذا المجلس الكرازاوي المفبرك الصنيع، الذي وظـّفت له إمكانيات مادية وإعلامية واستنفار دبلوماسي ودعم هائل كان يكفي للإطاحة بالنظام في روسيا والصين وبريطانيا في وقت واحد، جعلته عاجزاً عن تحقيق أي اختراق سياسي داخل الشارع السوري، أو تحشيد الجماهير سلمياً، وفعلياً في الشوارع، ولم يحظ بأية شعبية وشرعية فيها، فلجأ، على الفور، للكشف عن دوره، ووجهه وطابعه العسكري الدموي البشع، ووظيفته الأصلية كمشرِّع ورأس حربة لشن عدوان أطلسي على سوريا، وتبنيه لكل الجرائم والمذابح التي طالت الشعب السوري والاعتداءات على الجيش الوطني النظامي السوري وقتل ضباطه وجنوده، وعمليات التدمير التي طالت البنى التحتية في سوريا وأدت إلى تخريب كبير وتعطيل لمصالح وحياة السوريين.

ولا ندري كيف تأتـّى للسيد غليون، الذي يقدم نفسه على أنه مدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة باريس على ما أعتقد، ومن أين استمد قدرته وكيف فكر بمناطحة ومقارعة دول وقوى صاعدة على المسرح الدولي شديدة البأس والمراس واستشرف، هكذا، بأنه قادر على إسقاط النظام السوري بهذا المجلس الصنيع الهزيل، ومن خلال التحالف مع قوى وإمبراطوريات منهارة ومتقهقرة ومهزومة عسكرياً ومفلسة أخلاقياً، أو من خلال الارتماء في أحضان دول كرتونية مسخة وقزمة لا عمق تاريخياً ولا جغرافياً ولا استراتيجياً لها، والارتواء منها مالياً، ألا يجدر بنا، والحال، أن نعيد التفكير وتقييم ملكات الرجل العقلية وكل رؤاه الاستراتيجية وتنظيراته الديماغوجية وأفكاره السقيمة؟

واليوم، وقد اعترت الانشقاقات والتفسخات كيان مجلس الأزلام المتصارعين، وبدت الاهتراءات والخلخلات في بنيانه وظهرت التناقضات والتشوهات على وجهه وانفجرت الصراعات المخفية والاحتكاكات والحساسيات بين أعضائه، وحصلت الانهيارات ودبت الخلافات المخجلة للعلن بين تلاميذ برنار هنري، وأتت الانقسامات الأفقية والشاقولية على أي أمل في تجليس المجلس المعوج أساساً، وظهرت التشوهات الخلقية، والعلل المزمنة إياها، وبرزت التناقضات والعداوات الشخصية للعلن بعد تفجـّر النزاعات المحورية الحادة، وشـُنـّت المعارك الإعلامية على ذات المنابر التي صنعته، فيما بين كرازاياته المفلسين، وكانت المتاجرة الرخيصة والمشينة والمبتذلة بدماء الضحايا السوريين الأبرياء واحدة من أقذع وأحط إنجازات وممارسات هؤلاء، وتفشت الفضائح والسرقات المالية وفساد مبين لا يليق بـ"مناضلين" و"ثوار" و"أنتو أكبر قدر"، وأكرمكم الله، جميعاً، وكان لظهور القضمانيات والأتاسيات و"الإسرائيليات" بكثافة مروعة ونافرة ومقززة فيه بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير الإسطنبولي، وسقط وهزم شر هزيمة نكراء يصح فيها القول، ومع الاعتذار سلفاً من الشاعر البدوي:
قل للفضيحة بالمجلس الوطني....ماذا فعلت بمعارض متسعود؟
قد كان شمـّر للخيانة سرواله....لما رأى منك حقائب الدرهم

(1)- فجيش غليون "الحر"، ويا عيني عليه، لا يقتل أحداً وهو حمامة سلام وملاك رحمة، ولا علاقة له بالقاعدة والسعودية وقطر وبلاك ووتر، ولا يقتل حتى "البرغش" والبعوض والذباب، ولم يرتكب أية مجازر شنيعة في حمص وصورها للفضائحيات القبيحة على أن جيش سوريا الوطني النظامي قد قام بذلك.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس: سبحان مغير الأحوال
- متى انتصرت أمريكا؟
- دروس بابا عمرو
- انتحار حماس
- سفاه الشيخ: القرضاوي يقرّع حكام الإمارات
- عقوبات أم معونات؟
- بدون سوريا
- يوم سوري حزين: لا للدساتير الفاشية
- لماذا لا يكون دستور سوريا علمانياً؟
- سوريا: هزيمة المشروع المدني والحضاري
- -العهدة- الدستورية والذمّيون الجدد في سوريا
- لصوص الإعلام السوري
- السيناريو السوري
- رسائل موسكو القوية
- سقوط الفاشية الوهابية في سوريا
- أبعد من الفيتو الروسي الصيني
- ماذا عن ولاية المرأة في الدستور السوريِ الجديد؟
- الثورة السورية المخصية
- المادة الثالثة: وجعلناكم بعضكم فوق بعض درجات
- إفلاس العرب


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - قل للفضيحة بالمجلس الوطني....ماذا فعلت بمعارض متسعود؟