أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - وليد ياسين - النكبة – المحرقة والتثقيف الصهيوني لطلابنا في شبكة عمال















المزيد.....

النكبة – المحرقة والتثقيف الصهيوني لطلابنا في شبكة عمال


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3669 - 2012 / 3 / 16 - 08:53
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لا يمكن لأي انسان يملك حبة من ضمير أن يتجاهل الفظائع الرهيبة التي ارتكبها الوحش النازي في تلك الحقبة السوداء من تاريخ أوروبا، التي سبقت وواكبت الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من أن اوروبا كلها والعديد من دول آسيا، عانت وكانت شعوبها ضحية لفظائع الوحش النازي، ودفعت عشرات ملايين الضحايا على مذبح النازية، إلا أن الحركة الصهيوينة كانت الأقوى في الاستفادة من تلك الفظائع، واستغلالها اعلاميا وسياسيا واقتصاديا، إلى حد بات يبدو فيه وكأن المحرقة التي كان ضحيتها ستة ملايين يهودي، باتت العنوان الأوحد لجرائم الوحش النازي، في حين ينسى العالم أو يتجاهل ان عدد ضحايا الوحش النازي وحلفائه بلغ اكثر من 65 مليون نسمة، كان ثلثهم من دول الاتحاد السوفييتي سابقا، والتي تكبدت قرابة 27 مليون ضحية.

ولا ننسى ان وطننا الفلسطيني، والمشرق العربي كله كان ضحية لجرائم النازية والفاشية المتحالفة معه. فمن آثار تلك الفظائع، قيام الانتداب بفتح أبواب فلسطين امام المهاجرين اليهود الذين شكلوا العصابات الصهيوينة التي ارتكبت أفظع المجازر والمذابح بحق شعبنا الفلسطيني وهدمت أكثر من 500 قرية من قراه، واستولت على وطنه وشردت اكثر من 750 ألف فلسطيني من ديارهم.

وفي الوقت الذي تواصل فيه اسرائيل، حتى اليوم، جباية ثمن المحرقة من ألمانيا، خصوصا، والعالم اجمع، عامة، فانها لا تزال ترفض الاعتراف حتى بمسؤوليتها الأخلاقية عن نكبة شعبنا الفلسطيني، ناهيك عن رفضها المطلق تعويض اللاجئين عن ديارهم وأملاكهم التي استولت عليها العصابات الصهيوينة ولاحقا إسرائيل. لا بل دأب الإعلام الرسمي الإسرائيلي على إنكار طرد وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، والادعاء بأنهم خرجوا من تلقاء أنفسهم، وبأوامر من الجيوش العربية، وأن القوات الإسرائيلية "اضطرت" إلى القيام ببعض الأعمال التي سقط من جرائها ضحايا "دفاعاً عن نفسها" أمام الجيوش العربية!

إننا نطرح هذه المعطيات وهذه المقارنة الآن، لأمرين:

الأول، اقتراب موعد حلول ذكرى النكبة، ومسؤوليتنا الأخلاقية والسياسية عن تثقيف أولادنا على مجرياتها في ظل قانون منع إحياء ذكرى النكبة ورفض سلطات المعارف الإسرائيلية شمل الرواية الفلسطينية للنكبة في مناهج التعليم، بل ورفض السماح لمدارسنا بالقيام بمبادرات فردية لتثقيف أولادنا على تاريخ نكبة شعبهم.

والثاني، اقتراب موعد إحياء ذكرى المحرقة أو ما يسمى في إسرائيل "الكارثة والبطولة" والتي تكرس لها إسرائيل حيزا في الجهاز التعليمي، يشمل إرسال بعثات من الطلاب إلى بولونيا لتتبع خطوات ضحايا المحرقة اليهود في معسكرات الإبادة النازية.

لقد دأبت وزارة المعارف الإسرائيلية على تنفيذ برنامج الزيارات هذه إلى معسكرات الإبادة منذ سنوات عديدة، لكن الملاحظ أنها بدأت في السنوات الأخيرة، بدمج بعض الطلاب والشخصيات العربية في هذه الرحلات، تحت شعار التعرف على الآخر وعلى الجرائم ضد الإنسانية.

ويتضح أن شبكة مدارس "عمال" الفاعلة في الوسط العربي، تساهم في تطبيق هذا البرنامج، وترسل سنويا مجموعات من الطلاب العرب إلى معسكرات الإبادة ضمن وفود أخرى من مدارس عمال في الوسط اليهودي.

وكما أسلفنا، فإننا، كشعب يملك ضميرا إنسانيا ويعرف معنى المعاناة، ومعنى الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية، والتي كان شعبنا ولا يزال يتعرض لها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، فإننا لا ننكر مأساة اليهود في المحرقة، أسوة بعدم إنكارنا لمأساة الشعوب الأوروبية والأسيوية والعربية جراء فظائع النازية والفاشية، ولكننا نقف ونتساءل: ما دام يتم إرسال طلابنا إلى معسكرات الإبادة للتعرف على جرائم النازية بحق اليهود، فلماذا لا يتم تعريف طلابنا على نكبة شعبهم وما ارتكبته الصهيونية بحق أهلهم من جرائم؟ ولا نسأل بعد لماذا لا يتم تعريف الطلاب اليهود على نكبتنا، لأن دولتهم ترفض أساسا الاعتراف بمسؤوليتها عنها.

حين يقف مدير مدرسة عمال ويفاخر بإرسال مجموعة من طلابنا إلى معسكرات الإبادة من منطلق "أن على كل ذي ضمير أن يتفكر بالأعمال أللإنسانية والتي يصعب وصفها وتخيلها في الاعتداء الذي لحق بالإنسانية آنذاك"، ويقول أن مدرسته تشارك في هذه الفعالية "ضمن سياسة التعرف على الآخر ونبذ العنف بكل إشكاله وخصوصاً الجرائم ضد الإنسانية"، فإننا لا بد أن نسأله: ولماذا لا تعرف طلابك على نكبة شعبهم وعلى ما يرتكب بحقه من جرائم حتى اليوم؟

ونسأله: كم من طلابك يعرف عما حدث في النكبة؟ وكم من طلابك يعرف عن عدد القرى التي هدمتها العصابات الصهيونية خلال النكبة؟ وكم من طلابك يعرف عن عدد المساجد والكنائس التي تم تدميرها او تحويلها إلى خمارات وإسطبلات؟ وكم من طلابك يعرف عن أحداث يوم الأرض، وكيف ولماذا سقط الشهداء؟ وكم من طلابك يعرف عن أحداث هبة الأقصى، الحديثة العهد، وعن مجزرة مخيم جنين، بل كم من طلابك يعرف تفاصيل مجزرة شفاعمرو؟ وحين يذهبون للتنزه في أحراش هوشة والكساير، هل تشرحون لهم ان هذه الأشجار غرست على أنقاض بيوت كانت يوما تضج بالحياة، وانه وراء الأشجار، عبر الشريط الشائك، ما زالت آثار البيوت صارخة؟

وحين تسافر بطلابك إلى المطار، في طريقهم إلى بولونيا، هل تشرح لهم عن القرى المهجرة والمدمرة التي تمتد على طول الطريق الموصلة إلى المطار ؟ هل تشرح لهم انه في منطقة مطار اللد والرملة فقط كانت تقوم عشرات القرى الفلسطينية التي تم مسحها عن وجه البسيطة؟

إننا لا نتوقع من مدير عمال أي جواب موضوعي على هذه الأسئلة، لأنه ينفذ سياسة "عمال"، ومدرسة "عمال" ليست إلا شبكة أخرى من الشبكات التي تثقف على قيم الصهيونية وإعداد الطلاب للخدمة العسكرية والتعرف على البلاد، (طبعا على إسرائيل الحالية وليس على الأنقاض التي تقوم عليها) كما هو موثق في سجل أهداف شبكة "عمال"، والتي تشمل، أيضا، الحديث عن مشروع "رحلة الجذور إلى بولندا" الذي يتم في إطاره إرسال طلابنا إلى معسكرات الإبادة.

لقد تم إدخال مدارس شبكة عمال وغيرها من الشبكات المماثلة إلى الوسط العربي، تحت راية فتح أبواب التعليم الصناعي أمام الطلبة العرب، خاصة الذين لا يندمجون في سلك التعليم الثانوي المنهجي. ومع الوقت، بدأت تتكشف الجوانب الأخرى لأهداف هذه الشبكة، وفي مقدمتها تثقيف الطلاب على قيم الصهيونية، وتشجيع الخدمة العسكرية، وليس مستهجنا ان يتبعها التشجيع على الانخراط في مشروع الخدمة المدنية الذي يرفضه المجتمع العربي كله، والذي وللأسف نجح باختراق بعض مدارسنا.

وامام هذه الوقائع نتساءل وبكل مسؤولية وجدية: من ينقذ طلابنا من عمليات مسح الدماغ والتثقيف الصهيوني التي ستبعدهم عن تاريخهم وتراثهم وشعبهم؟ وهل يمكن بعد ذلك ان نستغرب مستقبلا إذا ما اتسعت حلقة شباننا العرب الذين ينخرطون في آلة الدعاية الإسرائيلية المدافعة عن الاحتلال والابارتهايد الإسرائيلي؟




#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللوقاحة، أيضا، حدود!!
- ختان الأنثى - في النقب تقليد مستورد يرفضه المجتمع
- بين روحي وروحك، فراشة..!
- الحاجة فولا (فيليتسيا لانغر) تستحق من شعبنا الفلسطيني اكثر م ...
- بين هنا.. وهناك (بحث عن الذات)
- المواطنة في دولة الأبارتهايد
- نقطة الصفر.. بين عامين!
- سالم جبران.. وداعاً
- توفيق طوبي الإنسان كما عرفته...
- بوعزيزي شعلة الانتفاضة التونسية
- مشاعر مختلطة في -أسبوع الآلام-
- مجزرة أسطول الحرية ومسألة الارهاب!
- على هامش مئوية شفاعمرو برعاية بيرس: بحر الدم الهادر من كفر ق ...
- في واحة -شاباك لاند-
- ناجي فرح يروي حكاية وطن ضاع يوم -قامت لِقْيامِة-
- شفاعمريون - من يخلد هذه الأسماء؟
- وداعا أخي احمد سعد، أيها الراسخ كحجارة البروة في وجه العاصفة
- حكاية يوم الأرض 1976
- كلينتون، صمتت دهرا ونطقت عهرا
- المواطنة مقابل الولاء لاسرائيل ورموز الصهيوينة، مشروع قانون ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - وليد ياسين - النكبة – المحرقة والتثقيف الصهيوني لطلابنا في شبكة عمال