أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مازن كم الماز - مجموعة أناركية ( لا سلطوية ) لا طليعة لينينية للأناركي الأمريكي واين برايس















المزيد.....



مجموعة أناركية ( لا سلطوية ) لا طليعة لينينية للأناركي الأمريكي واين برايس


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3669 - 2012 / 3 / 16 - 08:17
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


واين برايس
مجموعة أناركية ( لا سلطوية ) لا طليعة لينينية

لماذا نحتاج إلى منظمة أناركية .. و ليس "حزبا طليعيا" ...

يوجد اليوم عدد قليل فقط من الأناركيين الثوريين . ترفض غالبية الناس الأناركية و أي شكل من الراديكالية ( هذا إذا كانوا يفكرون فيها أصلا ! ) . بالنسبة لنا نحن الأناركيون هناك سؤال أساسي يتعلق بالعلاقة بين الأقلية الثورية ( نحن ) و الغالبية المعتدلة و غير الثورية ( حتى الآن ) . هل على الأقلية الثورية أن تنتظر قوانين الصيرورة التاريخية لكي تدفع الغالبية ( على الأقل الطبقة العاملة ) لتصبح ثورية , كما يقترح البعض ؟ في هذه الحالة ليس على الأقلية أن تفعل أي شيء في الواقع . أم أنه على هذه القلة من الراديكاليين أن تنظم نفسها لكي تنشر أفكارها التحررية بما يتوافق مع الصيرورة التاريخية ؟ إذا كان الحال كذلك فهل على القلة الثورية أن تنظم نفسها بصورة مركزية من الأعلى إلى الأسفل , أو أنه يمكنها أن تنظم نفسها في فيدرالية ديمقراطية بشكل جذري , بما يتوافق مع هدفها في الحرية ؟
ربما أن التيار الأكثر إثارة اليوم في اليسار اليوم هو نمو أناركية الصراع الطبقي المؤيدة لفكرة التنظيم . يشمل هذا التيار تيار البلاتفورم الأممي , و حركة especifismo في أمريكا اللاتينية و بقية العناصر ( البرنامجية أو البلاتفورمية التي ألهمها البرنامج التنظيمي لعام 1926 للاتحاد العام للأناركيين ) . حتى بعض التروتسكيين لاحظوا أن "البرنامجية أو البلاتفورم هي أكبر التيارات اليسارية في الأناركية المعاصرة .. " ( التيار البلشفي الأممي ) .
في مركز أناركية النضال الطبقي المؤيدة لمبدأ التنظيم يسود الاعتقاد بأنه يجب على الأناركيين أن ينظموا أنفسهم بما يتوافق مع أفكارهم . ينطبق هذا خاصة على أولئك الذين يتفقون على برنامج ثورة اجتماعية لا سلطوية ستقوم بها الطبقة العاملة العالمية و كل المضطهدين . الاعتقاد بأنه عليهم ينظموا جمعية طوعية أناركية خصوصا . ستبنى كفيدرالية ديمقراطية تتألف من مجموعات أصغر . منظمة كهذه ستنتج أدبا سياسيا و ستعمل على نشر أفكارها . بوجود الوحدة البرنامجية و التكتيكية , سيشارك الأعضاء في اتحادات أو جمعيات أوسع أقل تجانسا كالنقابات , منظمات الأحياء , مجموعات مناهضة الحرب , و سيشاركون أيضا في مجالس العمال و الأحياء – عندما ستظهر في المراحل الثورية . لن تكون هذه المنظمات الأناركية "أحزابا" , لأنها لا تهدف للاستيلاء على السلطة لنفسها . ستعمل هذه المنظمات على أن تقود من خلال أفكارها و بقوة المثال , و ليس من خلال الاستيلاء و السيطرة على المنظمات الشعبية , عدا عن أن تستولي على سلطة الدولة .
هذه المقاربة ( التي لخصتها للتو بشكل مكثف جدا ) هوجمت من جهتين . من جهة الأناركيين الرافضين للتنظيم ( بما في ذلك الفردانيين , البدائيين , "ما بعد اليسار" , من بين آخرين ) . لقد قبل هؤلاء على الأكثر بتعاونيات محلية , و أحيانا , إقامة أكثر الاتحادات ضعفا ( أو تخلخلا ) بينها ( "شبكة" مثلا ) . لقد شجبوا الأناركية المؤيدة لفكرة التنظيم على أنها محاولة لبناء أحزاب سلطوية جديدة , لينينية بالضرورة . و شجبها اللينينيون الحقيقيون لأنها ليست لينينية . العمل الوحيد الموسع للينينيين عن هذه المسألة ( كراس البلاتفورمية و البلشفية , للتيار البلشفي الأممي , 2002 ) أعلن أنه توجد هناك "هوة سياسية بين بلاتفورم عام 1926 و البلشفية" . و يقول "أن البلاتفورميين هم أناركيون أكثر من اللزوم بالنسبة للبلاشفة , و بلاشفة بالنسبة للأناركيين" , رغم أن "مدى ابتعاد البلاتفورميين عن تراثهم التحرري قد بولغ به غالبا من قبل منتقديهم الأناركيين" . الحل الوحيد كما يزعم المؤلفون هو في تبني الحزب الطليعي اللينيني المركزي و دولة العمال الديكتاتورية . يتفق الأناركيون المعادون للتنظيم مع اللينينيين في أن المنظمة الثورية الفيدرالية الديمقراطية بشكل جذري و اللاسلطوية هي شيء غير ممكن .
يشير التروتسكيون إلى أن الحركات الأناركية قد فشلت بشكل مستمر في تحقيق مجتمع حر . و زعموا أن الثورات الوحيدة الناجحة قادتها أحزاب لينينية . الرد الأناركي الواضح على هذا هو أن هذه "النجاحات" اللينينية قد انتهت بدول توليتارية بشعة قتلت عشرات ملايين العمال و الفلاحين . يريد الأناركيون أن يطيحوا بالرأسمالية دون أن ينتهي بهم الحال إلى مثل هذه "النجاحات" . ( أيضا , فشلت كل أشكال اللينينية تماما في تحقيق الهدف الرئيسي لماركس و لينين في قيام ثورات للطبقة العاملة في بلدان صناعية إمبريالية ) . ما يزال هذا يطرح سؤالا هاما : كيف يمكن للأناركية أن تتجنب تكرار تاريخها من الفشل و الهزائم ؟ كيف يمكن لنا , دون أن نخلق دول على النمط الستاليني , أن نطيح بالرأسمالية العالمية ؟ لقد طورت الأناركية المؤيدة لفكرة التنظيم خصيصا لتتعامل مع هذه المشكلة .
هناك خلافات مشابهة حول تشكيل تنظيمات بين الماركسيين التحرريين ( أو الداعين للاستقلال الذاتي autonomist ) كتلك التي بين الأناركيين . كانت هذه أحد مسائل الانقسام بين سي ل ر جميس و رايا دونفسكايا . و كانت أيضا أحد قضايا الحركة الشيوعية المجالسية , حيث أخذ منظرون مختلفون مواقفا مختلفة . في مجموعة اشتراكية أو بربرية في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية وقع انقسام بين كورنيلوس كاستورياديس الذي أخذ موقفا مريدا للتنظيم و بين كلود ليفورت الذي أخذ موقفا معاديا للتنظيم . المفكرون المشابهون لاشتراكية أو بربرية البريطانيون في مجموعة التضامن , مثل موريس برينتون , تبنوا موقفا مؤيدا للتنظيم .
في بقية هذا المقال , سأستعرض الحجج الأناركية دفاعا عن شكل ما من التنظيم السياسي , بما في ذلك النقاش التاريخي بين الأناركيين النقابيين و الأناركيين الشيوعيين . ثم ساستعرض بعدها النقد الأناركي للحزب اللينيني . و سأعرج على الثورة الروسية لأبين أن ضرورة المركزة اللينينية ليست إلا أسطورة . لقد قاد الحزب البلشفي الثورة الروسية عندما كان البلاشفة أقرب ما يمكن إلى فيدرالية أناركية .

المنظمة الأناركية السياسية الثورية

يبدو أن كثير من الأناركيين يعتقدون أن يوما ما سيأتي عندما سيرى معظم الناس لا جدوى المجتمع السلطوي . أنهم جميعا , كشخص واحد , و في نفس اللحظة , سيفتحون عيونهم على اغترابهم , سينهضون , و يستعيدون مجتمعهم . تسمى هذه الرؤية أحيانا "العفوية" . لسوء الحظ لا تسير الأمور بهذه الطريقة . عموما , بعد انتظار طويل , يصبح الناس أكثر راديكالية بشكل غير متجانس . في الأوقات المحافظة , يصبح الناس ثوريين بالواحد و الاثنين . عندما تصبح الأمور أكثر راديكالية , يصبحون كذلك بالمجموعات و الزمر . ثم عندما تتحرك الأمور إلى فترة من الراديكالية , تصبح طبقات ( بأكملها ) ثورية . أخيرا في فترات الثورة تنهض شعوب بأكملها . لكن كثيرا أو أغلب الأشخاص الذين أصبحوا راديكاليين حديثا لم يفكروا بعد في أهدافهم أو استراتيجياتهم . إنهم يكونون مفعمين بالطاقة لكن مشوشين و غير واثقين حتى يقوموا بترتيب أفكارهم من خلال التجربة . من السهل في تلك الأوقات على الإصلاحيين أن يضللوهم و يقودوهم إلى الطرق القديمة , أو على المجموعات السلطوية أن تقيم حكاما جدد . لقد ظهر هذا كله من كل التاريخ الكئيب لثورات ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا و "العالم الثالث" . أكثرها قربا رأينا النتائج البائسة للثورة الإيرانية التي وضعت آيات الله في السلطة , أو حالة الأرجنتين , حيث أنتجت الثورات الجماهيرية فقط نظاما رأسماليا أكثر يسارية بدرجة محدودة جدا فقط ( لكن النضالات لم تنته بعد في الأرجنتين و بقية أمريكا اللاتينية ) .
عندما تصبح مجموعات و فئات من الشغيلة راديكالية , تتوفر لهم الفرصة لينظموا أنفسهم لينشروا أفكارهم بشكل فعال بين بقية السكان ( الذين لم يصبحوا راديكاليين بعد ) . هذا لا يتناقض مع التنظيم الذاتي لكل المضطهدين . إنه جزء عضوي من هذا التنظيم الذاتي .
ستتنظم الكثير من المجموعات حسب القواعد السلطوية ( إما الإصلاحية أو في سبيل قيادة ثورية جديدة ) . هذا سيحدث حتما بما أن السلطوية هي كل ما نعرفه . لكن هناك فرصة بأن يقوم البعض بتنظيم أنفسهم في اتجاهات تحررية مساواتية تعاونية – أي أنهم سيصبحون أناركيين أو لا سلطويين . هذا مهم جدا إذا كان علينا ألا نكرر التاريخ الكارثي لهزيمة الثورات العمالية .
ستساعد المنظمة السياسية اللاسلطويين في أن يتحدثوا مع بعضهم البعض , أن يعلموا بعضهم البعض , يطوروا نظريتهم , و تكتيكاتهم و استراتيجيتهم , تحليلهم لما يجري و ما يمكن فعله , و رؤيتهم لما يمكن لمجتمع اشتراكي أن يبدو عليه . يمكنهم مناقشة ما تعلموه من الآخرين و ما يمكن أن يقدموه لتعليم الآخرين . كونهم جزء من منظمة يمكن أن يساعدهم بمقاومة التأثير المحافظ و المحبط لبقية المجتمع عليهم . شيء يشبه ما قصده الأناركي بول غولدمان عندما قال "يكفي إيجاد و تشكيل فرقة , مائتين , من المتشابهين في أفكارهم , لنعرف أننا عقلاء رغم أن غالبية المدينة من المجانين" .
المسألة هنا هي العلاقة بين الأقلية التي توصلت إلى استنتاجات ثورية و الغالبية غير الثورية في معظم الأوقات – ما عدا في الأوقات الثورية . ( حقيقة أن الغالبية قد أصبحت ثورية هي بالتعريف ما يجعل فترة ما ثورية ! ) . الأناركيون العفويون و المعادون للتنظيم لا يروا أن هذه مسألة تستحق , إنهم ينكرون أنها موجودة . بالنسبة إليهم حتى الحديث عن أقلية ثورية يعني أنك سلطوي . إنهم يعيشون في حالة إنكار . من الممكن مواجهة أخطار السلطوية فقط إذا اعترفنا أنها يمكن أن تنشأ من الانقسام بين أقلية ثورية و بين الأغلبية . الأناركية التي تؤيد فكرة التنظيم هي طريقة للتعامل مع هذا الانقسام , للتغلب عليه من خلال سياسات عملية , إنها طريقة متمايزة ( مختلفة ) عن اللينينية .
سيكون للفيدرالية الأناركية الثورية مهمتين مرتبطتين ببعضهما , داخل المنظمات الشعبية الأكبر . الأولى هي النضال ضد كل المنظمات السلطوية التي ستظهر حتما : الستالينية , الاشتراكية الديمقراطية , الليبرالية , الفاشية , الخ . كل هؤلاء سيحاولون إضعاف ثقة العمال بأنفسهم , و إضعاف المبادرة الشعبية . سنناضل ضد هذه المجموعات , سنحاربها و سنشجع العمال , النساء , الأقليات العرقية و القومية , الخ , على أن يثقوا بأنفسهم , و أن يستولوا على السلطة لأنفسهم , و أن يعتمدوا على أنفسهم و ليس على أي مخلص من أعلى .
المهمة الأخرى المرتبطة مع الأولى هي إقامة تحالفات مع أي أفراد أو مجموعات يمكننا التحالف معهم – مع أي شخص يسير في اتجاهنا . لا أحد يملك كل الأجوبة . مثلا في مجتمع هائل كأمريكا الشمالية , من المستبعد أن نجد منظمة واحدة ( "طليعة" ) تجمع أفضل المناضلين و أفضل الأفكار . يجب على الأناركيين الثوريين أن يكونوا مستعدين ليشكلوا جبهات متحدة مع أية مجموعة تتطور في الاتجاه اللاسلطوي .
كثير من هذه القضايا طرحت في المؤتمر الأناركي العالمي ( الأممي ) عام 1907 في أمستردام . الذي حضره قرابة 80 أناركي من كل أوروبا , من شمال و جنوب أمريكا , و أمكنة أخرى , بما في ذلك معظم الشخصيات المعروفة في ذلك الوقت , مثل إيما غولدمان . من بين المواضيع التي نوقشت فيه , حث بيير موناتي , و هو أناركي نقابي فرنسي , الأناركيين على التوجه إلى النقابات للمساعدة في تنظيمها و بنائها . قال أنه هذه هي الطريقة لكي يكسر الأناركيون عزلتهم في دائرة ضيقة , و مشاركتهم في تمردات عديمة الجدوى ( و بالنسبة لقلة منهم ) في الإرهاب . أعلن أنها الطريق بالنسبة للأناركيين ليقيموا الصلات مع العمال و ليشاركوا في حياتهم و في نضالاتهم .
ممن تحدث ضده كان الأناركي الشيوعي الإيطالي إيريكو مالاتيستا . ( هذه الأوصاف خادعة بما أن الأناركيين النقابيين يوافقون على أن هدفهم هو الأناركية الشيوعية , بينما يوافق الأناركيون الشيوعيون على أن النقابات مفيدة ) . وافق ملاتيستا على أنه من المهم بالنسبة للأناركيين أن يشاركوا في النقابات . لكنه اعترض على الفكرة الضمنية بأنه على الأناركيين أن يحلوا أنفسهم في النقابات . حذر أن هذا خطير لأنه على النقابات بسبب طبيعتها الخاصة أن تجتذب العمال الذين لديهم اختلاف كبير في مستوى وعيهم , محافظين و اشتراكيين دولتيين إضافة إلى الأناركيين . في نفس الوقت فإن مهمة النقابات هي التفاوض على ظروف عمل أفضل و على أجور أفضل تحت الرأسمالية طالما لا يوجد هناك وضع ثوري . أي أنه على النقابات أن تتكيف مع كل من الوعي الأكثر محافظة لغالبية أعضائها و مع الضرورات العملية للسوق الرأسمالية . لذلك استنتج مالاتيستا و آخرون أن العمال الأناركيين يحتاجون أيضا أن ينظموا أنفسهم في منظمات أناركية خاصة , ليناضلوا في سبيل الأفكار الأناركية . أن عليهم أن يعملوا داخل و خارج النقابات , و أن يتعاملوا ليس فقط مع مسائل النقابة بل مع كل نضال ضد الاضطهاد في أية طبقة .
( بشكل دقيق يعرف كثير من اليساريين اليوم بالتفصيل نقاش لينين مع "الاقتصاديين" – و هم ماركسيون أرادوا التركيز فقط على تنظيم النقابات – كما لخص في كتاب لينين ما العمل ؟ لكنهم لا يعرفون أي شيء عن النقاش بين مالاتيستا و مونتاي الذي تناول نفس القضية . لذلك يلاحظ تروتسكيو التيار البلشفي الأممي و المفاجأة واضحة عليهم , " ... لدي البلاتفورميين سجل من المشاركة في النضالات لتوسيع و تطوير الحقوق الديمقراطية .. هذا يظهر تفهما متطور نسبيا لآلية عمل الدولة الرأسمالية , و هو متطابق مع فهم لينين ( في ما العمل ) ..." ) .
كان مونتاي محقا في أهمية انضمام الأناركيين إلى النقابات . بهذه المقاربة سيكسر الأناركيون عزلتهم و يكسبوا نفوذا كبيرا بين العمال و غيرهم . لكن مالاتيستا كان أيضا على صواب . النقابة الفرنسية التي كانت ذات يوم على قدر عالي من الكفاحية CGT أصبحت أكثر فأكثر محافظة . كل ما احتفظ به قادة النقابة من أناركيتهم الأصلية هي الرغبة بالإبقاء على النقابة مستقلة عن الأحزاب السياسية . عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى قدمت هذه النقابات الفرنسية دعمها للحرب و للحكومة . انتقل مونتاي عندها إلى معارضة بيروقراطية النقابات و موقفها الداعم للإمبريالية .
كان الأناركيون النقابيون الإسبان مدركين لما حدث في فرنسا و رأوا في النقابات الإسبانية CNT اتجاهات مشابهة . لكن على عكس النقابيين الأناركيين الفرنسيين , نظم الأناركيون الإسبان أنفسهم في فيدرالية أناركية خاصة , FAI , داخل ال CNT . لذلك كانوا قادرين على مواجهة الميل البيروقراطي النقابي ( و فيما بعد الشيوعيين ) . أيا تكن أخطائها النهائية فإن الفيدرالية الأناركية الإيبيرية FAI تبقى مثالا مهما بالنسبة للأناركيين المؤيدين لفكرة التنظيم .

الحزب اللينيني

كما هو معروف جيدا , فإن مفهوم الحزب هو مفهوم أساسي في اللينينية . و قد عبر عنه في صيغ مختلفة . الوثيقة الرئيسية للتروتسكية ( و هي تفريعة من اللينينية ) هي "البرنامج الانتقالي" لتروتسكي لعام 1938 . الجملة الأولى فيه – و فكرته الأساسية – هي أن "الوضع السياسي العالمي ككل يتميز بأزمة تاريخية في قيادة البروليتاريا" . أي أن المشكلة الأساسية ليست في محافظة جمهور الشغيلة , لأنهم من وقت لآخر نهض العمال و المضطهدون في هذا العصر ضد الرأسمالية . المشكلة هي أن الاشتراكيين الديمقراطيين , الليبراليين , الستالينيين , و القوميين هم القادة المحترمون و المتجذرين . قادت هذه النخب العمال إلى شكل ما من الاضطهاد القديم نفسه . ما نحتاجه إذن هو بناء قيادة جديدة , حزب يلتزم بالبرنامج الثوري في أقواله و أفعاله , يمكنه أن يكسب دعم غالبية العمال و المضطهدين .
فضيلة أو ميزة هذه الفكرة هي أنها تخبر الأقلية الثورية ألا تلوم العمال على فشل الثورة . هذا لا ينكر أن الوعي غير الثوري لأغلب العمال ليس مشكلة . لكن لا معنى للشكوى من "تأخر أو تخلف" الغالبية , أكثر مما في النظرة الرومانتيكية للعمال . سيدفع انحطاط الرأسمالية بشكل متكرر الطبقة العاملة لكي تثور . مهمة الأقلية الثورية أن تطور نظريتها الخاصة , تحليلها , استراتيجيتها , تكتيكاتها و ممارستها الفعلية .
السيء في هذه الفكرة عن القيادة هو أنها تؤدي إلى رؤية القيادة كشيء كلي الأهمية ( شديد الأهمية ) . تصبح المهمة استبدال القادة السيئين بقادة جيدين , الأحزاب السيئة بحزب جيد , حزب ذا أفكار صحيحة . عوضا عن التركيز على استنهاض الجماهير , و تشجيع استقلاليتها و اعتمادها على ذاتها , فإنها تؤدي إلى أن كل ما نحتاج إليه هو أن نضع القيادة الصحيحة في السلطة . في أسوأ الأحوال , يصبح الحزب بديلا عن الطبقة العاملة .
يفهم اللينينيون حزبهم كمنظمة مركزية – في ظل "الديمقراطية المركزية" . يستندون في هذا على رؤيتهم للاشتراكية , التي يفهمونها كاقتصاد مركزي تديره دولة مركزية . إن حزبا مركزيا ضروري لتحقيق هذا , و ما أن يتم إنجازه , فإنه ضروري أيضا لإدارة اقتصاد مركزي دولتي . في النظرية "سيختفي" كل من الدولة و الحزب ( يوما ما ) , لكن الاقتصاد سيبقى مركزيا – و سيكون على مستوى دولي لا أقل . هذه الفكرة ليست إلا كابوسا بيروقراطيا .
"المركزية" ليست مجرد تنسيق , توحيد , أو تعاون . المركزية ( "ديمقراطية" أم أي شيء آخر ) تعني أن كل شيء سيدار من مركز ما . أن هناك أقلية مسؤولة . كما شرحها بول غودمان "إنها شركة مركزية .. سلطة من الأعلى إلى الأسفل . تجمع المعلومات من الأسفل على الأرض و تعدلها لتصبح مفيدة أو قابلة للاستعمال من أولئك الذين في الأعلى , تتخذ القرارات في القيادات , و تنقل السياسة و جدول الأعمال و الإجراءات المطلوبة العامة إلى الأسفل عبر سلسلة قيادة .. اخترع هذا النظام لتوفير الانضباط في الجيوش , للاحتفاظ بالسجلات , و لجمع الضرائب , و القيام بالوظائف البيروقراطية , و .. لأجل الإنتاج الكلي أو الشامل" . هذا هو النموذج الأساسي للمجتمع الرأسمالي , و ما يفعله الحزب اللينيني هو أنه يحافظ عليه . هذه هي الدولة الرأسمالية في شكلها الجنينية , و علاقة رأس المال / العمل في الممارسة .
لنكن واضحين , للفيدرالية الأناركية أيضا درجة من "المركزية" , أي , أجهزة محددة و أفراد محددين يخصصون بمهام محددة من قبل كل أعضاء الفيدرالية . لكن هذه المجموعات المركزية منتخبة و يمكن استبدالها في أي وقت , مع تدوير المهام بين الأعضاء . بالتعريف توازن الفيدرالية بين المركزية و الامركزية , بالقدر المطلوب بدقة من المركزية – بين الأناركيين , مع أعظم ما يمكن من اللامركزية .
بين اللينينيين , فإن الحزب المركزي مبرر فلسفيا .حيث يفترض أن الحزب يعرف الحقيقة , إنه يعرف "الاشتراكية العلمية" . يعتبر الحزب تجسيدا للوعي البروليتاري . الوعي البروليتاري ليس بمعنى ما تؤمن به البروليتاريا فعليا بل ما عليها أن تؤمن به , ما يجب عليها ان تؤمن به , و الذي يعرفه الحزب فقط بالتأكيد . لذلك لا يوجد أي شيء يمكن للحزب أن يتعلمه من أي شخص خارج الحزب . و يفترض أن قيادة الحزب هي الأكثر معرفة بهذه الحقيقة . لذلك يجب أن يكون الحزب مركزيا , مع قيادة مركزية مستقرة . إنها تتحمل "عبء الرجل البارز" ( في استخدام لعبارة عبء الرجل الأبيض للشاعر الانكليزي كيبلينغ التي استخدمت لتبرير الاستعمار الأوروبي الأبيض – المترجم ) . الحزب – أو قيادته العليا – هي "الطليعة" .
لا أريد هنا المراوغة فيما يتعلق بتعريف الكلمات , فما ما يهم هي الأفكار . كان هناك أناركيون أيضا استخدموا كلمة "طليعة" ليصفوا أنفسهم . استخدموا هذا التعبير ليبينوا أنهم كانوا في مقدمة التفكير السياسي , أنهم كانوا الثوريين الأكثر تطرفا , يسار اليسار . استخدموا تعبير "طليعة" كما استخدم الفنانون الكلمة الفرنسية avant-garde ( طليعة ) , أولئك الموجودين على الجبهة الأمامية لأفكار جديدة . لكن كلمة "الطليعة" لم تعد تعني فقط مجموعة لها أفكارها الخاصة , أي الأقلية الثورية . لقد أصبحت تعني أولئك الذين يعتقدون أنهم يملكون كل الأجوبة و يملكون بالتالي الحق في حكم الآخرين . هذا هو ما يرفضه الأناركيون .
مثلا يقول كراس التيار البلشفي الأممي أن البلاشفة كانوا على حق في الإبقاء على ديكتاتورية الحزب الواحد في المراحل الأولى من تاريخ الاتحاد السوفيتي ( عندما كان لينين و تروتسكي في السلطة ) . يقولون أن هذا كان صحيحا رغم أن غالبية العمال ( عدا عن معظم الفلاحين ) لم يعودوا يدعمونهم . لو أنهم سمحوا بتصويت حر للسوفييتات , لكان العمال و الفلاحون صوتوا ضدهم , منتخبين الاشتراكيين الثوريين اليساريين ( الشعبيين ) , المناشفة ( الاشتراكيين الإصلاحيين ) و الأناركيين . إنهم يزعمون أن هذا كان سيؤدي للعودة إلى الرأسمالية و لسمح بالتالي بصعود فاشية بدائية . سواء كان هذا صحيحا أم لا , فإن التروتسكيون يبررون حكم ديكتاتورية حزب أقلية , لأن هذا الحزب يعرف ما هو الأفضل للشعب . لكن هذه المقاربة لم تؤد إلى الاشتراكية , بل إلى الستالينية , او الثورة المضادة من خلال الحزب . كانت الستالينية توليتارية وحشية بقدر ما كانت النازية . بحسب كراس التيار البلشفي الأممي لم يعد الحزب البلشفي حزبا ثوريا بحلول عام 1924 , ليس بعد ثورة 1917 بوقت طويل . لذلك فإني أستنتج أنه كان من الأفضل للبلاشفة أن يتمسكوا بالديمقراطية الثورية للسوفييتات الأصلية , حتى لو جاء التصويت ضد بقائهم في السلطة . لم يكن ليحدث أسوأ مما حدث .


أسطورة الثورة البلشفية

يعتقد على نطاق واسع أن الثورة الروسية قد أثبتت الحاجة لحزب طليعي مركزي مبني من الأعلى إلى الأسفل على النمط البلشفي . من دون حزب كهذا قيل أنه لم يكن من الممكن أن تحدث ثورة اشتراكية . نحتاج لذلك إلى بناء ذلك النوع من الأحزاب اليوم . إن هذه الحجة هي حجة ميثيولوجية ( أسطورية ) غالبا .
لقد بنى لينين عندما كان في المنفى في أوروبا جهازا بيروقراطيا من كوادر محترفين , لكنهم لم يتمكنوا أبدا من السيطرة على الكوادر الفعليين للحركة الماركسية في الإمبراطورية الروسية . تأثرت الحركة الاشتراكية بالقمع القيصري إضافة إلى الفئوية الداخلية , التي يعتبر الانشقاق بين البلاشفة و المناشفة أكثرها شهرة فقط . لخص موراي بوكشين هذا : "كان الحزب البلشفي .. منظمة غير شرعية في معظم السنوات السابقة على الثورة . و قد حطم الحزب و أعيد بناءه باستمرار , مما أدى هذا إلى أنه حتى تولى السلطة لم يتصلب ( يتشكل ) أبدا في الواقع إلى ماكينة بيروقراطية هرمية مركزية بالكامل . أكثر من ذلك , فقد مزقته الانشقاقات .. حتى الحرب الأهلية" .
قدم هال درابر نقاطا ( أفكارا ) مشابهة : "أخذت الأشكال الأولى من الحزب الجماهيري في روسيا شكل حلقات عمالية محلية و ليس شكل فصائل , و بقيت تلك الحلقات فضفاضة و شكلت فيما بينها اتحادات إقليمية فضفاضة ... كانت منظمات الأعضاء في روسيا هي مجموعات الحزب المحلية و الإقليمية التي قد تكون نتيجة تعاطفها جزءا من البلاشفة أو المناشفة أو أنها قد تغير دعمها من طرف لآخر من وقت لآخر , الخ . في كل مرة يعقد فيها مؤتمر أو كونفرنس ( مجلس ) للحزب كان على كل مجموعة حزبية أن تقرر فيم إذا كانت ستحضر هذا المؤتمر أم ذاك أم كليهما ... قد يقرر أعضاء الحزب الأفراد في روسيا أو المجموعات الحزبية توزيع جريدة لينين أو لسان حال المناشفة أو ألا يوزعوا أيا منها – كثيرون كانوا يفضلون لسان حال "غير فئوي أو تكتلي" كما فعل تروتسكي في فيينا أو أنهم قد يستخدمون في عملهم منشورات البلاشفة تلك التي يحبونها إلى جانب منشورات المناشفة و الآخرين , أي أن هذه كانت تشكل أساسا أو قاعدة حرة" .
دور البلاشفة في الإطاحة الفعلية بالحكومة المؤقتة الرأسمالية درسه عن قرب الكسندر رابينوفيتش . من خلال دراسته للمذكرات المبكرة للناشطين البلاشفة و قراءة الصحف البلشفية لتلك الأيام , استنتج أن ".. الوحدة المتراصة ( الصارمة ) تقريبا و "الانضباط الحديدي" للحزب البلشفي في عام 1917 كان إلى حد كبير مجرد أسطورة .." . لم تكن لجنة الحزب المركزية قادرة على السيطرة على الكثير من المنظمات الإقليمية و المحلية و لم تحاول حتى أن تفعل ذلك عادة . حتى في الأماكن المركزية لمدينتي بتروغراد و موسكو الرئيستين , كانت هناك أجهزة بلشفية مستقلة نسبيا نشرت صحفها الخاصة و وضعت سياساتها المباشرة بنفسها . في اللجنة المركزية كان هناك مناضلون ذوي إرادة قوية دافعوا عن آرائهم , متجاهلين في بعض الأحيان الانضباط الحزبي . في ذلك الوقت فتح الحزب أبوابه لعشرات الآلاف من الأعضاء العمال الجدد , الذين هزوا هذه الأوضاع بشكل مؤثر ( معتبر ) . عندما عاد لينين إلى روسيا اعتمد على هؤلاء الأعضاء الكوادر الجدد لينقض السياسات المحافظة للبلاشفة القدامى . استنتج رابينوفيتش أن هذه الانقسامات "اللامركزية و غير المنضبطة" سببت بعض المصاعب , لكنها كانت عموما مفيدة بشكل حيوي . ".. مرونة منظمات البلاشفة , و انفتاحها و تجاوبها النسبي .. كانت مصدرا هاما لقوة الحزب و قدرته على الوصول إلى السلطة" .
جرى خلق حزب مركزي متراص فقط بعد الثورة , أثناء الحرب الأهلية ضد الحراس البيض المعادين للثورة . عندما انتهت الحرب الأهلية عام 1921 قاموا بسحق الثورة في قلعة كرونشتادت البحرية , و هزموا المعارضة الداخلية في الحزب – اللذين طالبا كلاهما بالمزيد من الديمقراطية للطبقة العاملة . أقنع لينين البلاشفة ( الذين غيروا اسمهم الآن إلى الحزب الشيوعي ) بمنع كل التكتلات الداخلية و كل اجتماعاتها ( و وافق تروتسكي على ذلك ) . "أخذ البلاشفة بمركزة حزبهم لدرجة أنهم أصبحوا معزولين عن الطبقة العاملة" . ( بوكشين ) . أصبح الحزب أكثر بيروقراطية حتى و مقموعا داخليا بانتصار ستالين عام 1924 و ما بعد ذلك .
صنع الحزب البلشفي الثورة الروسية عندما كان هذا الحزب أشبه ما يمكن بفيدرالية أناركية ! الحزب المركزي المتراص لم يكن حزب الثورة بل حزب الثورة المضادة . الأحزاب الللينينية السلطوية التي صنعت الثورات الصينية , الفيتنامية , اليوغسلافية و الكورية الشمالية , تشكلت على نمط حزب الاتحاد السوفيتي الستاليني . أراد ماو و الآخرون حزبا يخلق نظام رأسمالية دولة توليتاري ( شمولي ) مشابه .
هناك جانب أسطوري آخر من الصورة الشائعة عن الثورة الروسية و الحزب البلشفي . و هي فكرة أن البلاشفة كانوا هم من أسقط الحكومة المؤقتة لوحدهم . هذا غير صحيح . الاستيلاء الأساسي على السلطة قامت به جبهة موحدة من الحزب البلشفي , الحزب الاشتراكي الثوري اليساري , و الأناركيين . لعب البلاشفة دورا قائدا بسبب ضعف المجموعتين الأخريين لكن لم يكن بمقدورهم فعل ذلك بمفردهم . كان الاشتراكيون الثوريون اليساريون ورثة تيار الشعبيين الفلاحي الروسي , و كان لديهم برنامج اشتراكي تحرري . على عكس البلاشفة , كانوا يتمتعون بدعم بين الفلاحين . كانت نقطة ضعفهم هي ارتباطهم بالجناح اليميني في الحزب الاشتراكي الثوري الذي انفصلوا عنه فقط في عام 1917 . كان الأناركيون نشيطين في المدن الرئيسية و الكثير من الصناعات . لعب النقابيون ( السينديكاليون ) الأناركيون دورا هاما في بناء مجالس المصانع . لسوء الحظ كان الأناركيون منقسمين إلى عدة تيارات و تفوقت عليهم الأحزاب السياسية تنظيميا . ( يبدو أن النقابيين الأناركيين كانوا أحسن تنظيما من الأناركيين الشيوعيين من ناحية تمكنهم من نشر جرائدهم الخاصة و جعل آرائهم معروفة على مستوى الشعب ) .
اتفق الاشتراكيون الثوريون اليساريون و الأناركيون مع البلاشفة على الحاجة للإطاحة بالحكومة المؤقتة البرجوازية و استبدالها بالسوفييتات . و تعاونوا جميعا في إطار اللجنة العسكرية التي قادها تروتسكي التي أطاحت بالحكومة المؤقتة . شكل بعدها الاشتراكيون الثوريون اليساريون حكومة مشتركة مع البلاشفة في السوفييتات . شارك الأناركيون في السوفييتات و دعموا عموما سياسات الاشتراكيين الثوريين اليساريين . كانت نهاية هذه الجبهة المشتركة عبارة عن خطوة هائلة نحو ديكتاتورية الحزب الواحد من قبل الشيوعيين . ( كيف تطور هذا شيء أكثر تعقيدا من التطرق إليه هنا ) . في عام 1921 إلى جانب منع كل الاجتماعات الداخلية التكتلية داخل الحزب الشيوعي , طالب لينين و تروتسكي أيضا بالمنع ( التجريم القانوني ) النهائي لكل الأحزاب لأخرى , مهما كانت درجة استعدادها لدعم الاشتراكية . لقد خلقت الديكتاتورية الصارمة المركزية للحزب الواحد , و لو أنها مرت بعدة مراحل أخرى قليلة قبل أن يثبتها ستالين نهائيا . لكن لم تكن هذه هي الطريقة التي صنعت بها الثورة .

النتيجة

أيا تكن إنجازاتها , فقد فشلت الأناركية مرارا في خلق مجتمع حر تعاوني . الثورات التي أثر فيها الأناركيون هزمت , أو "نجحت" بأن استولى عليها statists الدولتيون ( أنصار فكرة الدولة المركزية – المترجم ) . هناك اليوم صعود جديد للأناركية على صعيد العالم . ينظر قسم كبير من الناشطين إلى اتجاه النضال الطبقي المؤيد لفكرة التنظيم داخل الأناركية التاريخية , كما عبر عنها مالاتيستا , و البرنامجيين ( البلاتفورميين ) , الفيدرالية الأناركية الإيبيرية ( المنظمة الأناركية الأساسية في الثورة الإسبانية 1936 – 1939 إلى جانب و ضمن الكونفيدرالية الوطنية للعمال CNT – المترجم ) و especifistas . بعضنا يؤيد أيضا التيار المؤيد لفكرة التنظيم في الماركسية الداعية للاستقلال الذاتي autonomist Marxism . إننا ندعو إلى فيدراليات ديمقراطية منظمة حول برنامج ثورة أممية تقوم بها الطبقة العاملة و كل المضطهدين . يدين الأناركيون المعادون للتنظيم هذا على أنه خلق لأحزاب على النمط اللينيني . أيا تكن دوافعهم , ففي الممارسة يتخلى أعداء التنظيم عن تنظيم أناركي فعال ضد الرأسمالية و الدولة . بينما يبني اللينينيون في نفس الوقت أحزابا تعيد خلق الانقسام المركزي في الرأسمالية الدولتية بين القائد و من يقودهم . إنهم ينشرون صورة مزيفة سلطوية لكيفية تحقق الثورة الروسية . لكننا ما نزال نعتقد بأن انعتاق الطبقة العاملة و المضطهدين هو مهمة العمال و المضطهدين أنفسهم . إننا نعتقد بأن تشكيل فيدراليات أناركية ثورية هو جزء من التنظيم الذاتي لأولئك الذين تضطهدهم و تستغلهم الرأسمالية . يبقى التنظيم الذاتي هو الأساس في تحرر البشرية .



بعض المصطلحات و الأشخاص المذكورين في المقال
Especifismo : اتجاه قوي في الحركة الأناركية في أمريكا الجنوبية نتيجة خبرة الحركات الأناركية هناك , ظهرت في ستينيات القرن العشرين داعيى لإقامة منظمات أناركية تقوم على وحدة الفكر و الممارسة و المشاركة الفعالة في بناء حركات اجتماعية شعبية و مستقلة و هي تعتبر نوعا جديدا من البلاتفورمية في الحركة الأناركية .
autonomist Marxism الماركسية الداعية للاستقلال الذاتي : نظرية لحركات في أقصى اليسار الإيطالي و الأوروبي ظهرت أولا في إيطاليا في ستينيات القرن العشرين من خلال تطور الشيوعية العمالية Operaismo , من أهم منظريها أنطونيو نيغري , باولو فيرنو , تأثرت بالأناركية , ما بعد الماركسية و ما بعد البنيوية .
موراي بوكشين ( 1921 – 2006 ) اشتراكي تحرري أمريكي و من رواد الحركة البيئية الإيكولوجية .
هال درابر ( 1914 – 1990 ) ناشط و مؤلف اشتراكي , اصبح تروتسكيا في الثلاثينيات , في 1971 انفصل عن الاشتراكيين الأممين و لم تفرغ للعمل النظري كاشتراكي مستقل .

نقلا عن http://theanarchistlibrary.org/print/Wayne_Price__Anarchist_Organisation_not_Leninist_Vanguardism.html



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام على الثورة السورية
- أبنية المدراس الجديدة يتعذر تفريقها عن السجون الجديدة أو الم ...
- ألبرت ملتز , من كتاب الحجج ضد الأناركية و معها
- لن نستسلم , الموت للديكتاتور
- من الموسوعة الأناركية لسيباستيان فاور : الهرطقة
- مجرد رأي في 25 يناير
- الثورة السورية - العسكرة , العنف الطائفي , الأقليات , و تضام ...
- رفيق حسني , كلامك صحيح , لكن
- قالوا في الأديان
- تهنئة لبشار الأسد
- كل السلطة للجماهير , كل السلطة للتنسيقيات
- تحذير إلى شباب التحرير
- ارفعوا أيديكم عن ثورة الشباب السوري
- دفاعا عن الأناركية في مواجهة الحملة الإخوانية , دفاعا عن روح ...
- تحيا الأناركية
- نحو انتصار ثورة الحرية , نحو إضراب 11 كانون الأول
- مرة أخرى عما قاله الشيخ العرعور
- عن عليا المهدي و عرينا
- تعليق على ما قاله الشيخ العرعور
- الرفيق العزيز فؤاد محمد , الرفاق في اليسار العربي و العالمي


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مازن كم الماز - مجموعة أناركية ( لا سلطوية ) لا طليعة لينينية للأناركي الأمريكي واين برايس