أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء فروح - ملوك ومماليك ..التيار الاسلامى ومعضلة النهضة (2)















المزيد.....

ملوك ومماليك ..التيار الاسلامى ومعضلة النهضة (2)


علاء فروح

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 21:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان جنديا مملوكيا واحدا يستطيع أن يهزم جنديين فرنسيين ولكن عشرة جنود فرنسيين يستطيعون هزيمة مائة جندى مملوكى
( نابليون بونابرت)
كان قطار الحضارة الاسلامية قد توقف تماما فى القرن السادس عشر..دولة تسلم دولة مفاتيح الاستبداد وعلماء يسلمون علماء فقها ارتكز بذنبه على أربعة مذاهب تأسست فى عصور الاجتهاد الاولى .مذاهب أربعة وملحقاتها وشروحاتها حتى كنا بحق سادة العقول المجترة ..لم يصمد رأى أومذهب أو فرقة خالفت عن سلطان زمانها أو حاولت أن تتحدى البنية الثقافية للأمة بعد أن ابتدع فقهاء السلطان والتعصب بدعة الاجماع ليقطعوا كل طريق على الفكر الحر.بل ان أحد أهم مؤسسى المذاهب الأربعة وهو الامام أبى حنيفة قد مات فى السجن من أثر التعذيب ولم يعثر أحد على مؤلف واحد له بينما كان تلميذه النجيب أبو يوسف نجما من نجوم بلاط الخلافة وثريا من أثرياء المسلمين ..لقد حرفت آراء أبى حنيفة وحرف مذهبه على يد تلامذته ليرضى السلطان فى واقعة من الوقائع المسكوت عنها رغم عظمها حتى أن المسيح نفسه عليه السلام لم يخنه الا تلميذ واحد من تلامذته بينما كان تلامذة أبى حنيفة كلهم ..يهوذا .ولم ينطق أحد حتى هذه الساعة .كان العقل العربى على رصيف القرن السادس عشر مخدرا بأحلام التفوق والهيمنة على كل مشاهد البؤس فى كافة مناحى الحياة فقد غدا القهر زمنا مرادفا للسلطة المعظمة تحت شعار الشرع الاسلامى وعلى جانبى الرصيف ذاته كان البرتغاليون يسدون منافذ التجارة البحرية أمام المسلمين وقد لقنوا المماليك درسا بليغا فى العسكرية ومن عجب أن الأسد المملوكى الجريح بدلا من أن يعاود الكرة ليثأر من هزيمته ويسترد شيئا من سيطرته على بحاره اذا به يثوب الى ملكه ليزأر كيفما شاء عتيا وفتيا فى رعاياه فارضا مزيدا من الضرائب يعوض بها خسارته .عاد ليفرض مزيدا من الجحيم ،وفى الجانب الآخر من الرصيف كان الصفويون الشيعة فى ايران يتلمظون لالتهام المماليك ورعاياهم وفقهائهم وأرضهم وما فوقها حتى حط السيل العرمرم من أبناء عثمان بعد جولته الاستثنائية فى أطراف أوروبا الدنيا فأزال دولة المماليك مئتزرا بعباءة الشريعة التى ائتزر بها أسلافه المماليك حين قلبوا أحجار الأرض وخفايا القرى وكهوف الجبال بحثا عن حفيد للعباسيين يضعونه على كرسى الخلافة ويحكمون باسمه ويتصدر الدعاء له خطب الجمعة ..لقد قسم العثمانيون المشرق العربى الى احدى عشرة ولاية يتباين الحكم فيها من حيث المركزية .ففى مصر آل الحكم فيها الى لصوصها السابقين يتبعون هذه المرة تبعية مطلقة لآل عثمان فهم الوحيدون الذين يعرفون كيف يحكمون مصر وكيف يستخرجون ثرواتها .كيف يجبون الضرائب وكيف يفرضونها .أليسوا هم أول من فرض فى التاريخ ضريبة القراع التى يدفعها كل أصلع فى بر مصر ؟ كما كانوا يعرفون أى السياط تناسب المصريين فيضربون ..لكن الشام كانت حكما مباشرا فليس من الحصافة أن يجمع الشام ومصر معا تحت ادارة المماليك ،وأما لبنان فكانت تحت حكم العائلات والقبائل بينما كانت العراق لأمراء الأكراد وبعض مشايخ القبائل وهكذا ...الا أن السمة الغالبة على الحكم فى كل تلك البلاد كانت تتمثل فى أن الوظائف الهامة والأكثر أهمية سواء كانت مدنية أو عسكرية لم يكن يشغلها الا الأتراك أو بعض المسيحيين الغربيين الذين أعلنوا اسلامهم ودخلوا فى خدمة السلطان لا يساءل هؤلاء جميعا عن شئ الا فيما يتعلق بالتزاماتهم أمام الباب العالى وبمدى ولائهم له فكان المصريون والشوام وغيرهم بكل طوائفهم بمثابة الدقيق فى الطاحونة العثمانية الهائلة حتى اندثرت المعارف والفنون والآداب وكل أشكال الحضارة اذ كيف يرجى وجه من وجوه الحضارة وقد تراخى العدل وأهينت الكرامة الانسانية ....
ولكن ما الذى أتى بنابليون على صدر هذا المقال ؟وهل كان دخيلا عليه ..أو جاء ذكره تعسفا فى غير ما موضع ؟ لا أظن ذلك أبدا فبينما كنا نحن على رصيفنا المسحور نحيا فى قطارنا الوهمى كالأموات كانت أوروبا تطلق قطارها الحقيقى المصنوع من عرق العمل المتواصل تحركه رياح الحرية أو السعى اليها بلا هوادة منتصرا بارادة التفكير العلمى ولم يكن انتصار نابليون العسكرى السهل على الدولة العثمانية فى مصر والشام الا صورة من صوره فكانت الصدمة الأولى لذلك المخدر فوق الرصيف يتعاطى ابرا وريدية كل أسبوع عن الصبر وجزاء الصابرين ، ولكن ما الضير مادمنا نحكم بشريعتهم التى صارت شريعة للاسلام كما أراد الفقهاء ؟ وحتى الآن وبعد أن قطعنا عقدا من القرن الحادى والعشرين ما زلنا فوق ذات الرصيف وقد أنتجت أمريكا قطارا وأطلقت اليابان قطارا ثم الصين وقطارها التنينى الرهيب وقد أخذت كل تلك القطارات تعتصرنا أعتصارا و تدهس فى أعماقنا بكل أنواع الاستغلال بينما يدعو خطيبنا عليهم كل مساء اللهم أهلك الظالمين بالظالمين ونحن نردد آمين .آمين .آمين
والآن نعود مرة أخرى الى أحجار أتاتورك وماذا فعلت ..
رفضت هيئة كبار العلماء في مصر، قرار إلغاء الخلافة وأدانته واعتبرته بدعة، ودعت المسلمين الى "التفكير والعمل من أجل إعادة نظام الخلافة
وقال الشيخ يحيى إسماعيل:"إن جماعة المسلمين لا يصلح لها من نظام تذود به عن دينها وتعطيه الولاء من قلوبها والطاعة من أنفسها والمحبة من أفئدتها وتحوطه بأعينها ...إلا النظام الذي أقامه الإسلام وفصلته السنة نظام البيعة والشورى هل السنة والجماعة – وبخاصة أهل الحديث منهم – هم أول من وضع الأصول السياسية للحكم الإسلامي. وذلك بما جمعوه من أقوال الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأفعاله وأقوال الصحب الكرام وأفعالهم وأودعوه دواوين السنة الكريمة وقال الإمام حسن البنا:"إن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ودين ودولة وروحانية ومصحف وسيف. وإن إعادة الخلافة فرض عين على كل مسلم ومسلمة". وقال حزب التحرير: "إن نصب خليفة يعتبر فرضاً على جميع المسلمين ، كأي فرض من الفروض التي فرضها الله ، وإنه أمر محتم لا تخيير فيه ولا هوادة في شأنه، والتقصير في القيام به معصية من أكبر المعاصي يعذب الله عليها أشد العذاب .،ولم يكن ذلك الا اختصارا لجملة الآراء التى لم تر شيئا فى الأمر سوى أن الغطاء الذى التحفنا به قرونا قد ارتفع فجأة فانفضحنا أمام أنفسنا وأنه لا سبيل لستر فضحتنا الا باعادة الغطاء مرة أخرى بأى شكل من الأشكال .كأن ليس ثمة شئ مطلقا يدعو الى التفكير ومحاولة بناء واقعا مغايرا -ولقد شكل هذا الرأى المنهج الرئيسى لكل التيارات الاسلامية السياسية التى نراها فى يومنا-بينما كانت هنالك ردود فعل أكثر تبصرا بواقع الأمة الا أنها لم تغن شيئا عن أحد فقد وقفت بين طرفى نقيض ،وهذا مثال وحيد لها على سبيل الاختصار فقد اعتبر السنهوري نظام الخلافة بكل عيوبه نظاما إسلاميا متميزا تجب إقامته والمحافظة عليه والدفاع عنه
وقال:"إن الشريعة توجب على المسلمين إقامة نظام الخلافة الصحيحة، أما الخلافة الناقصة الفاسدة المفروضة بالقوة والسيطرة، فقد فرضتها الضرورة الناتجة عن القوة الغاشمة التي لم يمكن مقاومتها ،بينما كان يقف على الطرف الآخر شيخ أزهرى جليل وهو الشيخ على عبد الرازق يرى أنه لا دليل أصلا على مشروعية الخلافة بل انه خطا الى أبعد من ذلك حينما قرر بضرورة الفصل بين الدين والدنيا فمنحه الأزهر حرمانا كنسيا بكل معانى الجملة فلم يتبق فى الصورة سوى أصحاب الأصوات الزاعقة الذين تشكلوا فيما بعد فرقا وجماعات لا يجمعهم شئ الا هذا المطلب لا يعبئون بغيره
الحركات الانفصالية عن الدولة العثمانية التركية نتيجة للمظالم التى لحقت بغير الأتراك نتناولها فى المقال القادم باذن الله





#علاء_فروح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملوك ومماليك ..التيار الاسلامى ومعضلة النهضة (1)
- آمال المرأة ومنحنيات الربيع العربى


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء فروح - ملوك ومماليك ..التيار الاسلامى ومعضلة النهضة (2)