أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وهيب أيوب - رصاصةٌ واحِدة














المزيد.....

رصاصةٌ واحِدة


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 21:33
المحور: حقوق الانسان
    


هل تكفي كلمة عار، همجية، بربرية، سفّاحون، مجرمون، قتَلَة، أوباش ....؟
ما أحنّ هذه اللغة ومفرداتها الركيكة على أولئك الطغاة الحثالة؟ أولئك المنشقّون عن إنسانيتهم وعقلانيتهم، الخارجون على كل الأوصاف واللغات والمفردات، الساقطون الغارقون في أدنى درجات التوحّش غير الإنسانية، المنفلتون كالضباع الضارية ينهشون لحم الأطفال والنساء والشيوخ والرجال.
على مَن انتصرت أيها الجيش؟ ولِمن ترفع شارات النصر؟ وعلى جثث وأشلاء مَن تقِف؟ وأي غزوات ومعارك تلك التي أفلحت فيها وفغرت فاهك مُبتسماً..؟
على درعا والزبداني وحماه وحمص وبابا عمرو وكرم الزيتون والخالدية وإدلب وجسر الشغور، وكل مدينة وقرية وطأتها أقدام جيشك المغولي في المحافظات السورية....؟!
قُل لي أيها الجيش العظيم؛ من علّمك؟ مَن درّبك؟ مَن ربّاك؟ من سقاك؟ من كساك؟ من أطعمَك؟ من أدلجك؟ من ذا الذي جعلكَ على هذي الصورة من العُهر والقتامة؟ مَن قبّح وجهك وأهلك قلبك ثمّ وضع السلاح بين يديك حتى وصلت إلى هذا الدرك من الجريمة والسفالة؟ قل لي، من أوجز واختصر واختزل فيك كل تلك الأحقاد والساديّة على شعبك...؟! إن صحّ بعد اليوم القول إّه شعبك.
مَن كان يتخيّل، أن جيشاً وطنيا، يقوم بغزو مدنه وقراه، يقتل وينكّل ويعذّب ويغتصب، ويدمّر ويُهجِّر، ثم يقوم بسرقة ونهب ممتلكات أبناء شعبه، ويأخذها غنائم حرب...؟
مَن كان يُدرِك، أن جيش المقاومة والممانعة؛ يقوم بنشر فرقه ودباباته ومدرعاته وصواريخه وطائراته في أرجاء الوطن ليخضع شعبها ويحتلها وكأنه في غزوة من الفتوحات، وهو في كامل الاطمئنان لعدوّه المُفترض إسرائيل، التي تحتل جزءاً من أرضه، ويدّعي أنها تتربصّ به...؟!
لا أدري ماذا الذي ينبغي علينا قوله، نحن هنا في الجولان المحتل، أنحتفل بعامٍ على مرور الثورة السورية، أم بـ 45 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي..؟!
هل تصورتم أن يأتي يوم، يترحّم فيه على شعبنا رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق، والذي وظيفته القتل والتصفية!؟ أن يرثي حال شعبنا ويُبدي تعاطفاً مع الذين يُقتلون ويُعذبون ويُهجّرون على أيدي "جيشنا"...؟ إنّه بالتأكيد يتندّر بنا ويتهكّم علينا!
لقد أعطى الجيش الأسدي لجيش العدو هذا، شهادة بالأخلاق لم يكن ليحلم بها ولا يتخيلها، وساهم بإضعاف وتفريغ مشاعر العداء تجاه إسرائيل قياساً بوحشيته وجرائمه تجاه شعبه وليس أعدائه!
لقد قتل الجيش الأسدي في عامٍ واحد من شعبه مئات أضعاف ما قتله من جنود العدو منذ احتلاله فلسطين حتى اليوم. واعتقل ونكّل في العام المنصرم فقط، أضعافا مضاعفة لما اعتقله الإسرائيليون من سوريين وفلسطينيين منذ الاحتلال، وهجّر من السوريين خارِج بلدهم منذ انقلاب حافظ الأسد عام 70 حتى اليوم، ما يفوق ما هجّره الإسرائيليون من فلسطينيين وسوريين. وقتل من المعتقلين تحت التعذيب في عام واحد أضعاف مضاعفة ما قتله الإسرائيليون منذ عام الـ 48 وحتى هذا الحين. وارتكب مِن مجازر بحق الشعب السوري في عام واحد، ما فاق مجمل مجازر العصابات الصهيونية والدولة العبرية منذ إقامتها حتى اليوم.
مجموعة خدمات قدّمها هذا النظام الفاشي لإسرائيل لا تُقدّر بثمن، ناهيكَ عن حراسة حدودها الشمالية في الجولان المحتل لعدة عقود. ولو أنّ الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، وصل إلى الحكم في سوريا، لما استطاع تقديم تلك الخدمات الجليلة لدولته إسرائيل!
مرّت سنة كاملة على اعتقالكم وتعذيبكم وسحب أظافركم يا أطفال درعا؛ فماذا نقول لكم..؟ وماذا نقول، لكل أطفال سوريا وثورتها، لشهدائها، لنسائها، لرجالها، لشيوخها، لشبابها، لمُعتقليها، ولمهجّريها؟
يا أشرف النساء والرجال، ماذا ستُجدي كلماتنا الضعيفة الهزيلة!؟ لا نجِد الكلمات ولا تُسعفنا كل لغات العالم لتشرّف وتصِف بطولاتكم وصمودكم وتضحياتكم وجراحكم وعذاباتكم... فكلّ الكلام لا يليق بعلو هاماتكم وجباهكم، ولن يصل أقصاه إلى نعالكم.
ماذا عسانا أنهديكم في ميلادكم الأول، هل نهديكم قصيدة شعر، أغنية وطنية، أهزوجة حماسية، أم مسيرة أو بيان خطابة، أو لافتات كتبت عليها عبارات الشجب والاستنكار..؟
آه، لو نستطيع استبدال كل حروفنا ودموعنا وآهاتنا وآلامنا وحسرتنا عليكم، ببندقيةٍ واحدة فيها رصاصة واحدة، تنطلق لتستقرّ بقلبِ، ولو شبّيح واحد.
الجولان السوري المحتل/ مجدل شمس



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيتو الإسرائيلي على الثورة السورية
- بطولات جيش الأسد العقائدي ..!
- قبل أن يسبق السيف العذل - دعوة للتفاهم
- بيان - نشطاء سوريون من الجولان السوري المحتل
- النظام السوري - -حساب السرايا وحساب القرايا-
- النظام السوري والداءُ المُستحكَم
- البرابرة ليسوا غرباء ولا يأتون من الخارج
- المجلس الوطني السوري - على المحكِّ الأخير
- العرب يُعيدون إنتاج تخلّفهم ديموقراطياً...!
- القوى اليسارية ودورها في الربيع العربي
- الجيش السوري-عَسكَر لَمِين وعلى مِين...؟!-
- فنُّ علي فرزات وفنون بشار الأسد..!
- بين سكّين الجزار وحنجرة القاشوش
- حسن نصرالله - زعيم شبّيحة النظام السوري الإقليميين
- لماذا وجَبَ إسقاط النظام السوري...؟
- استبداد النظام السوري وجرائمه في عصر الثورة الرقميّة
- أفواه ومدافِع
- المتواطئون والمخدوعون
- بلا دراما بلا زراطة ...
- الشعبُ السوري وامتحانُ التاريخ


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وهيب أيوب - رصاصةٌ واحِدة