أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - غرائز العربي تتغلب على عقله














المزيد.....

غرائز العربي تتغلب على عقله


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف ان العربي قد اصبح عاطفي انفعالي فاقد السيطرة على واقعه الحياتي منذ زمن طويل وان كانت الخمسة العقود الاخيرة قد اظهرت الصورة أكثر , فالعربي لم يعد لديه القدرة على تنظيم نفسه ولم يعد لديه الاستراتيجية المنهجية لادارت حياته بل من الواضح جداً ان العرب حكاماً ومعارضات ونُخب على مختلف الاطياف ـ في الغالب ـ قد اصبحوا يتحركون مثل الدُّمي عبر الرموت كنترول الداخلي والخارجي على وجه الخصوص .
كما ان العربي اصبح يفكر عبر الاشياء التي يطمح اليها وأغلبها ترفيهية ذات طابع استهلاكي بحت الامر الذي افقده انتاج المعرفة العامة التي تدير حياة المجتمع بشكل عام ذلك سبب حالة من التقاطع الخطير الذي افقده العقل الجمعي الذي تتجسد من خلاله حلقات التكوين والترابط الانساني العام للمجتمع ذلك التكيوين الذي يهدف الى بناء الانسان أولاً لاجل الوصول الى الاشياء بشكل منظم يزيد من قدرة الانسان على ادارة دفّة الحياة ولكن ما حصل هو عبارة عن عملية عكسية تماماً حيث اصبح الاهتمام بالاشياء المادية قبل الاهتمام بالانسان وبدلاً من ان تكن المادة هي الرديف الثاني للانسان في عملية التطوّر والبناء اصبحت تحتل ألاولوية وتم تسخير الانسان لامتلاكها او الوصول اليها بطريقة اللهث والتسابق الغير ممنهج البعيد عن ادارة العقل الواعي .
ولو نظرنا الى الاقطار العربية ذات القدرة الاقتصادية الكبيرة فبرغم امتلاكها لوسائل الرفاهية مثلها مثل شعوب العالم المتقدم إلاّ ان الانسان فيها يمتلك ثقافة استهلاكية لا تؤهلة الى الدخول في ميادين التفوّق العلمي بل ان ثقافتهم المدنية قد تأتي متدنية اذا ما قارناها حتى ببعض الاقطار العربية الاقل ثراء كما ان حالة التبعية للآخر المسيطر قد تكون ايضاً اكثر بكثير من تبعية الشعوب الفقيرة
إذاً نرى ان القول الذي يعتبر ان السياسة اقتصاد مكثّف لا ينطبق في حال ان الانسان لا زال يعيش زمن الاقطاع وربما ما قبل ذلك الزمن فلذلك لا بد من اعادت النظر لا بد من تدوير زايا الوعي الانساني وتصويبها نحو بناء الانسان أولاً , بناء الانسان ورفع درجة وعيه حتى يرى الحياة من كل الزوايا وتصبح لديه قدرة على انتاج المعرفة وقدرة على البناء والمشاركة والتعاطي مع الافكار وقبول الآخر , وكل ذلك لن يأتي إلاّ من خلال ثورة فكرية اخلاقية سلمية تطالب ببناء الانسان وتحريرة من كل القيود والافكار والتقاليد التي جمّدت عقليته واصبح يتحرّك بعواطفه ونزوات نفسه التي قضت على دور عقله الواعي الذي يعتبر ملكة البناء والمدنية والحضارة .
قد يأتي من يقول إننا خير أُمة اخرجت في الناس ولكن واقع اليوم سيجيب عليه بلا , قد يأتي من يدافع عن العرب بطريقة تعصّب الجاهلية ولكن واقع اليوم سيجيب عليه بلا , وقد يأتي من يحمل الاسلاميين كل تبعات التخلُّف والتراجع او العكس فالواقع سيجيب على الجميع بلا , لقد جرّبنا حكم الكل وذهبنا من سيئ الى الاسوى .
ولو تحدثنا عن كل آلامنا وعلى المدى الطويل فأننا لن نصل الى نتيجة لاننا قد فقدنا دائرة التفكير الحقيقي ولن نستطيع ان نبني الحياة بالاسلام ولا بالاشتراكية ولا بالرأسمالية ولا بغير ذلك ... لاننا بحاجة الى اصلاح ذلك الخلل الحضاري الذي اصاب كينونة الامة ودفعها وما زال يدفعها نحو التسطيح والضياع .
وما النرجسية وحب الظهور ورفض الآخر بل ومحاولة قهره او القضاء عليه إلاّ من هواجس النفس وغرائزها ... ولا ننسى ان الانسان لديه العقل والغرائز والحيوانات لديها الغرائز فقط ... فكيف سيكون حالنا اذا فقدنا العقول وغلّبنا عليها الغرائز ؟.



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يصِل العربي مُتأخّراً خيراً من أن لا يوصل
- آفاق المرأة والحركة النسوية بعد ثورات الربيع
- الى نوال السعداوي.. هل تفوقن اليمنيات على نظيراتهن العربيات ...
- ثقافتنا العربية .. تنتقد ولا تقدم حلول
- إن لم تفيق ألآُمّة بثوراتها السلمية ..فالى ألإنقراض
- هل اصبح العرب ظاهرة صوتية مقطوعة الصلة بالمدنية ؟
- السبب الرئيس في تعثُّر ثورات الربيع العربي يرتكز على خلل في ...


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - غرائز العربي تتغلب على عقله