أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يونس الخشاب - روبرت فيسك.. عن العراق















المزيد.....

روبرت فيسك.. عن العراق


يونس الخشاب

الحوار المتمدن-العدد: 1080 - 2005 / 1 / 16 - 09:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عشية رأس السنة الجديدة أجرت المحطة التلفزيونية " الديمقراطية الآن " مقابلة صحفية على الهواء مع الصحفي المحنك "روبرت فيسك " ، والذي قام بتغطية احداث العراق المحتل كصحفي مستقل ،ووجهت اليه المحطة سؤالاً عن انطباعاته عن احداث عام 2004 في العراق ، فكانت هذه المقابلة حيث يستهل حديثه بالقول :
"هناك الكثير من الادلة تشيرالى ان مشروعنا في العراق قد فشل فشلاً ذريعاً ، وان جيوشنا الغربية ، حينما لا يعذبون المعتقلين او يقتلون الابرياء او يدمرون واحدة من اكبر المدن العراقية فانهم يُهزمون بحرب جيش عصابات ، لم نر لها مثيلاً في الشرق الاوسط ".
تبدأ المذيعة بسؤاله عن من هو القائل :
" لقد قادوا الشعب البريطاني الى مصيدة من الصعب جداُ الخروج منها بشرف وكرامة . وقد خدع الشعب البريطاني فيها ،وبشكل دائم ، عن طريق حجب المعلومات عنه . اما البيانات الصادرة من بغداد فهي بلاغات كاذبة ، قديمة وناقصة . فالامور هي اسوأ بكثير مما يقال لنا وادارتنا هي اكثر دموية واقل كفاءة مما يعرفه الراي العام . والحق اننا قريبون جداً من حد الكارثة "
ويجيب " فسك " :
"تلك كانت كلمات تي .أي.لورنس (لورنس العرب ) في جريدة (الصاندي تايمز ) في آب من عام 1920 " ويتابع الصحفي " ان كل كلمة من هذا النص هي صحيحة اليوم ".
اما ما هي انطباعاته عن العام المنصرم حول العراق فيقول :
"اعتقد ان كامل المشروع في العراق قد انتهى ، لم يخبرنا " توني بلير " في حالتي و "جورج بوش" في حالتك بذلك ، فهما غير مستعدان لقبول هذه الحقيقة اما بسبب سوء تقديرهما للامور او
بسبب تخيلاتهم للامور . بيد ان المشروع الامريكي ، إن كان للديمقراطية او اية أغراض اخرى سواءً أكان من اجل النفط ،التوسع الاقتصادي او كان من اجل شرقاً اوسطاً اكثر ملائمة لاسرائيل ، وكيفما كان ، هذا المشروع قد انتهى . انه مشروع يائس ، لا يمكن ان يكتب له النجاح . فالمقاومة في العراق اليوم هي من العظمة بحيث ان القوات الامريكية ومهما امتلكت من تكنولوجيا هائلة لا يمكن لها من ان تسيطر عليها . وما يسمى بالوزراء العراقيين ، وانا هنا أشمل اسم اياد علاوي ، رئيس وزراء ما يسمى بالحكومة المؤقتة ، والذي تم تعيينه من قبل الامريكان طبعاً ، وعمل كمخبر سابق لوكالة المخابرات المركزية ، فانهم يتصرفون كرجال دولة عند تواجدهم في الخارج او عند زيارتهم لواشنطن ، لكنهم غير آمنين في بغداد حتى وهم داخل تلك المنطقة الخضراء الصغيرة وهم دون مستوى في المركز الوظيفي من ان يكون احدهم محافظاً لبفداد ، وما لديهم من السلطة هي اقل مما لدى اي موظف مدني . وهكذا وصلنا الآن الى مرحلة ان قوات المقاومة تسيطر على معظم انحاء البلاد .والمنطقة الآمنة الوحيدة في العراق هي منطقة كردستان في الشمال ، والتي هي منطقة تدار من قبل حكم ذاتي كفوء . وهي خارج سيطرة الحكومة العراقية في كل الاحوال . اما الانتخابات القادمة فمحكوم عليها بالاخفاق ، حيث نسمع من الان انه اذا لم يشارك السنة في الانتخابات فان الامريكان سيحاولون حث الحكومة غير المنتخبة على تعيين مسلمين من السنة لتجميل الانتخابات للناخبين الذين لم يدلوا باصواتهم . ان هذه ليست انتخابات ، انها تمثيلية تحزيرية ( لعبة قوامها مشهد تمثيلي يصور مقاطع معينة يطلب الى المشترك في اللعبة ان يحزرها ) . اما ما قد حدث فهوتنفير وابعاد العراقيين كشعب عن الغرب الذي جرى كنتيجة لاتباع سياسات طائشة ومجنونة من قبل البنتاغون والخارجية الامريكية ،وجرى بسبب سلوك القوات الامريكية ، وبدرجة اقل لوماً ، القوات البريطانية ،وفنطازيتهم التي قادت هذه الحرب تحت فكرة اننا سنخلق الديمقراطية فجأة في الشرق الاوسط . وواحدة من المسائل التي كنت ادرسها لكتابي الجديد عن الشرق الاوسط ، والذي سيصدر هذا العام ، هي حينما اندلعت ثورة العشرين ،و عندما كان " لورانس " يتحدث ضدالعمليات العسكرية البريطانية في العراق. لدينا نفس النموذج الآن ، حيث حُرمَ السنة آنذاك من حقوقهم المشروعة ، وحيث فرض الانكليز حصارهم على الفلوجة والنجف.و رئيس الوزراء آنذاك " جورج لويد " عوضاً عن " توني بلير" اليوم كان قد قال انه اذا ما اعتقدنا ان الحرب الاهلية قادمة فان مخابراتنا العسكرية البريطانية في بغداد تدعي ان الارهابيين يصلون من دمشق (تذكروا اننا نتحدث عن عام 1920 ) . انها نفس القصة القديمة ،وهكذا فان ما اخشاه انه حتى حينما ننظر الىمحاكاة التاريخ فليس هناك من أمل ايضاً . وسنعود الى المعادلة التي سبق وان ذكرتها في اكثر من مناسبة : الامريكان يجب ان يرحلوا من العراق ، الامريكان سيرحلون ، الامريكان لا يستطيعون الرحيل من العراق .
المذيعة :
ما الذي تتوقعه عن الانتخابات ؟ حيث نسمع على التلفزيون نفس القصة ، هي ان السيارات المفخخة سوف تزداد باضطراد ، ويصرح المسؤولون الامريكان الآن ان مستويات العنف سوف تزداد كلما اقترب موعد الانتخابات وان المتمردين يريدون وقف الديمقراطية في الانتخابات ؟
روبرت فسك : بالتاكيد ، علينا ان ندرك ان ذلك هو، نوعا ما ،فكر ثابت في نشرات الاخبار الامريكية والبريطانية عن العراق . فهم يعلنون ان شيئاً رائعاً سوف يحدث ، حكومة انتقالية ،دستور جديد ، انتخابات ، وبعد ذلك يقولون ان العنف سيتصاعد ، وان الامور ستسير نحو الاسوأ كلما اقتربنا من موعد الانتخابات . بكلمة اخرى الافضل الذي سيأتي كلما ازدادت الامور سوءاً ، الظروف الاسوأ التي نعيش الامور الافضل التي ستأتي . ان ذلك هو جزء من سياسة خداع النفس التي اتبعناها لكي نخفي اخفاقنا الكامل في العراق ، فشلنا الكامل حتى في السيطرة على هذا البلد والسماح لمواطني هذا البلد بالعيش بسلام وامان . فنحن لا نعطي حتى ارقاماً للضحايا ، لا نعرف كم ، ولا يهمنا امرهم .
وحتى لو جرت الانتخابات على الطريقة التي ذكرتها ، والتي لا زلت اشك بحدوثها، فانها ستكون انتخابات متصدعة لا يمكن اصلاحها وذلك بغياب السنة من السكان عنها ، وبمصاحبة الارهاب من جانب الادارة الامريكية فان من المحتمل ان الشيعة يمكن ان يضربوا ضربتهم ويعلنوا جمهورية اسلامية وسيكون ذلك بالنسبة للامريكان السيناريو الاسوأ .ولا اعتقد ان ذلك سيحل المشكلة . واعتقد ان ما سنشاهده في نهاية الامر ، وكما كنا قد شاهدناه في كل حروب الاحتلال في الشرق الاوسط ، فتح بعض الاتصالات بين الامريكان والمقاومة ، وهذا ما فعله الفرنسيون بعد سنوات من القول انهم لن يتفاوضوا مع الارهابيين ، غير انهم فعلوا ذلك وتفاوضوا مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية . وبعد سنوات من القول انهم لن يتفاوضوا مع الارهابيين تفاوض الانكليز مع الجيش الايرلندي السري .كما تفاوضت بريطانيا مع المناضلين في عدن ، وكذلك منظمة " ايوكا " في قبرص . وانا اتوقع ان يبدأ الامريكان بايجاد الصلات مع المقاومة ، ان لم يكونوا قد بدأوا بعد . وذلك يعني بداية النهاية ، ذلك يعني ان المشروع الامريكي قد فشل . فقد اعترفوا وقبلوا ذلك خاصة فيما يتعلق بعدد الجنود على الارض . اما اذا ما تحدثت مع الجنرالات الامريكان في العراق ، فانهم يدركون ان اللعبة قد انتهت . غير ان الجنرالات القابعون في البنتاغون ، واولئك القابعون في فلوريدا القديمة ، واولئك السادة في الخارجية الامريكية والبيت الابيض فانهم لم يقروا او يعترفوا بهذا الواقع بعد لان هناك حاجزاً يقف بين وهمهم الذاتي وبين الحقائق على الارض . لكن الامر قد حسم في العراق . لقد انتهى الامر . وما سنشاهده هذا العام سيكون بداية نهاية اللعبة ، والتي هي كيف سيخرج الامريكان من العراق دون ان يفقدوا ماء وجههم وهنا يتوجب علي ان اقول ايضاً ومن دون ان يفقدوا ايمانهم ايضاً .
أخيراُ ، كيف ستبدأ المفاوضات مع المقاومين ، ما اعنيه هو ليس معنى ذلك ان يجلس كولونيل امريكي مثلاً مع الزرقاوي ، رغم انني لا استطيع اضع ذلك خارج مجال الاحتمالات , ذلك اننا سوف نحصل على تاثيرات التفاهم بين المقاومين وقوات التحالف ان المشروع قد فشل . وانه في مرحلة معينة فان القوى التي تقف خلف الانتفاضة ، التمرد ، المقاومة ،الارهابيين ، سمها ما شئت ، سوف تتحرك في المكان لتسيطر على البلاد ، ومن المحتمل انهم سيفعلون ذلك . وما اخشاه ان تستمر قوى الغرب في محاولاتها لتسويق فكرة الحرب الاهلية كبديل عن احتلالهم واضطهادهم وآمل ، من كل قلبي ان يفشلوا وان لا يجديهم ذلك نفعاً . وكما قلت سابقاً لم تجر في العراق سابقاً اية حرب اهلية ، فالعراقيون لا يريدون حرباً اهلية ، والناس الوحيدون الذين يتحدثون عنها هم الامريكان والبريطانيون .

ترجمة واعداد :يونس الخشاب



#يونس_الخشاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصمات نغروبونتي
- هل ستصبح الموصل فلوجة ثانية ؟
- - تسونامي- يضرب العراق
- نعومي كلاين عن العراق
- من المستحيل ارجاع المارد الى القمقم
- الفلوجة -رواية شاهد عيان
- في رسالة الكترونية لمكتب التحقيق الفدرالي،الرئيس هو الذي سمح ...
- الماغنا كارتا- والليبرالية الجديدة -
- في الانتخابات العراقية، منظمات امريكية تعمل من وراء الكواليس
- الانتخابات بين النخب السياسية والمواطن المهمش
- انها حرب اعلام
- الفلوجة : ادلة على جرائم حرب
- شهادات من الفلوجة


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يونس الخشاب - روبرت فيسك.. عن العراق