أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - الكذب خيبة














المزيد.....

الكذب خيبة


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


قالوا لنا منذ أن كنا صغارا , أن الكذب خيبة المفلسون والمنافقون , فالأنسان الكاذب مكروه من كل المحيطين به , والآنسان الكاذب لا يصدق , حتى ولو نطق صدقا , فالكاذبس نستطيع أن يخدع الناس بعض الوقت , ولا يستطيع أن يخدعهم طوال الوقت , فهناك دراسات أثبتت أن الذين يكذبون بصفة مستمرة إنما هم يعانون من أزمات نفسية داخلية , لآن الآنسان السوى لا يكذب مهما كانت الظروف , ولو أدى الآمر به الى حبل المشنقة , لآن الكذب قناعات عند الناس .

فحين ينطق الآنسان الكاذب , فلا يمكن أن نصدقه , حتى لو أقسم على الله , لآننا تعودنا منه الكذب , وحتى لو نطق صدقا , فهو دائما يميل الى الخداع عن طريق الكذب .
كان لى زميل فى العمل إذا ما نطق كلاما كنا نضحك عليه لآننا كنا لانصدقه فيما يقول , وكان مشهور بالكذاب , ذات يوم ذهب زميلنا الى أداء فريضة الحج , لكننا كنا فى حالة شك وريبة لآنه عودنا على الكذب , فحن رجع من الحج قلنا له أنت ذهبت للتسوق , وهذا عن طريق الفكاهة .
وذات مرة سألت هذا الشخص عما يفعه الى الكذب أو الآسباب التى تفعه للكذب , قال أنه كثير من الآحيان ما يقابله مواقف عصيبة محرجة تدفعه الى الكذب , منها على سبيل المثال زوجته وأناس أخرين فيضطر الى الكذب , لآنه يخاف من العواقب الوخيمة التى سوف تنعكس عليه , ولذا يخرج منها عن طريق الكذب .

نحن لا نشجع الكذب , لآنه يخلق جيلا مخادعا ولا يبالى بقضاياه , فالكذب يخلقجيلا غير صادق , ومن المواقف التى كان لها أثارا سيئة على الكاذب , أنه كانت مجموعة من الآدقاء يسبحون فى عرض البحر , وكان معهم صديقا ائما ما يكذب , وهو لا يستطيع العوم جيدا , وأخته موجة عاتية , فكاد يغرق وأشرف على الموت , فصرخ ليستغيث بزملائه , ولكن لكونه كاذب , كذبه زملائه ومات غرقا من أجل كذه على الآخرين .

كيف نثق فى إنسان حياته مبنية على الكذب ؟
هناك نصابون ينصبون على الناس عن طريق الكذب , فالأحتيال , لا يكون أحتيالا إلا بالكذب , والكذب عند بعض الناس يأتى جراء خيالات , فالخيال الواسع لدى هؤلاء الحقل الخصب , هؤلاء يتخيلوا أمام الناس أنهم ذات مكانة أجتماعية مرموقة أو أنهم يفعلوا أشياء خارقة عن العادة , أو أن الشخص الذى خيالة واسع يتخيل أنه ضرب عشرة أشخاص دفعة واحدة أو أنه دفع سيارة وزنها طن , أو أنه أستطاع أن يقفذ من الدور العاشر وسقط واقفا .

الظهور وحب الآستعراض الغير عاى يؤدى بصاحبه الى الكذب فى بعض الآحيان , كما أن هناك موعية من البشر يكذبون نتيجة الحفاظ على مكانتهم الآجتماعية وذلك للحفاظ على وضعهم بين البشر , كما أن الشعور بالنقص والقصور فى الشخصية قد يؤدى الى الكذب .
وهناك دوافع أخرى للكذب , فقد يؤدى البمالغة فى الحديث الى الولوج فى الكذب .

عندما كنا صغارا كانوا يضربونا من أجل ألا نكذب , وعندما كنا نسألهم عن سبب ضربنا , فكنوا يقولون أن الكذب مهلكة ودمار لشخصية الآنسان , الآنسان الكاذب ممكن أن يسرق أو أن يقتل وهو كاذب , لآن الكذب لا ينجى , ومن الأشياء المريبة والمفذعة فى علم التربية هو أن يسكذب الوالد أمام أبناءه , لآننا يلزمنا الصدق أمام أولادنا , لآننا القدوة الحسنة لهم , ولذا من العيب أن نعلمهم الكذب , فهناك أولياء أمور حين يطرق باب السكن لصديق الوالد , والوالد لا يرغب فى مقابلته , فيقول الوالد لآبنه , أذذهب الى الباب وبلغ من بالباب بأنى غير موجود هنا , وهو لا يدرك أنه يعلم أبنه الكذب , وحين يكبر أبنه يصبح من أكبر الكاذبين . نحن نعلم أبناءنا الكذب إذا كنا نحن الكبار كاذبون .

هذا السلوك ينعكس على الآبناء بالسلب , لآننا نعلمهم الكذب والغش والخداع , فحين يكون الأبن فى الآمتحان , يظل طوال الآمتحان يحاول أن يغش , لآنه تعلم منذ صغره الغش والخديعة وعدم الصراحة فى القول , لا على الصراحة والحقيقة والقيم الخلقية , وهناك من يقول أنا أكذب كذبة بيضاء .
الكذب كذب والصراحة راحة كما يقولون , فلا يوجد كذب أبيض وكذب أسود , الكذب إن أختلت مسمياته فهو كذب , ولكن لا ننسى أن هناك كذب منجى من المهالك , ويقول بعض الناس أن أكذب كى أتجمل , وأيضا هذه المقولة لا تندرج ضمن منظومة الأخلاقيات التى يجب أن نربى عليها أولادنا .
وهناك كذب يطلق عليه كذب من أجل الآصلاح , وكذبعلى العدو لآنقاذ أرواح الجنود , وكذب منجى من أجل الحفاظ على الحياة الزوجية , وهو الكذب على الزوجة .



#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى شهيد غزة
- فى غزة مات شهيدا فرع الصبار
- قضايا شائكة ( الخيانة الزوجية )
- الحب وعلاقته بالغضب
- كلمات من ذاكرة النسيان
- مصر غنية بثرواتها
- قضايا شائكة ( المحلل )
- الغزو البشارى للشعب السورى
- بشار يغتال براءة الآطفال
- قلوبنا مع المناضلة هناء شلبى
- غدر ما كنت أعهده
- حكاوى الليل
- قضايا شائكة ( الزوجة الشكاكة )
- وداع الآحبة
- هدم الدولة عن طريق الفوضى
- خالتى فاطمة قالت لى
- خالتى فاطمة والجنيه الذهب !!
- الحياة فى ظل الفساد
- بحبك يا وطنى
- الآنتقام من البهائيين


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - الكذب خيبة