أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم السيد - نشرة الأخبار اعظم انجازات قطاع الكهرباء في العراق















المزيد.....

نشرة الأخبار اعظم انجازات قطاع الكهرباء في العراق


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 21:20
المحور: كتابات ساخرة
    


سمعة الفساد المالي التي باتت توصم بها الدولة العراقية من قبل كثير من هيئات المال العالميه بحيث وضعته في تصنيف متدني جدا بحيث اضحى ضمن اخر عشر بلدان التي هي الأكثر فسادا في العالم صحيح ان هذا التصنيف فيه بعض التجني لأن كثير من الدول الأخرى وخصوصا من الجوار العربي وبالذات النفطيه منها والتي لولا المحاباة والمعاملة الخاصة التي تتمتع بها من قبل مراكز المال العالمية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وحتى منظمة الشفافية العالمية لكان مركز العراق في هذا التصنيف اصبح افضل منها بكثير لكن ماالعمل فالدنيا حظوظ كما يقولون لكننا نعترف بنفس الوقت بأن رائحة الفساد في بلدنا اصبحت لاتزكم الأنوف فقط بل وتبعث على الغثيان ايضا واكبر مرآة يمكن مشاهدة هذا الفساد بأبها صوره هي وزارة الكهرباء التي لم يكمل اي وزير مدة استيزاره فيها فالكل يترك منصبه بفضيحة تبقى تشدوا بأخبارها الركبان .
ان تستمع لنشرة اخبار فهذا امر لاجديد فيه فالكل يتابع الأخبار العامة خصوصا التي تهتم بالشأن السياسي وغيره من الأنباء فنشرات الأخبار ظهرت مع الظهور الأول للمذياع ثم جاء التلفاز ليضيف بعدا أخر لهذه النشرات مدعوما بالصورة واستمر الأداء الأعلامي بالتطور لتبدأ مرحلة التخصصات فهناك نشرة رياضية وأخرى اقتصادية وثالثة فنية وهلم جرا ثم حدثت ثورة الأتصالات الثانية التي دشنت عصر الأنترنيت والموبايل ليبدأ تقديم نشرات الأخبار يتكيف مع هذه الأنجازات العلمية اما نحن في العراق فلنا صيحتنا في كل امر التي تميزنا على التميز مما لدى الأخرين فلقد ظهرت لدينا نشرة اخبار لامثيل لها ولا شبيه في كل اصقاع الأرض وهي نشرة أخبار الكهرباء وهو أمر يستحق ان يسجل في سجل غينتس للأرقام القياسية بإعتبار هذه النشرة الأولى من نوعها على صعيد العالم .
عندما شاهدت اعلانا في احدى تقاطعات بغداد يظهر فيه صورة امرأة خطت تحتها عبارة استغربت من وجودها اول وهلة لكني عدت واستدركت قائلا في نفسي ولم العجب ونحن في بلاد العجب ‍..‍‍!!! العبارة بيت القصيد هذه تعلن عن منجز لوزارة الكهرباء وهو يبدو لي من حجم أهميته لدى مسؤولي هذه الوزارة قاموا بالأعلان عنه هذه المرة في الميادين العامة تصورا ان هذا المنجز هو عبارة عن نشرة اخبار الكهرباء وليس شيئا اخر ...!!!
كم كانت خيبتي كبيرة وأنا اطيل النظر في هذا الأعلان البائس فوزارة بحجم وزارة الكهرباء ومعاناة بحجم معاناة العراقيين من شح للكهرباء لتتجاوز هذه القضية مرحلة الأزمة لتدخل توصيفا اخر هو مرحلة المأساة بما تعنيه الكلمة بقضها وقضيضها وبدلا من ان تخرج علينا هذه الوزارة الموقرة بخبر يفيد بإنجاز ينعش معنويات العراقيين التي استوطنها اليأس والخيبة من الاداء السيء لأجهزة الدولة خصوصا في هذا القطاع بأن تكون بشارة وزارة الكهرباء للمواطنين أن محطة عملاقة لتوليد الطاقة على وشك العمل لتحل على الأقل جزء من معاناة الأنسان العراقي بدلا من هذه البشارة البائسة .
ورغم ما يعتري الفرد من اسى واسف من هكذا استخفاف بالأنسان في هذا الوطن المبتلى يشكل مثل هكذا اعلان بائس احد ابرز صورهذا الأستخفاف ورغم ذلك حملت نفسي على مضض واستمعت الى هذه النشرة الحدث فكم كانت دهشتي كبيرة عندما وجدت ان هذه النشرة فريدة عصرها لاتعدو كونها مجرد اخبار روتينية عن اعمال الوزارة ووعود لمشاريع سوف تتم وليس لمشاريع انجزت وسوف هذه لم تعد محط مصداقية لدى المواطن العراقي الذي مل سماع الوعود فمنذ ثمان سنوات ظل هذا المواطن المسكين يسمع صوت الرحى لكنه لم يرى اي دقيق وكما تنتهي نشرات الأخبار الأعتيادية بأسعار صرف العملات او الأخبار الرياضية تنتهي نشرة اخبار الكهرباء بجدول يبين حجم تجهيز كل محافظة بكمية الكهرباء وعدد ساعات تجهيزها وهو امر في حد ذاته لاقيمة له عند المواطن سواء علم بذلك ام لا لكون المواطن لايعرف اصلا كيف تم هذا التوزيع ولا المعايير التي تم اعتمادها فيه حيث رأينا كيف ان بعض المحافظات تم تجهيزها بعشر ساعات من الكهرباء وربما اكثر بينما محافظات اخرى لا تجهز سوى بست ساعات وطبعا لم يوضح مبتدعوا هذه النشرة كيفية هذا التوزيع ولم يكلفوا انفسهم عناء ارشاد المواطن للأستفادة من هكذا معلومه فمادام المواطن لايعرف اي ساعة يمكن ان يأتي فيها التيار الكهربائي وفي اي ساعة سيتم قطعه حتى يرتب اموره ليستفيد من وصول الكهرباء اليه فما قيمة اعلامه بعدد الساعات التي سيتم تجهيز محافظته بها هذا اذا افترضنا المصداقية في هذه النشرة وهو امر نادر الحدوث فالتيار الكهربائي في العراق يؤثر فيه كل مافي هذه الدنيا فكهربائنا يؤثر فيها البشر والشجر والرياح والغبار والشمس والمطر والحر والبرد والأرهاب والنفط والغاز والكاز وبالتالي لايمكن الوفاء بمثل هكذا توزيع هذا اذا اضفنا الى قائمة التوصيفات هذه المحسوبية والمنسوبية في تجهيز الكهرباء حيث ان هاتان الصفتان الأخيرتان اصبحتا يدخلان في كل مفردة من مفردات حياتنا .
بعد مغامرة صدام الرعناء بغزو الكويت قامت دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة بضرب محطات توليد الكهرباء لغرض قطع التيار الكهربائي عن دبابات ومدافع جيش صدام حيث نجح هذا الماكر بإيهامهم ان آلياته الحربية تعمل بواسطة التيار الكهربائي وبالرغم مما تملكه دول هذا التحالف الدولي من امكانيات مخابراتية واقمار تجسس وغيرها من تكنلوجيا التنصت بلعت الطعم ووقعت ضحية الفخ الذي نصبه لها زعيم الأمة وقائدها الضرورة وتعاملت معنا على هذا الأساس وطبعا اسقط في ايدي العمة امريكا ولم يعد امامها خيار اخر فهي غير ملومه في تدمير محطات توليد الطاقة الكهربائية طالما ان ماكنة صدام الحربية تستخدم هذه الطاقة مثلما يستخدمها المواطن العراقي في نفس الوقت صحيح ان هذا المواطن لاناقة له ولاجمل في هذا الغزو بل هو المتضرر الأول منه لكن مافي اليد حيلة ولابد من اخراج صدام من الكويت بأسرع مايمكن ولا وقت لدى التحالف لينتظروا ان تفعل العقوبات فعلتها مع صدام كما يفعلون الان مع ايران حيث ان ثمن الغزو قد تم دفعه نقدا من اسرة آل الصباح التي تملك منجم النفط الذي يسمى الكويت والذين كانوا في اشد الشوق للعودة الى مواقعهم لمعاودة الشفط واللفط وبعد ان تم لهم ذلك عاودوا الكرة علينا وعن طريق قرارات مجلس الأمن هذه المرة الذي كان في ذلك الحين احد الدوائر التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية ليجلدونا بعقوبات لم يسبق ان تم فرضها على اي دولة في العالم وسلخوا من اقوات العراقيين ضعف هذا الثمن الذي دفعوه لأمريكا لفكاك اسرهم من صدام تحت بند تعويضات الحرب ورغم ذلك الخراب الواسع الذي حل بمحطات انتاج الكهرباء لكن اعيد قسم كبير منها الى العمل وتم العمل بشيء اطلق عليه جدول ساعات القطع الكهربائي المبرمج بحيث يستطيع المواطن ان يرتب اموره حسب الساعات التي سيتم تزويده بها بالتيار الكهربائي وكان هذا الجدول في كثير من الأحيان ينفذ بصوره او بأخرى بشكل لابأس به خصوصا في السنوات الأولى التي تلت الحرب ثم تراجع وضع الكهرباء ليزداد سوءا نتيجة الحصار الذي فرض على العراق .
بعد الفتح الأمريكي للعراق استبشرنا خيرا فهاهي الدولة الأولى في العالم قد حلت بين ظهرانينا حيث رأيناها من قبل كيف استطاعت ان تنير بيوت الكويت مع الساعات الأولى من تخليصها من مخالب صدام وكان الكل على يقين من انها ستكرر ذات الفعلة معنا لكن مع الأسف كان ظننا في غير محله اذ خيبت امريكا كل الآمال المعقودة عليها ليس على صعيد حل ازمة الكهرباء وحدها بل على مختلف الصعد بل اصبح ملف الكهرباء من اكثر الملفات التي جعلت موقف الجانب الأمريكي تشوبه الشبهة وبدى ذلك واضحا للعيان عمليات التعويق المنظمة لمعالجة هذه الأزمة ووضع الحلول المناسبة والسريعة لحلها سواء كان ذلك على شكل الصفقات الفاشلة او التنفيذ السيء او التخريب المتعمد اضافة الى دور الأرهاب في هذا التخريب الذي كان حقل الكهرباء من اهم اهتماماته وهو الأمرالذي يجعلنا لانستبعد الدور الأمريكي في هذا الأخفاق فمن شأن حل اشكالية الكهرباء اعادة دورة الحياة الى الأقتصاد العراقي في كل المجالات والذي سينعكس بالتأكيد ايجابا على بقية الأوضاع الأخرى سواء الأجتماعية والسياسية منها وهذا مالاتريده امريكا خصوصا في المرحلة الراهنة فالعراقيين الذين اجبروا عسكرها على مغادرة العراق في واحدة من افرد وأغرب الأتفاقيات التي لم توقع امريكا اية اتفاقية مماثلة او مشابهة لها مع اي دولة اخرى في العالم دخلها هذا العسكر سواء كانت تلك الدولة صغيرة او كبيرة حيث نجح العراقيون في انهاء التواجد العسكري الأمريكي على الأرض العراقية رغم معاناتهم من كثير من الملفات احدها ان لم يكن اهمها ملف الكهرباء فما بالك لو ان الأزمات التي تضرب العراق ومنها بالتأكيد أزمة الكهرباء قدر لها ان تنفرج ماذا يستطيع العراقيون فعله على الصعيد السياسي وبدلا ان تتفق عقول جهابذة مسؤولي قطاع الكهرباء عن حلول ترتفع لمستوى حجم هذا الحدث السياسي الذي يستحق الفخر ويتحفونا بحلول ابداعية لتجاوز اشكالية هذا الأزمة المعقدة وتجعل العراق يتجاوز هذه المأساة لينعم المواطن في هذا البلد المبتلى بما ينعم به غيره من دول الجوار لاأكثر ولا أقل غير ان انجازهم كان من الضئالة بمكان وجاء متعكزا على قاعدة اضعف الأيمان حينما تفتقت عقول مسؤولي هذا القطاع ليصدروا لنا نشرة اخبار للكهرباء مادام استعصى عليهم توفير الكهرباء فعلا فلا بأس ان يطنبوا اسماع العراقيين بأخبارها ونشد على ايديهم ونأمل ان يعملوا جاهدين على تطوير هذه النشرة وتوسيع مجالات تغطيتها كأن تتناول اخبار الرياضة الكهربائية وفنون الكهرباء وربما تأخذ الأمور في المستقبل بعدا اكبر كأن تطلق فضائية الكهرباء على وزن فضائية التعليم العالي وفضائية وزارة الثقافة نسأل الله ان يرزقهن بشقيقات لتكون لكل وزارة فضائيتها ومثلما للوزارات رئيس يسمى رئيس الوزراء فلابد والحالة هذه من تسمية رئيس لفضائيات الوزارات ومبروك للعراقيين على عديد رؤسائهم وكثرة فضائياتهم .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امراء ولكن ..!! بالأنتخاب وليس بالوراثة
- ايتها البهية ... عيدك هو العيد
- فلم انفصال علامة فارقة في تاريخ السينما والثقافة الأيرانية
- عندما تتحول ميزانية الدولة الى أعطيات من بيت المال
- كوتا التمثيل النيابي للمرأة التي تحولت عبئا على العملية السي ...
- وماذا بعد هذه الأنتفاضات
- تظاهرات الخامس والعشرين من شباط في الميزان
- كيف حال البعثييون دون قيام المظاهرات المنتظرة
- أوجه الشبه بين انتفاضة 1991 العراقيه والأنتفاضة الليبية الحا ...
- هل تقف الولايات المتحدة وراء هذه الأنتفاضات الشعبية
- كي لايتم الألتفاف على حق التظاهر
- الفرق بين حشدين
- نتائج الأنتفاضات ... غيض من فيض ... مدد يامصر
- من يرد الدين الى أم كلثوم
- هوامش على الحدث المصري
- دردشة على الفيس مع امرأة جريئة جدا
- هوامش على الحدث التونسي
- الحاجة الى تأسيس منظمة بديلة للأمم المتحدة
- من اجل تشكيل عقيدة قتالية صحيحة للجيش العراقي
- الثمن الذي يطلبه النظام العربي من العراق لعودته للحضيرة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم السيد - نشرة الأخبار اعظم انجازات قطاع الكهرباء في العراق