أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - منطقة الصفر














المزيد.....

منطقة الصفر


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منطقة الصفر
كتب مروان صباح / حسب إحصائية علمية لعلماء البيولوجيا التي تقدر بأن هناك 80 مليار إنسان وطأة أقدامهم على هذه الأرض خلقوا من أرحام أمهاتهم وعاشوا في حضن الطبيعة ودفنوا في بطنها إلا أن في مراجعةً لتلك الأسماء التي آثرت وحفرت في ذاكرة الآخرين أو علقت بالتاريخ قلة مقارنتاً مع العدد المأهول للبشرية التي مضت .
بالطبع ليس كل من علقَ بالتاريخ شخصية محببة أو مازالت مؤثرة إلى يومنا هذا فالأنبياء والرسول على الأخص منفردين حتى الآن بالتأثير المستمر والأوسع على الأمم بحيث عدد أتباعهم كبير ويتضاعف بإستمرار ، لكن في ذات الوقت هناك شخصيات باقية كالفلاسفة والكتاب والشعراء والمحاربين الأبطال والموسيقيين والمطربين والفنانين بشتى إبداعاتهم والملوك والأمراء وغيرهم كثير بينما هناك أمرين مشتركين بين البشرية جمعاء البداية والنهاية الولادة والموت بينهما سيرة ذاتية لكل فرد والشكل التي يحددها من خلال سياقات تُقرر في مكان عميق منذ الصغر لهذا ما من إنسان يأتي إلى هذه الأرض ويحمل أسم أو يرتدي ملابس أو علماً ولا معرفةً فالتساوي في الجهل والتعري والنعت يشمل جميع القادمين دون إستثناء وقد يكون صحيحاً أنها تبدأ من العائلة مروراً بالمجتمعات وما تحمل من سيطرة مختلفة ولها يد الطولة في تكوين الفرد التي تسبب في النهاية جراحات غليظة هادفة إلى إستئصال إبداعات كامنة إلا أن هناك من يتمرد عليها .
قليلون هم من تكون قفزتهم سريعة ونوعية في ذات الوقت بينما أغلب الاستثنائيين تكون على دفعات ومتباعدة ونسبية حيث أن الإبداع والاستثناء واستمرارهما لهما علاقة جذرية بالحرية ، فحرية الفرد تشكل أساساً لأي إقدام نوعي من دونها لا تحصل وعبر العصور التي إزدهرت بإنتاجات ثقافية وعلمية متطورة وفرت للإنسان السهولة في الحياة وأعطته مزيد من المعرفة بحيث تمتعت بمجال واسع وحرّ مما أدى إلى توسعها وإمتداد أطرافها إلى الأخر فيما البقع التي مُورست بها الإذلال وسلبت الحقوق تحولت الناس إلى عبيد وتقلصت وكانت عرضةً للإبتلاع والإنقراض ، لكن بين هذا وذاك تولد إنبثاقات فردية تعيد إنتاج ذاتها من أول السطر أو من الصفر بحيث تعاملت مع نفسها مولود جديد وبدأت بشكل دؤوب في البحث عن المعرفة والإضافة بعد إكتشافها بأن ما بين العبد والإنسان منطقة معدومة لا تذكر هي الصفر بحيث لا يكون عبداً ولا إنساناً ويتراوح ما بين وبين التي تُعرضه إلى إنتكاسات ممكنة قابلة للعودة به إلى العبودية الغير معلنة والمسكوت عنها بالتواري خلف أقنعة أو عمليات جراحية عميقة ، فهناك من يُصرّحَ من السجن نتيجة عفو عام أو خاص إلا أنه يصطدم في عبء الحياة وتكليفها فيعود يحوم حول سجنه الذي وفر له المأوى والمأكل بالإضافة للمدفأ كي يقتنص الفرصة في التسلل بالدخول بحيث تغلغلت لديه ثقافة التبعية والإنقياد وأصبحت الحرية عبء ومسؤولية تتطلب إعادة تأهيل مكثف تشمل تربويات خصوصاً عندما يكون الفرد في سن متقدم ، هناك من أُسر وزج خلف القضبان وتعرض لإهانات وأراد جلاده تحويله إلى عبد رفض وتمرد وحرض من معه على النهوض ومقاومة الإستبداد لأن المقارنة بين من تكونت لديه سيكولوجيات منذ الصغر وكان يرى أباه ينحني حتى يلامس جبينه القدمين تزلفاً أو طمعاً في جاه كاذب مقابل سيكولوجيات أخرى لمن رأى الناس يكبرون وهم يحملون أباه الثائر على الأكتاف بعد كل عودة من معركة لم تنتهي .
الفرنسيين لديهم مقولة يرددونها دائماً من ينام ويصحوا دون ألم يعني أنه إنسان ميت فالإنسان الذي يحيا ويموت دون أن يضع بصمة أو يضيف كلمة إلى قاموس المعرفة أو يضع مرايا جديدة تسمح للواقع بأن يرى صورته في أفق التغيير يحكم على نفسه بالموت مرتين الأولى في الحياة ليكون عبء على المجتمع والثانية عند الغروب لا يذكر ، فالحياة تنصف من إستحقوها وسهروا الليالي بحثاً كي ينقلوا المعرفة وإبتعدوا عن الملهاة وطنين البعوض ومشتقات الثرثرة بمختلف أشكالها وكانوا قدوة تحتذى في النهج والمسلك بل تواصلوا مع الأموات وهجروا الأحياء فأصبحت الكتب بديلاً طبيعياً للناس وتحول من في القبور أقرب لأهل المعرفة حتى لو تباعدت المسافة بالقرون ممن هم يتنفسون شهيقاً وزفيراً ويمشون فوق الأرض وكما قال الكاتب الباقي بكلماته ألبير كامو اضطررتُ إلى العزلة كي أصغى إلى صمت الإله .
الشجاعة والمعرفة دفعتا ثمناً باهظاً من قِبلّ الجهل في جميع الأزمنة بحيث كان ومازال التعبير السائد والذي يلوح به من فينة وأخرى كتهديد لمن يجرؤ ويتمرد على العبودية بأنواعها هو إرساله إلى ما وراء الشمس فمنهم أرسل إلى سيبيريا والبعض ترك داخل السراديب وآخرين علقت لهم المشانق وفخخت سياراتهم أو رسائلهم الشخصية فالوسائل متعددة والجهل واحد ، لكنهم تجاوزوا حدود قبورهم و وزعت أفكارهم إلى جسوم عديدة ويفيض وتخلدت أسماءهم وتُطبع كتاباتهم وسيرهم ليس من باب إحياء التراث بل من بوابة الطلب عليها فهم أحياء بكلماتهم وأفعالهم الباقيتين لأنهم فهموا الحياة بجوهرها العميق وأهمية الوقت فيها كالصوفي العربي الذي أيقظ جيرانه يوماً من النوم وهو يصيح من الألم لأنه يجلد جسده وحين سألوه عن السبب قال إن هذا الجسد هو الدابة التي لم تعد تقوى على حمل عقلي وروحي لفرط ما أصابها من البدانة والترهل ، فنحن نعلم أن علامات الحرية ترتسم أولاً في الثقافة والكلمة دائماً وتواجه السيف وهي السلاح في مواجهة السلاح بينما أين هؤلاء القتلة فقد ضاقت بهم القبور ونتاؤهم التاريخ فلا ذكر لهم .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن لا يخذل من قدم وكرس حياته له
- لطخت النوافذ الأنيقة لشدة الدم
- مهما علا كعبه ستنتقل الدولة من حكم العائلة إلى الشعب
- أنوف متدربة على الاشتمام
- الإبادة من أجل الإغاثة
- أعمدت الكهرباء تحولت إلى مشانق إعدام
- الطغاة لا يتعلمون
- صراع ليس على الماضي بل على الحاضر أيضاً
- كلمات مكتوبة بحبر الألم
- منطقة غارقة في حوض من البترول
- هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم
- نوافذ لا تقوى على صد العواصف
- شخابيط كَشَفَتْ المستور
- السينما وحجم تأثيرها على المتلقي
- تحويل الهزيمة إلى إنتصار
- إستحضار الضمير قبل الممات
- الأحياء يزاحمون الأموات
- ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...
- إختلط حابل السخط بنابل الغضب
- عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - منطقة الصفر