أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيعة - التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية الدليل الفني من تمجيد الذات إلى مساءلتها















المزيد.....

التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية الدليل الفني من تمجيد الذات إلى مساءلتها


محمد ربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


أصبحت المعارض عمل متواصل لمجموع التجربة الإنسانية للتعريف بمختلف عطاءات الإنسان وفي مختلف الميادين ، وبالتالي فالمعارض تعددت بتعدد أوجه الأنشطة ، لأنها فرصة للتلاقي بين المنتجين وبين المفترض فيهم أنهم زبناؤهم المرتقبين .وهناك معارض أصبحت توقيتا سنويا من اجل الاطلاع على حصيلة التطور الحاصل في اي ميدان من ميادين الأنشطة البشرية . وتتنوع المعارض ومواضيعها بحسب طبيعة المعروض ، وأصبحت المعارض موعدا لتعريف المقتنين بمختلف المميزات الذي شهدته الأدوات سواء من حيث استعمالاتها الجديدة ، وتساهم المعارض في تقديم الخبرات بين اصحاب المنتوج الواحد ، والرفع من مستوى الأدوات و تسعى المعارض إلى تقديم معروضات تساهم في الإجابة على أسئلة وحل الإشكالات العويصة أمام الزوار. وفي حالتنا بالمغرب ، فكلمة المعرض ارتبطت أساسا بالبعد التجاري والترويجي للمنتوج. ولكل معرض دليل، اما يعرف بالمعروض ويتحدث عليه ، ولقد ساهمت الشركات التجارية الكبرى في تطوير دلائلها اما من حيث الشكل و الورق و"الديزاين " حتى يجلب المستهلك، وبه عادة تعريفيا بالمادة المنتجة ، وطبيعة المواد المؤلفة منها وخاصياتها ومميزاتها ، وأجوبتها وحلولها للصعوبات التي عرفتها المادة سابقا، وكيفية الاستعمال والتحذيرات اللازمة من اجل استغلال أفضل للمنتوج .
أما في حالة المعارض الفنية – التشكيلية، بمختلف تمظهراتها من رسومات او نحت او تراكيب او غيرها، فالدلائل الفنية تلعب عدة ادوار ، فهي عادة ما تقدم نبذة ذاتية مختصرة للفنان ان كان معرضا فنيا او للفنانين ان كان المعرض جماعيا.وغالبا ما نجد في الدليل تواريخ تبتدئ من تاريخ الميلاد وتنتهي في المحطة الأخيرة التي قدم فيها الفنان دليله هذا.
والى جانب السيرة الذاتية الفنية ، نجد الدلائل تشمل على كلمات تقديمية ، بتوقيع منظمي المعرض، او كلمات للفنان نفسه ، او مدخل يفترض ان يقدمه احد المهتمين بتجربة الفنان، او كلمة لشخصية لها حضور اجتماعي او ثقافي وازن ، او كلمة افتتاحية للمسؤول الذي اشرف على ذلك المعرض .
كما يشمل الدليل –حسب إمكانيات العارض صورا ملونا لبعض أعماله ، مرفوقا بمعلومات أساسية حول العمل ، مواده ، مقاييسه وتاريخ انجازه الخ..
والدليل عادة ما تقوم بطبعه إما المؤسسة المنظمة للمعرض، او على نفقة الفنان نفسه ، وتتميز دلائل المؤسسات اما بالدلائل التي تفتقر لكل شروط الدليل ، لكنها رغم ذلك تحتفظ بأهميتها التوثيقية بالنسبة لتاريخ الفن ، كتلك الوريقات التي تقوم بعض مندوبيات الثقافة باستنساخها ، وبها كلمات من السيد المندوب للتعريف بالفنان وبكلمة للفنان، وتوزع في اليوم الاول من افتتاح المعرض ، او تلك الكتيبات ذات الصفحات المعدودة التي يأتي طبعها في سياق الدعم الذي قد يحصل عليه المعرض من بعض الجهات والمؤسسات الداعمة والراغبة في ان تكون بالدليل اسمها او علاماتها(اللوغو) كشاهد على حضورها الاجتماعي والثقافي وعلى مساهمتها في تلك الأنشطة ، وتضمن بالتالي تاكيدها على دورها في عمليات التواصل ، او تلك الدلائل الفاخرة التي تقوم بطبعها في أعداد محدودة المؤسسات المالية الكبرى كالابناك التي منذ ثمانينيات القرن الماضي توجهت الى الاستثمار في ميدان الفنون .
وأصبحت هذه الدلائل بمثابة كتب فنية ، وعادة ما يساهم في صياغتها اما مهتمون بالفنون او شعراء وأدباء يكتبون ارتساماتهم وانطباعاتهم حول تجربة من التجارب، سواء أكانت تلك الانطباعات انبهارات بعبقرية الفنان، او معلومات تاريخية او تعريفية بتجربة الفنان لإرشاد مكتشف التجربة الى نواصي الإبداع والقوة فيها. او هي مجرد كلمات عامة الى عالم الفن والفنانين بحسب ما يشغل بال كاتب تلك الصفحات ، او هي عبارة عن رأي او آراء للفنان نفسه لتسهيل ولوج الزائرين الى عالمه الفني ، وإشراكهم في بعض وساوسه الفنية ، وفي بعض التجارب الفنية التي عادة ما تنتهي بانتهاء الحدث الفني تبقى تلك الدلائل الوثيقة الممكنة للتحدث عن تلك التجربة سواء في تاريخيتها او في القضايا التي أثارتها. وخاصة تلك الدلائل التي تتحدث عن التجار بالطليعية وأسئلة الفنانين ، والتجارب القوية التي تعاملت مع الفن كحدث في الزمان كالتراكيب . وبالتالي فقيمة الدليل الفني تاريخية ، وتوثيقية وثقافية أكثر منها تعريفية او تهدف الى ترويج السلعة كما حال في مختلف التظاهرات الأخرى غير التي ارتبطت بالثقافة البصرية.
ويعتبر الدليل كتابا حول الفن والفنان إذن ، وشهد الدليل الفني بالمغرب تحولات متعددة، سواء من حيث انه ارتقى إلى مستوى الكتاب التشكيلي ، وليس الكتابة حول التشكيل فقط، وأصبح كل فنان يحترم تجربته ويريد ان يوفر لنفسه وللباحثين ذاكرة فنية يصر على ان يصدر عند كل معرض كتالوغا او دليل جديد، به صور لأعمال التجربة الأخيرة ، وكلمات حولها .وهكذا تحول الدليل الى كتاب فني بامتياز، رغم محدودية النسخ التي يتم طبعها في طبعة فاخرة، وكلما ارتقت وضعية الفنان المادية او المؤسسة الحاضنة الا وكان الدليل من النوع الفاخر في شكله وجودة أوراقه ، كما وفرت التقنية الرقمية الحالية جودة في استنساخ الأعمال المصورة به . وأصبحت هذه الأعمال ذات أهمية قصوى بالنسبة للمعارض الاستعادية التي تقام فنانين لهم حضور فني ممتد زمنيا، فتكون بها عمال أولى للفنان وأعمال في مختلف مراحل العمر ، مما يوفر المادة للباحثين القادمين لقراءة ومحاورة تلك التجربة.
وبالرغم من أن جل الجامعات لم تول الحقل الاهتمام الكاف سواء من حيث المشاركة في مصاريف الدليل لآجل الاحتفاظ بعدد من النسخ في رفوفها للأجيال القادمة ، الا أن الثورة الرقمية التي يشهدها العالم وتطور تقنيات الأرشفة الرقمية ستوفر للباحثين عملية التعرف على المعلومات المتعلقة باي فنان من الفنانين سواء ا أولئك الذين لهم حضور متميز او أولئك الذين يستغلون الوسائط الاجتماعية للتواصل، لأجل التعريف بتجاربهم ،.
وتطورت فكرة الدليل الى فكرة الأعمال المشتركة بين الفنانين وغيرهم من المبدعين في حقول معرفية مختلفة ، وخاصة تلك المطبوعات التي تصدر وتضم بين دفتيها تجارب بصرية مرسومة وقصائد للشعراء وكأنها إبداعات حوار بين نظامين إبداعيين تواصليين وحوار بينهما.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن كم عدد الدلائل التي شكلت حدثا ثقافيا وفكريا في تجربة التشكيل المغربي؟
ان هذا السؤال أصبح يفرض نفسه امام الباحث عندما يريد ان ينشىء رؤية تركيبية للإبداع التشكيلي-عبر حقوله المختلفة- ، فبالرغم من ان جل الدلائل تهدف الإبهار، وتشكل وثيقة تساعدنا على تاريخ التجربة ، الا ان جل الدلائل بها كلمات انطباعية انبهارية بتجارب الفنانين لا تساعدنا على تلمس خصوصية التجربة ، فهل يرجع ذلك الى أن جل الفنانين لا يثيرون التساؤل الإشكالي حول أعمالهم ليفتحوا عبر السؤال، و لا من يقوموا بتقديم تجربتهم يسعون إلى ذلك ، فيتحكم في ذلك طبيعة العلاقة الاجتماعية و الاحترام اللازم بين الأصدقاء مما يغيب عن الدليل قيمته الفكرية ، ويحوله الى مجرد تعريف بسلعة وليس تعريفا بتجربة فنية ؟
فمتى نتحدث عن الدلائل التي تشكل صدمة أمام وعينا البصري؟
ومتى يفكر الفنانون في ان احترام تجاربهم بصدق تكون عندما تتحول أعمالهم الى محطات تفتح مخيلتنا على التساؤل أكثر مما يحقق لذاتيتهم وهم الإشباع بذلك الكيل الطافح من المديح؟
فباستثناء بعض البيانات التي وقعها فنانون مغاربة وشكلت محطات في التجربة البصرية بالمغرب، والتي غالبا ما طرحت كأسئلة حول تجارب جماعية، هل يمكن الحديث عن دلائل فنية تساعدنا على تحرير مخيلتنا من ضيق الكلمات المنمقة ؟
وبمراجعة ما بين يدي من دلائل فإنني غالبا ما اجد ان تلك الدلائل تثيرني وتجذبني كلما أحسست بصدق أسئلتها ، لا بسعيها الى محاصرتي داخل إجابات لا تتجاوز الانبهار بعبقرية الفنان و الإشادة بألوانه و برسوماته بحضوره فقط، فالأسئلة الفنية ليست تقنية فحسب ، لأنها أسئلة تحاصر المخيال والموروث الثقافيين للثقافة ، وبالتالي فبالرغم من ان ذلك البيان الشهير للعارضين بساحة جامع الفنا بمراكش عندما خرج الفنان من اسر القاعة الى الفضاء العام ، والأسئلة التي أثارتها ورقتهم/دليلهم حول قضية الفن والشعب والفن والتواصل والفن والتعبير عن الذات وعن الجماعة فان تلك الوريقة الدليل بقيت مستمرة وتفرض نفسها باستمرار على كل مقارب للساحة الثقافية تشكيليا بالمغرب، بينما مئات المجلدات الفاخرة ، وبمشاركة أقلام وازنة لم تستطع أن تحقق للفنانين أي حضور يذكر.؟
والدليل يرتبط بالمعرض، فكم هي عدد المعارض التي سجلت فرادة الفنانين؟ وأصبحت علامات مضيئة في تاريخنا الثقافي والفكري؟ وبمقدار ذلك نجد الدليل الفني هو مفتاح نجاح تلك التظاهرات وسر تميزها.
وقوة بعض الفنانين هي في الدفع حتى بأصدقائهم الى مساءلة تجاربهم ، وليس إلى البقاء على هامشها ، لان التفكير في الدليل هو في أساسه تفكير في التجربة ، فهو إما تفكير ذاتي وتحليل للمحطة الجديدة التي يبدع فهيا الفنان او هي محاورة للكاتب حول التجربة إما باعتباره محاورا او مجاورا لتلك التجربة.



#محمد_ربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية ...
- حول تصميم التهيئة لامسا ، جماعة زاوية سيدي قاسم –ولاية تطوان ...
- جماعة زاوية سيدي قاسم ولاية تطوان -المغرب زلزال الوكالة الحض ...
- مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية المعارض الفنية بالمغرب بي ...
- التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية ...
- التجربة التشكيلية بالمغرب :مقدمة للتفكير في القضايا حتى يعود ...
- قراءة في ديوان الشاعر نجيب بنداوود -نهود موجعة-عندما يعيد ال ...
- قراءة في قاموس دنيا بنقاسم حول التشكيل المغربي المعاصر
- درس الرقة الأنثوية المغربية لطابور الذكورة حول الحقيقة الفني ...
- حول مسلسل بوقتادة الكويتي.. انقدونا من ضحالة الإسقاطات والتم ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيعة - التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية الدليل الفني من تمجيد الذات إلى مساءلتها