أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي صالح المالكي - اوردوغان أكثرهم صهيلا















المزيد.....

اوردوغان أكثرهم صهيلا


مهدي صالح المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 21:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا داعي أن نعدد أنظمة الشرق الأوسط..
فلو إستثنينا إسرائيل ويمكن معها إيران نجد أن هذه الهلمة الباقية من الدول والأنظمة عبارة عن نكرات. حتى أن العالم المقتدر- أقصد هنا الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يستخدمون أسماء هذه الدول للدلالة على مناطق أسواق وإستهلاك لا أكثر. يعني أنهم عندما يذكرون على سبيل المثال سوريا، اليمن، تونس، المغرب، الكويت، العراق، قطر، دبي .. الخ فأنهم يفعلون بالضبط مثلما يفعل البغداديون عندما يذكرون أسواقهم على سبيل المثال علوة جميلة، سوق السربادي، سوق شلال، سوق مريدي، سوق الصدرية، أو سوق الغزل...
أما من ناحية التوازنات الإقليمية فإن كل واحد من هذه الأنظمة لا تتجاوز قيمته الصفر! لذا لا أجد نفعا في تعديد هذه الدول مادامت في حقيقتها أصفارا! لأن النتيجة ستكون صفرا لامحال. وحتى لو ضخمنا هذه الأصفار كما تفعل هذه الأنظمة بنفسها كمحاولة للإرتداء ثوب المهابة فإن النتيجة ماذا؟ ... طبعا صفر! والدليل هو ما نعيشه اليوم "الربيع العربي"! أي مسخرة هو واقع أنطمة المنطقة، التي تلخصها لنا قناة الفيحاء في أحد فواصلها الإعلانية (برفسة واحدة من أصغر إصبع من يد مجهولة- طبعا مقتدرة!) تتهاوى على بعضها قطع الدومينو فيذهب صدام الحفرة، ويليه بن علي، ثم مبارك، ثم القذافي، .. إلخ.
ربما نحن جميعا اليوم مقتنعون بأن أنظمتننا العربية في حقيقتها دمى مختلفة، لكنها من منشأ واحد. وهذا مايفسره سيناريو الربيع العربي الذي "هرمنا على أمل رؤيته!!.. دون فائدة" لكنه وبقدرة وفطنة الحرفي الذي صنع أنظمة المنطقة صار تغيير هذه الأنظمة واقعا وبابا للتفاؤل.. وفي طريقه أن يتحول من جديد إلى كابوسا، وربما قبوطــا! بعد وصول السلفيين إلى الحكم. أما شعوب المنطقة فهي الأخرى معطوفة على أنظمتها وما يسري على الثانية يسري على الأولى, وبالتالي نحن "شعوب المنطقة" أيضا صفرا، قطيعا، فقد سوقوا علينا الشيوعية في مطلع القرن الماضي، ورموا علينا القومية، وفي نهاية القرن الماضي صنعوا لنا القاعدة، ثم قسمونا إلى سنة وشيعة وفرضوا علينا التكفير لبعضنا البعض والإقتتال في صالات " الفوضى الخلاقة" تحت مظلة الديمقراطية!
قبل أن تصنفوني ضمن "مناصري نظرية المؤامرة" ساقول لكم نعم أنا كذلك!
فماذا تنتظرون من العالم أن يتعامل معكم وخيرات الدنيا أودعها الله تحتكم؟ وأنتم أصفار! لايخرج منكم شيئا غير الغائط!
لا داعي أن تصنفوني.. ولا داعي أن أصنفكم فنحن الطرفين صفرا!
هذه ليس دعوة لشعوب المنطقة للقنوط..
لأنهم قانطين من أصلهم، فمنهم من يريد أن يتخلص بسرعة من متاع الحياة الدنيا " القصير" بأن يفجر نفسه في اي مكان مكتظ في إحدى ضواحي بغداد أو أحد أسواقها بغية تناول "همبرغر الجنة" على ضفاف نهر الخمر الجاري بين فخذي أمه. ومنهم من يسعى لإشاعة الفاحشة كي يعجل من ظهور منتظره... يا إلهي لانعرف ماذا ينبغي علينا أن نفعل، نضحك .. نبكي.؟ ماذا نفعل وأنت الأدرى بحالنا فنحن " شعوبا عفطية .. في بلدان نفطية... " !!

الغريب في منطقتنا الأقليمية أن الجميع يعرفون قيمتهم الصفرية، لكنهم يتحدثون بلغة الميغا، والكيكا، ويرفع بعضهم صوته، يشتم، يتوعد، يغير مجرى نهرا، يغلق مضيقا، يحرق آبارا للنفط، يبني ميناءا على محرم الرصيف.. يزهو بالنصر أمام الميكرفونات وكاميرات الموبايل.
والغريب جدا هو ما لمسناه نحن العراقيين وبالتحديد منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي أن كل أنظمة المنطقة، لا بل حتى شعوبها صارت تنتظر إلينا شزرا وإستصغارا لا بل أكثر "اشقاؤنا العرب" صاروا يستعرون منا... لا بل صار كل من "هب ودب" يتدخل في شؤوننا، ويصنفنا مثلما يريد! ومنهم من وصلت به المراهقة إلى أن يقدم خدماته للأمريكان ساخرا منهم بأنه على إستعداد لسد فراغ قواتهم فيما لو رغبوا في مغادرة العراق! منهم هدد بفتح باب الجحيم على العراقيين إذا لم توفي بغداد بتعهدها في الإستمرار بمنح "عمانه" النفط بسعر رمزي.. كيف لا فهذه أرض قوم لوط!! ومنهم من جاهر بتدريب القاعدة خدمة للقومية العربية العصبوية الأسلامية والأخذ بأيديهم نحو العراق، ومنهم رفع ساطورا بيده نحو منائر الرحمة والزهد في سامراء، ومنهم، ومنهم.. والقائمة من الطبيعي أن تطول.. ربما لان "لو طاح الجمل .. كثرت سجاجينة"
وآخرهم وربما ليس الأخير هو: السلطان، الباشا، سبع الأناضول- رجب طيب أوردغان الذي بحكم موروثه يعرف من أين يؤكل العرب. فأجداده كانوا بارعين في تزويد هارون الرشيد بالغلمان "من ذوي الأطواق" كما يصفهم أبو نؤاس وبالحوريات...
باشر أوردوغان في العام الماضي بمشروعا شيطانيا نافق فيه علينا عندما مجـد ثورة الحسين ولعن " السعودية" التي كما وصفها تريد اللعب على وتر الطائفية وطالبها علانية أن تكف من من إثارة النعرات الطائفية بين صفوف المسلمين – شي حلو! وفي نفس الوقت الذي رعى فيه مشروع نصرة السنة وعمل مؤتمرا للموتور "عدنان الدليمي" قام بإرسال مواكب "العلي اللهية" على أنهم شيعة تركيا! لزيارة كربلاء. هنا لا بد القول أن كربلاء باب مفتوح لكل مسلم.. وللأسف تمهد الطريق لشركاته المعروفة عالميا بخبرتها في النصب. غير أنه بعد أن عرف بأن " طيرنا لا يخدع"- كما قالها الشيخ الوائليرحمه الله وبالتالي لم تحصل أي من الشركات الأردغانية على شيء خرج "ببرتاوة جديدة" على العراقيين على أنه – حامي حمى السنة- ياللعجب؟
والغريب هنا أن نشاهد في اليوم التالي "عمار- الغير حكيم" في حضرة الباشا أوردوغان وكأنه يلتمس العفو منه.. " إمروتك إحرك العراق وكردستان ولا توقف مواكب إخواننا الأتراك" لله در الديمقراطية التي جلبت لنا "سياسيين- بالة" يتحالفون مع الخارج ويستنكفون من شد أزر بعضهم البعض في الداخل. طبعا يجب أن لاننسى أحدى سيناريوهات أوردوغان "البوزة على سفير إسرائيل" التي خرج لنا فيها على شاشات التلفاز بأنه الفارس المتحدث بإسم القضية الفلسطينية، وما تبعها من إرسال سفينة غزة. السؤال هنا ما سر الظهور المفاجيء لهذه الموهبة؟ ولماذا هو الآخر يحشك نفسه في امور العراق بالذات؟

الحقيقة أنا مثلكم محتار في تفسير جميع ظواهر "السرسرة السياسية" التي تفرض نفسها على مجرى الأمور في العراق! وكثيرا ما أتساءل مع نفسي:
هل أن العراق صار فعلا مستباحا لهذه الدرجة؟هل رخصنا لهذا الحد؟ رحم الله الباشا نوري سعيد الذي درس وتدرب في في مدارس ومعسكرات الإستانة، لكنه لم يساوم الأتراك يوما على العراق؟
قد نغوص بعيدا وعميقا في أفكارنا حتى نجد تخريجا لمثل هذه التدخلات من دون أي فائدة!
لكنني تذكرت في لحظة تأمل أحدى حكايات عمي "هاشم مهاوي" ربما ستساعدنا في تفسير الأمور:
عمي هاشم مهاوي زينة رجال، مهاب، متحدث دواوين بارع ، في طبيعته قليل الكلام، لكنه إذا تحدف في موضوع ما فأنه يسرد قصة ممتعة- أكثر الأحيان على لسان الحيوان- ثم يعود فيربطها بالموضوع ويفاجيء الديوان والحضور بحلا شافيا واضعا إصبعه على الجرح تماما.
تعودت أن استفزه عندما أريد أن أستخلص منه شيئا ما.
ذات يوم وأثناء إشتداد الحصار على العراق في التسعينات، وكيف كان إعلام صدام يحاول أن يظهر بأن هذا الحصار سوف يتآكل وأنه سوف لن يطول. فقد زار العراق حينها وزير الخارجية الروسي – بريماكوف وصرح بأن روسيا ستسعى لكسر الحصار المفروض على العراق.. فإستغليت هذا الموضوع وباغتت به عمي هاشم. لكنه لم يجبني! أعدت عليه نفس الخبر وطلبت منه أن يركز بأن روسيا ستكسر حصار أمريكا على العراق! غير أنه لم يزل لم يكترث.... وبعد لحظة صمت ثم قال لي سأروي لك هذه الحكاية:
" في زمان كبل لم تكن هناك مضخات تضخ الماء من النهر للأراضي الزراعية، لذلك إعتمد الناس على- النواعير التي هي عبارة عن "سطولة" أو دواليب ماء معلقة بشكل ما على دولاب خشبي يديره في الغالب حصان. وحتى يحافظ مالك الناعور على ناعوره وجد وبالتجربة أنه من الضروري أن يخصي الحصان حتى لا تثيره أي فرس تمر بالقرب منه لإنه إذا إنثار يعني يتفلش الناعور.
مكان الناعور في الغالب منطقة حلوة، فهي في الغالب مظللة بالأشجار، والماء متوفر فيها 24 ساعة لذلك هي دائما مليئة بالعشب.
ذات يوم وقف بالقرب من الناعور أربعة حصن (جمع حصان) – يعني فحلة تمام!
يشربون الماء من ساقية الناعور، بالقرب من حصان الناعور "المخصي طبعا". لم يهتم حصان الناعور لهم وإستمر في دورانه المتواصل. في هذه الأثناء مرت مهرة (أنثى الحصان) على بعد من منطقة الناعور فشاهدها الحصن الأربعة. فراحوا يصهلـون بشكل متواصل. وعندما سمعهم حصان الناعور المخصي راح هو الآخر يصهل مثلهم!! فإنتبه صاحب الناعور وخاف على ناعوره، وركض بإتجاه حصانه وتأكد من أنه يصهل فعلا! فتعجب! وسأله أحقا هذا أنت من يصهل؟ فهز الحصان له رأسه مؤكدا ذلك، لكنه في نفس الوقت غمز لصاحبه ( مالكه) وعض له شفته كإشارة أن يسكت الآن! غير أن صاحب الناعور خاف كثير وسأل حصانه من جديد: ولكني أخصيتك بيدي؟ ومتأكد من أنك لا تملك أي غريزة جنسية فكيف تصهل الآن؟ فرد عليه الحصان كلامك صحيح مئة بالمئة، وأنا أعرف ماتعرفه، لكن رجاءا أتركني الآن... وراح يصهل من جديد! فصاح عليه صاحبه هل يعني هذا أنك غير مخصي. فرد عليه الحصان: يا أبن الحلال عوفني هسة ... لأن مادام هذولة الأربعة يمي آني لازم أصهـل..
وإلا ترا ..... راح ينيجــوني! "

أعتقد بأن حراك كل واحد من أنطمة الشرق الأوسط لا يتعدى كونه صهيلا!
غير أن السلطان أودوغان أكثرهم صهيلا رغم أنه يعرف تماما أننا نعرف بأن أمريكا والغرب قد أخصوا تركيا منذ الحرب العالمية الأولى. ثم جاءت إسرائيل وأخصتها من جديد وبنت عليها سدودا ستراتيجية لتغيير مجرى نهر الفرات بعد تصفية سوريا وجزيرة العرب بعد جولات " الربيع العربي"
لكننا مجبرين أن نسمع الصهيل التركي بصوت أوردوغان.
تعال معي عزيزي القاريء لنراجع أنا وأنت كل واحد من أنظمة المنطقة التي تحيط بالعراق فماذا ستتوقع نجد؟ لا شيء الكل مخصيين (حسب حكاية عمي هاشم)
الكل أودعوا خصيانهم بأيدي أمريكا أو إسرائيل......
الكل جبان، الكل لايحترم ناسه ولا حدوده، ولا حتى سمعته. كومة سرسرية يتحدثون بإسم العروبة والإسلام ويتخندقون وراء هدف واحد هو تمزيق العراق، قتل أبناؤه، سلب ثرواته. يسعون متفانين متكاتفين لمحو العراق من الخريطة.... غير أن العراق سيبقى شوكة في عيونهم لأنه عراق سيدنا إبراهيم (ع) الذي تنتمي إليه كل حضارات وأديان بني البشر.
العراق هو الزقورة، هو المسجد، هو الحسينية، هو النهر، هو الناعور، هو الخضرة، هو الفي، هو الوزرة، هو الشيلة، هو المردي، هو الكطان، هو الفاله، هو المكوار الذي سيكسر رؤوس كل المخصيين الذين يصهلون ليل نهار.






مهدي صالح المالكي
2 شباط 2012



#مهدي_صالح_المالكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيت مرجانة وهو فصل من كتاب حول العراق إسمه (رحلة إلى أصلنا) ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي صالح المالكي - اوردوغان أكثرهم صهيلا