أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - التمائم والتعاويذ في العصر الاسلامي















المزيد.....


التمائم والتعاويذ في العصر الاسلامي


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 20:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


السحر والتمائم في الاسلام المبكر

جاء ذكر السحر والوسوسة والتطير والانصاب والازلام والنفث في العقد وعين الحسد والوشم والرقية والتمائم والتبرك إما في القرآن مباشرة او في الحديث والتراث الاسلامي المبكر.
والقرآن يقول ان الناس تتعلم السحر من الشياطين (البقرة 102) وان محمد قال " حد الساحر ضربه بالسيف"، وان حفصة ام المؤمنين لما علمت ان جارية لها تتعاطى السحر قتلتها. المثير انه لم يتمكن احد من البرهنة على قدرات سحرية فعلية، ووصل الامر الى وضع جائزة بمليون دولار لمن يبرهن على قدرة على ممارسة السحر. ومع ذلك لازال يجري قتل السحرة في السعودية حتى اليوم، على الرغم من وجود حديث اخر يجعل السحر مجرد موبقات في مستوى الربا والقذف التي ليس حدها القتل. قال : ( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : ( الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ ) .

في سورة الفلق نرى الاية "النفاثات في العقد". يقول الشيخ العثيمين: " هن الساحرات، (النساء) يعقدن الحبال وغيرها وتنفث بقراءة مطلسمة على كل عقدة وهي بنفسها الخبيثة تريد شخصا معينا، فيؤثر هذا السحر بالنسبة للمسحور".
والاية "ومن شر حاسد إذا حسد" يقول:" العين التي تصيب المُعان.. خرج من نفسه الخبيثة معنى لانستطيع ان نصفه فيصيب بالعين، ومن تسلط عليه احيانا يموت واحيانا يمرض واحيانا يجن".
وحسب العثيمين، فالحاسد يتسلط على الحديد فيوقف إشتغاله وإن اصاب السيارة بالعين فتتوقف اوتعطل وربما يصيب رفاعة ماء فتعطل او حراثة الارض.
في القرآن { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم } القلم / 51 وفي الحديث يقول:" العين حق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " العين حق ولو كان شيء سابَق القدر لسبقته العين " . رواه مسلم ( 2188 ) من حديث ابن عباس . والفقه الاسلامي يأخذ مسألة العين بجدية فائقة تصل الى حد الموت.
واكثر من ذلك، فقد قال : " أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس – يعني : بالعين يقول ابن القيم :
لذلك يمكن تفهم خوف الفقهاء الذي وصل الى حد الحكم بالسجن حتى الموت على من يتهم بالعين. قال ابن القيم: وقد قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء : عن من عرف بذلك حبسه الإمام ، وأجرى له ما ينفق عليه إلى الموت ، وهذا هو الصواب قطعا .. " زاد المعاد " ( 4 / 167 ) .

وايمان القرآن بالنفث والرقى والسحر اشارت اليه، ايضا، الاية { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } البقرة / 102
والمعنى حسب الطبري، ان من حفظه الله من مكروه السحر والنفث والرقى فإن ذلك غير ضاره ولا نائله آذاه.

ولكن الرسول نفسه اصيب بالسحر وناله آذاه ولم تنفعه الاية السباقة او التي تقول (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) قالت عائشة رضي الله عنها :" إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله وهو لم يفعله فجاءه الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام فأخبره بما وقع فبعث من استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار فأتلفه " وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء. ويقال ان موت النبي المبكر كان بسبب تأثير السم الذي وضعته له أمرأة يهودية، فأنقطع الابهر منه، حسب الحديث (راجع الحاشية الاولى).

دخول الجن في بدن الإنس
في الاسلام، كما في المسيحية وبقية الاديان، بما فيه الوثنية، هناك اعتقاد بالارواح الشريرة القادرة على دخول جسم الانسان وسكنه والاستيلاء عليه. ولطردها يتطلب الامر تتدخل الكهنة بتعاويذهم وقراءاتهم وطلاسمهم وتمائمهم. وعلى الرغم من ان الاسلام لايقبل بالتمائم إلا ان طرقه البديلة ايضا منحدرة عن التاريخ الوثني للانسان. على موقع الاسلام سؤال وجواب نرى:
يمكن للجن أن يصيب الإنس بمس ، وقد ذكره الله تعالى في كتابه , في قوله : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) البقرة/275 .
وانظر جواب الأسئلة (تلبيس الجني بالانسي) و ( في بيته جني ) و ( المس وحقائقه) و ( حول دخول الجن جسد الانسان ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) البقرة /275، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) " انتهى .
" مجموع الفتاوى " ( 24 / 276 ، 277 ) .


التعاويذ والرقي

تنتشر التعاويذ والرقي بقوة في ممارسات الطقوس الاسلامية وعلى الاخص لمكافحة عين الحسود والسحر واخراج الارواح الشريرة والشياطين. ومنها قراءة ترنيمات مقدسة مثل المعوذتين، ومنها طحن سبع وريقات من السدر ووضعها في ماء وقراءة ترنيمات مقدسة عليها وشربها (فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد)، وهي ذات الطقوس التي كانت تمارس في العصر الاشوري.

والماء لاغنى عنه في طقوس شفاء عين الحسد، فهي طقوس غاية في القدم، جاء في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث والافتاء، لعلماء الوهابية السعودية " " ( 1 / 186
وإذا علم أن إنسانا أصابه بعينه أو شك في إصابته بعين أحد فإنه يؤمر العائن أن يغتسل لأخيه فيحضر له إناء به ماء فيدخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجه في القدح ويغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل إزاره ثم يصب على رأس الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله . ويقال انه الغسل الذي امر به محمد لعامر بن ربيعة

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا رقية إلا من عين أو حمة " الترمذي 2057 و أبو داود 3884 ، وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : " باسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوِّذ الحسن والحسين ويقول: " أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة " الترمذي ( 2060 ) وأبو داود ( 4737 ) ويقول : " هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل عليهما السلام " ، رواه البخاري ( 3371 ) .

وعلى الرغم من ان حديث يقولا لارقية الا من عين او حمة، ومعرفة النبي برقية تعود الى ايام إبراهيم نجد انه عرض عليه رقية من رقى الجاهلية واقرها، على الرغم من انها لا في العين ولا في الحمة ولا من اصول مقدسة.
وصلنا ان الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن صدار بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن عقب، (حسب الطبقات الكبرى، والاستيعاب لعبد البر القرطبي) كانت ترقي في الجاهلية، وأنها لما هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدمت عليه فقالت:
يا رسول الله، إني كنت أرقي برقى الجاهلية، وقد أردت أن أعرضها عليك..
قال: اعرضيها علي ،
فعرضتها عليه فكانت من النملة (قروح تخرج من الجنب)،
فقال: ارقي بها وعلميها حفصة ( راجع الحاشية الثالثة)

والغريب ان يصل البعض الى القول ان محلول ورق القرآن يصبح شافيا، على الرغم من تحريمهم تعليق القرآن على انه بدعة، وعلى الرغم من ان اقتراحهم ايضا ليس من عهد الرسول، ويتوافق مع العادات الوثنية القديمة.
قال ابن القيم - رحمه الله - ورأى جماعة من السلف أن تكتب له - للعين - الآيات من القرآن ، ثم يشربها 0 قال مجاهد : لا بأس أن يكتب القرآن ، ويغسله ، ويسقيه المريض ، ومثله عن أبي قلابة 0 ويذكر عن ابن عباس : أنه أمر أن يكتب لامرأة تعسر عليها ولادتها أثر
من القرآن ، ثم يغسل وتسقى 0 وقال أيوب : رأيت أبا قلابة كتب كتابا من القرآن ، ثم غسله بماء ، وسقاه رجلا كان به وجع ) ( الطب النبوي – ص 170 ، 171 )

وقد جرت العادة عندنا أنهم يأخذون من العائن ما يباشر جسمه من اللباس مثل الطاقية وما أشبه ذلك ويربصونها بالماء ثم يسقونها المصاب ورأينا ذلك يفيده حسبما تواتر عندنا من النقول ) ( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1 / 196 ) (، لعبد الله الجبرين المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين – ص 237 )

واحدى اكثر الاساليب قدما هو محاولة خداع العين والارواح الشريرة تارة بالرسم على الوجه من خلال الوشم او الاصباغ او بتغيير الاسماء واستخدام الاسماء القبيحة، وهي عادة بقت موجودة في العالم العربي حتى خمسينات القرن الماضي. في هذا المسار نرى التالي:
قال محمد بن مفلح وليحترز الحسن من العين والحسد بتوحيش حسنهN ) ( الآداب الشرعية – 3 / 60 )
قال ابن القيم: ومن علاج ذلك أيضا والاحتراز منه ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه ، كما ذكر البغوي في كتاب " شرح السنة ": أن عثمان – رضي الله عنه – رأى صبيا مليحا ، فقال : دسموا نونته ، لئلا تصيبه العين ، ثم قال في تفسيره : ومعنى : دسموا نونته : أي : سودوا نونته ، والنونة : النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير ) ( الطب النبوي – ص 173 )

عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال: «لُعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء».
ومنه نرى انه حتى النبي كانت لديه قناعات ان الوشم له جوانب علاجية، بالذات كما يردد كهان العالم القديم. والوشم عم جميع بلاد المسلمين، وعلى الاخص بين النساء لاسباب جمالية، بالدرجة الاولى، حتى عقد الحمسينات. كما ان تحريم الوشم يملك اصولا يهودية إذ ان سفر اللاويين 28:19 حرمه بنص، في حين ان الاسلام حرمه بحديث.

قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
إن من أسباب كثرة المصابين بهذه الأمراض - يعني الصرع والسحر والعين والحسد- إعراضهم عن التحصين بالذكر والأوراد والأدعية الشرعية ) ( فتح المغيث – ص 4 ) 0، وهذا الرد شائع لدى جميع كهنة الاديان.

والاحجار الكريمة نجدها في قصة السيدة عائشة عن حادثى الافك التي جرى ذكرها في صحيح البخاري، المغازي، نجد انها تذكر عقدها " من جزع صفار" الذي انقطع واضطرت للبحث عن خرزاته فنست نفسها فتركها الركب فعادت مع صفوان بن المعطل على انفراد، فنزلت آية الافك. والجزع ( حسب العسقلاني) بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها مهملة: خرز معروف في سواده به عروق بيضاء ، قال التيفاشي: يوجد في معادن العقيق ومنه مايؤتى به من الصين، وقال: وليست في الحجارة اصلب جسما منه، ويزداد حسنه إذا طبخ بالزيت لكنهم لايتيمنون بلبسه ويقولون من تقلده كثرت همومه ورأى منامات رديئة، وإذا علق على طفل سال لعابه. ومن منافعه إذا أمر على شعر المطلقة سهلت ولادتها" فتح الباري لابي حجر العسقلاني.
وقال الإمام علي بن أبي طالب: خرج علينا رسول الله (ص) وفي يده خاتم فصه من جزع يماني (حجر الأونيكس), فصلى بنا فيه, فلما قضى صلاته دفعه إلي وقال: يا علي تختم به في يمينك, وصل فيه أما علمت أن الصلاة في الجزع سبعون صلاة, وأنه يسبح ويستغفر وأجره لصاحبه. (للمزيد عن خصائص الجزع اليماني، راجع ديانا احمد)



في العالم الاسلامي اليوم

ولا تزال بعض الشعوب، مثل أهل إيران، والهند والصين يسود بينهم اعتقاد جامح أن (حجر الجاد) يقي صاحبه خطر الإصابة من أمراض القلب، وأن حجر الفيروز يبعد عن صاحبه الكثير من المخاطر والشرور·

أما في بلاد النوبة فيتزين الرجال بخاتم به فص أبيض من الأحجار الكريمة، يعتقدون أنه يقي صاحبه من لسع العقارب·

وتحتل الخرزة الزرقاء والكف مركز الصدارة في عالم اليوم، فلا يكاد يخلو منها صدر امرأة أو مرآة سيارة، فالناس لازالوا يعتقدون أن بها قوى سحرية تقي صاحبه وتدرأ عن سيارته الحوادث·

والنساء يعتقدن أن الخرز الأزرق والكفوف تقي من الحسد، والكف المعروف (بالخمسة وخميسة) إما يُعلق أو بدلاً منه تدفع المرأة بكف يدها بعد فرد الأصابع الخمسة في وجه من تظنها حسودة مع ذكر العدد خمسة ومضاعفاته أو كلمات مرتبطة به كقولهن (اليوم الخميس) (الطفل وزنه خمسة كيلوغرامات)·

والنساء يفعلن ذلك بالوراثة عن تقاليد غائرة في العمق تعود إلى طقوس السحر البابلية التي تؤمن بأن لكلٍّ عدد ولكل حرف خواص، وأن العدد خمسة وكف اليد بها ذبذبات طاقة الدفاع وحتى تمنع الأذى عن جسم الإنسان أو ما يخصه إذا ما دُفعت في وجه الحسود·

وفي الأعراس يستخدم الناس البخور، ويرشون الملح، وهم لا يعلمون ان أصل هذه العادة اشوري، على الاقل، لكنهم يمارسونها وتعتبر من الأدوات التي كان يستخدمها السحرة والكهنة قبل الاسلام وبعده، وكانوا يحرقون البخور أمام الأصنام والسحرة لاسترضاء من يتعاملون معهم من الجن، وفي العصر الاشوري كان يستخدم البخور لتظهير المكان لاستقبال الله او وحيه، وتختلف رائحة البخور حسب العمل المطلوب، فإذا كان المطلوب فك سحر، استخدم البخور طيب الرائحة، أما إذا كان المطلوب عمل سحر سيئ فالبخور المستخدم يكون خبيث الرائحة·

وفي ريف مصر ابتدع العامة رقية توارثوها جيلاً عن جيل خلطوا فيها بعض جمل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض العبارات المبهمة، ثم وقع في وجدانهم أنها رقية السيدة آمنة بنت وهب للرسول صلى الله عليه وسلم، وعبارات الرقية: (حدارجة بدارجة من كل عين سارجة، يا شجرة بلا ورق الغم والحزن والحسد عنك يتفرق··· أم النبي رقت النبي بالصلاة على النبي اللهم صلى عليه)·

وينتشر بين الناس لمس الخشب او الطرق عليه، لدفع ضرر الحسد. واصل هذه العادة ان قبائل الغابات، كانت تعتقد ان الارواح تعيش في جذع الاشجار وانها تبقى فيه حتى بعد قطعها. وعند الطرق على الاخشاب تختفي هذه القوة الخفية التي تكون قناة سرية لتحقيق الضرر. ولازالت العادة منتشرة في بلاد اوروبية وافريقية، واحيانا من باب التمسك بالتقاليد ، مع عدم الايمان بمضمونها.

ثم تُقص ورقة على شكل آدمي وتوخز بالإبرة مع ذكر عبارة (من عين فلان) ويُسمى الأشخاص وتُكرر العملية حتى تُخرق الورقة كلها ثم تُحرق ويُبخر بها المحسود أو الشخص المراد رقيته·
والى جانب ماذكرناه اعلاه وهو موروث قديم عن الحضارات السومرية والاشورية اصحنا اليوم نضيف اليهم آية الكرسي والمعوذات الثلاث للهدف ذاته التي كانت تستخدم فيه الاحجار والطلاسم.

والتمائم كانت تستخدمها ليس فقط بلاد الرافدين وانما ايضا الحضارة المصرية القديمة فهناك تميمة توت عنخ آمون المزينة بالثعبان لطرد الارواح الشريرة وتميمة السلحفاة ترمز للحكمة والوقاية من السحر وتميمة الجعران التي تمنح القوة. وفي العصر الفاطمي انتشرت تميمة الهلال واليوم اشتهرت تميمة القرآن من الذهب والفضة.

اشهر التمائم المنتشرة في العالم العربي اليوم

الخمسة والخميسة (في اللهجة المصرية) وهي كف اليد ، الخرطوش الملكي، المصحف، العين، الثعبان، الهلال ، المرفوع على مئذنة المسجد، النجمة الموجودة علي جدران المساجد، ولفظة "ما شاء الله".
فضلا عن تمائم الأحجار الكريمة التي لها دلالة علاجية مثل حجر الزبرجد الأخضر لزيادة النضارة والشباب، وحجر الفيروز الأزرق لطرد الحسد. كما لازال يستخدم الوشم على الوجه والايدي والارجل وهناك العديد من الدقات ولكل دقة وظيفتها الخاصة لدفع الشر تماما مثل التميمة. والوشم عادة منحدرة عن البابليين والاشوريين ويستخدم رماد الخشب ومسمار لرسم الدقات على الجسم ومنع دخول الارواح الشريرة اليه.


حاشية اولى


فصل
فى هَدْيه صلى الله عليه وسلم فى علاج السُّمِّ الذى أصابه بخَيْبَر من اليهود
ذكر عبد الرزَّاق، عن معمر، عن الزُّهْرىِّ، عن عبد الرحمن بن كعب ابن مالك: أنَّ امرأةً يهوديةً أهدَتْ إلى النبىِّ صلى الله عليه وسلم شاةً مَصْلِيَّةً بِخَيْبَر، فقال: ((ما هذه)) ؟ قالتْ: هَديَّةٌ، وحَذِرَتْ أن تقولَ: مِنَ الصَّدَقة، فلا يأكلُ منها، فأكل النبِىُّ صلى الله عليه وسلم، وأكل الصحابةُ، ثُم قال: ((أمسِكُوا))، ثم قال للمرأة: ((هل سَمَمْتِ هذه الشَّاة)) ؟ قالتْ: مَن أخبَرَك بهذا ؟ قال: ((هذا العظمُ لساقها))، وهو فى يده، قالتْ: نعمْ. قال: ((لِمَ)) ؟ قالتْ: أردتُ إن كنتَ كاذباً أن يَستريحَ منك النَّاسُ، وإن كنتَ نبيّاً لم يَضرَّك، قال: فاحتَجَم النبىُّ صلى الله عليه وسلم ثلاثةً على الكاهِلِ، وأمَرَ أصحابَه أن يَحتجِمُوا؛ فاحتَجَموا، فمات بعضُهم.
وفى طريق أُخرى: ((واحتَجَمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على كاهِلِه مِنْ أجْل الذى أكَلَ من الشَّاة، حَجَمَه أبو هِندٍ بالقَرْنِ والشَّفْرة، وهو مولىً لبنى بَيَاضَةَ من الأنصار، وبقى بعد ذلك ثلاثَ سنين حتى كان وجعُه الذى تُوفى فيه، فقال: ((ما زِلْتُ أجِدُ من الأُكْلَةِ التى أكَلْتُ مِن الشَّاةِ يومَ خَيْبَرَ حتى كان هذا أوانَ انْقِطَاعِ الأَبْهَرِ مِنِّى))، فتُوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً، قاله موسى بن عُقبةَ. 4/72
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: إني لأجد أثر السم الذي أكلت بخيبر وهذا أوان انقطاع الأبهر مني
بأبي وأمي أنت يا رسول الله.

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ ، فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ : أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ ، قَالَ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ . رواه البخاري ( 2474 ) ومسلم ( 2190 ) .

ويقول الحافظ في الفتح: وَرَوَى اِبْن سَعْد عَنْ شَيْخه الْوَاقِدِيِّ بِأَسَانِيد مُتَعَدِّدَة فِي قِصَّة الشَّاة الَّتِي سُمَّتْ لَهُ بِخَيْبَر ، فَقَالَ فِي آخِر ذَلِكَ : " وَعَاشَ بَعْد ذَلِكَ ثَلَاث سِنِينَ حَتَّى كَانَ وَجَعه الَّذِي قُبِضَ فِيهِ . وَجَعَلَ يَقُول : مَا زِلْت أَجِد أَلَم الْأَكْلَة الَّتِي أَكَلْتهَا بِخَيْبَر عِدَادًا حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَان اِنْقِطَاع أَبْهَرِي " عِرْق فِي الظَّهْر وَتُوُفِّيَ شَهِيدًا اِنْتَهَى



الحاشية الثانية
سورة الفلق :" بسم الله الرحمن الرحيم*قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* َمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقد* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"

( إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ )

( قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ )

الحاشية الثالثة
الرقية الاسلامية استمرار للوثنية
ذكر بقي بن مخلد أن الشفاء (بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن صدار بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن عقب، حسب الطبقات الكبرى، والاستيعاب لعبد البر القرطبي) كانت ترقي في الجاهلية، وأنها لما هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قدمت عليه فقالت:
يا رسول الله، إني كنت أرقي برقى الجاهلية، وقد أردت أن أعرضها عليك..
قال: اعرضيها علي ،
فعرضتها عليه فكانت من النملة،
فقال:
ارقي بها وعلميها حفصة
فكانت تقول:
بسم الله صَلوبٌ حين يعُودُ من أفواهها ولا تضر أحدًا
اللهم اكشف البأس ربّ الناس ،
فكانت ترقي بها على عود كركم (زعفران) سبع مرات، وتقصد مكانًا نظيفًا ثم تدلّكه على حجر بخلّ ثقيف، وتطليه على النملة. (رواه الحاكم في المستدرك).
وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا تعلّمين حفصة رُقيةَ النَّملةِ كما عَلَّمْتِيْها الكتابةَ
(رواه أحمد في مسنده).

وقد رخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرُّقية من الحمى والعين والنملة.
والنملة كما هو معروف عند الأطباء هي نوع من القروح تخرج في الجنب وغيره من الجسد.
قال ابن قتيبة:
النملة قروح تخرج في الجنب.
وفي اللغة قال أبو عبيد: قال الأصمعي:
هي قروح تخرج في الجنب وغيره.وقال الثعالبي في فقه اللغة:النملة:بثور صغار مع ورم قليل وحكة وحرقةوحرارة في اللمس تسرع إلى التقريح.
وقيل:النملة داء معروف، وسُمّي نملة لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه. ويصفها أطباء العصر الحديث بأنها مرض جلدي يشبه نوعًا من أنواع الأكزيما.
عن ابن عمر عن رسول الله قال: {لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة}. وايضا اليهود في سفر اللاويين: 28،19




(1) ضوء
(2)Four leaf clover
(3)(A. E. Waite, The Occult Sciences [Secaucus, NJ: University Books, 1974], 111).
(4)Om or Aum (also Auṃ, written in Devanāgari as ॐ and as ओम्, in Sanskrit known as praṇava प्रणव [lit. "to sound out loudly"], Omkara, or Auṃkāra (also as Aumkāra) ओंकार (lit. "Auṃ form/syllable")



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمائم والتعاويذ، من الوثنية الى الاسلام- 1
- الارضاع والاثارة الجنسية
- الشمس والصليب في المعتقدات القديمة
- البغاء المقدس : الرحمة، بقايا الاله الام 4/5-5
- دور الكاهن الخنثى في البغاء المقدس، 2-5/3
- البغاء المقدس في اليهودية، 1/5
- لماذا لاتنشأ انواع واجناس جديدة اليوم!
- البسيكوباتي والقيم الاخلاقية
- العلاقة بين الذكاء والمجتمعات المتخلفة
- الاصل التاريخي للختان ومبررات اليوم
- من الله الى الكمبيوتر
- الربات التي انتصر عليهن الله
- الموديل الهلوغرامي: التخاطر ومعرفة الماضي والمستقبل
- الموديل الهلوجرامي: الوعي وتزامن الاحداث
- الموديل الهلوجرامي: الوعي واللاوعي
- الموديل الهلوجرامي للكون - الدماغ الهلوجرامي
- الموديل الهلوجرامي للكون - فيزياء الوهم
- حقيقة الكوارث العشرة وخروج شعب اسرائيل
- هل اسس القرآن لدونية ووضاعة الانثى في العقل الاسلامي؟
- هل يؤثر اللعان الالهي المقدس على سلوك واخلاق المسلمين؟


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - التمائم والتعاويذ في العصر الاسلامي